|
فقال لصاحبه و هو يحاوره ....
|
بسم الله الرحمن الرحيم
دخل ثلاثتهم دفعة واحدة حتي ان صاحب الدكان اسف اقصد صاحب البوفية .. اسف مرة ثانية اقصد صاحب المطعم ... برضوا ما جاية .. المهم صاحب الحاجة دي الماقادر اجد لها وصفا دقيقا احتج و صرخ باعلي صوته براحة ياجماعة قلعتوا الباب عديل كدة
و في ركن قصي كان يجلس صاحبنا يتناول بعض من طعام هذه الايام ... بعد ان مرت علية ايام كان فطور البوش رفاهية لا تدانيها رفاهية ... خصوصا اذا ما تم تتويجها ببعض تيجان الجبنة البيضاء مفتته و منثورة بصورة همجية تسر الاكلين و الناظرين ....
( حمر ) ليهم صاحبنا طويلا حتي كادت ان تخرج عيونه من مكانها الى حيث لا يدري ... فطريقة دخولهم ازعجته و اربكته و الجمته .... فجال بناظريه فيهم و تأملهم مليا ... و في سرعة غريبة جدا ..بعد ان تفحصهم .. تفحص الغير .. و النظر اليهم بوقاحة لم تكن من عاداته .. وجد ان ثلاثتهم يختلفون عن بعضهم اختلافا كبيرا جدا ... و لا شي يجمع بينهم البته ..
و بداء يفكر ... كيف التقوا ... كيف اجتمعوا ... كيف صاروا اصحابا ....
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فقال لصاحبه و هو يحاوره .... (Re: adam alamar)
|
بينما كان ثلاثتهم يتكلمون في وقت واحد و باصوات نشاز .... يطلبون ما يسد رمقهم ظل صاحبنا يتأملهم واحدا بعد واحد ... هذا الرجل اكبرهم سنا ... غريبه فارق السن جدا كبير ملابس متسخة و كأنما اراد صاحبها ان تبدو كذلك ... و هذا الشاب ايضا ملابسه قذرة الا انه يبدو عليها انها من النوع الغالي ... ماركة كده حاول بصعوبة ان يقرأها pierre cardin اما ثالثهم فملابسه تبدوا عادية جدا و فيها بعض من الغبار العالق بحذر ينبئ بأن صاحبها حاول جاهدا ان تظل نظيفة و لكن كان الغبار اشطر منه فإتسخت و لكن بقدر اقل من الاخريات ... اختلفوا في كل شيء الا انهم اتفقوا في اتساخ ملابسهم ... و لا يدري ما السر في ذلك ... الغريب ان احدهم كان يحمل كتابا قديما عتيقا ..
و نبهه العامل بأن اكله سوف يبرد .... رجع اخينا الى تناول وجبته و ترك اصحابه يتعاركون مع صاحب الكافتيريا اقصد المطعم ... لتلبية طلباتهم التي اتفقوا عليها بعد جهدا جهيد و اظن ان رأي اكبرهم سنا قد اخرجهم من تلك الورطة .... لم يعر صاحبنا كثير اهتمام بطلباتهم .. لانها في الاخر قد هدأت من روعهم و عاد للمكان هدوءه الذي كان قبل دخولهم .....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فقال لصاحبه و هو يحاوره .... (Re: adam alamar)
|
بعد أن اخذ كلا منهم كفايته من الطعام.. ذهبوا جميعا و أيضا دفعة واحدة ليغسلوا أيديهم.... و بداء صوتهم يعلوا تارة أخري و بدأت حدته تزداد شيئا فشيئا حتى ظن صاحبنا بأنهم سوف يتعاركون ... عادوا جميعا ... و جلسوا نفس الجلسة الشابين متقابلين و يتوسطهم عمهم العجوز... و كأنما أبديا بعض من الاحترام لسنه في طريقة جلوسهم تلك.... تحول صوتهم إلى ما يشبه الهمس... فدفع الفضول صاحبنا ليقترب منهم عسا أن يسمع شيئا... و لكن لم يتناه إلي سمعه إلا بعض المصطلحات التي تعج بها صحفنا في هذه الأيام و المنابر الاسفيرية ... هامش ... مركز.... الثروة ..... السلطة .... الحرية التعددية ... الغريب انه لم يسمع حتى ألان اسم أي واحد منهم و بدل الأسماء ينادي بعضهم بعضا ببعض الكلمات التي تتبدل في كل مرة حسب الجملة و حسب الحالة الترددية للنقاش ففي حالات الهدوء تسمع يا عمك و يا ابني و يا فردة و يا صاحب و ما عارف يا منو .. أما في حالات الهيجان تسمع يا مان و يا جلك و يا ولد .... حديثهم فيه شي من الموضوعية يتناولون أمور حياتية تتعلق مباشرة بحياتهم و معاشهم ولكن بدون ترتيب ... تناقشوا في السياسة و تحولوا إلى الاقتصاد بدون نقطة اقلب الصفحة ، بسهولة و يسر, و لم يشعر صاحبنا بذلك التحول فسرح بذهنه الى ايام مضت و بعض من ذكراها عالقا في ذهنه خصوصا تلك الاناشيد التي كانت تمجد الرئيس الراحل جعفر نميري ..و عندما استفاق من غفوته الذهنية ... كانت الهموم الاجتماعية .. حاضرة بحسرة و الم لدي عمهم الكبير أو الجلك في بعض الأحيان ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فقال لصاحبه و هو يحاوره .... (Re: adam alamar)
|
Quote: فجأة انتفض العجوز و صرخ ثائرا و يديه ترتجف و الزبد يتطاير من فيه و خبط الطاولة بقوة كادت أن تطيح بصينية الشاي المظبوط ( سكر ) ياخ أتوا قايلين وحدة السودان دي مونة و لا كسار طوب احمر عشان تهدوها اتو. بكلامكم النية ده.. على الطلاق البلد دي زي ما سلمونا ليها كاملة ما نسلمها ناقصة شبر واحد ...
|
ادم العمار .. عاطر التحايا
سرد جميل وممتع ..والله يعين الجلك .. منتظرين نعرف منه اصل الحكاية؟.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فقال لصاحبه و هو يحاوره .... (Re: حسن محمود)
|
Quote: ادم العمار .. عاطر التحايا
سرد جميل وممتع ..والله يعين الجلك .. منتظرين نعرف منه اصل الحكاية؟. |
الاخ / حسن محمود
ولك من التحايا مثلها و اكثر
مشكور على المرور ...
الحكاوي كثيرة و جاية تباعا ان شاء الله .... خليك قريب
| |
|
|
|
|
|
|
|