أرجأت مجمع محاكم جنايات الخرطوم وسط برائسة القاضي اسامة احمد عبد الله امس محاكمة أربع متهمين بينهم أجنبي واثنين من رجال الدين المسيحي بتهمة التجسس وإثارة الحرب ضد الدولة، وإثارة الكراهية ضد الطوائف، والتي تصل العقوبة فيها إلى الإعدام،ارجاتها الي جلسة يوم الخميس المقبل بسبب انقطاع التيار الكهربائي،وشهدت جلسة امس حضور واسع المسيحيين بكافة طوائفهم الي جانب الناشطيين والصحفيين واصطفت جموع واسعة من النساء والشباب تحت كبري السجانة المقابل لمجمع المحاكم في طوابير طويلة وهم يقدمون الترانيم والاناشيد المسيحية في وقت شكل فيه القساوسة والمبشرين حضور لافت بازيائهم المميزة،ودخل القس حسن عبد الرحيم الي داخل المحكمة مقيدا الي جانب المتهم الاول من دولة التشيك بيتر جاشيك،بينما حضر المتهم الثالث عبد المنعم عبد المولي مخفورا الي جانب المتهم الرابع كوة شمال، وتدافعت جماهير غفيرة امام بوابات المحكمة التي فرضت اجراءات امنية مشددة، وقبل انقطاع التيار الكهرابئ الذي ادي تاجيل السير في المحاكمة استعرض المتحري المستشار عبد الرحمن احمد عبد الرحمن أمام قاضي المحكمة ومن خلال شاشة بروجكتر المعروضات التي ضبطت بحوزة المتهم الاول التشيكي عبارة عن اقراص سيديهات تم عرضها علي المعمل الفني حيث جاءت النتيجة بحسب عبد الرحمن قرص خارجي تايلندي الصنع سعته (250) قيقابيات وبعد الفحص تم العثور علي عدد من الصور والافلام الوثائقية تجمع اجانب برفقة سودانيين يعود تاريخها الي العام 2012م واشار عبد الرحمن الي صور تشمل كنائس ومباني مدمرة عليها اثار الحرب وبعض القطع الحربية مثل مخلفات الدانات وقال ان المتهمين يذعمون تعرض تلك المباني الي دمار بواسطة الجيش فضلا عن تعرض المسيحيين الي اضطهاد وعرض عبد الرحمن صور من الاقراص للمتهم الاول برفقة نائب رئيس الحركة الشعبية شمال عبد العزيز الحلو وصورة اخري لعربة ماركة لاندكروز قال ان المتهم واصدقائه قدموا علي ظهرها من معسكر ايدا بدولة جنوب السودان،وقاطع رئيس هيئة الدفاع مولانا عمر شمينا عرض الصور محتجا علي ان المتهم لم تتيح له فرصة مشاهدة الصور للتاكيد علي صحتها وفي الاثناء قال عضو هيئة الدفاع المحامي صالح محمود ان الصور المعروضة امام المحكمة يعود تاريخها الي العام 2012م واشار الي ان الاتهام بني قضيته بناء علي تلك الخرط والصور وأدي انقطاع التيار الكهربائ الي تاجيل المحكمة الي جلسة الاول من الشهر القادم ان تستمر المحكمة في اجراءاتها ،وتضم هيئة الدفاع اكثر من عشرين من المحامين ابرزهم عمر شمينا وصالح محمود ومهند مصطفي وشوقي يعقوب وديماس مرجان ومحجوب واحمد صبير واخرين. وكانت السلطات قد اوقفت المتهم الأول التشيكي بيتر جاشيك بعد دخوله البلاد بأربعة أيام خلال أكتوبر الماضي وبحوزته حقيبتان إحداها بها جهاز كمبيوتر محمول وهاتف حديث وكاميرا، بينما حوت الحقيبة الاخري مستندات شخصية،وأمرته السلطات بالتخلي عن حقيبته والمغادرة دونها لكنه رفض، ليتم اقتياده لمكاتب جهاز الأمن حيث تم الصور والفيديوهات وقال المتهم حين استجوابه حول مضمونها إنه تسلم بعضها من زميل له يدعي غراد فيلبس في العام 2012م وقال المتحري المستشار عبد الرحمن محمد عبد الرحمن أمام قاضي محكمة الخرطوم شمال إن الشاكي أبلغ بموجب عريضة لنيابة امن الدولة أن المتهمين يقومون بأنشطة استخباراتية وتقديم الدعم المادي للجيش الشعبي في جنوب كردفان، بالإضافة إلي توثيق ادعاءات لحالات إبادة وقتل لمدنيين وحرق لقرى، بجانب ادعاءات لتعذيب المسيحيين في السودان، وفي الاثناء قالت صحيفة دينس التشيكية عند توقيف المتهم في أكتوبر الماضي إن قرار الاتهام بحق جاشيك يستند إلى شريط فيديو صوره التشيكي مع تصريح لرجل يعاني حروقا، بجانب اتهامه بعبور الحدود بين جنوب السودان والسودان بشكل غير قانوني،وأشار المتحري إلى ضبط مستندات وتسجيلات وأفلام توثيقية محملة في جهاز الكمبيوتر والهاتف محمول وذاكرة خارجيةوأوضح أن المتهمين يقصدون بذلك تشويه صورة البلاد عبر نشر تلك المعلومات للاستفادة منها سياسياً ولتشكيل ضغط دولي علي البلاد لافتاً الي تقييد دعوي جنائية في مواجهة المتهمين تحت مواد القانون الجنائي والمادة 29 من قانون الجوازات والهجرة الخاصة بالتسلل للبلاد بطريقة غير قانونية والمادة 23 من قانون تنظيم العمل الطوعي والإنساني، والخاصة بممارسة نشاط لمنظمة طوعية بدون تسجيل،بجنوب كردفان وفي نهاية الجلسة انكر المتهم الشيكي اقواله الواردة، في يومية التحري وقال إن الترجمة لم تكن سليمة،وقالت المتحدثة باسم الخارجية التشيكية ميكايلا لاغرونوفا في تصريحات سابقة إن بلادها تسعي إلى البحث عن حل للقضية في السودان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة