طاب الزمان
بمناسبة ذكرى ميلاد سيد الكونين
طاب الزمانُ وطابت الأيـامُ وغـشي السرورُ الغـورَ والآكام
ضاءت رحابُ الأرض ِ نـورًا وامتـلت أرجاؤها بالخير والانعام
وتبدلت شـنآتها بمحـاسـن ٍ والشـؤمُ صـار مُنَكَّـس الأعلام
والبغيُ ولـّى هاربًا من بعـد مـا حلقاته كـانت لها استحكام
وتشرّف الإسلام فخرًا وازدهى بوضوع ِماحيَ الرجـس والآثام
أكـرِم به من مولدٍ زال الخنى والرجـس والأنصـاب والأزلام
أكـرِم به يومـا مناراتُ الهدى إشتعلت وجـاء الوحيُ بالأحكام
يـوم ٌ به وُضِـع النبيُ محـمدٌ ياحُســنَ ذاك اليوم فـي الأيام
اللـه ُ أكبـرُ ذا الإمـامُ المرتضى ذا أحمـدُ ذا صفـوة العلاَّم
بدرُالدجى علمُ الهدى بحرُ الندى كنزُ الصـفات ومبرىءُ الآلام
هـذا الذي مولاه شـرَّفـَهُ كما أعـطاه فـوق تصـوّرِ الأوهام
ذا أكرمُ المخلوقِ عـند مليكه بل في المفاخـر ذروة ٌ وسنام
يضوي له قمرُ السـماء محـبة ً وبـه إلتجـين نوافرُ الآرام
تسعى له الأيكات طَوع إشارة وانهلَّ ماءُ المزن ِ وهـو سجام
أسـرى بـه مولاه حيـن أراد أن يوليه منه جلائـل الإكرام
ودنـاه حبـا بل حُـظـي بكلامِـه ورآه بالعـينين لا كمنام
ورفع له الذِكرَ وشـاد منارَه وهـداه نهـجَ الحـق ِ بالإلهام
ورَفع له كـل الورى مستشفِعًا في أمرهـم بالنقـض ِ والإبرام
ولأجلِه خُلِق الأنـامُ جـميعهم ولقومـه جُعِـل الجـنان لِزام
وحباه في الذِكر الحكيم ِمعاجزًا لِتَدُكَّ عـزم َ الكفر ِ بالإرغـام
صرع الفصاحة َ والبلاغة َ أيما ومحى طلاسـمَ راهبي الأصنام
فغدت دياجيرُ الخنى ممحوة ً وحسـى على راس ِاللئام رغام
يافخــرنا ياقـوم أحمـد إننا بين الأنــام ِ لنا رفـيعُ مقام
بشـرى لنا طوبى لنا أبـدًا فما أحـدٌ سـوانا خـُصَّ بالإكرام
فلنا لواء ُ الحمدِ يوم نـشـورنا وبنـا يُبـاهي أحمـدُ الأقوام
فعليه صلـى الله ُمـا اخضـرَّت رُبى في طيبة أوثم فاح خـُزام
وعلـى صحابتـه وآل فضـله أسنـى تحيـات وأزكـى سـلام
وبحقه ياحـق هـِبـهُ مواهـبا حَسَــنُ يرومُ الفوزَ بالإسـلام
واشمل لوالده الشهيرُ بطلحة وأقبله يـاذا الفضــل ِ والإنعام
ولتابعيه من لدنـك مراحـا تتـرى مـدى الأزمـانِ والأيام
الحسن محمد طلحة
سنة 1932 م