Author: فتح الرحمن شبارقة
|
من فتح الرحمن شبارقة موسى هلال بعد إنشائه لمجلس الصحوة الثوري: المجلس سياسي وعسكري والخيارات واضحة أمامنا كثير من تصرفات الحزب الحاكم لا تعجبني لا أعرف إذا ما زلت مستشاراً في الحكومة الآن أم لا ؟! نحن عساكر ولا فاعلية لسياسي بدون قوة على الأرض حاوره : فتح الرحمن شبارقة هو ليس مجرد شيخ، أو زعيم قبلي لم تتجاوز سمعته مضارب قبيلة المحاميد التي يتزعمها. فموسى هلال، يعد من أشهر القيادات الدارفورية داخلياً وخارجياً، وأكثرها إثارة للجدل منذ أن ضمته إحدى قوائم عقوبات الولايات المتحدة الأمريكية لإتهامه بإرتكاب جرائم وزعامة ما يسمى بمليشيا الجنجويد، حيث يختلف الناس هناك إزاءه بشكل كبير، فمنهم من يراه رجل حرائق، وآخرون يرون فيه رجل إطفاء قدّم مساهمة كبيرة في إرساء الاستقرار والأمن في المنطقة. كان ذلك قبل عدة سنوات، أما قبل عدة أيام فقط، فجر موسى هلال مفاجأة من العيار الثقيل عندما أعلن عن إنشائه لمجلس الصحوة السوداني الثوري الذي يزاوج بين العمل السياسي والعسكري في دارفور، وهو الأمر الذي دفع (الرأي العام) للاتصال به في مكان وجوده بدارفور لطرح العديد من التساؤلات عن الداعي وراء إنشاء مجلسه الجديد، وما لا يعجبه في المؤتمر الوطني، وتساؤلات أخرى عن وضعيته وخياراته وعلاقته المتوترة مع الحزب الحاكم، فإلى مضابط الحوار: *أعلنت في الأيام الفائتة إنشاء (مجلس الصحوة السوداني الثوري).. هل هذا المجلس سياسي أم عسكري؟ - الاثنين معاً، هو مجلس سياسي وعسكري. *إذا كان المجلس فيه شق عسكري فهذا سيدخلكم في مواجهة مع الحكومة؟ - (والله الاتنين مع بعض، وأنت عارف نحن عساكر طبعاً). ثم أي سياسي لا قوة له على الأرض فلن يكون عنده مفعول. *إذا كان مجلس الصحوة السوداني الثوري عسكري، فهو عسكري ضد من؟ خاصة وأن هنالك الكثير من الأطراف المتصارعة في دارفور؟ - نحن لسنا ضد أي جهة، لكن الجسم السياسي إذا لم يكن مسنودا بقوة فلن تكون عنده فعالية. *ما هو الداعي لهذا المجلس أصلاً؟ - المجلس حتى الآن، نحن نعتبره منبرا أو جسما يمكن أن نعالج عبره مشاكلنا مع الحكومة، وإذا كان هناك أي خلاف أو نقاش حول المسائل التي جعلتني أتخذ موقفا بعيدا عن الحكومة، فنستطيع عبر هذا المجلس أن نصل لحلول ترضينا جميعاً. *بوصفك زعيما قبليا وسياسيا، هل سيكون هذا المجلس خاصاً بدارفور أم ربما لكل السودان؟ - أنا زعيم قبلي وأحد الرموز القبيلة في دارفور هذه حقيقة لا أنكرها، ولكن أنا زعيم سياسي كذلك، ومن الرموز السياسية المعروفة داخل وخارج السودان، وأنا أتحدث من منطلق سياسي وليس من منطلق قبلي.. *أياً كانت خلفيتك.. هل سيكون مجلس الصحوة السوداني الثوري خاصاً بأهل دارفور فقط أم بكل السودان؟ - هذا المجلس يطرح عدة أشياء منها الاصلاحات التي طرحناها في خطاباتنا، ومنها المحاور التي نناقشها مع إخواننا في الحكومة.. * وماهي المشاكل التي ناقشتها مع الحكومة؟ - طبعاً هذه المشاكل لا يمكن أن نتحدث عنها كلها في الإعلام، ونحن نتحدث عن مشاكل السودان كله وعن المشاكل الوطنية المرتبطة بالوطن والمواطن. * من تستهدف ضمه لهذا المجلس على وجه التحديد؟ - استهدف ضم كل السودانيين. *هل يعني ذلك أنك ستصفي وجودك العسكري وتأتي إلى مجلس الأحزاب في الخرطوم لتسجيل المجلس كحزب سياسي منفصل عن المؤتمر الوطني، أم ماذا؟ - بعد أن نصل إلى تفاكر بيننا وبين الجهاز الحاكم، وإذا تجاوزنا النقاط الخلافية بعد ذلك يمكن للمجلس أن يكون ضمن الحزب الحاكم، وإذا لم نصل ممكن جداً ننشق عن الحزب الحاكم ونقوم بتسجيل المجلس كمنبر أو كأي جسم سياسي يكون قائما بذاته. * رشح حديث في الأيام الماضية ببعض المراصد الصحفية عن أنك انشققت بالفعل عن المؤتمر الوطني فما هي طبيعة علاقتك الآن بالحكومة والحزب الحاكم؟ - والله حتى الآن العلاقة طبيعية، لكن مثلما قلت لك لا أستطيع أن أعطيك نتيجة نهائية قبل التفاوض والتحاور، فنحن طرحنا محاور وبعض الخلافات السياسية بيننا و بين جزء من المجموعات الموجودة في الحكومة. وهذه الخلافات حسب وجهة نظرنا هي خلافات عامة على مستوى الدولة وعلى مستوى السودان. ولاختصر معك المسافة، إذا هم أصبحوا جادين وجاءتنا لجنة أو جاءنا وفد بمستوى عالٍ وقعد معنا في الأرض، فسنناقش هذه المسائل ولن نتبع العواطف بل سنتبع العقل وسنتبع الرأي الصائب سواء أكان مننا أو منهم، وإذا رفضوا فهناك خيارات أخرى يمكن الإنسان يمشي فيها. *ما هي القضايا الخلافية بينكم وبينهم على وجه الدقة؟ - نحن قلناها في ثمانية محاور وهي معلومة بالنسبة لك يا شبارقة.. *ماهي أهم تلك القضايا الثمانية يا شيخ موسى؟ - القضايا الثمانية محاورها واضحة، والآن نحن وضعنا ورقة كمادة للتفاوض إذا جاءتنا أي مجموعة لتفاوضنا فسنتناقش فيها ونتفاوض حولها. *ماهو الذي لا يعجب موسى هلال في المؤتمر الوطني؟ - الهيمنة على القرار، وعدم إتاحة الفرصة للشورى الحقيقية، وكثير من تصرفاته لا تعجبني. *بعد تكوين مجلس الصحوة السوداني الثوري.. يتوقع البعض أن (لا يلم شيخ موسى في زعيم قبلي، ولا يصبح زعيما سياسيا)؟ - (كل زول بِعرِف مخت رجلو كيف)، وأنا الخيارات متاحة أمامي. *لكن قبل المجلس كنت تتحرك في فضاء واسع وكانت لديك مساحات كبيرة للحركة قبلياً وسياسياً ولكن هذا الفضاء سيضيق عليك إذا خرجت من المؤتمر الوطني؟ - الخيارات بيننا وإخواننا المسؤولين في الدولة واضحة، فإما أن يكون هناك منبر للحوار بيننا وبينهم لمناقشة المسائل بيننا بالمنطق، أو يقفلوا باب النقاش وحينها ستكون هناك أيضاً عدة خيارات. *ألم يتم الاتصال بك حتى الآن على نحوٍ جاد من قِبل قيادات الدولة أو المؤتمر الوطني؟ - أفتكر إن هذه أسرار مهنة، ولا أستطيع أن أقول الآن إذا كانت هناك اتصالات أم لا، فمثل هذه الأحاديث لا تقال الآن. * قلت إن مجلس الصحوة السوداني الثوري يمد يده لمناوي وعبد الواحد وجبريل إبراهيم ، كيف ستتفاوض معهم وأنت خصمهم مثل الحكومة نفسها؟ - هذا الحديث سبق وأن قلته عندما كنت في الخرطوم، فيجب أن تتاح فرصة لجميع الناس وأن لا يكون ملف دارفور محصورا عند ناس بعينهم. *ولكنك في نظر مني وعبد الواحد وجبريل إبراهيم أنت زعيم الجنجويد وعدوهم اللدود؟ - هذه مسائل أبلى عليها الزمن، وكلام أبلى عليه الزمن، فالمداومة على الرأي وعلى هذا الفهم خطأ، وحتى لو كانت أخطاء من جانبهم أو تفسيرات من جانبهم علينا، فأنا أرى ان الناس يجب أن يتعظوا ويصلوا لنقاشات توصل البلد الى مرحلة جديدة وإيجابية، فالسياسة غير ثابتة، فأنت إذا داومت على شىء ولم يذهب بالبلد للأمام فيجب أن تراجع موقفك، ولابد من تحولات في الآراء وتحولات سياسية لمعالجة مشاكل البلد. * علاقتك مع الحكومة أصبحت محل تساؤل كبير في الفترة الفائتة، فهل ما زلت مستشاراً بديوان الحكم الإتحادي أم تم اعفاؤك مؤخراً؟ - هذا الأمر يمكن أن تسأل عنه ناس الخرطوم هناك وسيعطوك النتيجة. * لدى معلومات بأنك الآن لم تعد مستشاراً في الحكومة بعد التغييرات الأخيرة؟ - أرجو أن تتأكد أنت من هناك لأنني بعيد وما عارف الحاصل بعد القرارات الأخيرة.. *هل يمكن أن لا تكون عارفاً إذا كنت مستشاراً حتى الآن أم تم اعفاؤك من منصبك؟ - لم يأتني أي إخطار. *إذا لم يأتك إخطار، ألم يأتك مرتب من الدولة على الأقل لتعرف أنك ما زلت مستشاراً أم أنك لا تتقاضى راتباً؟ ارتفعت نبرة صوته قليلاً قبل أن يقول: - يا شيخنا أنا قلت لك، إن هذه الأمور يعرفها الأولاد في المكتب، فأنا طوّلت من الاتصال والسؤال عن مثل هذه الأمور. *طيب ما الذي يود أن يقوله موسى هلال قبل إنهاء هذا الحديث القصير؟ - رسالتي للشعب السوداني أنه لابد من معالجة الأخطاء واتفاق الناس على شىء ينقذ البلد ويجنبها الإنجراف، فالسودان دولة ذات سيادة وتحترم نفسها ولها تاريخ عميق، والتغالطات مثل عمل مائة حزب وأربعين حركة وتكتلات قبلية في دارفور، هذا كله تخبط سياسي ولابد أن يحدث في السودان تحول سياسي يعيد للبلد هيبتها كدولة وسط دول الإقليم. |