بشرى لكافة ابناء محافظة دنقلا بجدة - الخميس 5 أبريل 2007 يوم ثقافي فني تعارفي بجدة

Quote: الاخ الاستاذ/سيف الدين عيسى لك التحية والتجلة يارجلا عالما بالتراث ، لقد كنت اعتقد اننى فحلا فى الدنقلاوية ولكن عندما جلست معك فى تلك الامسية بجمعية بنا العامرة برفقة اخونا عادل ، علمت باننى ينبغى ان اذهب الى المدرسة الابتدائية فيها . بالمناسبة هذه كلها بسبب الكرت الذى حدثتكم عنه قى وقت سابق ولم يجب علينا احد حتى الان . ومن يتحدث اليكم بالعربية يحسب انك لم ترى دنقلا فى حياتك ، متعك الله بالثقافة الدائمة بعد الصحة والعافية نحن فى انتظار كتابتك عن المناضل ابن المنطقة البار الاخ الاستاذ عبــد الله محمـــد عبد الدائــــــم ، شفاه الله وعافاه الاخ الاستاذ / محمد ادريس الزمراوى اشكرك على اهتمامك بالاطلاع على مشاركاتى ونحن فى انتظار كتابتك بالتفصيل عن : · الشيخ/ اوشى نصر بشير حاج على · الاستاذ/ عبد الحفيظ محمد على واليكم مشاركتى اليوم : عندما استدعانى جدى المرحوم الحاج محمد احمد نقد (الذى كنا نستمتع بمناداته ب : آبا مهمد ) ، عندما استدعانى فى ذلك اليوم الصيفى الذى لا ينسى عرفت ان فى الامر شيئا ، وقتها كان عمرى سبعة اعوام ، ذهبت اليه وبعد ان جلست الى جواره تحت شجرة الليمون الوارفة فى جنينته الكبيرة التى كنا نسميها الجنينة الوسطانية تمييزا لها عن بقية جناينه الكثيرة ، حيث نطلق على كل جنينه اسما مختلفا ، جلست اليه تحت تلك الشجرة وعلى تقند الجدول الصغير الذى يمر من تحت الشجرة حاملا ماء النيل البنى اللون حيث كان الوقت وقت دميرة والماء لونها مثل الشوكلاته المذابه كنا نشربها كما هى مباشرة من الجدول مع ما علق بها ولم نسمع عن امراض الكلى والقولون – سبحان الله - جلست الى جدى هناك فبدأنى الحديث قائلا : يا ولدى ، هل ترى اولاد المدارس كيف شعر رؤوسهم طويل ( قجه) ، وانهم يلبسون ملابس الترك (يقصد المنطلون ) وانهم يرفعون اصواتهم على الكبار وانهم يقضون وقت العمل كله فى العصريات فى لعب الكرة ، أنا لا اريدك ان تكون مثلهم لذلك سوف لن ادعك تذهب الى المدرسة ابداً ، المدرسة لا تعلم الاولاد ولكن كتاب الله يعلمهم الخير كله . هيا قم معى . ثم قام واسرج حماره المعروف الذى كنا نسميه (الحمار الاخضر ) ( هنو دسى - بالنوبية ) تمييزا له عن بقية الحمير حيث كان لونه ابيض مع بعض الشعيرات السود مما اكسبه تلك التسمية ، اركبنى خلف السرج وركب هو على السرج وذهبنا الى حيث اراد هو ان ياخذنى . عندما وصلنا بالقرب من المسجد الكبير ، وعندما راى الطلاب جدى وقد وصل ، سارعوا اليه جماعات فهذا يمسك الحمار ، هذا يساعدنى فى النزول ، ثم وهذا يحمل السرج الى الظل ، وهذا يقود الحمار الى حيث مربطه وذاك شيخ الحيران يرحب بجدى ويدخله الى شيخهم الوقور ، الذى ما ان راى جدى حتى هب واقفا له يسلمه ويداعبه حيث انهم يجتمعون فى حب الله وحب كتاب الله ، وقد جمعتهم الانصارية حيث كان جدى من رجالات الانصار المخلصين للمهدية وكان مركز دائرة دنقلا الجنوبية فى الانتخابات التى كان يفوز فيها دائما المرحوم امين التوم وكنا وقتها صغارا وكنا نهتف بعد فوز امين التوم ( الفائز مين امين التوم .. الفائز مين امين التوم ) فما كان يعجبنى هذا الهتاف لان فوز امين التوم لم يكن يهمنى كطفل يافع بقدر ما كان يهمنى فوز جدى بان يكون مركزا للناس وبيته مكانا لاطعامهم ويكون مجلسه فى صدر مجلسهم ، فكنت اختلف مع الهتافة واقول (الفايز مين آبه مهمد الفايز مين آبه مهمد ) فكانت هذه تعجب المرحوم امين التوم الذى كان يعلق لجدى قائلا له . ياحاج محمد ابنك هذا ستكون له شخصية استقلاليه وله رأيه الخاص ، ألا تسمع ان هتافه يختلف عن بقية اقرانه من الصبيان ؟ انتبهوا له لا يخرج من الأنصارية .. وقد كان . كان رجالات الانصار لا يفوتون فرصة زياراتهم الى المنطقة بدون ان يزروه فى منزله ، حب المهدية والانصارية اكتسبها جدى من والده الذى كان احد مجاهدى جيش المهدى الاشاوس . بعد الترحيب بجدى ومن ثم المداعبات بينهم ، طلب منى جدى الجلوس بين يدى الشيخ الوقور وقال جدى مخاطبا الشيخ ، يا شيخ فقير ، هذا ابنى محمد وقد جئت به اليك لتعلمه القران لا اريده ان يذهب الى المدارس التى تعلم الاولاد ما لاينبغى ان يتعلموه بدءا من اطالة شعورهم ولبس ملابس الترك ، فهذا محمد ابنى ، لك لحمه كله وما شئت من عظمه ولنا ما تبقى منه مع ماعلمته من كتاب الله الذى سيجعل البركة فيما تبقى . كان ذاك اليوم مشهودا من ايام حياتى بدأت فى دراسة القران فى تلك الخلوة العتيقة ، لابد انكم تشوقتم لمعرفة اسم الخلوة وشيخها الذى ذهبنا اليه واستلم لحمى وجزءا من عظمى كما خول له ذلك . انها : خلوة الشيخ فقير عوض باوربى . عندما عاد الشيخ عوض والد الشيخ فقير عوض من جهاده مع المهدية فى حوالى عام 1895 أسس هذه الخلوة العتيقة ليعلم الناس القران وينشر الوعى الدينى بينهم واجتهد فى ذلك كثيرا حتى وافته المنية ثم جاء من بعده ابناءه محمد احمد عوض ومحمد عثمان عوض فحملوا الراية ولم يتركوها تسقط وابقوا على مشاعل القران مضيئة هناك ، وكان شيخنا الشيخ فقير عوض وقتها من طلاب هذه الخلوة حيث كان يحفظ القران فيها ثم اتم التجويد لدى الشيخ حاج سعيد احمد فى قرية شيخ شريف وكانت ختمته للقران فى عام 1944 وعاد الى خلوتهم وبدأ يمارس التدريس فيها وتولى كل شؤون الخلوة حتى صارت معروفه باسمه خلوة الشيخ فقير عوض باوربى ، وهى ليست مجرد خلوة ومسجد جامع فقط بل هو معسكر متكامل للعلم حيث جهزت مساكن للطلاب ملحقة بالمسجد لأولئك الذين يفدون من داخل السودان ومن خارجه من تشاد واثيوبيا ويوغندا وغيرها ويقيمون هناك يتعلمون القران حفظا وتلاوة وتجويدا ويتولى الشيخ فقير عوض الانفاق عليهم وتعليمهم ، إنها رساله كبيرة وقد بدأها منذ عام 1944م ومازالت مستمرة ومازال يشرف عليها بنفسه منذ ان بداها ، وقد تخرج على يد الشيخ فقير عوض الكثير من القادة فى المنطقة . اخوتى الاعزاء ، الشيخ فقير عوض الذى يعلم القران منذ عام 1944 اى منذ 63 عاما ولا يزال ، الا يستحق التكريم منا ابناء محافظة دنقلا ، الا يستحق التكريم من السودان كله ، وهل درجة دكتوراه فخرية تمنح له من جامعة القران الكريم كثيرة عليه؟ وهل الحاق خلاويه بعد تاهيلها ورفعها الى كلية جامعية تتبع الى جامعة القران الكريم من المستحيلات ؟ انه نذر نفسه لهذا العمل محتسبا الاجر على الله وحده ، ولكن اليس من واجبنا نحن ابناء المنطقة ان نلفت نظر المعنيين الى الشيخ فقير عوض وامثاله . انه واجبنا ، لانه من الذين يحفظ الله بهم القران صدق الله القائل فى محكم التنزيل : (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ) ان تكريمنا للشيخ فقير عوض وأمثاله سيدخلنا من اولئك الذي يحفظ الله بهم القران . اليس كذلك ؟. اللهم قد بلغت فاشهد . وسأشهدكم فى كتابات اخرى على رجال ونساء كثر من امثاله إذ امد الله فى الآجال . (لاخير فى كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس ) صدق الله العظيم . اخوكم / محمد يوسف محمد