|
هل ينجح دعاة الإنفصال في السودان؟
|
المراقب للأوضاع السياسية في السودان بعد إتفاقية نيفاشا يجد كثير من دعاة الإنفصال الذين ينادون بأعلى أصواتهم لفصل الشمال عن الجنوب أو العكس ، فهناك من يدعو لإنفصال الجنوب بحجة عدم جاذبية الوحدة مع الشمال وهناك من في الشمال كذلك يدعو للإنفصال بحجة معاناة الشمال من مشاكل الجنوب ولا بد من فصل الجنوب ليبني الشمال دولته المعافاة ، فهل ينجح الإنفصاليون في تأسيس دولة قوية متسامحة؟؟ إن قيام دولة في جنوب السودان يواجه بعدة مهددات جدية لا تسمح بوجود دولة ذات سيادة كاملة الإستقرار ، إذ أن وجود مثل هذه الدولة سيكون وسط محيط متكون من دول قد يكون أغلبها معادي لها فسيحدها كل من السودان الشمالي ويوغندا وكينيا وأثيوبيا وافريقيا الوسطى فبعضها معادي لها والآخر له فواتير يطالب بسدادها خاص وأنه إحتضن الحركة في ايام نضالها العسكري ،فضلا عن الإختلافات الكبيرة وسط مجموع القبائل التي ستشكل مواطني هذه الدولة الوليدة بالإضافة للصراع الدولي الذي سيكون على أشده للفوز بموارد هذه الدولة الوليدة . أما دولة الشمال في السودان ستواجه بذات الصعوبات حيث أنها تفتقد الكثير من أهميتها خاصة وأن المصدر الرئيس للمياه في السودان هو نهر النيل الذي يمر عبر أراضي الدولة الوليدة خاصة إذا علمنا أن الصراع القادم هو صراع المياه، فضلا عن الموارد الأخرى ومشكلات الدولهل ينجح دعاة الإنفصال في السودان؟ة الوليدة التي سيعاني منها السودان الشمالي بحكم العلاقات التاريخية والأسرية بين سكان الدولتين. إذن نجد أن قيام دولتين يواجه الكثير من المهددات والصعوبات التي تصل إلى حد تهديد وجودهما معا على خارطة العالم ، لذا نقول أن المنطق لا يدعم توجهات الإنفصالين ودعواتهم ولكن يدعو للتأمل والعمل على تمتين الوحدة في السودان من أجل وجود الوطن ومصلحة أبنائه. ندعو القراء للمشاركة بالآراء والأفكار من أجل مستقبلنا ومستقبل أجيالنا القادمة.
|
|
|
|
|
|