|
الولايات المتحدة.. وكما تدين تدان
|
كعادة الوليات المتحدة التي تفضل أن تتظاهر دائماً بأنها فوق القوانين وأسمي منها، وإنها متميزة عن الآخرين ولا يجب أن تخضع لما تخضعهم له، فقد أصدرت الولايات المتحدة تقريراً فيدرالياً صادراً عن وزارة الخارجية الأمريكية، تضمن عبارات وأوصاف شديدة القسوة والاهانة لحكومة وبلدان أخري في مختلف أنحاء العالم بشأن سجلها الذي ظهر في التقرير السنوى الدوري حول انتهاكات حقوق الإنسان في العالم. وقد ظلت الولايات المتحدة تفعل ذات الشئ وتقف ذات الموقف في كل عام وتستثني نفسها تماماً من الموضوع وتكيل الاتهامات الإدانات وربما التقريع لحكومات العالم. لم يمر الأمر هذه المرة، كما ظل يحدث سابقاً فقد تصدّت الصحفية روزا بروكس لهذا الموقف الأمريكي، وكتبت مقالاً مطولاً نشرته صحيفة((لوس أنجلوس تايمز)) ووضعت له عنواناً مباشراً وواضحاً ((النفاق الأمريكي بشأن حقوق الإنسان))وكان واضحاً من لعنوان المقال، ينتقد الموقف الأمريكي، أذ تشير كاتبة المقال وبعبارات قوية وموضوعية الي أن التقرير تعمد تجاهل حالات انتهاكات حقوق الإنسان التي تقترفها الإدارة الأمريكية والفضائح الواسعة النطاق التي اقترنت بالعديد من هذه الحالات كتلك التي كشفت عنها النقاب في سجن أبي غريب بالطرق ومعتقل جوانتنامو السئ السمعة والذي يشكل أسوأ نموذج لحالت انتهاك حقوق إنسان تمارسها أكبر دولة في العالم وتشرق بأنها دولة ديمقراطية، وتعاقب الآخرين علي أفعالهم. ووصفت الكاتبة بروكس الأمريكية الجنسية في ختام مقالها هذا السلوك الأمريكي بالنفاق محذرة المجتمع الأمريكي من عواقب هذا السلوك الذي تسلكه أدارته. ولا يبدو أن أمثال هذه الكاتبة قليلون أو نادرون في الولايات المتحدة، فهناك تيار واسع النطاق يعتقد ذات اعتقادها ولكن تمكن المشكلة عادة في بلد مثل الولايات المتحدة أن الحلقة التي تتخذ من خلالها القرارات خاصة في عهد اليمين المتطرف والمحافظون الجدر حلقه ضعيفة، كما أن النموذج الأمريكي في الحياه وفي التعامل مع القضايا الدولية يبدو مختلفاً، بما فه من جهل وعدم إلمام بما يجري في الخارج. ومن المؤكد أن الشعور المتنامي لدي المواطنين الأمريكيين بأن الآخرين ومن هم بالخارج يكرهون حكوماتهم ويعادونها، بدأت تتضح أسباب هذه الكراهية لهم، اذا حينما يدرك المواطن الأمريكي أن الإدارة التي تدير شئون بلادة تنافق وتراهن، كما قالت بذلك هذه الصحفية . فهو حتماً إنما قدميه علي أول الطريق لاكتشاف حقيقة هذه الكراهية، فقد ألهبت واشنطون ظهور العديد من دول العالم بسجلات حقوق الإنسان والديمقراطية وغيرها من الأمور المالية التي ليس لها موضعاً للخلاف، ولكنها تفعل ذلك وهي تفض الطرف عملاً عن ممارستها وسلوكها هي نفسها، كما لا تجرؤ المنظمات المختلفة العاملة في مجال حقوق الإنسان لإدانة سلوك واشنطن هذا بدافع الخوف والحرص علي رضائها. وطالما أن صحفية أمريكية، أدانت سلوك أدارتها بهذه المباشرة فان الأمر لا يخلو من تفاؤل بأن الحقيقة تسود في النهاية.
المصدر سودان سفاري
|
|
|
|
|
|
|
|
|