|
أسحبوا سفيرنا فى أمريكا - مقال يستحق القراءة بقلم الأستاذ/ راشد عبدالرحيم - الرأى العام
|
لا أتصوّر كيف يمارس القائم بالأعمال الأمريكي في السودان عمله الدبلوماسي وقد اكتسب هذه المشروعية بعد أن قَدّم أوراق اعتماده للرئيس البشير وأصبح (صالحاً) للعمل في الخرطوم. لا أفهم كيف تقبل الحكومة السودانية أن يحط في أرضها المبعوث الأمريكي للسودان في ويتخير من يريد أن يقابلهم. لا أعلم كيف تقبل حكومة الولايات المتحدة أن تَتَعَاون مع الحكومة السودانية ضد الإرهاب وتبقى السودان في قائمة الارهاب. الذي أعلمه أن الدبلوماسيين الأمريكيين لا يجدون أرضاً يعيشون فيها بسلام مثل السودان ولهذا السبب بنوا سفارة من أكبر سفاراتهم في الدنيا منها يمارسون التخابر علينا وعلى كل من حول السودان. الذي أنا على يقين منه أن النفوس في السودان تمتلئ حسرةً و كمداً على موقف الحكومة الأمريكية من الرئيس البشير، وأنها تستمع بكل الأسى للمطالبات الأمريكية للرئيس أن يمثل أمام المحكمة. والذي أرفضه أن تكون الخارجية السودانية والمؤسسات السودانية بهذا الضعف وتقبل بهذا الصلف. ما أراه أمامي اليوم أنّ الولايات المتحدة باتت من أضعف الدول وتسير من ضعف إلى ضعف. يتدهور إقتصادها وتنحسر قدرتها. هربت من أصغر الدول وجرجرت أذيال الهزيمة من الصومال وتبحث عن حكومة قوية تسلمها العراق لتهرب منه. وقواتها تزداد ضعفاً في أفغانستان وتزداد القاعدة قوة هناك. حتى ولو كانت الولايات المتحدة دولة قوية وباطشة كما كانت، فإنّ القبول بالذي تفعله تجاه السودان يُعد أمراً مرفوضاً ولا يَشبه قيم الشعب السوداني الذي يعلم يقيناً أن الحرة تموت ولا تأكل بثدييها. ومنذ إتفاقية السلام لم تقدم الولايات المتحدة للسودان غير السلاح ووسائل التدمير والقتل ومالاً يشتري به السلاح في الجنوب وشركات أمنية تحرس القيادات وتدرب القوات ويمنحها الرئيس الأمريكي إستثناءً من قرارات المقاطعة. لم تقدم غير الضغوط السياسية لوقوع الانفصال ولإضعاف الدولة السودانية في المركز وإضعاف هيبة الرئيس. أمريكا تسن قانوناً يجرم من يتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية وفي شأن السودان تتعاون مع هذه المحكمة وتمهد لها. لنطبق القانون الأمريكي في حق ممثل أمريكا في السودان ولسفارتها في الخرطوم ونقول لهم إنكم مخالفون لقانون سارٍ في بلدكم وان وجودكم في السودان ضار بمصالح السودان ومطالبة دولتكم بمثول رئيسنا للجنائية يشكل استفزازاً لأهل السودان وطالما كنا دولة توضع في القائمة الإرهابية في بلدكم. فإنّ وجودكم في بلدنا لن يكون آمناً وأن موقف مبعوثكم الخاص وهو يتبجح بأنه لن يقابل رئيسنا مما يزيد الحنق ضد بلدكم ورئيسكم فإنه من الخير لنا ولكم أن تحزموا أمتعتكم وتغادروا الخرطوم! لا نجد من أمريكا غير الضرر البيِّن. نحن أمة مسالمة لا نتعامل بغير السلم مع ضيوفنا في بلادنا وفي كل الدنيا، نحترم الضيف وإن تجنى علينا، ولكن نفوسنا صافية، إذ لا نقبل الضيم وإلى أن يتغير موقف حكومته. أسحبوا السفير السوداني في واشنطن حتى يغادر السفير الأمريكي الخرطوم.
|
|
|
|
|
|