|
|
 حسنين هيكل يلمح إلى أن السادات قتل جمال عبدالناصر..!!
|
يا أستاذ هيكل .. هذا لا يجوز
أستاذنا الكبير محمد حسنين هيكل له ما له من مكانة في عالم الصحافة والكتابة والسياسة أيضا. ولا أحسب أن هناك أي حاجة إلى التفصيل هنا. لكن مكانته الكبيرة هذه لا تعصمه من الزلل ومن الخطأ في الرأي أو التقدير. وهي بالتأكيد لا تعني أن نصمت عندما نختلف معه.
ويؤسفنا حقا أن نقول له "يا أستاذ هيكل.. هذا لا يجوز".
أما السبب، فهو ذلك الكلام الذي قاله في برنامجه في قناة الجزيرة، والذي ألمح فيه إلى أن الرئيس السادات ربما يكون قد قتل عبدالناصر، وذلك استنادا إلى أنه قبل وفاته بثلاثة أيام قدم له فنجانا من القهوة بنفسه، وأنه ربما يكون قد وضع السم فيه كما قيل.
أولا: الرئيس السادات ليس أي شخص. هو رئيس مصر بكل ما يعنيه ذلك من دور ومكانة. وإذا كان من حق أي أحد أن يختلف مع ما اتبعه الرئيس السادات من سياسات وما اتخذه من مواقف، فإنه ليس من حق أي أحد أن يسوق إليه اتهامات محددة جزافا. فما بالك باتهام خطير مثل هذا. ليس مقبولا أبدا أن توجه تهمة رهيبة مثل هذه إلى الرئيس السادات، على طريقة "حكاوى القهاوي"، ومن دون أي دليل على الإطلاق.
وهيكل نفسه يتحدث باستمرار عن أهمية المعلومات والحقائق، فأين المعلومات والحقائق هنا؟
قد يقال إن هيكل ذكر بعد أن روى الواقعة أنه لا يستطيع أن يجزم ما إذا كان عبدالناصر قد مات ميتة طبيعية أم لا. لكن مجرد ذكر أمر كهذا في هذا السياق هو اتهام للسادات.
ثانيا: كان على الأستاذ هيكل قبل أن يردد كلاما مثل هذا، أن يأخذ في اعتباره أن السيدة هدى عبدالناصر ابنة الزعيم الراحل، سبق أن قالت كلاما مثله، وأيضا من دون أي دليل. وقامت كريمة الرئيس السادات بمقاضاتها. وحكمت المحكمة لصالح ابنة السادات وأجبرت هدى عبدالناصر على دفع تعويض لها. أي أن هدى عبدالناصر عجزت عن أن تقدم للمحكمة أي دليل يؤكد مزاعمها، وعجزت حتى عن أن تدافع عن كلامها دفاعا منطقيا مقبولا.
على ضوء هذا، ما معنى ترديد نفس الكلام، وأيضا من دون أي أدلة أو قرائن؟
ثالثا: كانت العلاقات بين عبدالناصر والسادات في السنوات الأخيرة قبل رحيل عبدالناصر من أحسن ما يكون، إنسانيا وسياسيا. وكان السادات هو نائب عبدالناصر. ومن الغريب حقا أن يورد هيكل واقعة عادية إنسانية مثل تقديم السادات فنجان قهوة لعبدالناصر كدليل اتهام. لو جاز هذا، فمن باب أولى اتهام كل المحيطين بعبدالناصر في أيامه الأخيرة بالتآمر لقتله، وهم لم يكونوا قريبين منه كما كان السادات.
رابعا: لقد مضى الآن أربعون عاما على رحيل عبدالناصر. فلماذا لم يذكر هيكل هذه الواقعة التي اعتبرها تثير الشبهات إلا اليوم؟
أكثر من هذا. معروف أن هيكل تحالف مع السادات في الإطاحة برجال عبدالناصر، وعمل معه عن قرب فترة إلى أن انتهت العلاقة بينهما. لو كان هيكل على علم بأي شكوك حول دور للسادات في وفاة عبدالناصر، فكيف إذاً تحالف معه على هذا النحو، وهو الذي يقدم نفسه على أنه أمين على إرث عبدالناصر؟
خامسا: حقيقة الأمر أنه رغم كل ما قيل عن وفاة عبدالناصر، ورغم كل ما قيل مثلا عن تورط إسرائيل في قتله، فإنه لم يثبت أبدا أن وفاة عبدالناصر لم تكن طبيعية.
كل أطباء عبدالناصر الشخصيين، وهم أطباء كبار ومصريون وطنيون شرفاء أكدوا مرارا وتكرارا أن وفاته كانت طبيعية، وأي كلام غير هذا لا صحة له.
وخلاصة الأمر أن هذه سقطة كبيرة من صحفي وكاتب بوزن هيكل. هو في حقيقة الأمر لم يسئ إلى الزعيم الراحل السادات. هو أساء إلى نفسه وإلى مصداقيته.
وإذا كان هيكل يريد أن يواصل عملية تصفية الحساب مع السادات، فله أن ينتقد سياساته كما يشاء، لكن من المعيب جدا أن يصل به الأمر إلى إثارة اتهام خطير مثل هذا.
وفي كل الأحوال، فإن كلاما مثل هذا هو موضع رفض من أي مواطن مصري.
وعموما حسنا فعلت السيدة رقية السادات كريمة الرئيس الراحل عندما تقدمت ببلاغ إلى النائب العام المصري مطالبة بالتحقيق فيما ذكره هيكل. فهذه قضية لا يجوز التعامل معها بمثل هذا الاستخفاف.
السيد زهره
(صحيفة أخبار الخليج)
|
|
 
|
|
|
|
khalid abuahmed
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست