الخرطوم: التيار بَدَأت بالقصر الرئاسي أمس الأحد، جلسة المباحثات المشتركة بين السودان ودولة الجنوب، حيث رأس النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن بكري حسن صالح الجانب السوداني، فيما رأس تعبان دينق النائب الأول لرئيس دولة الجنوب، الجانب الجنوبي. وركزت المباحثات طبقاً لوكالة السودان للأنباء على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلديْن ودعم آفاق التعاون في مُختلف المجالات، خَاصّةً وأنّ شعبي البلديْن تربطهما علاقات تاريخية وروابط اجتماعية، وتطرّقت المُباحثات للأوضاع بدولة الجنوب، خَاصّةً بعد الأحداث التي شهدتها جوبا خلال الفترة الماضية. وأكد الجانبان ضرورة التنسيق والعمل المشترك لدعم مسيرة الأمن والاستقرار في كلا البلدين، وبدأ تعبان دينق زيارته التي تمتد يومين برفقة وفد رفيع من حكومة الجنوب يضم وزيري الدفاع والنفط ومدير الاستخبارات العسكرية، وينتظر أن يلتقي الرئيس المشير عمر البشير ليطلعه على التطورات في جنوب السودان. وصرّح وزير الشؤون الرئاسية في دولة الجنوب، مايياك أييي بأن تعبان يحمل رسالة من الرئيس سلفا كير لنظيره عمر البشير، تتضمّن التزام الحكومة والرئيس الجنوب سوداني شخصياً بإقامة علاقة قوية جداً ومُثمرة في المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية والعلاقات السياسية بين البلديْن في السعي وراء المصلحة المُتبادلة. ووصل نائب رئيس جنوب السودان تعبان دينق الخرطوم في أول زيارة بعد تعيينه خلفاً لزعيم المتمردين رياك مشار بعد الاشتباكات الدامية في يوليو الماضي بجوبا. وكان في استقباله بمطار الخرطوم النائب الأول للرئيس الفريق أول ركن بكري حسن صالح وعدد من الوزراء، وبدأ تعبان زيارته بمشاورات مع صالح أمس الأحد. وقال وزير مايياك أييي إن الهدف الآخر من الزيارة هو التأكيد للخرطوم بالتزام الحكومة بتنفيذ اتفاق السلام والمضي قدماً، وأعلنت الحكومة ترحيبها بالزيارة، قائلة إنها تأتي للتباحث حول عدد من القضايا والملفات بين البلديْن، وقال وزير الدولة بالخارجية كمال الدين إسماعيل في تصريحات صحفية بمطار الخرطوم الدولي عقب وصول دينق، إنّ برنامج الزيارة يشمل مُناقشة عدد من القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك خاصة الملفيْن الأمني والاقتصادي، بجانب التطرق لأزمة جنوب السودان، وجدد إسماعيل موقف السودان الثابت حيال مقررات (الإيقاد) الخاصة بحل قضية جنوب السودان بالتفاوض والحوار، وأكد أهمية حل قضية الجنوب عبر هيئة (الإيقاد) بالتفاوض بين الأطراف، وقال إن موقف السودان ثابتٌ من مقررات (الإيقاد)، وزاد: "إننا نستقبل تعبان باعتباره نائب رئيس دولة جنوب السودان وسيجد كل تعاون منا"، وتابع: "نحن لسنا طرفاً في أن يحدد من يكون رئيساً أو نائباً للرئيس في الجنوب لأنها قضية داخلية يحددها الجنوب.. وموقفنا بصورة عامة هو التعامل مع الأحداث كما هي باعتبار أنّ حكومة الجنوب شرعية"، وفي رده لسؤال حول إخلاء مشار الى دولة مجاورة قال وزير الدولة بالخارجية: "الواضح أن مشار تم إخلاؤه عن طريق دولة الكونغو بالتعاون مع الأمم المتحدة".