ورحلت يا صديق الشعب الإريتري..توثيق لعلاقة سيداحمد خليفه بإريتريا(صور)

Quote: بسم الله الرحمن الرحيم “إنا لله وإنا إليه راجعون “ قال تعالى ” كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام ” صدق الله العظيم. إلى أسرة / الفقيد العزيز الأستاذ سيد أحمد خليفة ، بقلوب مؤمنة بقضاء لله وقدره أتقدم باسمي ونيابة عن زملائي أعضاء القيادة وقواعد التنظيم في مختلف أنحاء العالم بأحر التعازي وأصدق المواساة سائلين المولى القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه الفردوس الأعلى ، إنه ولي ذلك والقادر عليه . وأنا إذ أنعى أسرة الأستاذ الصحفي الكبير سيد أحمد خليفة أنعى في ذات الوقت زملاءه الصحفيين والشعب السوداني وكل شعوب القرن الإفريقي وعلى رأسهم الشعب الإرتري، الذي كان الفقيد يدافع عنه بقلمه الشجاع والصادق ، بل وقف في خندق واحد معه . سخر قلمه ومواقفه لنصرة قضيته في مرحلتي الثورة والدولة . ولم يتخل عنه حتى آخر لحظة من حياته . عرف القضية الإرترية ليس بصفة خبير دارس كما يعتقد البعض وإنما باعتباره أحد رموز النضال الإرتري . كان الأخ سيد أحمد خليفة رحمه الله سوداني المولد والنشأة إرتري الهوى والنزعة ، ومهموم بقضايا إنسان القرن الإفريقي . كنت معه على اتصال في آخر شهر مايو الماضي عبر رسالة بعد انقطاع طويل لظروف الحياة وعوامل السياسة . كان آخر لقاء جمعني به عند مشاركته في مؤتمر تنظيمنا ” جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية ” في منتصف عام 2006 م . حدثنا في الجلسة الإفتتاحية عن مختلف مراحل الثورة حديث القائد الذي صنع بعض تلك الأحداث مع رفاق الدرب . إن رحيل سيد أحمد يعد خسارة كبيرة بالنسبة للشعب الإرتري، حيث كان سيد أحمد وجريدته ” الوطن ” شركاء الشعب الإرتري في محنته بعد الإستقلال مثلما كان إبان الثورة . يتحايل على الرقيب الصحفي من أجل بث بعض مواجع وخيبات وهموم الشعب الإرتري . ألف سيد أحمد العديد من الكتب حول القضية الإرترية والتي لعبت في بلورة القضية الإرترية في المنطقة العربية ، كما كتب مقالات عديدة في مرحلة الثورة والدولة . بعد رسالتي الأخيرة له كان قد قرر تخصيص صفحة تحت عنوان “هموم وقضايا أفريقية تعنى من بين ما تعنى بشئون المعارضة الإرترية في جريدته الغراء “الوطن” كل أسبوعين على الرغم من حساسية تناول الموضوع في الصحف السودانية في ظل العلاقة القائمة بين النظامين الإرتري والسوداني . إلا أن ذلك الموقف ليس جديدا عليه، وإنما هو امتداد لمواقفه التاريخية الملتزمة والثابتة تجاه شعبنا وقضاياه. ثم أرسلت له برقية شكر على موقفه، إلا أن القدر كان أسبق على البرقية والصفحة ورحل سيد أحمد. رحل جسدا ولكنه يبقى في الذاكرة ليس في ذاكرة الأفراد بل في ذاكرة شعوب القرن الأفريقي وعلى رأسه الشعب الإرتري الذي لن ينسى أبدا مواقفه الإنسانية تجاهه حتى عندما تخلت عنه الدول . تبقى المبادئ والمواقف أما نحن فزائلون . وما نسطره بأيدينا يظل شاهدا على بعض دورنا في التاريخ الإنساني . ألا رحم الله سيد أحمد خليفة بقدر ما قدم لأهله ووطنه وجواره . أحمد محمد ناصر رئيس الهيئة التنفيذية لجبهة الإنقاذ الوطني الإرترية 22 يونيو 2010 م