|
|
 موسى.. هل يكون شاهد ملك ضد هارون؟!
|
موسى.. هل يكون شاهد ملك ضد هارون؟!
تقرير: الفاتح عباس
أحمد هارون.. موسى هلال صارا من أكثر الاسماء شهرة في ملف أزمة دافور.. فالأول اصبح مطلوباً لمحكمة الجنايات الدولية، بينما الثاني يتهم بأنه زعيم الجنجويد وقد حدده مجلس الأمن في العام الماضي ضمن ثلاثة آخرين كمطلوبين من قبل العدالة الدولية.. هارون وموسى الجمع بينهما لا يمكن تشبيهه بالجمع بين سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام وأخيه هارون بعد ان طلب سيدنا موسى من صاحب العزة والجلالة عونه بـ(هارون) لمقارعة فرعون الطاغية، فقد عرف هارون عليه السلام بقوة الحجة وطلاقة اللسان، أما هارون.. وموسى السودانيان فإنهما متهمان بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بأقليم دارفور المنكوب!
موسى هلال والأمريكان
يسترجع المهتمون بالشأن السوداني اللقاء التاريخي الذي تم بين موسى هلال والقائم بالأعمال الأمريكي بالسفارة الأمريكية بالخرطوم وقد بثته هيومان رايس ووتش على موقعها الإلكتروني عام 2005، وقد اعتبر موسى هلال ذلك اللقاء انتصاراً تاريخياً ومكسباً سياسياً له وقد قال يومها وهو خارج من مبنى السفارة الأمريكية (شرحت للأمريكيين، ووضحت لهم وصححت مفهومهم وقلت لهم ان الجنجويد ليسوا قبائل عربية، بل هم قطاع طرق ولصوص).
سجل موسى هلال في اقليم دارفور يرشحه بأن يكون مطلوباً من المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، لا سيما وانه أكد في أحد لقاءاته الصحفية انه لم يحمل السلاح مطلقاً لكنه (حرض العرب الآخرين على القتال)، ويقول: (عندما طرحت الحكومة برنامجاً لتسليح كل الناس، لا أنكر أنني جمعت أبناءنا وطلبت منهم ان يحملوا السلاح، وقد استجابوا للطلب، وقد بلغ عدد الذين حملوا السلاح ما لا يقل عن 3 آلاف).
سجل موسى هلال
يعتبر موسى هلال وهو أب لـ 13 من الأبناء من ثلاث زوجات ان النزاع في دارفور مستمر لسنوات طويلة وان الأفارقة ظلوا يقتلون العرب في صراعات حول الأرض والماء، ويشير إلى ان (مثل هذه الأشياء تولد الحقد)... ويصور نفسه حامياً ومدافعاً عن القبائل العربية ضد المجموعات الافريقية، منكراً ان الجنجويد يقومون بعملية تطهير عرقي، وقال في ذلك: (لا يمكن لأحد ان يزيل عرقية من الوجود)، حسبما جاء بجريدة الشرق الأوسط اللندنية في 17/6/2005. وحسب دراسة أجراها الكونغرس الأمريكي تفيد بأن والد موسى انتقل عام 1976 إلى منطقة أمو في شمال دارفور حيث كانت تعيش القبائل الافريقية، وانه حصل على أرض هناك عن طريق رشوة أحد الموظفين الفاسدين، وفي عام 1997م سجن موسى هلال لقتله 17 من المواطنين بدارفور وقبل ذلك بسنوات سجن لقتله جندياً في جهاز الأمن ونهبه مصرفاً في نيالا حاضرة جنوب دارفور. ولما انفجرت التوترات في دارفور في بداية 2003 استعانت به الحكومة لصد العدوان، حسب ما أوردته جريدة الشرق الأوسط على لسان تيد داغن المتخصص في الشؤون الافريقية بشعبة الأبحاث التابعة للكونغرس، إذ يقول: (ان موسى هلال كان في السجن وقت تصاعد جرائم دارفور وان الحكومة قررت إطلاق سراحه لينظم قوات الجنجويد ويقودها) وقد أطلق سراحه بعد تدخل شخصي من النائب الأول لرئيس الجمهورية - يومها علي عثمان محمد طه، ويضيف (داغن) ان رجلاً آخر هو اللواء عبدالله صافي النور تدخل لإطلاق سراح موسى هلال.. وعبدالله صافي النور هو ابن عم موسى هلال!! وبالرغم من كل هذا السجل الحافل فلم يبلغ موسى هلال الخمسين من العمر بعد!! فقد رأى موسى النور في قرية صغيرة تسمى (دامرة الشيخ) تقع في شمال دارفور تقطنها قبيلة عرب المحاميد.
* تصريحات هلال هل (تورط) الحكومة؟
الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان جاء على موقعها بالانترنت في 2/3/2005 أكد هلال بأن الحكومة وجهت جميع الفعاليات العسكرية لقوات المليشيا التي قام بتجنيدها موسى هلال، حيث قال: (جميع الأشخاص في الميدان يتحركون ومن الخرطوم حسب ما قاله لـ(هيومن رايتس ووتش) على شريط الفيديو. وقال (تاكير امبودي) المدير التنفيذي لقسم افريقيا في هيومان رايتس وونش: (أقوال موسى هلال تتناقض بشكل صريح مع ادعاء الحكومة السودانية من عدم وجود أي علاقة تربطها بالمليشيات المحلية في دارفور). ويضيف أمبودي: (نرى الآن بأن الطرفين المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية في دارفور يوجهان أصابع الاتهام ضد بعضهما البعض، وموسى هلال شخصية خطرة على الحكومة السودانية حيث ان شهادته قد تكون مهمة للمحكمة الجنائية الدولية).
موسى.. هل يكون شاهد ملك ضد هارون؟
العبارة المختصرة التي قالها أمبودي ان شهادته قد تكون مهمة للمحكمة الجنائية الدولية لم تأت من فراغ فقد قال موسى هلال في تصريحات صحفية نقلتها جريدة الشرق الأوسط اللندنية: (أنا قد أكون شاهد ملك ضد البشير وطه.. أنا لست خائفاً كل الملفات سلمتها للمنظمات الدولية)!!
ولكن موسى هلال في مقابلة أجرتها معه الـ(بي بي سي) في شهر نوفمبر لعام 2004 ان لا علاقة له بالجيش السوداني!!
غموض وشائعات
رجح العديد من المراقبين ان يكون أول المطلوبين لدى محكمة الجنايات الدولية موسى هلال وتفاجأ العالم بعدم ذكر اسمه مع أحمد هارون وعلى كوشيب مما فتح الباب واسعاً أمام الشائعات وآخرها بأن موسى هلال سيكون شاهد ملك بالمحكمة الجنائية الدولية حين تباشر أعمالها.. (السوداني) سألت د.شدو أستاذ القانون الجنائي بالجامعات السودانية: هل يمكن ان يصبح موسى هلال شاهد ملك؟ فاجأب: (عمل المحكمة الجنائية الدولية ينظمه ميثاق روما للمحكمة الجنائية الدولية لعام 1998م، وقد أقر ذلك الميثاق الأخذ بكل موروث القضاء الجنائي الدولي شريطة ان لا يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة والمواثيق الدولية الأخرى الخاصة بحقوق الإنسان وعليه كون ان يصبح موسى هلال شاهد ملك في المحاكمات القادمة للمحكمة الجنائية الدولية أمر وارد شريطة ان يدلي بكل المعلومات والبيانات التي تفيد وتحقق للمحكمة الجنائية الدولية الوصول إلى قرار سليم وعادل)!!
المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية (اوكامبو) عندما يعلن مراراً وتكراراً بأنه يمتلك من المعلومات والحقائق والبيانات ما يفيد تورط هارون وكوشيب... يتساءل المراقبون: هل موسى هلال هو أحد (الكروت) التي يخبئها (اوكامبو) تحت الطاولة؟! وحين (تشك) أوراق اللعبة يشهر اوكامبو (الجوكر)... وهو موسى هلال!
دورة الزمان وتواتر الأحداث قد تجعل من موسى شاهداً على هارون بينما التاريخ الايماني يقول بأن موسى عليه السلام استعان بأخيه هارون لدحر الظلم والطغيان والجبروت!!
******/
عبدالله عيسى
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست