|
دراسة نقدية لتجربة التحالف السياسية - التجاني الحاج عبدالرحمن
|
دراسة نقدية لتجربة التحالف السياسية الحقائق في مواجهة الآيديولوجية.... "المسكوت عنه" وإنهيار المؤسسة
التجاني الحاج عبدالرحمن
مقدمة: كتب الشاعر الإرتري السوداني، محمد محمود الشيخ الشهير بـ "محمد مدني" قصيدة ـ غنتها له فرقة عقد الجلاد في منتصف ثمانينيات القرن الماضي ـ إبتدرها بإستعارة مطلع قصيدة للشاعر المصري الراحل أمل دنقل بعنوان "كلمات سبارتكوس الأخير" والتي قال فيها: لا تحلموا بعالم سعيد فخلف كل قيصر يفوت ... قيصر جديد. وبعد كل ثائر يموت.. أحزان بلا جدوى.. ودمعة سدىً ).....( نحتاج دوزنة... وتراً جديد، لا يضيف إلى النشيد سوى النشاز..
وعلى الرغم من خلفية محمد مدني الإرترية، ومضمون النص الشعري الذي كان في دواخله تعبير عن صراعه الإجتماعي السياسي، إلا أنه رسم لجيل الثمانينيات بالسودان لوحة تجسّم عمق أزمتهم الإجتماعية السياسية ـ والتي ما زالت مستمرة. وعلى الرغم من "مفارقة" هذا المدخل،إلا أنه يفرض على الذهن مباشرة التساؤل عن ماهية الإرتباط بين مسألة السودان الجديد، وما قاله سبارتكوس وما يدور في ذهن محمد مدني!!، إلا أنني أرى أن هناك شبكة روابط تتبدى كبرق "مربط العجيل" لامعة في الأفق البعيد لخريف السودان، صاعدة إلى عنان السماء منذرة بأمطار عنيفة... وهو قلما يكذب.
السودان الجديد، وتجاوزاً لأحقية الملكية الفكرية/التاريخية لهذا المصطلح، فإنه، جوهرياً، تعبير عن رغبة ـ أفرزها "الحراك الإجتماعي" في السودان عبر حقب طويلة من الزمن ـ في التغيير.. بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني دالة حتى نهاياتها القصوى. تغيير يجرف كل رواسب الماضي السياسي والإجتماعي القديم، وكل الإحتمالات تشير إلى أنه لاينطوي بأي حال من الأحوال على إعادة تشكيل للخارطة السياسية حسب قواعد اللعبة القديمة المجترة منذ الإستقلال، بل يحمل في أحشائه جينات بديلة للعلاقات الإجتماعية التقليدية... العلاقات:{السياسية،الدينية،العشائرية} المهترئة والمنعكسة من خلال صور مؤسسات الدولة، والتي لم تعبر عن كليات "الوطن" في يوم من الأيام، بعلاقات مختلفة عن سابق عهدها التاريخي، ومتسقة مع المعطيات الإجتماعية والثقافية والأنثربولوجية للدولة السودانية. واضعة في ذهنها من جانب آخر ـ أي هذه التغييرات ـ الآفاق التي ينطلق نحوها عالم اليوم. صفوة القول، المعني هو:"إعادة تأسيس" للعلاقات الإجتماعية وشروط وجود الدولة التي سادت في السابق والموجهة ـ وما زالت ـ نحو أفاق تستعبدها وتجعلها أسيرة تبعية آيديولوجية جوفاء، مازالت ترزح تحت نير زمنها الثقافي الراكد، عجزت طوال هذا التاريخ عن خدمة مصالح شعوبها أو حتى شعوب أرض ميعادها التي أتت إليها.---------------------------------------------------------- يشرح د.إبراهيم الكرسني أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم في مقال بعنوان: أراء حول مفهوم السودان الجديد أبعاد هذا المفهوم بمقارنة ما بين رؤية الحركة الشعبية للمفهوم وقوات التحالف قائلاً:((... من الجهة الاخرى؛ يبدو ان الحركة الشعبية لتحرير السودان ؛ وقوات التحالف السودانية؛ حريصتان وجادتان = فى طرح هذا المفهوم ؛ كذلك يمكن ان نضيف مؤتمر البجة والتحالف الديمقراطى الفيدرالى (دريج)؛ وبدرجة ما الحزب القومى السودانى ؛ الا ان = تصورات هذه القوى غير واضحة للنهاية ؛ وتحتاج الى صياغة دقيقة لما تقصده بالسودان الجديد ؛ وماذا تقصد بالسودان القديم ؛ وما مدى تمايز السودان الجديد الذى تدعو اليه عن" السودان الحديث" الذى تزعم الجبهة القومية الاسلامية انها تبنيه تحت ظل النظام الراهن. ويبدو ان هذا المصطلح قد ظهر لاول مرة تحديدا على يد الحركة الشعبية لتحرير السودان ؛ وخصوصا فى خطاب للدكتور جون قرنق فى مارس 1984 ..وقد خضع المفهوم لشرح وتطوير من = = بعض قيادات الحركة الشعبية .ان التلخيص الاساس لمفاهيم الحركة الشعبية عن السودان الجديد هو اجراء تغيير جذرى فى كامل البنية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية فى السودان ؛ فى اطار اعادة بناءها على اسس اكثر عدالة ولصالح ازالة الغبن عن المناطق المهمشة . كذلك نجد فى بعض وثائق الحركة الشعبية واد بياتها الدعائية تعريف جغرافى للسودان الجديد ؛ بما يشمل الاقاليم الجنوبية ؛ مناطق الانقسنا وجبال النوبة وابيى ؛ بعبارة اخرى المناطق
|
|
|
|
|
|
|
|
|