على خلفية إبقاء السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب، بحسب التقرير السنوي للخارجية الأمريكية، عن حالة الإرهاب في العالم، للعام 2015م، أصدرت وزارة الخارجية السودانية، يوم الأحد 05/06/2016م، بياناً عبّرت فيه عن استيائها، لأن البيان الأمريكي أقر بتعاون السودان الكبير في مكافحة الإرهاب، من خلال عضويته النشطة في مجموعة الشراكة مع الولايات المتحدة لأقليم شرق أفريقيا، التي تأسست في العام 2009م، والتي تنشط في مجال مكافحة الإرهاب، وتعزيز أمن الحدود، ومكافحة أنشطة المجموعات الإرهابية في نشر العنف، والأفكار المتطرفة. وأضاف تقرير الخارجية السودانية: (إن تقارير الإرهاب التي تصدرها سنوياً الخارجية الأمريكية، ظلت تؤكد وباستمرار على حقيقة تعاون السودان التام مع الولايات المتحدة في المكافحة)!! فما هي حقيقة الإرهاب الذي تتعاون حكومة السودان، مع أمريكا؛ رأس الإرهاب في مكافحته؟ ولماذا يظل السودان بالمقابل في قائمة الإرهاب الأمريكية، بالرغم من تعاونه الكامل مع أمريكا؟ إن كلمة الإرهاب لا يوجد لها في السياسة تعريف جامع مانع، بل هي لفظة تستخدم سياسياً لتحقيق غرض سياسي، لذلك نجد أن قوائم الدول للمنظمات، والجماعات الإرهابية، تختلف في كثير من تفاصيلها، بل وتشتمل على جماعات وأحزاب، عملها محض عمل سياسي فكري، ولا تقوم بأعمال مادية، ثم نجد أن هذه القوائم للدول، تتفق أو تختلف في وصم جماعات معينة بالإرهاب، حسب مصالح هذه الدول. لذلك فلا بد من التمييز بين استخدام كلمة الإرهاب سياسياً، أو استخدامها لأغراض أخرى قانونية أو غير ذلك. إن أمريكا عندما تسخر حكومة السودان، لمحاربة الجماعات التي تسمى متطرفة، إنما تحقق بذلك مصالحها، التي هي بالضرورة تتناقض مع مصالح أهل السودان. أما الأفكار المتطرفة التي تطلب أمريكا من العالم، وبخاصة حكام المسلمين محاربتها، فهي ما يسمى (الإسلام السياسي)، أي الإسلام بوصفه أنظمة حياة، وطراز خاص من العيش يغاير حضارة الغرب الكافر، لذلك كانت أفكار مثل الخلافة؛ بوصفها نظام الحكم في الإسلام، أو اللبس الشرعي للمرأة في الحياة العامة، أو الحدود الشرعية، أو غيرها من بديهيات الإسلام، كل ذلك يعتبر تطرفاً لمناقضته حضارة الغرب الكافر! لذلك نسمع دعوات قادة الغرب الكافر الفاجرة، تطالبنا بتغيير الإسلام؛ الذي هو وحي من عند الله، كما غيروا النصرانية التي كانت محرفة ابتداءً بأهواء الأحبار والرهبان، قال أوباما في مقابلته مع مجلة (ذي أتلانتك) في 10/03/2016م: (لا يوجد حل شامل للإرهاب الإسلامي، حتى يتصالح الإسلام نفسه مع الحداثة، ويتسق مع بعض الإصلاحات الشبيهة التي غيرت المسيحية). أما لماذا تبقي أمريكا السودان في قائمة الإرهاب، بالرغم من تعاون حكام السودان في الإثم والعدوان مع أمريكا لمكافحة الإرهاب، فذلك لأن حكام السودان عملاء لأمريكا، ينفذون جميع مشاريع أمريكا الإجرامية في السودان؛ بدءاً من فصل جنوب السودان، وإقامة دويلة ذات صبغة نصرانية فيه، مروراً باتفاقية الدوحة التي وضعت دارفور على شفير الانفصال، من خلال الحكم الذاتي الموسع، ومروراً بمشروع الحوار الوطني (مشروع ليمان الأمريكي) لعلمنة السودان بشكل صريح، وتمزيقه. ولأجل إبعاد شبهة أن حكام السودان يخدمون المشروع الأمريكي لمحاربة الإسلام، لأجل ذلك تعمل أمريكا على أن تظل هذه الحالة؛ التي ظاهرها العداء بين الدولتين، وباطنها الخنوع والخضوع التام لمشاريع أمريكا في السودان! أيها الأهل في السودان: أيها الصائمون القائمون: هذه هي حقيقة الأوضاع في بلدكم، حياة على غير أساس الإسلام، وحكام منشغلون برضا أمريكا، يصلون ليلهم بنهارهم لتنفيذ مشاريع الغرب في بلادنا. والواجب عليكم، هو أن تضعوا أيديكم في أيدي العاملين من أجل استئناف الحياة الإسلامية، بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي تعمل لإرضاء الله سبحانه وتعالى، وتعبد الناس له وحده سبحانه، وتقطع يد الغرب الكافر، وتحمل الخير للناس أجمعين، قال تعالى: ] إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ[ 02 رمضان 1437هـ حزب التحرير 07/06/2016 ولاية السودان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة