دكتور خالد المبارك وسرقة التاريخ النوبى ...(توجد صور ووثائق أحيانا)

Quote: التاريخ: الجمعة 20 أغسطس 2010م، 11 رمضان 1431هـ 47466 د.خالد المبارك صوت سوداني ليس بالسياسة وحدها: مؤتمر سوداني عالمي بلندن قال أحد الباحثين الأمريكيين أثناء مداولات المؤتمر العالمي الحادي عشر للدراسات النوبية «لندن 2 - 6 أغسطس 2010م» إن العلاقات السياسية بين بلاده والسودان أثرت سلبياً على جهوده العلمية. لكن هذا الباحث لم يتوقف عن العمل الدؤوب فقد لبى دعوة المتحف البريطاني للمشاركة في المؤتمر. ويحمد للمتحف انه استضاف المؤتمر رغم علم الإدارة بالتوتر الذي ساد العلاقات البريطانية السودانية نتيجة لتجني المحكمة الجنائية الدولية على السودان ورئيسه، يدرك الملمون بخفايا الأمور ان كثيراً من كبار المسؤولين في أوروبا لم يتوقعوا ان «يورطهم» المدعي العام للمحكمة في التصعيد الذي تعمده، بل ان اندرو ناتسيوس «المفوض الخاص الأمريكي السابق للسودان» ذكر انه حاول إثناء أوكامبو عن توجيه الإتهامات لكنه لم يفلح. الثابت من وجهات النظر السودانية ان المدعي العام أوكامبو ما كان سيجرؤ على تهوره الذي فاجأ به بعض الذين اختاروه لولا علمه بأنهم لن يجاهروا بلفظه أو ردعه. لم يوبخوه علناً لكنهم تجاهلوه عملياً حتى صار يهذي ويتخبط وهو يرى محكمته تنزوي وتتضاءل بينما يسجل السودان الانتصارات الدبلوماسية المتتالية: تضامن الاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية والمؤتمر الاسلامي والمصالحة مع الجارة تشاد التي زارها فخامة الرئيس رغم انها من الدول الموقعة على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية، بالإضافة الى زياراته السابقة للمملكة العربية السعودية ومصر وليبيا واثيوبيا واريتريا. أراد أوكامبو عزل السودان فلم يعزل إلاَّ نفسه ولم يهمش إلاَّ محكمته. ويعتبر نجاح مؤتمر الدراسات النوبية بلندن ضربة اخرى موجعة للساعين لعزل السودان. وقد صدق القائم بالأعمال السوداني السفير محمد عبدالله التوم حينما قال في كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر ان السودان يفتخر بالتراث النوبي العريق لأنه رافد أصيل من روافد بلاد ترى في التعدد والتنوع العرقي واللغوي والديني مصدر منعة ومتانة وتماسك ووحدة. وقد تزامن نجاح مؤتمر الدراسات النوبية مع زيارة الوزير البريطاني هنري بلنجهام للسودان، حيث أدلى بتصريح يشي ببعض الشروخ في الجبهة الساعية لعزل السودان، إذ قال: هناك عقوبات أمريكية وحظر أمريكي، أما بريطانيا فهي تريد علاقات تجارية واقتصادية مع السودان. ولا يعيبنا ان نعترف في هذا السياق بأن مبادرات القطاع الخاص السوداني ضعيفة مقارنة بغيرها. يكفي ان نقول إن الفاكهة الايرانية تباع في لندن وأن الزهور الكينية لها سوق رائجة، فما الذي يقعد قطاعنا الخاص عن الاقتحام، علماً بأن نتاجنا العضوي معروف ولن يحتاج لدعاية كبرى. صفوة القول إن الجبهة السياسية -على أهميتها القصوى- ليست الوحيدة، هناك الجبهة الثقافية والتجارية والرياضية أيضاً. وكلها يمكن توظيفها لكسر طوق الحصار. قد لا يقرأ البعض بشغف بياناتنا السياسية لكنهم لن يتمنعوا عن مشاهدة فرقة الفنون الشعبية او الاعجاب بلوحات الصلحي أو راشد دياب. والدرس الأهم في مؤتمر الدراسات النوبية هو تسابق الباحثين من بولندا والولايات المتحدة وفرنسا والنرويج و السويد وبريطانيا للاحتفاء بتاريخ السودان، تصدرهم كبار العلماء الذين عملوا في الدراسات السودانية عشرات السنين: بروفيسور يوسف فضل حسن، وتشارلس بونيه وبروفيسور عبدالقادر محمود ثم الجيل الوسيط الذي مثله البروفيسور علي عثمان محمد صالح والإسهام الأكاديمي للمرأة ممثلة في عميدة كلية الآداب بجامعة الخرطوم انتصار صغيرون وعدد من شباب الباحثين والباحثات. أدركت الدولة أهمية المؤتمر فحضر وكيل وزارة السياحة والآثار والمتاحف علي محجوب عطا المنان ود. حسن حسين إدريس مدير عام الهيئة القومية للمتاحف والآثار، ود. صلاح محمد أحمد - أمين أمانة الآثار الذي قدم بحثاً طويلاً لفت الأنظار. لقد بذل السودان مجهوداً جباراً - بمساعدة دولية- لحماية وإنقاذ الآثار حينما شيد السد العالي كما بذل جهوداً كبرى عند تشييد سد مروي . لكن الآثار تحتاج أحياناً لحماية أكبر بالذات في العاصمة والمناطق المحيطة بها «مثل سوبا». وقد فجعنا في العام الماضي حينما تمكن البعض من تدمير جامع قدح الدم بأم درمان رغم اعتراض المسؤولين عن الآثار على ذلك ورغم وجود حراسة وحماية للجامع الذي كان مركزا لتعليم اللغة العربية وتعليم الاسلام أثناء المهدية. كان مؤتمر الدراسات النوبية بلندن مناسبة ثقافية وضعت اسم السودان في المكانة التي تليق به. وأتيحت الفرصة في حفل الاستقبال الذي أقامته السفارة للوفود يوم 8/6 لحوار وتبادل أفكار حتى قبيل منتصف الليل. أحسنت تنظيم الحفل السكرتير الأول رويدة عزالدين حامد «أول دبلوماسية تعين بسفارة لندن» وكان ختاماً لأيام سودانية حافلة بما يشرف.