حالَةَ كونِ النهرِ يسيرُ - بطيئاً - دون خرير !!

الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-18-2025, 03:28 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-26-2007, 09:38 PM

منوت
<aمنوت
تاريخ التسجيل: 03-18-2002
مجموع المشاركات: 2641

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حالَةَ كونِ النهرِ يسيرُ - بطيئاً - دون خرير !!

    هل ...
    هي الحياةُ في صفوها الأنقى ؟
    أم ،
    هي النقاوةُ في حياةِ صفوها ؟
    أم ،
    هي الصفاوةُ في نهرِ الحياة ؟
    أم ،
    هو البطءُ / الخرير ؟ !!!
                  

02-26-2007, 10:08 PM

منوت
<aمنوت
تاريخ التسجيل: 03-18-2002
مجموع المشاركات: 2641

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حالَةَ كونِ النهرِ يسيرُ - بطيئاً - دون خرير !! (Re: منوت)

    يتخلخل الدخان بين مسامات جلدي، أحس إني انتمي إلى تلك النداوة، دخان الطلح يتسرب من بين فتحات النافذة المغلقة ومن بين فتحات باب غرفتي المغلق، هذا الصباح، جلست على حفرة الدخان، أحاول بذلك أن أمنح جسدي نداوته، أهيئ نفسي للدخول في تحقيق حلمي بزواجي من "عبد الباسط" من وراء كثافة الدخان داخل غرفتي أتأمل اللوحة المعلقة على الجدار الذي أمامي، بخط يدي كنت قد كتبتُ هذه الجملة الشفيفة، كان ذلك أيام دراستي في كلية المعلمات، لا زلت أمارس علاقتي بفن الخط، من وراء غلالة الدخان، تتعلق عيوني بحروف تلك الجملة، كل حرف فيها يعيدني إلى ذلك الزمن الجميل، عيوني تمتص حروف تلك الجملة:
    "ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء"
    أتأمل هذا التضاد المعلن بين الحروف السوداء وبياض الورقة الذي كُتبت عليه، البرواز تآكل بعض الشيء، أحس بالدخان وهو يخرج متسرباً من بين فتحات الشملة تحت أقدامي ومن على عنقي، أحس به يداعب أحلامي، ها أنذا أدخل في محمرة من العبق عذا الصباح وكأني أدخل مجمرة عواطفي تلك التي تحرضني على حياة جديدة، جديدة ولكنها تعربد فيها أحلامي القديمة، أتابع بعيوني حركة الدخان الشفيفة وأحس بأن جسدي ينضح بالنداوة، بعد أسبوع سيتم عقد قراني بعبد الباسط، بالأمس جاءني عبد الباسط، جاء وقد ترك خلفه كل اعتراضات أسرته على زواجه بي، حكى لي كيف أن أخاه "حسب الرسول" اعترض على هذه الزيجة ولوح في وجهه بأن الأسرة كلها ستقاطعه إذا تم ذلك الأمر، أنها نفس تلك الدائرة القديمة التي عصفت بأحلامي وأحلامه، جاءني عبد الباسط وقد حسم أمره تجاه كل تلك الاعتراضات جاء منتمياً إلي وخرج بعد أن حددنا موعد عقد القرآن، وها أنذا أجلس هذا الصباح على حفرة الدخان، أدخل هذا الطقس الأنثوي منتمية إلى البحث عن نداوة جسدي، منتمية إلى عاطفة بكر برغم كل تراكمات السنين والأحداث، تراكمات الوقائع وانكسارات الأحلام، تراكمات تراكمات، أهرب منها وأراني صبية تحلم بفارس أحلامها، الدخان يتسرب من بين ثنايا الشملة موزعاً لهيب عاطفتي تلك على كل أنحاء الغرفة أذوب بكل مسامي في اشتهاءاتي لتلك اللحظة الاندماج مع "عبد الباسط" أنظر إلى الساعة الموضوعة على المنضدة القريبة مني كي أعرف كم من الزمن قد قضيته داخل الشملة، أتناول صندوق السجائر من على المنضدة، أشعل سجارتي كي أضيف نوعاً آخر من الدخان إلى ذلك الدخان الخاص الذي يتحسس أنوثتي المهيأة تماماً للدخول في حياة جديدة ستعيدني حتماً إلى خصوبتي، ترى هل لازلت خصبة؟ كم يقلقني هذا السؤال، لا تحتمل الأنثى فقدان الخصوبة، أتلذذ بسيجارتي، أغرق في استرخاء عميق، اعتلي قمة شهوتي، أتحسس انفعالاتي الأنثوية النقية والدخان يعبق، يملأ فضاء الغرفة، عطر الطلح يقذف بي إلى هناك إلى حيث تتجوهر أنوثتي معلنة رغباتها الخفية، إلى ذلك الإحساس الشفيف الذي ينبض بين عروقي تلك التي أحس بها وقد تهيأت لخصوبتها، أغمض عيوني وأرحل في عوالم اشتهاءاتي، أغفو وأراني أوزع عاطفتي ورغباتي في خيوط الدخان الي يلفني ويتسرب من بين ثنايا الشملة، أنا أجلس على نار شفيفة تجادل أنوثتي وتذهب بها نحو تلك النداوة، أموع بين كثافة الدخان المعطر، أصابع قدمي أحس بها ندية، اتحسس بأناملي الساقين وأتحسس نداوة جسدي وأنا داخل هذه المجمرة، العرق ينتح من جسدي بسبب تلك السخونة التي أغرق جسدي فيها، أطفئ سيجارتي وأنظر مرة أخرى إلى الساعة واحس بأني مكتفية هذا الصباح بهذا القدر من البحث عن نداوتي، أزيح الشملة من على جسدي وأنهض، أتأمل جسدي وقد بدأ يتجد بدخان الطلح، اطفئ برشة ماء حفرة الدخان، ارتدي ملابسي واسترخي على السرير، أشعل سيجارة أخرى، أفتح النافذة كي يتجول ذلك الدخان المعطر في الفضاء، أفكر في الخروج، لا بد من ذلك، أفتح باب الغرفة، أجلس على العنقريب في الراكوبة، أكمل تلذذي بالسيجارة، أشرب كوب ماء من الزير، أدخل غرفتي مرة أخرى، ارتدي ملابس الخروج، أحس بي خفيفة كنسمة في هذا الصباح، أسقي شجرة الليمون الصغيرة، أحواض الزهور، أفتح الباب الخارجي أغلقه بالمفتاح من الخارج.

    ها هي "حبوبة بتول" تجلس أمام بيتها، لا استطيع أن أتفاداها، لابد أن أمر بها اقتربت منها وها هي تستقبل قدومي إليها بلهفة.

    -"صباح الخير"

    -"يسعد صباحك، على وين؟"

    -"مشاوير قريبة"

    -"هي كدي تعالي شوفي البامية دي"

    -"بجيك راجعة"

    -"الرسول كان تجئ"

    لا مفر منها أبداً، غيرت اتجاهي إليها

    -"البامية دي سمحة وحاتك، بتخاطفوها أخلي ليك منها، كومين ولا تلاتة"

    -"كويس، خلي لي ثلاثة أكوام"

    -"أها دحين وين ماشة"

    -"مشاوير قريبة بجيك راجعة"

    -"الرسول كان تقعدي، خشم خشمين"

    -"بجي بعدين أتونس معاك، أنا مستعجلة يا حاجة"

    -"العجلة من الشيطان، هي الدنيا دي طايرة؟"

    نهضت من جلستها واقتربت مني متحمسة وملأت أنفها بدخان الطلح الذي يعبق مني.

    -"كدي كدي، دخان السرور، الدخان ده شيلتي الصباح ده ولا شنو"

    -"أي يا حاجة بتول، أها خليتك بي عافية"

    وتحركت منها إلا أنها لاحقتني بخطواتها وأمسكت بيدي وجرجرتني نحوها

    -"هي تعالي، ما سمعتي نفيسة قالت شنو؟"

    -"نفيسة منو"

    -"نفيسة أخت عبد الباسط"

    -"أها مالا"

    -"وحاتك قالت مريم دي ما بتخلي عبد الباسط ألا يمشوا لي فكي"

    -"فكي"

    -"أي وهسة قالوا الليلة ماشين فريق الفلاتة الوراني عشان يطفشوا عبد الباسط ده منك، هو العرس متين يا مريم"

    -"بعد أسبوع"

    وهربت من إلحاح "حبوبة بتول" وصوتها يلاحقني

    -"يا بتي كان في قسمة خلاص، إلا عاد كان ما في قسمة دخانك ده يبقى بندق في بحر ساكت"

    هربت منها وأعرف أن موضوع دخاني سيكون بمثابة خبر جديد ستنتقل به "حبوبة بتول" بين أذان نساء الحي، لا يهم، أدلف إلى ذلك الزقاق الضيق الذي سيخرج بي إلى تلك الفسحة أمام السوق، خطواتي أحس بها خفيفة، نادراً ما أخرج في الصباح ولكن هذا الصباح كانت بي رغبة حارقة في الخروج، لابد من البحث عن الشيخ "مصطفى الدرويش" غيابه عن مملكة الأحلام أصابني بنوع من القلق، لا احتمل هذا الغياب خاصة وأن الشيخ "مصطفى الدرويش" يمر بهذا التحوّل إضافة إلى أن وجوده في عقد قراني أمراً له وقع خاص عندي، لذلك قررت أن أبحث عنه، كنت أمسع أنه لم يعد يتجول كعادته لذلك قررت أن أذهب إليه في منزله بحي "العصاصير" خرجت من ذلك الزقاق إلى تلك الفسحة متجهة إلى السوق، لا بد من عبور السوق حتى أصل إلى حي العصاصير، أحس بخطواتي تمتكل نشوتها الخاصة وأنا أقترب من السوق، حركة الصباح في السوق تشعرني باستمرار الحياة، زحمة زنك الخضار الحميمة، الأكشاك الصغيرة المرصوصة في الجانب المقابل للجزارة، عربات الكارو التي تقودها الحمير تربط بين أول السوق وآخرها منتقلة بأصناف مختلفة من البضائع تحمل وتفرغ ويتجه بعضها إلى "السوق البرة" أحس بالعيون تتابعني وأنا اقترب من الجزارة، كنت أريد أن أسال "حمد الجزار" عن الشيخ "مصطفى الدرويش" لعله يعرف شيئاً عنه، أقتربت من تربيزة "حمد" استقبلني ببشاشة معلنة.

    -"خطوة عزيزة يا مريم"

    -"أزيك يا حمد"

    -"مرحب بيك يا مريم، عايزة لحمة"

    -"لا أبداً"

    كان "ود النصيح" يقف أمام تربيزة "حمد" فاحتج بصوته الواهن قائلاً: "ما تمشيني يا ولدي"

    -"كدي بايع جدك ده أول"

    كان "ود النصيح" قد تجاوز السبعين لكنه كان لا يتخلى عن حيوته مطلقاً.

    -"أها يا جدو، طلباتك"

    -"أديني أوقتين ضأن"

    ابتسمت أنا وقررت أن أتابع هذه المبايعة ذات الأصداء القديمة، لا زال "ود النصيح يتعامل بالأوقة هو الآن في حالة خرفه ذلك الطريف، يتعامل بأسعار قديمة، أسعار الأربعينات، مسجون في ذلك الزمن القديم، يتعامل مع كل الأسواق بأسعار ذك الزمن والغريب أنه يتملك عملة ذلك الزمن يتعامل بالمليم، يقال أنه كان يدخر تلك العملة القديمة بدفنها تحت شجرة مهوقني كبيرة في منزله، وقد أخرج ذلك الكنز في لحظة تجلي وأصبح يتعالم بتلك العملة القديمة في سوق البلدة، يدفع بالمليم في زمن أصبحت فيه الأسعار بالجنيهات وأجبر "ود النصيح" و"حمد الجزار" الذي يحاول أن يجد موازنة بين معيار "الأوقة" القديم ومعيار "الكيلو"، بعد أن جهز "حمد" طلب "ود النصيح الخرافي، أدخل "ود النصيح" يده في جيبه وبأصابع مرتجفه بفعل الزمن وتلك الشيخوخة التي يحاول أن يتمرد عليها أخرج مبلغ ثلاثة ملاليم وأعطاها لحمد الجزار الذي أخذها منه قائلاً: لكن يا جدو، الأوقة ما بقت بي مليمين" وهنا صرخ "ود النصيح" في وجه "حمد" الجزار مشهراً سبابته المرتجفة في وجهه.

    -" يا ود أنت حرامي ولا شنوا، متين بقت الأوقة بي مليمين، الأوقة بي مليم ونص فقط.

    -" وحمل "ود النصيح" لفافة اللحم ووضعها داخل تلك القفة القديمة وتحرك بخطوات مرتجفة بينما شاركت "حمد الجزار" ضحكته تلك الحميمة وابتعد "ود النصيح" عن الجزارة متجهاً إلى زنك الخضار بملاليمه تلك وبخرفه ذلك الذي سجن ذاكرته في زمن قديم.

    -"أكتر زول مُروق في البلد دي هو جدك "ود النصيح"

    -" والله مُروق، هسع يا حمد الملاليم دي بتعمل بيها شنو؟"

    -" ما مشكلة، هو ما بشترى اللحمة إلا مني وبعد ذلك بحاسب أولادو، أولادو متفقين معاي على كدة"

    -"قلت ليك يا حمد، قريب ده شفتا الشيخ مصطفى الدرويش"

    -"لا ده اختفى من السوق خالص ما قاعد يجي ليهو زمن"

    -" يعني كان مشيت بيتم في العصاصير بلقاهو؟"

    -" والله يا مريم علمي علمك"

    -" طيب مع السلامة"

    مررتُ بكشك المرطبات الذي كان يعمل فيه "علي" لازال الكشك مغلقاً، عاودني ذلك الإحساس الكثيف بالفقد، كنت حين أتى إلى السوق لابد أن أمر بـ"علي" كان هذا المكان تضج فيه الحيوية، ها هو الآن تسيطر عليه الكآبة، حين اقتربتُ من صف الدكاكين لمحني "جاد المولى" واعترض طريقي بوقاحته الأزلية، يبدو أنه سمع بمشروع زواجي من "عبد الباسط" نظر إلى بقسوة قائلاً:" ما كنت عارف يا مريم أنك بتكرهيني للدرجة"

    -" هسع إن شاء اله تكون عرفت"

    وأزحته من طريقي وتجاوزته متجهة إلى الشارع الضيق الذي سيؤدي بي إلى حي "العصاصير"، تركت ضجة السوق الصباحية خلفي، أحس بخطواتي متلهفة إلى لقاء الشيخ "مصطفى الدرويش" ذلك الكائن الشفيف تُرى هل سأجده؟ سبق أن زرته في هذا البيت، عاودته فيه حين كان مريضاً بالملاريا، له غرفة بعيدة عن باقي الغرف في البيت، يبدو أنه كان منعزلاً عن أفراد أسرته المكوّنة من والدته المقعدة بسبب الشلل وأخته الوحيدة العانس وأخيه "محمدين" مع زوجته وأولاده "محمدين" هو الذي يدير تلك العصارة التي تركها لهم والده "محمدين" ترك الشيخ مصطفى الدرويش لتهويماته الصوفية ولم يحاول إجباره على العمل في العصارة، كانت العلاقة بينهما حميمة أو هكذا أحسستُ بذلك حين زرته.

    اقتربت الآن من حي "العصاصير" وتستقبلني روائح المكان الخاصة، رائحة السمسم المعصور وأصوات جمال العصارة تلك المنهكة والمختلطة بأصوات العصارة نفسها، أدخل في زقاق ضيق وأدلف يميناً إلى حيث يوجد بيت الشيخ "مصطفى الدرويش" أنقر بأصابعي على الباب، تفتح لي طفلة صغيرة هي بنت "محمدين" أدخل إلى الداخل، أرفع صوتي بالسلام تخرج "رقية" أخت الشيخ مصطفى العانس من الغرفة القريبة إلى الباب، تبدوا عجفاء ويابسة الملامح تعتصرني يدها المخشوشنة بالسلام.

    -" اتفضلي"

    وأدخل معها إلى الغرفة تجلسني على السرير، تتفحصني بنظرات فيها من الفضول ما يكفي لارتباكي، تخرج من الغرفة، أتجول بنظراتي حول الغرفة تدخل "رقية" حاملة كوب ماء، قبل أن أشرب أسألها.

    -"مصطفى موجود"

    -" مصطفى أخوي سافر الصعيد"

    -" متين"

    -" قبل أربعة أيام"

    -" إنشاء الله خير"

    -" خير"

    -" مشي لي غرض يعني ولا"

    -" والله يا هو سافر إلا ما قال لينا غرضو شنو"

    -" ما قال بجي متين"

    -" كان ما جاء الليلة بجي باكر، أنتي مغروضة فيهو؟"

    -" والله طوّل ما جانا، قلت أشوفو مالو"

    -" كتر خيرك"

    -" ممكن أخلى لي وصية، يلقي عندك ورقة وقلم"

    ونهضت رقية مدهوشة وبحثت عن ورقة وقلم وجاءتني بقلم رصاص وكراسة قديمة، نزعت منها ورقة وكتبت عليها:

    الشيخ مصطفى

    تحياتي وودي

    لماذا هذا الغياب؟

    أسمع عنك أخبار غريبة

    حضرت إلى منزلكم وعلمت أنك

    سافرت إلى الصعيد

    سأتزوج عبد الباسط

    لابد من حضورك

    احتاج إليك

    اختك مريم"

    طبقتً الورقة ومددتها إلى "رقية" التي كانت تنظر إلىَّ بدهشة لا توصف

    -" لمن يجي أديهو الورقة دي"

    وهممت بالوقوف كي أخرج وخرجت "رقية" من دهشتها لتقول لي

    -" هي عليك النبي أفطري معانا"

    -" معليش، مشواري طويل"

    -" هي ما الفطور جاهز، عليك النبي كان تقعدي"

    ولاحقتني بإصرارها ذلك الحميم حتى خرجت.

    في عودتي عبرتُ السوق، اشتريتُ بعض الحاجيات، كانت الحركة في السوق قد هدأت قليلاً وحين خرجت من السوق إلى تلك الفسحة تكاثف في القلق على الشيخ "مصطفى الدرويش" ضجت في ذهني التساؤلات، كنت أرغب أن أعرف ما الذي حدث له، ما سر هذا التحوّل الذي سمعت عنه، خطواتي أصبحت هامدة بعض الشيء وأنا أعود دون أن التقي به، في طريقي إليه كنت أحس أنني أركض نحو رغبتي في اللقاء به وها أنذا أعود بخوات هامدة ودون أن التقي به ترى هل سيعود؟

    عبرت الفسحة ودخلت في ذلك الزقاق، في منتصفه قابلني "حسب الرسول" شقيق "عبد الباسط" الأكبر قادماً من الجهة الأخرى بدراجته وحين وصلني نزل من على الدراجة وقذف بها على الأرض واندفع نحوي، صارخاً في وجهي.

    -" شوفي يا مريم، أنا مشيت ليك في البيت، أبعدي عن عبد الباسط ولا ما حا يحصل"

    -" أنت مالك هايج كدة"

    -" والما بهيجني شنون، شوفي يا مريم قصر الكلام عبد الباسط مصر يتزوجك ونحن في البيت البيت كلو رافض العرس ده ولو ده حصل نحن حنتبرأ منو، لا هو مننا ولا نحن بنخضو، عشان كدة أنا جيت أقول ليك ما في داعي للزواج ده ما معقول يا مريم الموضوع ده اتحسم زمان تاني الرجعو شنو؟ دي حكاية غريبة".

    أزحته عن طريقي وتجاوزته، لكنه ظل يلاحقني بالشتائم والصراخ حتى أن أبواب البيوت على جانبي الزقاق قد فُتحت وأطل منها، الفضول الذي احتل عيون الذين على تلك الأبواب وخاصة عيون النساء، لم أهتم بصراخه وشتائمه وهو يتابعني وأنا أعبر ذلك الزقاق، أعبر الفضول القاتل، خرجت من الزقاق و"حسب الرسول" يقود دراجته خلفي ويشتمني وأنا أمشي، مررت بحاجة "بتول" و"حسب الرسول" خلفي بشتائمه الصارخة وصلت إلى باب بيتي وانضمت "حبوبة بتول" إلى ذلك الحدث وتركت مكانها وتابعت "حسب الرسول" وشتائمه اقتربت مني وأنا أمام بيتي، قذف مرة أخرى بدراجته على الأرض واقترب أكثر مني وأنا ألوذ بصمتي وأحاول أن أدخل المفتاح كي أدخل بيت، صرخاته الشاتمة جعلت أبواب الجيران تفتح ليصبح لهذه المشاجرة جمهور من نساء وأطفال الجيران وبعض العاطلين من الشباب، "حبوبة بتول" تقترب أكثر بتلذذها المعتاد وحين تمادي "حسب الرسول" أكثر وجذب يدي ليسقط المفتاح على الأرض، حاولت أن أتمسك بصمتي وحين صرخ في وجهي قائلاً "شوفي نحن دمنا ما بنخلطوا بدم الخدم والعبيد"

    وبقوتي كلها، صفعته على وجهه صفعة قوية حتى كاد أن يسقط مترنحاً على الأرض وحاول أن يرد صفعتي ولكني صفعته مرة أخرى وبقوة أكثر حتى وقع على الأرض وتدخل بعضهم بيني وبينه، التقطت المفتاح من على الأرض وفتحت بابي ودخلت وأغلقته خلفي ولاحقتني شتائمه اللاذعة والصارخة وأنا استلقي منهكة على العنقريب في الراكوبة وأخرجت آهة عميقة من داخلي ضد كل تلك الضجة التي في الخارج.

    ( الفنانُ ، الشاعرُ ، الدرامي ، الكاتب ، يحي فضل الله العوض )

    ___________

    و ...

    " يا ضلّنا المرسوم على رمل المسافه ،
    و شاكي من طول الطريق ! " .


    و ...


    يا داوووووود !!
    من حالةِ كونِ النهرِ يسيرُ - بطيئاً - دونَ خرير !!!
                  

02-26-2007, 10:57 PM

منوت
<aمنوت
تاريخ التسجيل: 03-18-2002
مجموع المشاركات: 2641

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حالَةَ كونِ النهرِ يسيرُ - بطيئاً - دون خرير !! (Re: منوت)

    للغاباتِ عشقٌ سرمدي يتعلّق بالنهر / الأنهار و خيرانها ،
    وجداولها ،
    و مجاريها العولمية !!!
    النيل ،
    الأمازون ،
    أيهما الأكثر خريراً ؟

    هنا يلقي الأمازون بظلاله مجارياً - ربما - نهرنا البطيء خريراً !!!

    ****

    عينا كلبٍ أزرق ! !!

    ( غابرييل غارسيا ماركيز )

    ثمَّ ، نظرتْ إليّ . في البداية اعتقدتُ أنها تراني للمرة الأولى ، لكنها عندما استدارت خلف الموقد ، و بقيتُ أشعر بنظرتها المراوغة تنزلق على ظهري ، و تعبر فوق كتفي ، عندها أدركتُ أنني من يراها للمرة الأولى. أشعلتُ سيجاراً ، و سحبتُ نفساً عميقاً و قوياً من الدخان قبل أن أدير المقعد لأجعله يتزن على ساق خلفية واحدة. وبعدها أصبح بإمكاني مشاهدتها حقاً ، كما كانت تقف بجانب الموقد و ترمقني ، كل ليلة. لدقائق وجيزة كان ذلك كلّ ما فعلناه : تبادل النظرات. أنا رمقتُها من مقعدي المتزّن على ساق خلفية واحدة ، فيما هي واقفة ويدها الطويلة الساكنة فوق الموقد ، ترمقني بدورها . شاهدت الألق الذي انفرج عنه جفناها ، كما في كل ليلة ؛ فتذكرتُ عادتي في أن أقول لها : ( عينا كلبٍ أزرق ). وبدون أن ترفع يدها عن الموقد قالت: ( تلك العبارة، لن ننساها أبداً. ) . ثم غادرت مكانها و تابعت متنهدة : ( عينا كلبٍ أزرق. لقد كتبتُها في كل مكان.)
    راقبتها تسير متجهة إلى منضدة التزين، وشاهدتُ صورتها تظهر في المرآة المستديرة ترمقني كلما طالني شيء من الضوء. مستمرة في مراقبتي بعينيها البراقتين كجمر ، بدأتْ بفتح العلبة الصغيرة المغطاة بنسيج وردي ذو لآلئ ، ثم رشتْ المسحوق على أنفها ، كل هذا و أنا أراقب. حين انتهتْ أغلقت العلبة و انتصبتْ معاودة السير نحو الموقد ، قالت : ( أخشى أنَّ أحدهم يحلم بهذه الغرفة ويستكشف أسراري.) ، ومدت ذات اليد الطويلة المرتجفة فوق الوهج ، تلك التي كانت تعمل على تدفئتها قبل الجلوس للمرآة. قالت : ( أنت لا تشعر بالبرد. ) فأجبت : ( أحياناً ). وعادت تقول : ( يجب أن تكون تشعر به الآن ). وعندها أدركتُ لِمَ لمْ يمكنني البقاء وحيداً على الكنبة ؛ لقد كان البرد هو الباعث على شعوري بالوحدة. قلت : ( الآن أشعر به.) ثم استطردتُ : ( وهذا غريب لأن الليل صافٍ ، ربما سقطت الملاءة). لكنها لم تحر جواباً. مرة أخرى أراها تغادر مكانها لتتجه إلى المرآة ، فأدير المقعد لأبقي على ظهري مواجهاً لها. و بدون النظر إليها ، عرفتُ ما كانت تقوم به. عرفتُ أنها جلست أمام المرآة مرة أخرى ، تراقب ظهري الذي حظي بالوقت ليصل إلى أعماق مرآتها ، ويُقبض عليه من قِبل نظراتها ، تلك التي بدورها حظيت بالوقت لتصل إلى الأعماق و ترجع – كل هذا قبل أن تبدأ اليد دورتها الثانية – حتى أصبحت شفتاها مرسومة بالقرمزي في دورة واحدة من يدها ، وهي جالسة أمام المرأة.
    في مقابلي ، كنت أتطلع الى الجدار الاملس ، الذي بدا كمرآة عمياء لا يمكنني عبرها النظر إلى تلك الجالسة خلفي ، ولكن بوسعي تخيلها كما لو كانت هناك مرآة معلقة على الحائط تنقل إليّ صورتها ، و قلت ( أنا أراكِ ) . و على الجدار أمكنني أن أراها فعلاً ، كما لو رفعت عينيها إلى المرآة وشاهدتني بظهري المقابل لها على المقعد ، و في عمق المرآة ، وجهي المصوب باتجاه الحائط. ثم شاهدتُها تخفض عينيها ، دون أن تنطق بكلمة. قلت لها مرة أخرى ( أنا أراكِ ). فرفعت عينيها ثانية وقالت: ( هذا مستحيل. ) سألتها عن السبب الذي يجعله مستحيلاً ، و بعيون هادئة و منخفضة أجابت : ( لأن وجهك بإتجاه الحائط ). عندها أدرتُ المقعد ، قابضاً على السيجار في فمي . وحين بقيتُ مواجهاً لها عادتْ إلى مكانها خلف الموقد . هاهي ترفع كفيها فوق الموقد، كما ترفع دجاجة جناحيها ، تدفيء نفسها ، بينما ظلال أصابعها تغطي وجهها ، و قالت : ( أعتقد أني على وشك الإصابة بالبرد. لابد أن تكون هذه مدينة الصقيع. ) أدارت وجهها جانباً ، فتحولت بشرتها من النحاسية إلى الحمراء ، و فجأة بدت حزينة. قالت : ( افعل شيئاً بهذا الصدد.) و بدأت بخلع ملابسها. قلت : ( سأدير وجهي للحائط ) لكنها قاطعتني : ( لا جدوى ، سيمكنك رؤيتي على أية حال ، كما فعلت قبلاً.)
    الوهج ينزلق على بشرتها النحاسية فيجعلها تلمع ، قلت لها : ( لطالما أردتُ رؤيتك هكذا ، و بطنك المكسوة بالحفر كما لو تم ضربك.) و قبل أن أدرك كم كانت كلماتي غبية و غير لبقة ، كانت هي قد أصبحت عديمة الحس بماحولها ، مشغولة بتدفئة نفسها قرب الموقد. قالت : ( أحياناً أشعر أني مصنوعة من معدن.) ، و صمتت فيما تحرك كفيها بخفة فوق اللهب. قلت : ( أحياناً ، في أحلام أخرى ، اعتقدتُكِ مجرد تمثال برونزي صغير مقام في زاوية أحد المتاحف ؛ ربما لهذا أنتِ باردة.)
    - ( في بعض الأوقات ، عندما أنام على قلبي ، أستطيع أن أشعر بالفراغ يكبر في جسدي ، بشرتي تصبح رقيقة كصفيحة معدن ، ثم عندما يزداد تدفق الدم ، أشعر بالقرع في داخلي. كما لو أن شخصاً يناديني بالطرق على معدتي ، يصبح حتى بوسعي سماع صوت النحاس خاصتي في الفراش، يبدو مثل – ماذا يسمونه ؟ - المعدن المصفح.)
    ثم سكتت و اقتربتْ أكثر من الموقد . قلتُ لها : ( أحبُّ أن أسمعكِ).
    - ( اذا استطعنا العثور على بعضنا يوماً ، ضع أذنك على أضلعي عندما أنام على جانبي الأيسر ، و ستسمعني أقرع. لطالما أردتكُ أن تفعلها يوماً.)
    سمعتُها تلهث بقوة فيما تتحدث. قالت أنها لسنوات لم تفعل شيئاً مختلفا ً؛ وهبتْ عمرها للبحث عني في أرض الواقع. ودليلها الوحيد إليّ كان تلك العبارة : ( عينا كلبٍ أزرق ). سارت عبر الشارع و صرخت عالياً بها ، أرادت أن تخبر ذلك الشخص الوحيد القادر على الفهم : ( أنا الشخص الذي يزورك في أحلامك كل ليلة ، ليقول لك : عينا كلبٍ أزرق ). كانت تذهب إلى المطاعم ، و قبل أن تطلب شيئاً تقول للنادل : ( عينا كلبٍ أزرق ) لكن الندل جميعهم كانوا ينحنون مجاملين باحترام ، دون أن يتذكر أحدهم أنه قال تلك العبارة في أحلامه قط. بعدها لجأتْ إلى الكتابة على الشراشف أو الحفر بسكين على أسطح الطاولات المصقولة : ( عينا كلبٍ أزرق ) . و على النوافذ المتشحة بالضباب جميعها ، نوافذ الفنادق ، و المحطات ، و جميع المباني الحكومية ، خطتها بسبابتها : ( عينا كلبٍ أزرق ).
    قالت أنها ذات مرة دخلت محل صيدلة ، شمّت هناك ذات الرائحة التي شمتها مرّة في غرفتها ، بعد أن حلمتْ بي ، ذات ليلة. قالت لنفسها : ( لابد أنه قريب ) و بعد أن تفحصت القرميد الجديد النظيف اتجهت للصيدلي و قالت : ( أحلمُ كل ليلة برجلٍ يقول لي : عينا كلبٍ أزرق. ) يومها حدق الصيدلي بعينيها ثم قال : ( بالواقع يا آنستي ، إن لك عيوناً كتلك بالفعل.). قالت له : ( عليّ أن أعثر على الرجل الذي قال لي هذه الكلمات حرفياً ، في أحلامي.) لكن الصيدلي بدأ بالضحك ثم اتجه للزاوية البعيدة من منضدة العرض. بقيتْ ترمق القرميد النظيف و تشم تلك الرائحة المميزة ، ثم فتحت حقيبتها و أخرجت حمرة شفاهها القرمزية و كتبت بحروف مُحمرّة : ( عينا كلبٍ أزرق.). و حين عاد الصيدلي قال لها : ( سيدتي ، لقد لوثتِ القرميد.) ثم أعطاها قطعة قماش رطبة مستطرداً : ( نظّفيها الآن).
    و تابعت الحديث من موقعها بجوار الموقد ، لتقول أنها أمضت طوال فترة ما بعد الظهر جاثية على أربع ، تنظف القرميد و تردد دون انقطاع : ( عينا كلبٍ أزرق.) حتى تجمع الناس عند الباب و قالوا أنها مجنونة.
    و الآن بعد أن توقفتْ عن الكلام ، كنتُ ما أزال جالساً في الزاوية ، أتأرجح فوق المقعد. قلت لها : ( في كل يوم أحاول تذكر العبارة التي ستقودني اليكِ ، و الآن أعتقد أني لن أنساها. لكني لم أفتأ أبيّت النية ذاتها ، و عندما أستيقظ أكون قد نسيت الكلمات التي تمكنني من العثور عليكِ ).
    - (أنتَ من ابتكرها في اليوم الأول).
    - ( لقد ابتكرتُها لأني شاهدت عيناكِ الرماديتين ، لكن لم يكن بوسعي أبداً التذكر في الصباح التالي).
    بقبضة مطبقة مرفوعة فوق الوهج ، تنهدتْ بعمق ، وقالت : ( لو أن بوسعك على الأقل أن تذكر الآن اسم المدينة التي كتبتُ بها تلك العبارات. )
    أسنانها المتراصة المنتظمة تعكس وميض اللهب ؛ قلت لها : ( أودُّ لو ألمسكِ الآن.)
    رفعتْ وجهها الذي كان مسلّطاً على الموقد ، رفعتْ أنظارها الملتهبة ، الدافئة في الآن ذاته ، تماماً مثلها و مثل يديها ، و شعرتُ بها ترمقني ، في الزاوية حيث أجلس متأرجحاً فوق المقعد. نطقت : ( لم تخبرني بهذا قبلاً)
    - ( أنا أقولها لكِ الآن ، و هي الحقيقة. )
    و من الجهة الآخرى خلف الموقد ، طلبَتْ سيجاراً. عندها شعرتُ بسيجاري الذي توارى بين أصابعي ؛ كنتُ قد نسيت أني أدخنُ واحداً. قالت : ( لا أدري لم لا يمكنني التذكر .. أين كتبتُها تلك العبارات)
    - ( للسبب نفسه ، غداً لن يكون بوسعي تذكر الكلمات)
    و بحزن قالت : ( لا . أحياناً أفكر أني ربما أكون قد حلمتُ بتلك الكتابة أيضاً.)
    وقفتُ ، وسرت باتجاه الموقد ، حيث تجلس هي خلفه ، حاملاً السيجار و عود الثقاب في يدي ، التي لن يكون بوسعها الوصول الى ما خلف الموقد . مددتُ لها السيجار فوق الموقد فالتقطته بشفتاها ، ثم مالت على اللهب قبل أن يتاح لي الفرصة لإشعال عود ثقاب. قلت لها : ( في مدينة ما في العالم ، على كل الجدران ، لابد أن تلك الكلمات مكتوبة : عينا كلبٍ أزرق. و اذا تذكرتُها في الصباح فسيكون بإمكاني العثور عليكِ.) . رفعت وجهها ثانية عن الموقد ، بسيجار مشتعل بين شفتيها. همستْ : ( عينا كلبٍ أزرق) ، و بدأت تسترجع الذكرى فيما تذر الرماد ، و عينها نصف مفتوحة. نفثت الدخان ، قبضت على السيجار بين أصابعها و استطردت : ( شيءٌ قد اختلف الآن . بدأتُ أشعر بالدفء.) قالتها بصوتٍ فاتر و سريع ، كما لو أنها لم تقلها حقاً. كما لو أنها كتبتها على قطعة ورق و قربتها من النور فيما أقرأ : ( بدأتُ اشعر بالدفء) ممسكة اياها بسبابتها وابهامها ، قبل أن تبدأ بلفها وإتلافها ، و فيما أنا بالكاد أكمل القراءة ( .. دفء) كانت قد صيرتها كرة و ألقتها إلى النار ، لتصير خيوطاً من رمادٍ و وهج.
    قلتُ لها : (هكذا أفضل. أحياناً يُشعرني مرآكِ ترتجفين بجوار اللهب ، بالخوف).
    كانت قد مرت سنين طوال علينا و نحن مستمرين في رؤية بعضنا . في بعض الأوقات عندما نكون معاً ، شخصٌ ما كان يلقي ملعقة بالخارج ، و كنا عندها نستيقظ. وببطء أدركنا أن صداقتنا كانت خاضعة للأشياء الخارجية ، لأبسط حدث. لقاءاتنا جميعها انتهت بالطريقة ذاتها ، سقوط الملعقة ، حالما يحلّ الفجر. و الآن ها هي بجوار الموقد تحدق بي ، مما يجعلني أتذكر أنها نظرت لي بالطريقة ذاتها في الماضي أيضاً ، منذ ذلك الحلم البعيد ، حين جعلت المقعد يدور على ساق خلفية واحدة ، و بقيت أحدق في إمراة غريبة ذات عيون رمادية. لقد حدث عندها ، في ذلك الحلم أن سألتها للمرة الأولى : ( من أنتِ ؟ ) و أجابتني : ( لا أتذكر. ) و عدت أقول لها مصرّا : ( لكني أعتقد أننا شاهدنا بعضنا قبلاً . ) و بغير اكتراث جاءني جوابها :

    - ( أعتقد أني حلمتُ بكَ مرة ، و بهذه الغرفة ذاتها)
    - ( صحيح . لقد بدأتُ أتذكر الآن)
    - ( يا للغرابة . من المؤكد أننا التقينا قبلاً ، في أحلام أخرى. )

    سحبتْ نفسين من السيجار. كنتُ لم أزل واقفاً أمام الموقد ، و فجأة وجدتني لا أنفك عن التحديق بها، ارتفاعا و هبوطاً ، كانت لم تزل نحاسية. ليس ذاك النحاس القاسي البارد ، بل كان نحاسها أصفراً ، ناعماً ، و لين. و قلت لها ثانية : ( أودُّ لو ألمسكِ الآن).
    - ( ستفسد كل شيء).
    - ( لم يعد مهماً. كل ما علينا فعله هو قلب المخدة ليتسنى لنا اللقاء ثانية).
    و رفعتُ يدي فوق الموقد ، لكنها لم تتحرك . فقط كررت الجملة ذاتها ( ستفسد كل شيء.) ، قبل أن أتمكن من لمسها.
    قالت : ( ربما إن استطعتَ الوصول إلى خلف الموقد ، سيكون بإمكاننا أن نستيقظ معاً ، من يدري في أي بقعة من العالم).
    - ( لم يعد مهماً.)
    قالت : ( ان استطعنا قلب المخدة سيكون بامكاننا اللقاء ثانية ، لكنك عندما تستيقظ ستكون قد نسيت على أية حال.)
    كنتُ قد عاودتُ سيري تجاه الزاوية ، فيما هي خلفي مستمرة في الإستدفاء بالوهج. و قبل أن أبلغ المقعد سمعتها تقول :
    ( عندما أستيقظ في منتصف الليل ، أبقى أتقلب في الفراش ، حاشية المخدة تحرق ركبتي ، لكني أبقى أردد حتى الفجر : عينا كلبٍ أزرق).
    قلت لها و أنا أحدق في الجدار ، كما كنتُ قبلاً : ( إنه الفجر فعلاً.) ، و واصلتُ دون الإلتفات إليها : ( عندما قرعتْ الساعة الثانية بعد منتصف الليل كنتُ مستيقظاً ، و لكن ذلك كان منذ وقتٍ بعيد.)
    اتجهتُ للباب و حين أوشكتُ على لمس المقبض ، جاءني صوتها مجدداً ، بذات الثبات : ( لا تفتح ذلك الباب.) و تابعتْ بعد صمت ( إن الرواق مليء بالأحلام المبهمة.) سألتُها : ( ما أدراك؟ ) و أجابت : ( لأني كنتُ هناك بالفعل قبل لحظةٍ مرت ، لكني عدت إلى هنا حين اكتشفت أني نائمة على قلبي).
    كنتُ قد فتحت الباب تقريباً ، و من الفرجة الصغيرة جاءني نسيم بارد ناعم حمل لي رائحة منعشة للأرض المخضرّة و الحقول الندية. عادتْ تتحدث لكني واصلتُ فتح الباب و قلت لها : ( لا أعتقد أن هناك أي رواق في الخارج ، أني اشم رائحة الريف).
    - ( أنا أدرى بهذا خيراً منك . هناك إمرأة بالخارج تحلم بالريف.) و عقدتْ ذراعيها فوق اللهب متابعة : ( إنها تلك المرأة التي طالما تمنت أن يكون لها بيت بالريف ، لكنها لم تكن قادرة قط على مغادرة المدينة.)
    عندها تذكرتُ رؤيتي لتلك المرأة في بعض أحلامي السابقة ، لكني أدركتُ أيضاً ، فيما الباب شبه مفتوح، أن أمامي نصف ساعة قبل أن يتوجب عليّ الذهاب لتناول افطاري. لذا قلت : ( على أية حال ، يجب عليّ أن أغادر هذه الغرفة ، استعدادًا للإستيقاظ ).
    في الخارج عوت الريح للحظة ، ثم هدأت، و أصبح بإمكاني سماع الأصوات الناجمة عن تنفس شخص نائم ، انقلب في فراشه للتو. النسيم القادم من الحقول توقف و لم يعد هناك روائح . قلت لها : ( في الغد سأتذكرك بهذا ؛ عندما أسير في الشارع و أشاهد امرأة تكتب عبارة ( عينا كلبٍ أزرق ) على الجدران. ) قالت فيما ارتسمت بسمة حزينة على شفتيها - بسمة مذعن للمستحيل - : ( رغم ذلك لن تتذكر شيئاً أثناء النهار. ) و عادت تضع كفيها فوق الموقد فيما تغيب ملامحها وسط غمامة أسى .
    ( أنتَ الرجل الوحيد في العالم ، الذي لا يتذكر شيئاً مما حلم به ، حين يستيقظ . ) .

    ___________


    إضحكي ،
    يا جميلةُ ،
    و سيري - بطيئاً - كما خريرِ أزمنةِ النهرِ الجديد !!!
                  

02-26-2007, 11:22 PM

Ali Alhalawi

تاريخ التسجيل: 02-10-2004
مجموع المشاركات: 1467

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حالَةَ كونِ النهرِ يسيرُ - بطيئاً - دون خرير !! (Re: منوت)

    يا منوت .. مرّات كثيرة أرى أنك لا تشبه هذا المكان .. بل أنت لا تشبهه .. حين نشتمّ عطرك الليمونى .. نشتم عبق الجمال

    سرّ أيّها اليمونى بخريرك .. فما زالت هناك آذان تسترقّ البطء

    و قل لهذا الصامت .. يحيى .. ان يكسر أبواب سكونه ..

    دمت أيّها الليمونى
                  

02-27-2007, 07:33 PM

منوت
<aمنوت
تاريخ التسجيل: 03-18-2002
مجموع المشاركات: 2641

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حالَةَ كونِ النهرِ يسيرُ - بطيئاً - دون خرير !! (Re: منوت)

    " يا منوت .. مرّات كثيرة أرى أنك لا تشبه هذا المكان ..
    بل أنت لا تشبهه ..
    حين نشتمّ عطرك الليمونى .. نشتم عبق الجمال ... "


    عزيزي علي الحلاوي ،

    بل المكان يشبه أمثالي - مرّاتٍ عديدة - ،
    و أحياناً يشبه بعضنا بعضا !! ،
    و نادراً ما لا نتشابه !!!

    و ...

    هاكَ ما يلي من الليمون و آفاقه ، وفضاءاته النهرية المترعة بالبحثِ عن الخرير:


    كتاب الحنان

    (عاطف خيرى)

    كشف


    والحنانُ طعمهُ داكن’’ يميل إلى السُّمرة
    وهو يُرى
    يراه الرضيعُ متحققا غير منقوصٍ ، يراه ويجسّه مِثلما يرى صدْر أمّه

    يراه المشرفُ على الموت كذلك ، يرى منه صفحةً من وجهه الممتنع

    مشيحا بلونه إلى جهةٍ لا تطالُها بوصلة’’ ولا يتكّهن بها فلكيِّ مثابر

    وهو في كلِّ هذه الأحوال والمراتب مجبول’’ من طينة العصب المتماسكة الهشّة

    طينةٍ تبتلُّ بذاتها ولذاتها وتتشكّلُ على أصابع الحاجة والنزوع إلى آخر-كائنٍ

    ما كان – لا ليمتزج فيه وينصهر ، بل ليتحقّق في عنصرٍ من عناصر التفرُّد

    بالمكان في الذات العاشقة . والتفرّد بالمكان منزلةُث شاسعة’’ ومتشابكة

    إذ أن العشْقَ في جذْر مكان ، ومن انفرد به ، انفرد بالحواس

    وبسائر شطحات الجسد ، لذلك فإنك لا تستطيع أن تتصوّر الله

    أو تضع له ملحما ، فقط تتعشّقُه ، لأنه ملءُ المكان

    وللحنانُ لون’’ تخطىء العينُ اذ تراه – لأنه مُذاق – وتتوه الكفُّ حين تحاولُ

    تحسّثس خطوطه المتفرّعة ، وتطشُّ القدمُ برغبتها في الوصول إلى أقرب قريةً

    من قراه المستترة خلف نهر الظّمأ

    والذي سعى إلى لونه ، لعقه وذاقه ، لم يرهْ ولم يذهب إليه

    والحنانُ يلتهمُ بعْضَه ولا يشبع ، يشربُ بعضه ولا يرتوي

    يقتلُ بعضه ولا يموت .

    نسيج

    في منزل السر .. هنا
    بالقرب من لوحةٍ له لم تتِم ، خلف شجرة رعاياه من كتمانٍ وتمتمةٍ وسكوت

    بين أقاليم وقته – لا صباحَ لا مساء- جلستْ الصبيةُ تتنفس أنوثَتها

    وتُحصي أوجاع فستانِها . سرب’’ من الأسرار يجتاح مسام الروح

    ويقودها عبر دهاليز ملغومةٍ بالكشف والمعرفة

    في منزل السر...هذا

    حيث الخُطوة انفجار’’ مكتوم

    والضحايا من عرق يجْلُون صورةَ العاشق

    والندى كليمُ الطّين بين أصابعه يتفوّه بأسماء من نحتوا في شرق اللوحة
    ما يُسمى بالشّمس
    في منزل السر هنا ، طرق’’ على الباب
    ...لا يفتح أحد...والنوافذ في شُغْلٍ عن الهواء

    كشف

    وللطيورِ في حنانها مسلك’’ فريد.
    هى صورتُه في الفضاء ، وشكلُه الذي ارتضاه حين يحِنُّ إلى التحليق.
    وللحنان في البشر عدد’’ من المنازل
    في الطير منزلة’’ واحدة يُولد العصفورُ عليها ويموت
    اذ أن الطير حاذق’’ وله من البصيرة ما للأنبياء
    بل قل فوق ذلك . ولولا الخوفُ من الشِّرك والإلتباس
    لأطلق الفقهاءُ لفظةَ ((حنان)) على كالم قبيلة الطير.
    والطيورُ في رحلةٍ من الحنان لا تنقطع
    حتى لقد شحب لونُها ودقّت ملامحُها وصار صوتَها إشارة.
    هذا ما أدخلها في زمرة الغربة والاستيحاش . والأولى – أى الغربةُ-
    ما هى إلا البيتُ الذي استأجره الحنانُ في قلب الكائن الحيّ.
    ومن أراد رؤيةَ الحنان لبرهةٍ
    انتظر حتى يقع عصفورُُ في شَرَكٍ ، فأسرع ونظر عينيه.
    وفي بقية الحيوان نزوع’’ إلى الحنان القديم
    أي ما عجنه اللهُ في طينة الكائن من بهارٍ وأخلاط طّيبة
    حتى صار الحنانُ سَمْعهم وبصرَهُم . أما البشر فقد يسوقُهم الحنانُ
    إلى التهلُكة ، لأنه عند بعضهم يُعمي العقل ويفتحُ البصيرة ، فُيحيلُ الإنسان
    إلى هجرةٍ متصلة في أقاليم التّيه والهذيان.
    وآخرون تجد الحنان قد أشرق حتى أحالهم إلى كائناتٍ طيفية رقيقة
    حالمة وعلى وشك البكاء.

    نسيج

    لمن كنت تُطرَّزين ذلك الهدوء
    تحت أي ظلٍ قُمتِ بإعداد قهوتِك
    والنار! النارُ ستحرق أطرافَ نارِك
    يستلُّ الفضاءُ من حولك ما لديه من حِيلٍ وأحابيل
    كي تريمي ولو لثانية لفتةً على قماشة الأبيض المشدود.
    تبتسمُ رئةُ الهواء إذ تزفُرين أرق الباحة
    كلُّ شىء معدُّ لاستقبال ما علق بأهداب حذائك وأنت تمشين بحذر
    على بساط الإرتباك
    فرقة’’ من عازفي الحرائق يحملون ساكسفوناتهم المتوهّجة
    ساكسفُوناتهم التي يُحب الآلهةُ سماعَها قبل أن يخلقوا بصمةً على خنصر أتثى
    تعشقُ الظلال
    كلُّ شىء معدُُ ، والشجرةٌ نفسُها تقفُ
    كأنها ما أغوت أحدا ، كأنها ما عاشرت المشاهيرَ من الطيور
    والمتعبين من أبناء الريح وجيل الزنادقة من قبيلة الشمس.
    الشجرةُ نفسها تقفُ بين جمهور الفواكه الناعسه
    والكرنفالُ يُنصبُ ملكا ويخلعه ، يُرسِل نبيا ويخذله
    والعشبُ النحيلُ ذو الملمس الخشن يرقدُ في الصفوف الأخيرة
    لا يُصفّق لأحد ، ولا يذكره أحد’’ في خطبة الوداع.
    ربما كلُّ شىء مُعدّث .الكلُّ يذهب إلى محكمة الجمر ويعود أكثر ثقةً بالجحيم
    العدلُ في الماء شىءُُ من صنوف الفضيحة
    تتوضأ اللغةُ بنا ولا تُصلّي
    تبلعُ سريعا لأنني أتّقى الليلَ بالخمر
    الطبيعةُ لا تعرف الحِداد
    ليس هنالك شىء’’ مُعَدُّ

    كشف

    وعندما يحنُّ الرجلُ يحدثُ أمر’’ ما في النسيج النفسيّ والعضويّ منه.
    بل أيضا في المكان والزمان حوله ، شىء أقرب إلى الخيمياء القديمة
    عندما يجتهد العالِمُ في استخراج الذهب من معادن خسيسةٍ ،
    تجده مهووسا بالبحث عن شيءٍ هو في حكم العدم ،
    أو تراه يهتبلُ الفرصةَ لأقتناص سريرته في سعيها إلى ما تبتغي ،
    وهو في كلِّ الأحوال ناقص’’ ومعرض’’ للعطش.
    يقولُ محمد المهدي المجذوب:
    أريد أن أكون واحدا
    مُبرّءا من الصباح والدياجر
    ولل أكون حاجةً ساعيةً لآخر
    وفي خَلق الانسان بشكله الآدمي المعروف فكرة’’ أصيلة
    هى الحاجة والفقد. فاذا هو فرد يديه أحدث فراغا
    وكذلك رجيله . أنظرُ إلى أصابع كفّه المتفرقه ، وفمه الفاغر بالنداء
    كل ما فيه يدعو للإلتحام. تلك الجهاتُ وغيرها من الجسد
    يقطنُها الحنانُ كما يقطنُ الليلُ في الليل.
    أما إذا حنّت الأنثى فإنك واجد’’ سرا من أسرار الحرفين كافاً ونون
    و((كُن)) هى مفتاح الوجود والفناء معا ، وهى سرُّ اللغة حينما تزدهي
    بقوة الفعل وقدرة التكوين وإجابة الطلب.
    وحنينُ الأنثى يقعُ بين الحرفين ، في موضع لا يخص الكاف
    ولا ينتمي إلى النون وموقعه هذا زماني وليس مكانيا ، لأنه لا يُخْتبر
    ولا يُقاس بأدوات المكان
    كادت الأنثى أن تكون كلها حراما
    لولا اللبْس في موضع حنينها بين الحرفين
    والحنينُ لديها ضرب’’ من المرض – المرض اللطيف
    يصيبها فينتقل إلى الجمادات والنبات والحيوان
    من ثم الانسان من حولها
    ويستشعر المعنيُّ وإن كان في حكم الأموات.
    والحنان الذي نعْنيه هنا الدَّفقُ الابتدائي النقي
    عندما يجاهدُ الطينُ لأن يغدو نارا ، والنارُ لأن تغدو طينا.
    ذلك الحنان الغريب ، غير مدَّعِ ولا مبتذل
    هو عند الأنثى يمنحها قدرة الاختراق والوصول وكشف سُدف الغيب
    والنظر إلى ما بعد الظاهر ، بل يجعلها حاذقةً في حَبْك الحِيَل
    وسُبل الامتلاك وورود بئر من تُحب
    لأن الحنان عندها يبدأ مُهرجا وشيطانيا
    إلى أن يبلغ رشده ويتوب اذا ما غدت أمّا
    والحنان لدى الأم مشهود’’ ومعلوم وهوباب’’ أفضى بها إلى الجنة.

    نسيج

    النارُ!النارُ ستحرقُ أطراف نارِك
    أصعدُ هاويةً من نشاذٍ وقلق ، أجرُّ قطيعا من التجاعيد تجترُّ ضجر الليلة الفائية
    أمدُّ لساني للأغبياء من حفدة الغبار ، أبتلعُ كلمةً تساوي بالضبط ما يحدث حولنا
    والشارع وقت ما ننشغلُ بتفاصيل صحبتنا ، يبدو طيّبا
    والمغيب في انتظارنا ، كأنه لن يفعل الشفق إلا حين تكونين بجانبي
    كأنما نزلتِ فجأةً من غصن رحيم.
    أصعدُ هاويةً من سؤال وفَقْد
    تتسللُ اقمارك الحانيةُ ضلال عتمتي ، ويُضاءُ رصيفُ الذكريات شيئا فشيئا
    أعرفُ كم من الوقت مضى عليّ وأنا أحاور نجمةً عصيةً تقطنُ سماءَ الوهم مني
    وأعرف كم من حقول للقطن صبغُتها بلونٍ لا يخص التجربة .. لا يخص الحقل
    وأعرف كم أنا صريع’’ للهرب
    كم أنا مريض’’ بك ، في الغياب والحضور...سيّان هذا الذي يكون
    كم مضى من الليل وأنت تعتّقين هذا الصمت
    كم مضى من التداعي وأنت تنشلين حروف العلة من اعترافك أمام كاهن البوح
    كم مضى منك
    وأنتِ في ملكوت هذا الهرب.

    كشف

    أولُ الحنان حاء’’ ونون.
    الحاءُ عندي حرف’ة متطرف’’ من حروف الألم
    هو صوتُه الذى يكذب
    عكس الهاء التي تدّعي صلتها بالألم والتأوّه
    لكنها تذهب لتدخل في صوت الضحك أيضا.
    النونُ حرف’’ شهير .
    وبين الحرفين صلة’’ شُبْهة’’
    اشتباه معنى الحنان نفسه وتفسير مقتضى أحواله.
    نسيج
    واشْرِقي
    فيَّ الثياب العطوفهْ
    فيَّ
    بالمناقير تلِحُّ
    سادرةً في سُمْرةٍ جائره
    كلُّ ما فيكِ يركبُ رأسه
    تطففين الفراقَ ، ولنا
    نزهة’’ من غيوم اليدين
    سأنفَقُ ربما في خلاءٍ قريبْ
    فارفعي سرَّ جوعي
    للجناب الشفيف من الطين
    رعى شجراً من الأسرار
    اعودُ مرضاي فيكِ وأعلو
    أزْهقُ عشرين آهةً في الطريق النحيل إلى القلب
    تجفلُ شامة’’ لصق روحك
    في ظلمة الثوب تدقّث
    وادْخُلي في سُهادي
    اُُدخلي نَوبتي

    كشف – نسيج

    الحنانُ أن تغيب .
    الحنان في المغيب
    ذات شفق
    فضاء’’ يتهيج
    يخلعُ ملابسه ويقصُّ الضفائر ،يلقي بعيدا بأظافره وقشرة رأسه .
    ضفائرهُ المجدولةُ ، يلطِّخها بدمٍ ساخنٍ ويلوّحُ بها في فراغ .
    على مقربةٍ ، تغلي قدور’’ ضخمة’’ من نحاس اجداده ويتصاعدُ البخار
    الذي لا يفشي سر ذلك المحترق.
    الآن السماءُ عارية’’ وعلى أُهبْة الرسم
    على أُهبْة الحنان الذي مظهره الإرتباكُ ، وباطنه وحشة’’ وغربة
    لها شكلُ صنارة الصيد ، تنغرز في النسيج الدقيق الرطب من لهاة الروح
    وتسوقها على موجةٍ لا تعترف بقانون الطفو
    فأنت الغريقُ لا محالة ، وأنت آخرُ صيحةٍ أطلقها آدمُ حين حاورته حواءُ .
    بالدفء والرائحة المستحيلة
    حينها فالحنان له وشائجُ لصيقة’’ بالتأتأة والفأفأة والحبْسة
    أيضا الخرس ، لأنه يُلغي الكلام ويصيبُ الفردَ بالتّشتت
    راميا باللغة وسائر علوم الاتصال إلى الأرض
    واذا أُصيب احدهم بالحنان تجده لا يُحسن التصرف أو الإنصراف
    إنما هو يتردّد في فناء الكلمة لا يدخلها ولا يخرج منها .
    وإذا حَدَثَ وفتح اللهُ عليه بشيء من البيان
    تسمعُ صوته كأنه آتٍ من غيهب سحيق
    واذا أمعنتَ النظر في غور عينيه فإنك تحظى بمشهدٍ فريد ،
    هو كيف ترفُّ الجفونُ والحواجب دونما سبب
    بل قُل كيف تُحضّر الدموع في مقلة الكائن الحي .
    والحنانُ حين يشتدُّ أسبابه ودواعيه
    يقفُ حائلا والإفصاح ، عدوا لدودا والبيان
    لذلك ، نحنُ لا نفهم لغة الطّير.

    ______________________


    و هل بعد هذا يكون للنهر خريرٌ متباطئ !
                  

02-27-2007, 09:13 PM

nourelhadi awad

تاريخ التسجيل: 10-24-2006
مجموع المشاركات: 1111

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حالَةَ كونِ النهرِ يسيرُ - بطيئاً - دون خرير !! (Re: منوت)

    منوت
    أراك الآن
    ممددا بين الشلال والمنعطف
    ماسر إلتفاف الشجر حولك؟
    أستدير في إتجاه النبع
    ماذا لو مارس التيار الإرتداد؟؟؟
    وهل يجروء؟
    داهمتني إجابتك بعمقها المعهود
    أنحت بكسل فاجر برأسك في إتجاه التلة
    عصفور النار يحلق أعلى التلة ولا يشاركنا المكان... لا يعبأ
    نملة تأجذ طريقها نحوي .. تسكن حزائي تتلزز بغرص أصابعي وتخرج بذات البطء لاتلوي
    ولاتعلن إتجاهها
    الرمل هنا شديد الإلتصاق أهي الحميمية؟ أم هو التمترس؟
    بنيت كوخا من الرمل الهش ...هدمته طواطؤا
    ووقفت بيني وبينك
    أعبي قليوني بالتبغ من العشب الميت.. يقوى الدخان على الريح... يتكاثف
    تحتجب الرؤيا
    أتحسس موطئ قدمي
    تصعد ذات النملة إبهامي
    ألسعها في الأنكل فيغادرها إحتمال
    لست قاتلا
    لم يمهلني القضاة
    وطائر النار إقترب الآن أكثر
    إخذ شكل هدهد متعب وهوي في النيل
                  

02-27-2007, 09:56 PM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حالَةَ كونِ النهرِ يسيرُ - بطيئاً - دون خرير !! (Re: nourelhadi awad)

    منوت

    يا داؤوووود

    جيت بيجاي
    وما أكضب عليك
    الكلام كلو ما قريتوا

    لكن ربنا يديك العافية

    و برجع ليك بعد المزاكرة
                  

02-28-2007, 07:45 PM

منوت
<aمنوت
تاريخ التسجيل: 03-18-2002
مجموع المشاركات: 2641

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حالَةَ كونِ النهرِ يسيرُ - بطيئاً - دون خرير !! (Re: nourelhadi awad)

    " منوت
    أراك الآن
    ممددا بين الشلال والمنعطف
    ماسر إلتفاف الشجر حولك؟
    أستدير في إتجاه النبع
    ماذا لو مارس التيار الإرتداد؟؟؟ " .

    ***

    صاحبَ الأنفِ السنين !
    نور الهادي عوض ..
    صديقَ الشجرِ الملتفِّ على الشلالِ و المنعطف !
    اِستدر - قليلاً - تجاه النهرِ مرتدّاً عكسَ فعلِ التيّارِ ،
    و غنّي :

    " ... النيل يمضي هادئاً ،
    ينساب في صمتِ المدينةِ ،
    و احتراقاتِ القرى .
    و الأصدقاء الآن ،
    لا يتبادلون تحيةَ الصبحِ ،
    و لا يتعارفون !
    و أنبياء الفقرِ في كل الأماكنِ
    يرشفون الشاي و الحزنَ ،
    و لا يتحدثون ... ! " .

    ( الصادق الرضي ، قصيدة النيل ، و قراءة الشمس ) .
                  

02-28-2007, 07:16 AM

أبوذر بابكر
<aأبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8795

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حالَةَ كونِ النهرِ يسيرُ - بطيئاً - دون خرير !! (Re: منوت)

    النهر متكئ على شجرة
    الشجرة تمشط شعر الغيمة
    الغيمة تغسل وجهها من شلال الشمس

    إزيك يا منوت

    ما تزال تنقش إفتتانك المكين بعلو الأشياء
    تشرب اللون فيستحيل مزاج الحبر لديك، زرقة نهر وإخضرار أمنية

    وفى حضرة بهاء العشب، تجلس لتزين وجه الرياح وتغسل جسد الحكايا من غبار الوقت الحزين
    تغسلها بماء من ريق الأملاك، ولا تملك العصافير إلا أن تتوجك حارسا لأحلام الآلهة

    حياك الخالق يا زول
                  

02-28-2007, 08:17 PM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حالَةَ كونِ النهرِ يسيرُ - بطيئاً - دون خرير !! (Re: أبوذر بابكر)

    واصل مسير
                  

03-01-2007, 06:44 PM

منوت
<aمنوت
تاريخ التسجيل: 03-18-2002
مجموع المشاركات: 2641

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حالَةَ كونِ النهرِ يسيرُ - بطيئاً - دون خرير !! (Re: منوت)

    أبو ذر ،
    أيها المطر ،
    ( The Rain )
    يا هذا الهتون على أشجارِ نهرٍ يستلف البرقَ و الإرعادَ !


    " النهر متكئ على شجرة
    الشجرة تمشط شعر الغيمة
    الغيمة تغسل وجهها من شلال الشمس .
    إزيك يا منوت
    ما تزال تنقش إفتتانك المكين بعلو الأشياء
    تشرب اللون فيستحيل مزاج الحبر لديك، زرقة نهر وإخضرار أمنية
    وفى حضرة بهاء العشب، تجلس لتزين وجه الرياح وتغسل جسد الحكايا من غبار الوقت الحزين
    تغسلها بماء من ريق الأملاك، ولا تملك العصافير إلا أن تتوجك حارسا لأحلام الآلهة .
    حياك الخالق يا زول " .

    لك الخريرُ يا أيها العصفورُ الأقدم في تفاقمِ تغريده الحميم !
    و ...

    " ... كم يبعد الشعراءُ عن ألحانهم
    كي يكتبوا أشياءَ أخرى
    لا تخصُّ العاشقات !
    إذن ،
    سأعلنُ في المدينةِ عن حياتي ،
    ثمَّ أخرجُ عارياً
    في هيئةِ الأطفالِ
    كي أجدَ البراءةَ في ثيابِ الأنقياءِ .
    أكذا نموتُ - كما ولدنا -
    عاريينَ من البكاءِ ؟ !! .

    ( الصادق الرضي ، قصيدة : علاقة الدّم ) .

    __________________

    و السؤالُ النهريُّ المزدحمُ بالبطئِ ، هو الخرير !!!
                  

03-01-2007, 08:28 PM

ماجدة عوض خوجلى
<aماجدة عوض خوجلى
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 7279

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حالَةَ كونِ النهرِ يسيرُ - بطيئاً - دون خرير !! (Re: منوت)

    منوت ازيك كيفيك
    Quote: حينها فالحنان له وشائجُ لصيقة’’ بالتأتأة والفأفأة والحبْسة
    أيضا الخرس ، لأنه يُلغي الكلام ويصيبُ الفردَ بالتّشتت
    راميا باللغة وسائر علوم الاتصال إلى الأرض
    واذا أُصيب احدهم بالحنان تجده لا يُحسن التصرف أو الإنصراف
    إنما هو يتردّد في فناء الكلمة لا يدخلها ولا يخرج منها .
    وإذا حَدَثَ وفتح اللهُ عليه بشيء من البيان
    تسمعُ صوته كأنه آتٍ من غيهب سحيق
    واذا أمعنتَ النظر في غور عينيه فإنك تحظى بمشهدٍ فريد ،
    هو كيف ترفُّ الجفونُ والحواجب دونما سبب
    بل قُل كيف تُحضّر الدموع في مقلة الكائن الحي .
    والحنانُ حين يشتدُّ أسبابه ودواعيه
    يقفُ حائلا والإفصاح ، عدوا لدودا والبيان
    لذلك ، نحنُ لا نفهم لغة الطّير.

    على سبيل التحيه والسؤال لسه عن الربع
                  

03-02-2007, 06:34 AM

منوت
<aمنوت
تاريخ التسجيل: 03-18-2002
مجموع المشاركات: 2641

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حالَةَ كونِ النهرِ يسيرُ - بطيئاً - دون خرير !! (Re: منوت)

    يا حبيبها ،
    تلكم النورانية ،
    الليمونية ،
    كاملة الحضور " الحنان " !

    اِقرأ ببطئ ٍ ، و روية ،
    لأنّ هذا الكلام سيرفدك بالخرير الذي نحتاجه / تحتاجه آن يحاصرنا / يحاصرك صمت النهرِ !!
                  

03-02-2007, 06:58 AM

تماضر الخنساء حمزه
<aتماضر الخنساء حمزه
تاريخ التسجيل: 10-13-2006
مجموع المشاركات: 5215

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حالَةَ كونِ النهرِ يسيرُ - بطيئاً - دون خرير !! (Re: منوت)

    حالة كون منوت..يرسمنا بالكلمات..
                  

03-02-2007, 08:31 AM

ديامي

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1637

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حالَةَ كونِ النهرِ يسيرُ - بطيئاً - دون خرير !! (Re: تماضر الخنساء حمزه)

    هنا يدخل فني التسجيل بالشعار

    ثم


    متين الليل يصافيني
    ونعود تاني تاني تاني تاني
    ونعود تاني من تاني


                  

03-03-2007, 10:27 AM

منوت
<aمنوت
تاريخ التسجيل: 03-18-2002
مجموع المشاركات: 2641

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حالَةَ كونِ النهرِ يسيرُ - بطيئاً - دون خرير !! (Re: ديامي)

    هنا يدخل فني التسجيل بالشعار ...
    ترارا رم
    حالة كونِ منوتِ خريراً ...
    " حنيني ليك في الليل الغربه أضناني ،
    و طيف ذكراك بدمع القلب بكّاني "

    ثم ...
    يصير الخرير منوتاً ...
    ترارم

    " متين الليل يصافيني
    ونعود تاني تاني تاني تاني
    ونعود تاني من تاني ... " .

    * سلام يا أبا المر ،
    أيها الدّياميّ الحبيب ،
    يابن نهرنا " المقسمس " نواحي هيروشيما ..
    و هيروشيما النهر البطئ تقصف آخر نبضات الخرير العائد !!!

    و قريباً ، سنصنع من حزننا كتاب الخرير ، فانتظروه .
                  

03-02-2007, 07:47 PM

منوت
<aمنوت
تاريخ التسجيل: 03-18-2002
مجموع المشاركات: 2641

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حالَةَ كونِ النهرِ يسيرُ - بطيئاً - دون خرير !! (Re: تماضر الخنساء حمزه)

    خُناسُ ،
    يا خُناس ،

    " حالة كون منوت..يرسمنا بالكلمات... " .

    * إنه رسمٌ " بطيئٌ " كما الحياة نواحينا !
    غيابُ الخرير لا يعني بأنّ النهرً شاخَ متعباً بطولِ المسير !!
    و لكنه - أيضاً - يعدُّ من ألمعِ حبيباتِ المصير !!!

    و ...

    " ... إنّه وطنٌ جميل
    رغمَ التناقضِ في أزقّته
    و لكن كيف يمكن أن أعودَ إلى السماء ؟ !
    فأنا غريبٌ عن دمي ،
    إني غريب .
    و الآنَ قد أدركتُ بعضَ خصائصِ الكونِ الرحيب ،
    فلا مفرَّ من الحبيبة !!
    سوف أصنعها لتكتبَ عن دمي نثراً ،
    و تصنعُ ثورةً للحلمِ و الوطنِ الجميل .
    سوف أصنعُ لي حبيبه ،
    سوفَ أصنعُ لي وطن ... " .

    ( الشاعر : الصادق الرضي ، قصيدة : علاقةُ الدّم ) .

    _____________

    و منوتُ يصنعُ نهره ،
    و يصنعه الخرير !
                  

03-02-2007, 07:24 PM

منوت
<aمنوت
تاريخ التسجيل: 03-18-2002
مجموع المشاركات: 2641

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حالَةَ كونِ النهرِ يسيرُ - بطيئاً - دون خرير !! (Re: منوت)

    العزيزة ،
    ماجده عوض خوجلي ،
    سلام النهرِ عليكِ ، و بطؤه ، و خريراته !


    أمّا بعدُ ،

    فسؤالكِ عن الربعِ ،
    أحيله إلى الأفيالِ وهي ترتع في منبتها الآمن نواحي الجريفات " شرقً الخرطوم " ،
    وليس شرقً النهرِ الأزرق !
    أما نحن ،
    فإجابتنا تأخذُ شكلً بداياتها " المشيمية " الأولى :
    " هل - كان - من حقِّنا نحن الليمونيين " المنوتيين " الدخولُ إلى النهرِ مرتين ؟

    هنا فقط يكمن الخرير !!
                  

03-03-2007, 03:24 PM

ماجدة عوض خوجلى
<aماجدة عوض خوجلى
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 7279

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حالَةَ كونِ النهرِ يسيرُ - بطيئاً - دون خرير !! (Re: منوت)

    منوت تحياتى
    Quote: أما نحن ،
    فإجابتنا تأخذُ شكلً بداياتها " المشيمية " الأولى :
    " هل - كان - من حقِّنا نحن الليمونيين " المنوتيين " الدخولُ إلى النهرِ مرتين ؟

    انت اساسا الليمونيين المنوتيين طلعو من البحر فى المرة الاولى ليه ؟؟!!
                  

03-03-2007, 07:31 PM

منوت
<aمنوت
تاريخ التسجيل: 03-18-2002
مجموع المشاركات: 2641

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حالَةَ كونِ النهرِ يسيرُ - بطيئاً - دون خرير !! (Re: منوت)

    " منوت تحياتى

    Quote: أما نحن ،
    فإجابتنا تأخذُ شكلً بداياتها " المشيمية " الأولى :
    " هل - كان - من حقِّنا نحن الليمونيين " المنوتيين " الدخولُ إلى النهرِ مرتين ؟


    انت اساسا الليمونيين المنوتيين طلعو من البحر فى المرة الاولى ليه ؟؟!! " .



    * العزيزة ،
    ماجده عوض خوجلي ..
    تحياتي ..
    و بعدُ ،

    الليمونيون المنوتيون - أساساً - لم يدخلوا " البحرَ " !
    و ذلك لأنّ البحرَ أعمقُ ،
    وأكثرُ قيوداً ،
    و إغراءً ،
    و احتمالاً بالغرق!!

    و لكنّنا - فقط - دخلنا " النهرَ " مرتين .
    لأننا أردنا تجسير المسافة بين الضفةِ الزرقاء ، والأخرى " الرمادية " مدّعية البياض !
    و النهرُ أقرب للسلامةِ من البحر ،
    و أكثر ضحالةً ،
    و اقلُ احتمالاً بمآلاتِ الغرق ،
    و لكنه يعشق الخرير الذي يناسبه و لا يشبهنا !!!

    و عليه ،
    نعلن ( نحن المنوتيين )
    توبتنا عن الدخول في أنهارٍ لا تحتفي ،
    و لا تؤمن بخريرِ الحياة و هي تجسّرُ المسافةَ بين الإنسانِ و الإنسان !!!!
                  

03-03-2007, 09:24 PM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حالَةَ كونِ النهرِ يسيرُ - بطيئاً - دون خرير !! (Re: منوت)

    أحاول أن أتصالح مع طعم الليمون المسكون بكلوروفيل الليالي
    الخدراء!
    ولعلي أستعين ببعض لغات اللومنة
    مستدرجاً شيخنا داؤوووووود للمقام العلي
    دع عنك أسفل سافلين الكساد
    و قلي بربك!
    من أين لك كل هذا الخرير
    والنهر سادراً في صمته البليغ؟؟
    أحييك كما قلت ذات شوق
    بمزاج أخطر من برتقالة علي أنف مقاتل قرفان
    ودعني أفترش هذه البحيرة العزبة
    لعل النهر يمر من هنا!!!
                  

03-03-2007, 10:56 PM

منوت
<aمنوت
تاريخ التسجيل: 03-18-2002
مجموع المشاركات: 2641

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حالَةَ كونِ النهرِ يسيرُ - بطيئاً - دون خرير !! (Re: منوت)

    يا حبيبها ،
    تلكم الليمونية ،
    النورانية ،
    ذات الخريرِ المعين على سريانِ النهرِ على وجه البسيطة !

    " ... أحييك كما قلت ذات شوق
    بمزاج أخطر من برتقالة علي أنف مقاتل قرفان
    ودعني أفترش هذه البحيرة العزبة
    لعل النهر يمر من هنا!!! ... " .

    التحايا الليمونيات لكل مقاتل يتزوّد بكل أنواع الحمضيات ،
    من ليمون ، وبرتقال ، ويوسف أفندي ، وقريب فروت , إلخ ...
    و النهرُ لا يمر على البحيرات ، إلا في حالةِ نشوته بالخرير !!!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de