|
فارق الحياة ولكنها ظلّت ( تلوليه ) ،، وتسحب في الغطاء لكى تغطي قدميه !
|
أمدرمان ... مستشفى النو :
دخلت إلى المستشفى وطفلها مصاب بأزمة شديدة ! الطبيب قرر ( أوكسجين ) يعني Vantoline وبصورة عاجلة.. ظلت منتظرة بالساعات ! أمهات كثر منتظرات وهن يحملن أطفالهن ، في إنتظار الدور ! لأنو الجهاز واحد ! ..... سألت الممرض : طيب ماهو داك جهاز تاني ؟! فأجاب : ده ماشغال ،، ليو سنين ! وأخرى تحمل طفلها القاطع النفس ! ، لم تجد غير التوسل لتلك المرأة التى يستخدم طفلها الجهاز ! فقالت : يا أختي عليك الله كفاهو ولدك شكلو إرتاح ! أنا ولدي عايز يموت !
إمرأة أخرى أتت تلهث .. يبدو أنها من الأرياف .. وتجرى بطفلها الصغير هنا ، وهناك ! وتصيح ، ولدي عايز يموت ، ولدي عايز يموت .. طفل ( يبدو أنو عمر شهور ! ) شاخص البصر .. وبطنو منتفخة .. يقفل ويفتح في فمه الصغير ،، في حركة تنم على دنو الأجل أو قرب ساعة الإحتضار ! والمرأة تصرخ وتصيح : يادكتور إنت ماقلت لي مصرانو ملتوي ودايرين تعملو لى عملية ! ... قال الطبيب : إنتظري في العنبر وأنا جاييك .. لأنو قدامي حالة تانية ! ... يبدو أن الطفل قد لفظ أنفاسه ،، كما حدث لأخيه التوأم بالأمس ! ..... ففدت طفليها في يومين !
وأخرى أتت به تحمله ..وهو فاقد الوعي .. ولكنها كانت ( تلوليه ) في حركة لاشعورية وهى تضمه إلى صدرها الحنون ! ..... فلما رآه الطبيب أخذه مسرعاً نحو كنبة ! وبدأ يضغط على صدره بسرعة .. أربعة ضغطات ! ثم ينفخ في فمه ! يبدو أنه الإنعاش القلبي الرئوي ، لحالة هبوط في القلب ! ... ولكن فجأة ، توقف الطبيب .. يبدو أنه قد فات الأوان ! فسحب الطبيب الغطاء وغطى به وجه الصغير ! كان قد مات ! ...... فقال للأم ،، آسف يا أختي لقد نفذ القدر ! ......... ولكنها حملته ،، وظلت ( تلوليه ! ) وتسحب في الغطاء لتغطي رجليه ... كان الطبيب يكتب في شهادة الوفاة ، وهو يسألها عن الإسم : قال : ساكنين وين : فقالت : جبرة ................. وهى لازالت ( تلوليه ! ) في حركة لاشعورية ! وتسحب في القماش لكى تغطى أطرافه المكشوفة !
الدوام لله .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فارق الحياة ولكنها ظلّت ( تلوليه ) ،، وتسحب في الغطاء لكى تغطي قدميه ! (Re: مامون أحمد إبراهيم)
|
المحترم مامون احمد ابراهيم شكر علي هذا الحزن و الف شكر علي فتح هذه الجراح لتنزف انهم يموتون! اطفال بلادي يموتون فينقتل مستقبلها كما مات حاضرها السخيف ليس لشيء او قدر كما يزعم الزاعمون المستريحون في فضاءات الوهم المجرم الله قدر و لطف! ربك ستر! ربك ستر انو المات دا ما ولدي!!
كما يقولون يقولونها ليتخدروا و ينتعشوا في دنيا الافراح الكاذبةبعيدا عن عالم مواجهة الاخطاء و النيل من مرتكبيها، خدمات طبية منتقصة و غير وافرة، كيف تتوفر هذا الخدمات و حكومتنا منشغلة بالصيام، القيام ثم صلاة العيد، تعظيم شعيرة الصلاة الي آخر الامور المهمة جدا يموت اللاطفال في مستشفي النو يموتون هناك حيث لا مستشفيات حتي لكن كما قالوا في امثالهم " الما فيك في العود" " جلداً ما جلدك جر فيهو الشوك"
هم كذلك الي ان يضيع الوطن ، هم كذلك عليهم اللعنة
طه جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فارق الحياة ولكنها ظلّت ( تلوليه ) ،، وتسحب في الغطاء لكى تغطي قدميه ! (Re: طه جعفر)
|
Quote: شكر علي هذا الحزن و الف شكر علي فتح هذه الجراح لتنزف انهم يموتون! اطفال بلادي يموتون فينقتل مستقبلها كما مات حاضرها السخيف ليس لشيء او قدر كما يزعم الزاعمون المستريحون في فضاءات الوهم المجرم الله قدر و لطف! ربك ستر! ربك ستر انو المات دا ما ولدي!! |
العزيز : طه جعفر ،
وهذا قليل من كثير مما حكته قادمة من تلك البقاع المنسية !
وهو بالضبط كما حكته شاهدة العيان التي عايشت هذه الأحداث حينما أخذت إبنها الصغير للعلاج ، وهى في إجازة وسط أهلها في السودان .
أنزلت حكيها بالضبط من غير زيادة ولا نقصان ! ولكنه بالتأكيد ذرة في محيط !
| |
|
|
|
|
|
|
|