تحل علينا هذه الايام الذكري الـ 61 لاستقلال السودان المجيد، ونفحات الاستقلال تعطر سمواتنا إحتفاءً ووفاءً برواد الاستقلال بقيادة الامام عبد الرحمن المهدي أبو الاستقلال، وستبقي الذكري فينا حية ومتقدة تنير الطريق نحو التحرر والسلام والديمقراطية، تمر علينا الذكري وبلادنا تشتد معاناتها جراء نظام الطغيان والاستبداد الذي أوقف حركة التطور والانتاج والنماء وأشعل الحروب وأهلك الحرث والنسل وسعي في الارض فسادا، وشعبنا يتماسك صبراً وإقداماً في طريق الحرية والكرامة والعيش الكريم، مع امنياتنا أن تطل علينا الذكري القادمة وقد تحقق الاستقلال الثالث من الاحتلال الداخلي وعّم الاستقرار والسلام.
تأتي هذه الذكرى والمواطن يعاني الكثير من الهموم والمشاكل المتفاقمة والوطن تتجاذبه الاجندة الحربية والاقصائية بفعل سياسات النظام في ظل إنسداد الافق وفقدان البوصلة، فقد تخلي النظام عن تعهداته بتنفيذ مخرجات حوار وثبته المزعوم وكرس كل السلطات في يد الرئيس بتعديلاته الدستورية الاخيرة، ونكث عن إلتزامه بإتفاقية خارطة الطريق، ومبعث الامل الوحيد صمود الشعب وتصاعد مقاومته الباسلة، فقد حقق الشعب نصرا مؤزرا في محطات العمل الوطني ووضع لبنات التراكم وحصّنها من التراجع والانكسار، فنحن أمام احتلال داخلي لم يشهد التاريخ له مثيل من الصلف والتعسف والجبروت، وأمام إرادة شعب لا تهزمها آليات القمع والبطش وتجارب التاريخ ماثلة.
في ذكري الاستقلال نجدد العزم أننا ماضون في طريق الخلاص الوطني وعن مشارع الحق لن نحيد، وندعو بثبات وعزيمة كافة قوي المعارضة التليدة والجديدة الي الإسراع بالاتفاق علي قيادة موحدة وبرنامج عمل لمقاومة الإستبداد والفساد وقد طرحنا مشروع البيان الوطني كخطوة عملية ملموسة بدلا من ان تكون وحدة المعارضة مجرد شعارات واشواق، ان الواجب الوطني في ذكري الاستقلال هو الوقوف بصلابة في مواجهة مشروع نظام الإنقاذ القائم علي تقويض اللحمة الوطنية وتفتيت النسيج الاجتماعي وإشعال فتن الهوية، والعمل الخالص في تقوية الهوية السودانية الجامعة وتمتين عراها، بإتفاقنا علي أهداف التحرير والوحدة والبناء الوطني كأهم عوامل النصر والخلاص.
في ذكري الاستقلال نبعث رسالة التحرير وخلاص الوطن الي الشعب السوداني الصابر والصامد وصاحب المعجزات بأن إستمرار المقاومة والرفض القاطع للنظام وسياساته عبر اليآت الاحتجاج السلمي والاعتصام والاضراب والعصيان هو جواز المرور نحو الديمقراطية والعيش الكريم، ونخاطب الاسرة الدولية بأن الخلاص من ويلات الديكتاتورية والارهاب والهجرة بدعم مطالب الشعب السوداني المشروعة في نظام جديد، ونخاطب حلفائنا في نداء السودان لنرتفع معاً الي مستوي التحديات التي يمر بها السودان وإستكمال إستحقاقات التغيير والتحرير من – دليل بناء الوطن – وتمتين التحالف بقيادة موحدة ومؤسسة فاعلة وأسس دستورية حاكمة وتوسعته لإستقطاب الثقة الشعبية في معركة تاسيس دولة المواطنة والديمقراطية، كما نخاطب كافة قوي المعارضة بأن مقتضيات المرحلة تحتم وحدة قوي التغيير وتقديم البديل الوطني.
في الختام نهنـــــــــــئ كافة قطاعات الشعب السوداني ونخص بالتهنئة المعتقليين السياسيين وضحايا الحروب والازمات والاراضي والسدود والمهجرين قسريا. كما نزف التهانئ والبشريات الي جماهير حزبنا في كل البقاع بعودة الحبيب الامام الصادق المهدي رئيس الحزب الي أرض الوطن في 26 يناير 2017، ونؤكد أننا مقدمون علي إنطلاقة جديدة بعزيمة متجددة الي مرحلة وطنية قادمة تستوجب إستنهاض كافة الطاقات في سبيل الخلاص الوطني.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة