بسم الله الرحمن الرحيم مبادرة القضارف للخلاص بيان رفض العنصرية والتعدي على مكونات شرق السودان
يا رفاق الأمنيات الخالدة قد رضعنا ثدي أمٍ واحدة لم تمشون على درب الهوى في مياه النعرات الراكدة عنصريات الدجى نرفضها في نضالات الكفاح الرائدة
هكذا انشد شاعر شرق السودان، بل شاعر السودان، المحارب محمد عثمان صالح كجراي، ونحن مثله نرفض العنصريات في كل الأوقات، وعلى دربه نواصل نضالات الكفاح الرائدة. لقد تفوّه العنصري اللواء أمن متقاعد بدر الدين عبد الحكم، في مقابلة أجرتها معه إذاعة أمدرمان، قائلا أن بعض قيادات قبيلة البني عامر لاجئين نافياً سودانيتهم ورافضا مشاركتهم في المقاومة الشعبية في وجه مليشيا الجنجويد المجرمة. لم يأت تصريح هذا اللواء عفوا - خاصة وأن له تاريخ قبيح إبان إدارته لجهاز الامن بولاية كسلا - وإنما يندرج في مخطط لخلق الصراعات الإثنية في شرق السودان، ونشر الفوضى الخلاقة، لتسهل استباحة الأسواق والمنازل والقطعان في المدن والقرى والبوادي بالإقليم، مثلما استبيحت ولايات: الجزيرة، والخرطوم، وكردفان ودارفور؛ كمرحلة أولى تعقبها مرحلة ثانية نوضحها في هذا البيان. وقد أججت كلمات اللواء العنصرية غضبا شديدا بين أبناء شرق السودان وهو غضب مفهوم ومنطقي. وبدأت أصوات أخرى بوعي منها - اي تندرج في المخطط - أو بدون وعي، في إثارة الضغائن وتحميس الفتنة لتُشعل النيران. إن وصف هذا العنصري لحميدتي بأنه غير سوداني، ليطابق بينه وبين إثنيات شرق السودان، قاصدا وضعهم في خانة واحدة، لفتق نسيج المجتمع. يكفي حميدتي من المذمة أنه عميل دولة الإمارات والنهّاب الأكبر لموارد البلاد ومرتكب الجرائم العالمية. إن الذين يصطفون مع آل دقلو من ضمنهم عبد الغفار الشريف الشمالي، وكيكل الشرقاوي وعبد المنعم الربيع الغرباوي؛ إذ أنه يجمع حوله كل النهّابة من داخل السودان وخارجه.
أبناء شرق السودان الشرفاء: حسنا فعل جهاز المخابرات بالتبرؤ من هذا اللواء العنصري، وحسنا فعلت الإذاعة السودانية التي قدمت اعتذارا رسميا لقبيلة البني عامر. ونحن واثقون أن حكمة ناظر عموم قبيلة البني عامر علي ابراهيم دقلل قد أثلجت صدور الكثيرين. ويتبقى علينا ايها المواطنون الشرفاء أن تتضافر جهودنا لمقاضاة هذا العنصري وفق القانون الجنائي السوداني، وقانون جرائم المعلوماتية، حتى يجد أبناء الشرق الإنصاف، أو نكشف المتآمرين في الأجهزة العدلية ودولاب الدولة. ونحن في مبادرة القضارف للخلاص مستعدون للتنسيق والمشاركة في هذه المقاضاة، والعمل للحيلولة دون أن يفلت أي عنصري من العقاب.
أيها الشعب الواعي: إن إحداث الفتنة وصناعة الفوضى الخلاقة لا تستهدف استباحة مدن وقرى الاقليم فحسب، بل تستهدف نهب موارد ومقدرات الاقليم لمصلحة دول أجنبية. إن إقليم شرق السودان أكثر مناطق البلاد التي تتعرض للتآمر. فقد احتلت دولة مصر مثلث حلايب بتواطؤ مع نظام المؤتمر الوطني. وقد عمل النظام المصري، ولا يزال يعمل، على تغيير هوية السودانيين المقيمين هناك. ولا يعلم أحد كميات الذهب التي تم نهبها، منذ أن بدأت شركة أرياب الفرنسية العمل وحتى الآن. ومواطنو الشرق يرزحون في براثن الفقر المدقع. كما أن التعاقد السري لنظام المؤتمر الوطني مع شركة الراجحي السعودية ومنحها مليون فدان من أراضي منطقة سيتيت، ل99 عاما، يكشف التآمر الكبير والأطماع المهولة التي تحدق بالإقليم. وكنا في مبادرة الخلاص قد أصدرنا بيانا مشتركا، مع قوى مدنية من شرق السودان، ونظّمنا ندوة في بورتسودان، لإحباط محاولة دولة الإمارات للاستيلاء على منطقة "أبو عمامة" وتشييد ميناء فيها بتكلفة 6 مليار دولار. وقد اهتبلت هذه الدولة الشريرة سانحة انقلاب 25 أكتوبر لتوقع عقدها المسموم. وتابعنا محاولاتها، عبر وكلائها، لتأجيج فتنة بين المكون الاجتماعي الذي يقطن في منطقة أبو عمامة والمكونات الأخرى، عازفين على وتر التهميش، وأن من حقهم أن يكون لهم ميناء كميناء بورتسودان. ونحن نعلم علم اليقين أن دولة الإمارات تسعى من خلال هذه المؤامرات للاستيلاء على موانئ البحر الأحمر بما فيها ميناء بورتسودان نفسه. كما حاولت ذات دولة الإمارات وضع يدها على أراضي الفشقة السودانية، وإقامة مشروع مشترك بين السودان وأثيوبيا والإمارات، بالرغم من أن هاتين الدولتين لا تملكان شبرا واحدا من هذه الأرض. إن هذه الأطماع المهولة لم تنته بعد، فلا زالوا يتحينون الفرص، فلنكن لهم بالمرصاد.
ايها الشعب السوداني المتنوع: إن تنوعنا المذهل هو مصدر جمالنا وقوتنا، إن أحسنا إدارته، وتوحدنا للحفاظ على الدولة السودانية، وأعدنا تأسيسها لتحتفي بهذا التنوع في إطار دولة المواطنة التي يتساوى فيها الجميع. إن الخطر الداهم على البلاد الآن هو احتلال مليشيا الجنجويد الإماراتية مساحات واسعة من البلاد، وارتكابها للإبادة الجماعية، والجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب، ونهب ثروات كافة المواطنين - دون استثناء - في كل المناطق التي وطأتها أقدامها القذرة، واغتصابها للنساء وقتلها للعزل. إن مواجهة هذا الخطر تتطلب أن نتماسك ونتوحد، وتتضافر جهودنا لصد هذا العدوان الغاشم. إن بشائر هذا التوحد تلوح في الأفق نراها في موقف ناظر دار مساليت المشرّف، والذي ينحاز بوضوح لبقاء الدولة ووحدتها، ليس حفاظا على المساليت الذين استشهد منهم أكثر من 15,000 مواطنا فحسب، وإنما للحفاظ على الشعب السوداني بأجمعه. وتبدّت هذه الوحدة في استبسال فرقة الهجانة بالأبيّض، والفرقة 22 مشاة ببابنوسة، واستبسال العميد جودات في نيالا. وتمظهرت هذه الوحدة في الملاحم البطولية التي قام بها أبناء شرق السودان إيواء للناجين من الحرب، واستعداداً لصد مليشيا الجنجويد المجرمة، إذا سولت لها نفسها التوغل في الإقليم.
المواطنون الأحرار: علينا أن نتذكر بطولات عثمان دقنة الذي كسر المربع الانجليزي. ونتذكر محمود سكرتير مالية ابن القضارف، الذي تعود جذوره إلى جبال النوبة، والذي كان هو آخر من أطلق رصاصة في مثلث حلايب، مخالفا تعليمات الانسحاب، محاولا غسل عار الكيزان بدمائه الزكية. وعلينا أن نتذكر بطولات البجا في أورطة العرب الشرقية، والمحارب كجراي. علينا أن نستلهم ذكرى كل هؤلاء، ونمضي في نضالات الكفاح الرائدة دفاعا عن شرقنا الحبيب ووطننا الكبير.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة