|
Re: فـضآئـــــــــل غـــآئــــــــــــــبة ...... (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
جدى حامد كان حاداً فى طباعه ، صعب المراس ، يخشاه الكل و يتحاشون الإحتكاك به ، أو إغضابه ، فقد كان سريع الإنفعال و "جرّه لعصاته" كما قال الراوى عن محجوب ، لكن و برغم هذه الخصال الملتهبة ، كان يتمتع بضعف غريب ، و طيبة فريدة ، و فى حضرة الموت ، كان لا يتوانى عن البكاء ، و بأعلى صوته غير آبهٍ بالدهشة المرتسمة على وجوه الذين لا يعرفونه ، و لم يسبق لهم رؤية غزارة دمعه ، أو سماع إنتحابه العالى و كانت النساء تسمعن عويله بالطبع ، فيقلن ، " كُرْ على ، حامد فاض بيه" ، فيبدأن جولة أخرى من البكاء الحار ، و المضنى و الموجع للقلوب ، كان جدى حامد يعرف كيف يعبّر عن كل إنفعالاته ، و يعرف كيف يقول للأحياء ، أنا أكرهكم ، و للموتى .... أنا أحبكم و أفتقدكم ، و هاهو دمعى ، و الذى لا أخجل منه دليلاً ساطعاً على ذلك .
رحم الله جدى حامد ، الرجل البسيط الذى عرف ، كيف يصرّح عن مكنوناته ، و على مرأىً من الاخرين .
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
|