|
من هو العقيد جون قرنق
|
ولد جون قرن في قرية وانكولي في ضواحي مدينة بور وهو من مواليد 23يونيو سنة 1946وفي الثالثة من عمرة توفيت أمه .وقبل أن يكمل عامه العاشر لحق بها أبوه.وهكذا نشأ في صباه الباكر يتيماً وقد تولاه عمه وهيأ له فرص الدراسة في بحر الغزال ، ثم رومبيك الثانوية التي قضي فيها عامين. سافر بعدها لمواصلة تعليمه في تنزانيا .وفي مستقبل أيامه صارت تنزانيا وطناً ثانياً له وتشير بعض المصادر إلي أن جون قرنق عندما بلغ السادسة عشر التقي قادة حركة أنانيا الناشئة في ذلك الوقت (1963)، وأبدى رغبته في الانضمام إليهم.إلا بعض هؤلاء نصحوه بأن يمضى لإكمال تعليمه،وإذا شاء يمكنه العودة والالتحاق بحركة أنيانيا فيما بعد، فالحرب الأهلية التي تفجرت ، حسب تصورهم، سوف تكون حرباً طويلة المدى، فعاد جون قرنق وأتم المرحلة الثانوية في مدينة دار السلام. ومن ثم حصل علىمنحة دراسية في الولايات المتحدة ، تمكن بفضلها من إكمال دراسته في كلية جربنل بولاية أيوا، وونال درجة الماجستر وفيما بعد حصل على الدكتوراه في جامعة ولاية آيوا أيضاً.
عاد جون قرنق إلي تنزانيا وقد تحولت عاصمتها دار السلام آنذاك إلي قبلة للمفكرين من كل أرجاء القارة الأفريقية والعالم.أمها حينئذ الاقتصادي المعروف وولتر رودني من غيانا، والأقتصادي أندرى غونتر فرانك والاقتصادي الهنغاري سانتش، والكاتبة روث فيرست والتجم السامق كريس هاني من حزب المؤتمر الافريقي (جنوب أفريقيا)والكاتب اليوغندي محمود ممداني ،وعيسى تشيفجي من تنزانيا. وفي ذلك الوقت كانت دار السلام قلعة من قلاع التحرر الإفريقي، ورائدة تجربة الأشتراكية الإفريقية التي أضفي عليها جوليوس نيريري وقاراً وحببها إلي الناس.
في حوالي سبتمر /أكتوبر 1970 زار جون قرنق معسكر أنيانيا في شمال يوغندا،وحل ضيفاً على أحد أقربائه من قادة الحركة آنذاك وهو (أكوت أتيم الذي قتل في أول معارك خاضها الجيش الشعبي ضد دعاة الانفصال)ويذكر اللواء جوزيف لاقو بأن القائد بريان مقوت تولي اصطحب جون قرنق لمقابلته ولكن “بعد زيارته للمعسكر تأهب جون للعودة الي دار السلام فسألته :لقد جئت لزيارتنا وشاهدت بعينك ما نقوم به، ولكنك لم تفصح عن رأيك؟فأجابني بأن أنيانيا حركة هوجاء، وأنه لايريد الانضمام الي حركة تسعي لتقسيم بلد إفريقي وأن مثل هذا التقسيم والانفصال لن يجد عوناً من البلدان الافريقية.
عاد جون قرنق إلي تنزانيا وما لبث أن عدل عن قراره وتوجه بعد ستة أشهر الي معسكر أنيانيا والتقي اللواء لاقو وطلب الانضمام الي انيانيا.
وعندما أقدمت أنيانيا على مفاوضات أديس أبابا في سنة 1971،1972 عارض النقيب جون قرنق تلك الخطوة، وكان رأيه أن حركة أنيانيا لم يقود عودها بعد لخوض مفاوضات مع حكومة السودان، ولن يكون بوسعها أن تنتزع الحقوق الأساسية لسكان جنوب السودان.
ذكر العقيد جون قرنق في مناسبات عديدة بأنه عارض اتفاقية أديس أبابا، خاصة البنود المتعلقة بانصهار الانانيا في القوات المسلحة السودانية على مدى خمس سنوات. وكان من رأيه أن يحتفظ الإقليم الجنوبي بجيشه المنفصل لضمان تنفيذ الاتفاقية،وقطع الطريق على أي محاولة من قبل الحكومة المركزية للتنصل من الاتفاقية.
لقد أدرك العقيد جون قرنق أهمية دعم جهود حركته بواسطة القوى السياسية والمنظمات المهنية المتعاطفة مع مشروعه لبناء”السودان الجديد”.واتسعت دائرة تحالفاته لتشمل دول إفريقية وعربية ذات تأثير على مجريات الحرب في الإقليم الجنوبي. وعلى امتداد فترات الحرب الأهلية وبالرغم من تقلب الحكومات المتعاقبة على مقاليد السلطة في السودان، ظل العقيد جون قرنق على موقفه الثابت من أنه على استعداد دائم للتفاوض مع الحكومة القائمة في الخرطوم.
ويضاف إلي انجاز العقيد جون قرنق قدرته على تحقيق التكامل بين الحركة الشعبية من جهة والجيش الشعبي من جهة أخرى، وبنفس القدر نجاحه في تحقيق الموازنة الدقيقة بين الخيارات السياسية والعسكرية ، وإدارتها حسب مجريات الحرب الأهلية.وهذا هو أحد عناصر القوة التي أضافها العقيد جون قرنق إلي مجمل العوامل الموضوعية التي حددت الدور التاريخي للحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان.
|
|
|
|
|
|