|
Re: عميد أ.ح.(م) السر أحمد سعيد : يصدر سفره ( نحو الجمهورية الثانية - دعوة لتأسيس جيوبوليتيكا.. (Re: عبدالله الشقليني)
|
(3) الكاتب : العميد الركن (م) السر أحمد سعيد ( نحو الجمهورية الثانية ) 2010 م ( دعوة لتأسيس جيوبولتيكا لسودان وادي النيل )
الناشر : الشركة العالمية للطباعة والنشر والتوزيع
**
مقدمة : الفصل الأول : الهوية المفقودة الفصل الثاني : تقديم علم الجيوبولتيكا الفصل الثالث : مكونات القوة المادية للدولة الفصل الرابع : ظاهرة التدخلات العسكرية في شئون السياسة الفصل الخامس : نيفاشا تؤسس لسودان جديد الفصل السادس : الترتيبات الأمنية . الفصل السابع : نحو الجمهورية الجديدة الخاتمة الخرائط المراجع والمصادر
*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عميد أ.ح.(م) السر أحمد سعيد : يصدر سفره ( نحو الجمهورية الثانية - دعوة لتأسيس جيوبوليتيكا.. (Re: عبدالله الشقليني)
|
مساء الخير أستاذنا عبد الله الشقليني خسارة كبيرة أن تفقد القوات المسلحة رجلاً وطنياً مثل العميد السر أحمد سعيد قرأت لسعادة العميد السر سفره الأول (السيف والطغاة) وهو عبارة عن تناول تفصيلي لمؤسسة القوات المسلحة منذ انضمامه لها في سنة 1970 وحتى إحالته للصالح العام في 1995 تحس بصدق الرجل في كتابه الأول في كل حرف سطره وتحس بمدى حبه للقوات المسلحة وولائه لها، حيث تناول هذه الفترة بقلم الرجل العسكري المجرد من كل انتماء.. دعني أحيي عبرك العميد السر أحمد سعيد وأثمن جهده العظيم متمنياً له دوام التوفيق والنجاح.. وتقبل مودتي وإعزازي..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عميد أ.ح.(م) السر أحمد سعيد : يصدر سفره ( نحو الجمهورية الثانية - دعوة لتأسيس جيوبوليتيكا.. (Re: Nasruddin Al Basheer)
|
Quote: مساء الخير أستاذنا عبد الله الشقليني خسارة كبيرة أن تفقد القوات المسلحة رجلاً وطنياً مثل العميد السر أحمد سعيد قرأت لسعادة العميد السر سفره الأول (السيف والطغاة) وهو عبارة عن تناول تفصيلي لمؤسسة القوات المسلحة منذ انضمامه لها في سنة 1970 وحتى إحالته للصالح العام في 1995 تحس بصدق الرجل في كتابه الأول في كل حرف سطره وتحس بمدى حبه للقوات المسلحة وولائه لها، حيث تناول هذه الفترة بقلم الرجل العسكري المجرد من كل انتماء.. دعني أحيي عبرك العميد السر أحمد سعيد وأثمن جهده العظيم متمنياً له دوام التوفيق والنجاح.. وتقبل مودتي وإعزازي |
أخي الأكرم : الأستاذ / نصر الدين البشير تحية طيبة وود كثير
نحن في حاجة لقدرٍ قليل من الحس الوطني لنكتشف من نحن ومن الذين يشتركون معنا هذا الهم . بيننا أبطال حقيقيون لم نعرفهم بعد ، وتيسر لنا أن نكون بقربهم . هدوء وسكينة وعلم وتواضع جمّ . حتى قربتنا شراكة هم الوطن والفكر وتداول الخير الثقافي بيننا . قد نختلف ، وقد نتفق ، ولكن بيننا أكثر من عوامل مشتركة .
تحية للقامة السامقة العميد ركن معاش / السر أحمد سعيد ، ونتمنى أن نجد من الوقت لنضيء هذا السفر كما كنا نودُ
ولك شكرنا وجزيل التقدير على ما تفضلت من إثراء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عميد أ.ح.(م) السر أحمد سعيد : يصدر سفره ( نحو الجمهورية الثانية - دعوة لتأسيس جيوبوليتيكا.. (Re: عبدالله الشقليني)
|
(5)
نقتطف بعضاً مما ورد في مقدمة السِفر : بدأ المقدمة :
صورة المشهد السوداني الحالي مضطربة وتموج بأحداث جسام، خاصة أن السودان ذلك البلد الكبير، المترامي الأطراف المتعدد الوجوه، الوطن القارة يقترب في مسيرته من محطات مفصلية ستحدد مستقبله كيما يبقى أو لا يبقى في صورته وشكله الذي تعودنا عليه وألفناه . هذا المشهد يمكن أن نصوره كالتالي: أولا : البلاد في وضع انتقالي، مستمر منذ أربع سنوات أو تزيد، بدأ مع اتفاقية السلام في 9يناير/كانون الثاني2005 وسينتهي بعد 8 يوليو/ تموز2011 أي بعد استكمال الاستفتاء لتقرير المصير للجنوب.
ثانيا : طرفا الاتفاق،الجبهة الإسلامية/المؤتمر الوطني والحركة الشعبية/الجيش الشعبي، يتجاذبان حول تنفيذ بنود الاتفاق ،وهذا شيء طبيعي ، بداية من أداء الرئيس للقسم مع النائب الأول ونائب الرئيس لتشكيل مجلس الرئاسة ، إلي من يتولى حقيبة البترول ، إلى قانون الانتخابات، فالإحصاء ثم أبياى إلي نهاية القائمة. لكن من غير الطبيعي أن هذا التجاذب تلمح فيه روح الصراع الحزبي أكثر من روح المصلحة العامة للبلاد كما أشار إلي ذلك معظم المراقبين. رابعا: لا يزال إقليم دارفور، وهو تقريبا يعادل 20% من السكان ومن مساحة البلاد، ملتهبا ولا يعلم أحد إلي أين سيصل ذلك الالتهاب.
خامسا: حزب الجبهة الإسلامية /المؤتمر الوطني لا يزال ممسكا ومسيطرا على مفاصل السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية وكل الأجهزة الأمنية وخاض انتخاباته على هذا على ذلك الأساس.
سادسا : رئيس مجلس الرئاسة(رئيس الجمهورية ) أكمل عشرين عاما كرئيس للبلاد وهو ما يعادل خمس فترات رئاسية أمريكية أو ثلاث فرنسية، ولا يزال مستمرا ويبدو أنه عاقد العزم على الاستمرار فقد أعلن أنه مرشح حزب الجبهة الإسلامية / المؤتمر الوطني منذ فترة بالرغم من الملاحقة الدولية و عدم تعاون المجتمع الدولي معه. سابعا : الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه شرب وصحة وتعليم متدنية رغما عن وجود الجبهة الإسلامية/ المؤتمر الوطني في سدة الحكم لما يزيد من عشرين عاما . كما لا تزال الأحوال المعيشية للناس عامة متدهورة والتضخم يرتفع بمعدلات غير مقبولة رغم تصدير البترول وعائداته، والفساد ينخر في جهاز الدولة بشكل مريع(حسب تقارير المراجع العام) .
ونواصل ،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عميد أ.ح.(م) السر أحمد سعيد : يصدر سفره ( نحو الجمهورية الثانية - دعوة لتأسيس جيوبوليتيكا.. (Re: عبدالله الشقليني)
|
أستاذنا عبدالله الشقليني
الأخ والصديق العميد الركن السر أحمد سعيد هو أحد الضباط المميزين في القوات المسلحة. كان مظلياً محترفاً, وكان قائد عملية تحرير الرهائن الألمان في جبل بوما, وقد أنجز المهمة رغم خطورتها دون خسائر في صفوف قواته,وحرر الرهائن الألمان بعملية إقتحام جوي. وللتاريخ فإن هذه العملية قفزت بسمعة الجيش السوداني من حيث الكفاءة إلى مصاف الجيوش المحترفة.خاصة إذا علمنا إن الجيش الأمريكي قد سجل فشلاً زريعاً في نفس هذا النوع من العمليات في عملية تحرير الرهائن بإيران. كما أن القوات المصرية قد تكبدت خسائر فادحة في قبرص وقتل خلال العملية الأستاذ يوسف السباعي. وقد نجحت القوات الإسرائيلية في عنتبي لضعف الطرف الآخر.(أرجو أن يصحح معلوماتي أستاذي ود الريح).
السر أحمد سعيد كان من أبرز الرياضيين الذين مرّوا على القوات المسلحة،وكان أبرز لاعب (نُص) في أهلي الخرطوم في السبعينات (جنابو) بجانب الشهيد رمضان مرحوم.
السر أحمد سعيد من الضباط الذين اهتموا باجانب الثقافي, وهو قارىء نهم وله قدرة وصبر على الكتابة.
التحية لأخي السر والتقدير لك أستاذي شقليني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عميد أ.ح.(م) السر أحمد سعيد : يصدر سفره ( نحو الجمهورية الثانية - دعوة لتأسيس جيوبوليتيكا.. (Re: عبدالله الشقليني)
|
(7)
ويواصل سعادة / العميد الركن (م) في مقدمة سفره :
ثامنا : الأحزاب السياسية خاصة الكبيرة منها يبدو أنها فقدت روح المبادأة والتحدي فأصبحت لا تأبه لما يجرى كأن الأمر لم يعد يعنيها ، وكل ما تقوم به حاليا هو تصريحات متفرقة لا تسمن ولا تغني، وما أستغرب له فعلا هو أن هذه الأحزاب لا تستفيد من تجارب الدول الأخرى في المعارضة مثلما جرى في الباكستان وتحديدا تجربة نواز شريف والسيدة بنازير بوتو مع نظام الجنرال مشرف، ومع هذا فلا يزال هناك دور يجب أن تقوم به الأحزاب في ضرورة تثبيت اتفاقية السلام لتصل إلى نهاياتها المطلوبة وتقويم الأداء الحكومي بفعالية المعارضة الواجبة. تاسعا : القوات المسلحة رغم أنها مقدمة على فترات عصيبة (ما بعد الانتخابات ، وما بعد الاستفتاء) ، وهي بعد ذلك عرضة للدمج في حالة الوحدة والتحول للقوات المسلحة الوطنية ، أو الرجوع للقواعد في حالة استقلال الجنوب ، لا تزال مسئوليتها في الحفاظ على الوطن من الانهيار أمانة في عنقها وأكثر من ذلك هو: مسئوليتها التي توارثتها عبر الأجيال في الحفاظ على البلد واقفا متحديا وشامخا مهما كلفها ذلك . عاشرا : منصب القائد العام الذي تخلى عنه الرئيس عمرحسن البشير مؤخرا بعد أن قدم ترشيحه رسميا لرئاسة الجمهورية حسب مقتضيات الدستور أصبح خاليا ولا ندري حتى اللحظة هل سيلغى المنصب أم يعين فيه شخص آخر علما بأن المشير البشير احتكر المنصب طيلة فترة الإنقاذ لكن التاريخ سيحسب له أنه أول من تنازل من القيادة العامة للقوات المسلحة للجنوب لأن الجنوب لديه جيش آخر وقائد عام آخرلذلك الجيش حسب اتفاقية السلام الشامل . كل هذا الذي سقناه يتم تناوله في كثير من المنتديات المنتشرة في أوساط السودانيين ، داخل وخارج السودان ، إذ تدور مناقشات عميقة حول العديد من القضايا الملحة والمثيرة للجدل ، والتي في مجملها تُشًكل الحالة السودانية الراهنة والمستقبلية . بكل تأكيد إن هذه المنتديات تضم بين عضويتها مثقفين ومهنيين من حملة الشهادات والإجازات العليا من أرقى الجامعات والمعاهد في العالم وعلى درجة عالية من التأهيل والعلم . ومنهم من ينتمي إلي أحزاب سياسية أو إلي منظمات المجتمع المدني المختلفة ، ومنهم المستقل غير المنتمي . و مثل هذه المنتديات لها دورها في تشكيل الرأي العام من خلال وسائل الإعلام المتوفرة وبالتحديد الانترنت الذي يتميز بعدم خضوعه للرقابة الحكومية . كما تساهم هذه المنتديات بقدر كبير في عملية التنوير التي يجب أن تكون مستمرة، خاصة حينما يتعلق الأمر بقضايا مصيرية مثل اتفاقية السلام الشامل، والتي أشارت بعض نصوصها إلي أن يقوم طرفا الاتفاق بوضع الخطط والآليات بهدف تنوير عموم الشعب السوداني ببنود ومجريات الاتفاق الذي في نهايته ربما يصبح السودان بلدين منفصلين. ثم إن هذه المنتديات تُشكَل نوعا من أنواع المعارضة الرشيدة وبإمكاننا أن نطلق عليها المعارضة الشعبية التي ترسل إشارات قوية للدولة ، إن كانت الدولة تهتم بآراء الآخرين . وكان يمكنها بالفعل الاستفادة من هذه المناقشات إن هي كانت تريد خيرا للوطن حقا. وأخيرا، فإن هذه المنتديات تساهم إلي درجة بعيدة في مقاربة أفكار هؤلاء المثقفين والمتعلمين أنفسهم إذ إن بعضهم ،وله العذر في ذلك ، بعيد كل البعد عن بعض القضايا الهامة مثل القضايا المتصلة بالقوات المسلحة، والتي أعتقد أن هناك حدا أدني من المعلومات الخاصة بالقوات المسلحة يجب على كل مثقف ومتعلم الإلمام بها وهي ليست قضايا أمنية بقدر ما هي قضايا فكر وقضايا رأي عام.
ونواصل *
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عميد أ.ح.(م) السر أحمد سعيد : يصدر سفره ( نحو الجمهورية الثانية - دعوة لتأسيس جيوبوليتيكا.. (Re: عبدالله الشقليني)
|
(8) ويواصل سعادة العميد الركن (م) السر أحمد سعيد في مقدمته :
أحد هذه المنتديات هو:" منتدى الإثنين الفكري " بالنادي الاجتماعي السوداني في(أبو ظبي) أثيرت فيه مثل تلك القضايا الهامة بمسئولية وجدية. وقد استحوذ بعضها على قدر كبير من المناقشات والمداخلات واستحق أن تفرد له مساحات واسعة. من ذلك مثلا قضية الهوية التي قدمت من خلال رؤى متعددة. و ربما كان مجرد مصادفة أن الموضوع تم تناوله من منظور ثقافي أدبي ولغوي أكثر من الجوانب الأخرى للقضية . كان أول من تناول موضوع الهوية أحد أعضاء المنتدى من الذين يعملون في مجال الكتابة والبحث وقد جاء تناوله للقضية في ذلك الإطار أي الثقافي الأدبي . ثم تعرض أحد الأعضاء المتميزين في المنتدى الأستاذ مصطفى محمد علي عبدا لله لموضوع الهوية و قد جاء طرحه هذه المرة للقضية من زاوية لغوية فقط ،كما حدد هو نفسه ، وكانت إضافة حقيقية للمسألة . وصادف أيضا أن الأستاذ المرحوم حسن ساتي، الصحفي المشهور، أثناء زيارة له للمنطقة أن قدم للمنتدى الموضوع من زاوية ثالثة مختلفة عما قدم من قبل وهي زاوية الوجدان وتشكًُله في السودان . أكيد أن الموضوع كان في كل مرة يحظى بنقاشات مثمرة ومفيدة وربما ترتفع الأصوات أحيانا ولكنها كانت تعبر بجدية وإخلاص عن عمق وأبعاد القضية .
ونواصل
*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عميد أ.ح.(م) السر أحمد سعيد : يصدر سفره ( نحو الجمهورية الثانية - دعوة لتأسيس جيوبوليتيكا.. (Re: عبدالله الشقليني)
|
(9)
يستمر سعادة العميد الركن (م) السر أحمد سعيد في سرد مقدمة سفره الضافي :
أحد هذه المنتديات هو:" منتدى الإثنين الفكري " بالنادي الاجتماعي السوداني في(أبو ظبي) أثيرت فيه مثل تلك القضايا الهامة بمسئولية وجدية. وقد استحوذ بعضها على قدر كبير من المناقشات والمداخلات واستحق أن تفرد له مساحات واسعة. من ذلك مثلا قضية الهوية التي قدمت من خلال رؤى متعددة. و ربما كان مجرد مصادفة أن الموضوع تم تناوله من منظور ثقافي أدبي ولغوي أكثر من الجوانب الأخرى للقضية . كان أول من تناول موضوع الهوية أحد أعضاء المنتدى من الذين يعملون في مجال الكتابة والبحث وقد جاء تناوله للقضية في ذلك الإطار أي الثقافي الأدبي . ثم تعرض أحد الأعضاء المتميزين في المنتدى الأستاذ مصطفى محمد علي عبدا لله لموضوع الهوية و قد جاء طرحه هذه المرة للقضية من زاوية لغوية فقط ،كما حدد هو نفسه ، وكانت إضافة حقيقية للمسألة . وصادف أيضا أن الأستاذ المرحوم حسن ساتي، الصحفي المشهور، أثناء زيارة له للمنطقة أن قدم للمنتدى الموضوع من زاوية ثالثة مختلفة عما قدم من قبل وهي زاوية الوجدان وتشكًُله في السودان . أكيد أن الموضوع كان في كل مرة يحظى بنقاشات مثمرة ومفيدة وربما ترتفع الأصوات أحيانا ولكنها كانت تعبر بجدية وإخلاص عن عمق وأبعاد القضية .
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عميد أ.ح.(م) السر أحمد سعيد : يصدر سفره ( نحو الجمهورية الثانية - دعوة لتأسيس جيوبوليتيكا.. (Re: عبدالله الشقليني)
|
(10)
يستمر سعادة العميد الركن (م) السر أحمد سعيد في سرد مقدمة سفره الضافي :
قبل ذلك كان قد طلب مني الصديق المهندس مختار عثمان أرصد ، وهو صاحب فكرة المنتدى ورئيسه لفترة طويلة ، أن أقدم شيئا عن الهوية . ربما لأنني كنت قد قدمت موضوعا عن القوات المسلحة ودورها في السياسة في السودان ، تناولت فيها سلك الضباط خلال الفترات والحقب التي مر بها الجيش السوداني : منها فترة الجيش المصري الإنجليزي ، أي الفترة من 1900 م وحتى 1925 م والتي غلب فيها الطابع الأفريقي أو غير العربي ، حسب سياسة الإنجليز آنذاك . ثم فترة قوات دفاع السودان والتي امتدت من 1925 حتى الاستقلال في 1956 عندما تحولت لمسمى القوات المسلحة السودانية ، ربما لذلك، أو ربما لأنني بحكم عملي في القوات المسلحة زرت عددا من مناطق السودان المختلفة من أرقو شمالا إلي يامبيو وطمبرة جنوبا ومن أسونقا (غربي الجنينة )غربا ،إلي سواكن وجبيت شرقا أو يحتمل لأنه هو وشخصي أيضا تصادف أننا ننتمي إلي جذور نوبية . ربما لسبب من تلك الأسباب ،مجتمعة أو متفرقة ، أو لسبب آخر لا أعلمه طلب مني ذلك . على كل استحسنت الفكرة وشرعت في الإعداد للدراسة ومن ثم الاستعداد لتقديمها لأن القضية شائكة ومعقدة إلي الدرجة التي تستفز العقل وتحرضه للبحث والتنقيب . لقد وجدت عددا من الدراسات على شكل كتب قيًمة مثل كتاب الأستاذ أيوب بلمون ، عضو مركز جامعة هارفارد للدراسات السكانية. ولابد من التنويه أن الأستاذ بلمون سوداني الجنسية وهو قبطي ومن أبناء النيل الأزرق وتحديدا من مدينة واد مدني .وقد بذل مجهودا فائقا في كتابه هذا ، إذ جاب معظم أنحاء أفريقيا غربا وشرقا ، جنوبا وشمالا وهو عبارة عن دراسة للهجرات من غرب إفريقيا إلي حوض وادى النيل أسبابها وآثارها وأوضح بالأرقام والإحصاءات الهجرات السكانية التي تعًرض لها السودان ، وقد وضعه باللغة الإنجليزية بعنــوان (Peoples & Economics In Sudan 1884-1956 ) . وكتاب آخر للأستاذ عبد الهادي الصديق بعنوان (الحزام السوداني جغرافيته وتاريخه) ، ثم كتاب الدكتور محمد سليمان محمد ( السودان ـ حروب الموارد والهوية ) تحقيق الدكتور صلاح بندر، وعدد لا يحصى من الدراسات والأوراق بأقلام كُتًاب وأساتذة مرموقين مثل الدكتور الباقر العفيف والدكتور أبكر آدم إسماعيل والدكتور محمد جلال أحمد هاشم والدكتور عبدالله على إبراهيم وغيرهم .
ونواصل .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عميد أ.ح.(م) السر أحمد سعيد : يصدر سفره ( نحو الجمهورية الثانية - دعوة لتأسيس جيوبوليتيكا.. (Re: عبدالله الشقليني)
|
(11)
يستمر سعادة العميد الركن (م) السر أحمد سعيد في سرد مقدمة سفره الضافي :
عندها وجدت أن المسألة فيها تحد كبير ليس لي فقط ولكن لجميع السودانيين ، خاصة المتعلمين والمثقفين منهم ، وفي كل مكان . فسؤال الهوية مؤرق ومتعب ، وإن لم يجد التناول الصحيح والدقيق ، سيساهم بلا شك في تدميـر السودان ، وسيكون له الأثر الأكبر في ذلك . لا أقول ذلك جزافا، ولكن عن تجارب عشناها مع زملاء وأصدقاء ورفقاء سلاح حملوا سلاحهم وهاجموا ليس الدولة فحسب ، وإنما رفقاء سلاحهم وزملائهم ، ودفعوا حياتهم ثمنا لذلك ، لسبب بسيط هو أنهم ضُلًلوا نتيجة استماعهم وتحريضهم بواسطة بعض من يتناول القضية بشكل تحريضي مستفز، وأصبح العدو فجأة هو صديقه وابن دفعته الذي دخل منزله وأكل وشرب معه ومع مع أفراد أسرته .
من هنا جاءت فكرة هذا الكتاب أو بدايته أو دعنا نقل المدخل إليه . فحينما تشرع في تناول الهوية يندفع نحوك سيل من الأسئلة مثل : ما هي الهوية وماذا تعنيه ؟ هل هي الأعراق والأصول والأجناس ؟هل هي الثقافات واللغات واللهجات؟ هل هي العادات والتقاليد والأعراف والمعتقدات (Doctrine ) ؟هل هي الأفراح التي تحققها الانتصارات الكبيرة أم هي الأحزان العميقة المشتركة التي تسببها الهزائم والانكسارات ؟ هل هي الوجدان بكل ما يشكًله ويمثًله ؟هل هي الحيًز الجغرافي الذي نعيش فيه وعاش فيه الآباء والأجداد قبلنا وجغرافيتنا بكل ما فيها من ممارسات حياتية؟ هل هي التاريخ الموغل في الزمن الغابر بكل ملاحمه وأبطاله؟ عشرات الأسئلة التي لايتوقف تدفقها لأن المسألة كما قلت غاية في التعقيد والتشابك .
ونواصل
*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عميد أ.ح.(م) السر أحمد سعيد : يصدر سفره ( نحو الجمهورية الثانية - دعوة لتأسيس جيوبوليتيكا.. (Re: عبدالله الشقليني)
|
(12)
يستمر سعادة العميد الركن (م) السر أحمد سعيد في سرد مقدمة سفره الضافي :
على كل ، في تبسيط أرجو أن يكون غير مخل ، وجدت أن الهوية هي كل ذلك فكل إجابة على أحد تلك الأسئلة ، مهما صغرت حتى إن جاءت على شكل عمود ، أو كبرت حتى وإن جاءت على شكل مجلد ، لا تشكل سوى جزء صغير من الهوية ، ثم هي كل تلك الجزئيات مدمجة في بعضها البعض لتتفاعل مع الأجزاء الأخرى لتعطي منتجا متكاملا من مادة الهوية . وهي بتعميم واسع عبارة (عن تفاعلات التاريخ والجغرافيا في حيًز مكاني محدد وتفاعل الإنسان وتطـوره فيه). وبكلمات أخرى هي التميُز عن الآخرين الناتج عن المكان والجغرافيا ، وهي الانتماء لهذا المكان الناتج عن الارتباط به من الوجدان والتاريخ . إن الهوية تعني التمًيُز والانتماء اللذين لا ينفصلان أبدا ، وهما وجهان لعملة واحدة هي المواطنة أو (التأرضن) ، حسب د. معين حداد، أي الارتباط بالأرض و التموطن فيها . فالهوية من جانب التميًُز تعني ما يُميًز الفرد عن الآخرين، سواء من ناحية الشكل أو السحنة أو اللغة أو اللبس أو العادات الاجتماعية. ومع إمعان النظر تجد أن الأفراد في الأسرة الواحدة يتميزون عن بعضهم البعض ثم أن الأسرة نفسها تحديدا تجدها تتميًز عن بقية الأسر. وتجد أن الحي الواحد الذي يضم عددا من البيوت والأسر يتميز عن غيره من الأحياء بسمات صغيرة بسيطة لكنها واضحة وملفتة . وتجد أن المجتمع في مدينة ما يتميز عن غيره من المجتمعات في المدن الأخرى، وهكذا إلي أن يصل ذلك التميُز إلي الوطن الكبير الذي يميُُزه عن بقية الأوطان . أما الهوية من ناحية الانتماء فهي تعني كل ما يشد الإنسان إلي بلده ووطنه وما يجعله يعتز به ويرتبط به . إن انتماء الإنسان يبدأ من المكان الذي ولد فيه أو شب وترعرع فيه وارتبط به ، وبالأشخاص الذين وجدهم من حوله: الأم ،الأب و الأشقاء، أي الأسرة. ثم إن هذا الارتباط والانتماء ينمو ويتمدد إلي الجيرة والحي والأصدقاء وأهل الحلة أو(الحتة) ، ثم ينداح فتتسع دائرته لتشمل القرية أو المدينة، ثم العمودية أو المحافظة ، فعموم المنطقة وأخيرا البلد كله كوطن واحد ، فهو ذاك الذي يجعل الفرد يعتز به ويحبه عن غيره من بلاد الدنيا وهو ذاك الذي نعشق ونتغنى له مثلما يفعل الشعراء ومثلما فعل شاعرنا العظيم الفيتوري إذ يغني : في زمن الغربة والارتحال تأخذني منك وتعدو الظلال وأنت عشقي ..... حيث لا عشق يا سودان إلا..... النسور الجبال يا شرفة التاريخ.. يا راية منسوجة...... من شموخ النساء وكبرياء الرجال لمن ترى أعزف أغنيتي ... ساعة لا مقياس إلا الكمال إن لم تكن أنت الجمال الذي يملأ كأسي و يفيض الجمال فديً لعيني طفلة غازلت دموعها حديقة في الخيال شمسك في راحتها ... خصلة طرية من زهر البرتقال والنيل ثوب أخضر.....ربما عاكسه الخصر قليلا ...فمال
ونواصل
*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عميد أ.ح.(م) السر أحمد سعيد : يصدر سفره ( نحو الجمهورية الثانية - دعوة لتأسيس جيوبوليتيكا.. (Re: عبدالله الشقليني)
|
(13)
يستمر سعادة العميد الركن (م) السر أحمد سعيد في سرد مقدمة سفره الضافي :
من أجل ذلك تفرعت قضية الهوية ليصبح لها وجهان، وجه هو التميُز ووجه آخر هو الانتماء ولا يمكن جدليا الفصل بين التميز والانتماء كما لا يمكن الفصل بين الهوية والمواطنة . ولذلك وجدت من المناسب أن تكون قضية الهوية مدخلا لهذا الكتاب. وتستحق أن يفرد لها الفصل الأول رغم احتجاج بعض الأصدقاء على ذلك وسأوضح لاحقا لم الاحتجاج . بكل تأكيد لا يمكنك طرح قضية الهوية ومناقشتها دون أن تتعرض لما يربطك بذلك الوطن العزيز ويجعلك تفخر بالانتماء إليه . والانتماء للوطن العزيز يبدأ بإشارات عميقة مستوحاة من الجغرافيا ، تبدأ معك بتلك الأناشيد "الذكية" التي أنشدناها في المدارس الابتدائية مثل ذلك الذي وضع كلماته الشيخ عبد الرحمن علي طه (في القولد التقيت بالصديق .....أنعم به من فاضل صديق ...). وفيه يطوف بنا ذاك الشيخ الجليل إلي معظم مناطق السودان : الجفيل ، ريرة ، ود سلفاب ، يامبيو،بورتسودان إلي آخر القائمة.. وكل تلك البقاع التي حفرت في الأذهان ولا تزال . ثم تكبر تلك الإشارات الجغرافية ليؤكد لك علم الجغرافيا أهمية الموقع الجغرافي للبلاد ....وتنوع السكان والأراضي الزراعية الممتدة ،والثروات الحيوانية المتميزة ،والغابات ، والمعادن الخ لتتحول تلك الجغرافيا كحقائق إلي جغرافيا سياسية لتصبح في يد الدولة التي تقود البلاد (الأرض والناس ) إلي الحياة الأفضل . وحينما تصل للدولة التي يجب أن تقود ، تجد أن الدولة ومناقشتها ودراسة اتجاهاتها تستلزم بالضرورة أن تتناول علم الجيوبولتيكا الذي ولد من رحم الجغرافيا السياسية، والتي ولدت بدورها من الجغرافيا بفرعيها، البشرية والطبيعية . فالجيوبولتيكا تعني استخلاص حقائق الجغرافيا بفروعها و وضعها في يد الدولة ، التي تقوم بدراسة تلك الخلاصات وتحليلها ، لتصل لحلول متعددة وخيارات مختلفة لكثير من الصعوبات والتحديات والتهديدات التي تواجهها . و لـتُشكًل سياساتها من خلال حركتها اليومية ونشاطاتها وأعمالها المستمرة وما يجب أن تكون عليه الدولة وفقا لتلك الحقائق . لذلك ما أن تبدأ في مناقشة سؤال الهوية ومحاولة الإجابة عليه ، حتى تجد أن الأبواب تنفتح أمامك مشرعة . فمناقشة الهوية تدفع إلي مناقشة قضية الانتماء التي تقود بدورها لمناقشة الجغرافيا السياسية والتي تنتهي منطقيا إلي الجيوبولتيكا أي(علم ما ينبغي أن تكون عليه الدولة ) حسب قول السويدي رودولف كيجلين وهو أول من استخدم مصطلح الجيوبولتيكا . على كل هذا ما دفعنا لوضع فصل كامل عن الجيوبولتيكا و هو الفصل الثاني ، وهذا مصدر احتجاج بعض الأصدقاء الذين ارتأوا أن هذا الفصل يجب أن يكون الأول، أي أن يسبق فصل الهوية بينما ساندني آخرون لكي يكون فصل الهوية هو الأول . ثم اتبعناه بفصل ثالث عن مكونات القوة المادية للدولة (الكتلة الحيوية والموقع الجغرافي ، القوة الاقتصادية ،الإرادة السياسية والقوة العسكرية). وآثرنا أن نورد بعض الحقائق عن قطاعي البترول والكهرباء كنماذج للقدرة الاقتصادية، ومرجعنا في ذلك أساتذة أجلاء وعلماء جهابذة .أما الفصل الرابع فقد جاء مكملا للفصل الثالث، وتركز الحديث فيه عن التدخلات العسكرية في الحياة السياسية وأثرها في إضعاف الإرادة السياسية للدولة ، ومسئولية القيادة العامة في ذلك . وحاولنا توضيح أن القيادة العامة والأشخاص الذين تولًوا مسئوليات دستورية داخلها ومنها، بلا شك يتحملون المسئولية الأخلاقية و التاريخية ، وليس القوات المسلحة التي ظلوا يستخدمونها كمطية ، والتي خسرت أغلى أبنائها وأعزهم في تلك التدخلات .
*
| |
|
|
|
|
|
|
|