|
المؤتمر الشعبي يرد على خطاب رئاسة الجمهورية
|
2بسم الله الرحمن الرحيم
التاريخ : 18/08/2010م الرقم : م ش/ رج / 03
السيد/ وزير رئاسة الجمهورية ، المحترم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بلغتنا دعوتكم لقيادات من المؤتمر الشعبي سمّيتموها أنتم ولم تتركوا لنا إرسال الوفد ممّن نراه معنياً بالمسألة المعيّنة. وكانت دعوتكم الفاضلة إنما هي إلى لقاء تفاكري بينما الأمر لخطورته يقتضي لقاءً تشاورياً وفاقي العاقبة في قضية من أصول أزمة السودان. أما اللقاء التفاكري فصحيح أن يُدعى له الأشخاص ممّن يُرجى إسهام فكرهم والتداول بينهم في حلقة فكرية نظرية. وقد بيّنت دعوتكم موضوعات اللقاء بل موضوعه بل موقفاً يُكتب على الحاضرين الإجماع عليه، وكان الأوفق في نظرنا حيثما كانت المبادرة ما دامت القوى السياسية معنيّة، أن تلتقي مجموعة أولية من تلك القوى تُعدّ التحضيرات اللاّزمة للأمر. فالاستفتاء إجراء يستدعي الحرية ضرورةً لبسط الخيار والحوار والجدال بين مذهبيه ليتيسّر لمن يُستفتى من الناس كافّة وزن التقديرات والاتجاهات المُتاحة والحكم فيها كما يرى هو ليستقرّ عليه صوته الفاصل. والقضية تتعلّق ببنية الوطن الإقليمية الأساسية، وفي دارفور احتدمت الأزمة حتى أخذت بعض المواقف تثير قضية تقرير المصير أيضاً. ولذلك نرى أن يكون الأمر في لقاء التشاور هو أولاً الحريات الأساسية في التعبير عن الرأي كيفما ذهب والجدال في مزايا أيّما رأي في مصير السودان أو علله حتى تنضج الرؤى العامة ولا يُسيّر الخيار كُرهاً ببسط الدّعاية الجانحة الحاكمة إلى التوحّد أو التفاصل ولا ميلاً بالعواطف والشعارات العارضة. ونرى أن يحيط الحوار التحضيري بكل الإطار المتعلّق بتعزيز مصائر السودان في شتّى الأقاليم الحاضر شأن تقرير مصيره وهو الجنوب والمحتمل أن يُثار أمره، وألاّ يقتصر الأمر على تفضيل اتجاه الخيار وكبت ما سواه بل التشاور في تفاضل الخيارين وتدبير أحكم العواقب لكلّ خيار حتى نتقدّم إلى ما هو خير في كل حال، وحدة مأثورة أوثق وأعدل أو تفاصلاً في سلام ووئام ورجاء عائد. فالرأي الناصح عندنا لو تقبّلتموه أن تتلاقى مجموعة تحضيرية من كل القوى السياسية الفاعلة وأن تُعدّ للقاء تشاوري حاسم إن شاء الله فتُعيّن مَن يمثّل فيه فضلاً عن مكانه وأجله وإجراءاته، وتدرج في تداولاته قضية الحرّيات السياسية المطلقة أساساً لكلّ حياة عامّة راشدة ثم قضية الاستفتاء حول مصير الجنوب وخياراته وعواقبه واستدراك قضية دارفور التي تثاقل سير علاجها واستفحلت آثارها السالبة بالانفتاح بخطاب كلّ القوى المعنية بدارفور وطرح كلّ الرؤى الواردة، رجاء أن يخرج اللقاء بما يراه الأمثل في الخيارات مع طرح الخيار الآخر وما هو الأحكم في عواقب كل الأحوال وكيفما استقرّ خيار الشعب الحرّ : كيف يكون الجنوب وكيف تكون دارفور وكيف يكون ما أصبح هو السودان الواحد أو ما بقي منه في بنيته وكيف تسير حياته السياسية العامة ومنهج حكمه ومعاشه وعلاقاته العالمية. وهذا الرأي تشاركنا فيه قوى معلومة لديكم لا يتمّ إجماع وطني بغير إسهامها في لقاء مشترك تشاوري ووفاقي حول ما يستقرّ به القرار أو ينفتح فيه الخيار أو تستدرك به العواقب المُحتملة.
كمال عمر عبد السلام
الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي
|
|
|
|
|
|