أوباما ليس رجلا ضعيفا !بلال الحس

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-13-2024, 08:42 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-25-2010, 07:13 AM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أوباما ليس رجلا ضعيفا !بلال الحس

    Quote:
    أوباما ليس رجلا ضعيفا
    بلال الحسن
    الاحـد 13 شعبـان 1431 هـ 25 يوليو 2010 العدد 11562
    جريدة الشرق الاوسط
    الصفحة: الــــــرأي

    لا يوجد في أميركا رجل سياسي يشبه الآخر. ولكن توجد مؤسسة تقوم على سلسلة من القواعد والمصالح والثوابت الاستراتيجية، تجعل من كل رجل سياسي نسخة تشبه الأخرى. الفوارق تكون في المظهر وفي الأسلوب وفي اللغة، ولكن التشابه يكون في القرارات وفي قواعد اللعبة.

    باراك أوباما مثلا رجل مثقف، ومتحدث بارع، وخطيب، يختلف تماما عن سلفه جورج بوش الذي يفتقر إلى هذه الصفات كلها، ولكنهما في الجوهر يكادان يكونان رجلا واحدا، وهو ذاك الرجل الذي يتخذ القرار بناء على توازنات مراكز صنع القرار. وتعبر مراكز صنع القرار عن توجهات ومصالح واستراتيجيات، يتم بناؤها على امتداد سنوات طوال، وهي لذلك لا تتغير إلا على امتداد سنوات طوال أيضا.

    وقد يبدو قولنا بأن أوباما وبوش يكادان يكونان رجلا واحدا، أمرا غريبا بعض الشيء. وبخاصة أن أوباما لم يكن مجرد خلف شخصي لبوش، بل هو جاء كخلف سياسي له، وهو «الديمقراطي» الذي حل محل «الجمهوري»، وهو الرئيس الذي جاء ليتجاوز سياسة المحافظين الجدد مبشرا بسياسة أميركية جديدة. كل هذا صحيح. ولكن حين ننظر إلى الأمر من زاوية المصالح والاستراتيجيات ومراكز القوى، سنجد بالضرورة شيئا آخر.

    لنتذكر، أن «عقلية» المحافظين الجدد وصلت إلى السلطة عمليا منذ مطلع الثمانينات، أي مع انتخاب الرئيس رونالد ريغان رئيسا للولايات المتحدة، وبدأ ريغان فورا سياسة «حرب النجوم» التي كانت المدماك الأول (أو الأخير) في انهيار الاتحاد السوفياتي، كما بدأ حربه ضد العمل الفدائي الفلسطيني، وذلك عبر مبادرته بعد انتهاء حرب إسرائيل على لبنان عام 1982. وخلال عهد ريغان بدأ تغلغل المحافظين الجدد في مؤسسات الدولة الأميركية، وبدأت أفكارهم تصبح مسموعة في مراكز الأبحاث التي تلعب دورا بارزا في عملية صنع القرار السياسي الأميركي. ولم تتوقف هذه العملية حتى في مرحلة رئاسة بيل كلينتون (8 سنوات)، لأنه أثناءها مثلا، أرسل المحافظون الجدد رسالتهم السرية إلى بنيامين نتنياهو، وكان آنذاك رئيسا للوزراء (1996)، طالبين منه أن يعطل مفاوضات ما بعد اتفاق أوسلو. حمل الرسالة ريتشارد بيرل، ونفذ طلب الرسالة نتنياهو، الذي افتعل كل أنواع المناورات الممكنة مع كلينتون حتى ينجح في ذلك.

    وحين وصل جورج بوش عام 2000 إلى السلطة بدأ التنفيذ الشامل لسياسة المحافظين الجدد، سياسة السيطرة على العالم بالقوة. ورافق ذلك بالطبع، تغلغل رسمي وعلني هذه المرة، في جميع أجهزة السلطة وفي جميع مراكز البحث والتفكير التي تتولى التمهيد لصنع القرار السياسي.

    على قاعدة هذه الخلفية وما تمثله من سياسات ومصالح، جاء باراك أوباما إلى السلطة، جاء بتكتيك سياسي أميركي جديد، برز وكأنه يعني إلغاء سياسة المحافظين الجدد. وهكذا.. أعلن أنه سيتراجع عن سياسة الحرب المفتوحة ضد العالم الإسلامي. وأعلن أنه سيدافع عن مصالح أميركا ولكنه لن يواصل محاربة الإرهاب في العالم كله. وأعلن أنه سيبذل كل جهد ممكن لإيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية، وطلب لأول مرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يلتزم بجملة من الشروط أبرزها وقف الاستيطان في الضفة الغربية وفي القدس.

    ولكن أوباما لم يستطع أن يصمد طويلا في نهج وضع هذه السياسات موضع التطبيق، وبدأ يتراجع عنها واحدة تلو الأخرى، وتغيرت صورته في نظر الرأي العام الأميركي، وتراجعت شعبيته إلى ما دون 50%. وبرزت هنا نظريتان في تفسير ذلك: نظرية تقول إنه رجل ضعيف جاء من الجامعة إلى السلطة وهو لا يعرف دروبها المجهولة. ونظرية أخرى مضحكة ######يفة تقول إن نتنياهو استطاع بعناده هزيمة أوباما.

    والحقيقة.. أن أوباما ليس رجلا ضعيفا، لا في مواصفاته الشخصية، ولا في تخطيطه السياسي، إذ وجد نفسه أمام استحقاقين أميركيين كبيرين، كان لا بد له أن يلائم نفسه مع مطالب النجاح فيهما.

    الاستحقاق الأول: صياغة تشريعات تضمن قوة سلطته الأميركية الداخلية، على ضوء الأزمة الاقتصادية العالمية التي هزت علاقة السلطة مع المواطن الأميركي، كما هزت بنية الاقتصاد الرأسمالي، التي أصبحت بحاجة إلى تدعيم قوي كي لا ينهار. وهنا استطاع أوباما أن يستخلص من الكونغرس موافقته على قرارين من أكثر القرارات استراتيجية في مسيرة النظام السياسي الأميركي. القرار الأول هو ذلك المتعلق بالضمان الاجتماعي الذي يخص غالبية الناس، والذي يساعدهم على مواجهة تبعات الأزمة الاقتصادية في جانبها الصحي - الاجتماعي، وهو قرار طالما عجز عنه رؤساء أميركيون سابقون، وهو أيضا قرار حاربه المحافظون الجدد في فترة حكمهم، لأنه يتناقض مع منظورهم للسلطة، حيث على المواطن «القوي» أن يتدبر أمره، وعلى المواطن «الضعيف» أن يتدبر أمره أيضا. أما القرار الاستراتيجي الثاني الذي استخلصه أوباما من الكونغرس، فهو القرار الاقتصادي الأبرز في مسيرة الرأسمالية الأميركية، الذي يقضي بتدخل الدولة في مراقبة الشركات، والبنوك، والبورصة، وأساليب العمل في التجارة الداخلية وفي التجارة العالمية. وهو قرار يجعل الدولة شريكة في الاقتصاد، ومراقبة للاقتصاد، متناقضا بذلك مع كل نظريات الليبرالية والنيوليبرالية. إن من شأن هذين القرارين أن يبلورا صورة لأوباما كرئيس قوي، وفعال، وصاحب رؤية استراتيجية، ولكنها رؤية استراتيجية أميركية داخلية، تعزز مكانته كرئيس لا كقائد دولي.

    الاستحقاق الثاني الذي واجهه أوباما، هو استحقاق إبقاء حزبه الديمقراطي متفوقا في الانتخابات، الانتخابات النصفية أولا القادمة بعد أشهر قليلة، والانتخابات الشاملة ثانيا التي يحين أوانها بعد انتهاء فترة حكمه الأولى (4 سنوات)، حيث يطمح كل رئيس في التجديد له ولحزبه.

    في انتظار هذا الاستحقاق، شن المحافظون الجدد حربا ضارية ضد أوباما، ركزوا فيها على موقفه من إسرائيل ومن التسوية مع الفلسطينيين، وأثرت هذه الحملة على مواقع حزبه الانتخابية، وهنا أقدم أوباما على تراجعات علنية كثيرة وسريعة لصالح إسرائيل، وضد الفلسطينيين والعرب، وهي التراجعات التي دغدغت غرور نتنياهو ودفعته إلى الحديث عن انتصاره على أوباما. وهي أيضا التراجعات التي أساءت إلى سمعته دوليا، بل وأظهرته بمظهر الرئيس الضعيف، الذي يعِد كثيرا ويتراجع كثيرا.

    ويبدو أن نتنياهو أقدم على هذه التراجعات كجزء من تخطيطه الأساسي للنجاح في اللعبة الأميركية الداخلية. فهو من جهة «يساوم» رجال المحافظين الجدد، الذين لا يزالون متغلغلين داخل الأجهزة الأميركية، من أجل تمرير التشريعات التي يريدها، وهو من جهة أخرى يضع في يد مرشحي حزبه في الانتخابات النصفية أوراقا تساعدهم في عملية المنافسة في الانتخابات.

    وبهذا المعنى نعود ونقول، إن كل رجل سياسي في أميركا هو نسخة تشبه الأخرى. وبهذا المعنى نقول إن أوباما ليس رجلا ضعيفا إنما هو صنع ما يناسب مصالحه، ومصالح حزبه، ومصالح رأسماليته المنهارة.

    وهو يفعل ذلك على حساب الفلسطينيين، وعلى حساب العرب، ولصالح إسرائيل الباغية والقوية.. ولأن هذه هي أميركا في كل العصور.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de