و بدأت الشرارة الأولى ..... ثورة ثورة حتى النصر !!!

Quote: حديث المدينة الانتخابات في خطر ..!! عثمان ميرغني أمس أعلن الدكتور كامل إدريس تقدّمه للمنافسة على منصب رئيس الجمهورية.. وبذا – في تقديري– الباب أغلق أمام (انسحابات) مرتّبة .. كان يُقصد بها إفشال العملية الانتخابية، حيث تُخلى الساحة لمرشّح المؤتمر الوطني ويصبح تلقائياً – وقبل شهرين من موعد الانتخابات - فائزاً بالتزكية.. فيُصاب الشارع بإحساس أنّ الانتخابات تحصيل حاصل.. فتموت المتابعة وينصرف الشعب عن المشاركة فيها.. وتصبح نسخةً مكررة لما حدث في العامين 1996 ثم 2001 .. و الذي يجب أن يدركه الجميع أن العملية الانتخابية في خطرٍ حقيقي.. نظرة واحدة للمشهد السياسي تكشف كل شيء.. المنافسة الآن بين مرشَّحي المؤتمر الوطني في داخل أسوار حزبهم .. في كسلا عراكٌ كبيرٌ بين مرشّحي الوطني .. في القضارف .. في البحر الأحمر في شندي في الجزيرة وغيرها.. عدد من المستقلين أعلنوا عن تقدّمهم للمنافسة بينما بقية الأحزاب – ربما ما عدا المؤتمر الشعبي – تبدو نائمة تماماً.. وهنا مكمن الخطر.. فالانتخابات التي تُلعب من اتجاه واحد لا تمثل منافسة ديموقراطية .. حتى الأحزاب المتحالفة مع الحكومة (المنضوية تحت لافتة حكومة الوحدة الوطنية) تبدو كما لو أنها تنتظر من المؤتمر الوطني أن (يشحنها صُحبة راكبة).. لا يُسمع لها (حس ولا خبر) .. ويبدو أنّ المؤتمر الوطني اقتسم معها بعض فتات الدوائر .. لأنّ القائمة التي وزّعها إعلام المؤتمر الوطني على الصحفيين فيها فراغات في بعض الدوائر بما يشير إلى أنها الصدقة التي سيتبرّع بها الحزب للأحزاب المتحالفة معه.. على كلِّ حال.. مهما كان سوء المنظر في مقدّمات العملية الانتخابية إلاّ أن المُضي بها قُدُماً حتى آخر الشوط واجبٌ وطني مُلِحٌ وحتمي.. فهي ليست انتخابات فوز وخسارة.. هي(عتبة) مصيرية تضع الخط الأول الذي يكن أن يُبنى عليه سودانٌ مستقرٌ سياسياً.. لا يهم من يفوز أو يخسر.. المهم أن يفوز الوطن بانتخابات حقيقية(لا صورية) .. حتى ولو في النهاية فاز بكل مقاعدها حزبٌ واحد .. فالمطلوب تدشين مرحلة وطنية فيها تداول سلمي للسلطة.. والذي لا ينجح في الوصول إلى كرسي الحكم في هذه الدورة فما عليه إلاّ الانتظار للدورة القادمة.. هكذا تفعل كل الشعوب والدول المتحضرة.. وقد ملَّ الشعب السوداني بعد نصف قرن من الاستقلال لعبة (فيها أو أطفيها).. حكومة تحكم .. تراقبها معارضة رشيدة.. تلك هي كفتي الميزان للاستقرار.. وحينما نصبح دولة مستقرة تتحسّن سمعتنا الدولية (التي تُداس بالأقدام الدولية الآن).. ويقبل علينا الاستثمار وتنفتح الآفاق لإقتصاد قوي يصنع بلداً قوياً. نحتاج لتدشين حلفٍ صحفي وإعلاميٍ قوي تحت لافتة (إعلاميون من أجل الانتخابات).. فالوقت القصير المتبقي ليس فيه سوى خيارين.. دولة مستقرة أو فاشلة.. التيار