|
كمال الجزولى: روزنامة الأسبوع تعود قوية من جديد، و رد قوى على د. خالد المبارك
|
كمال الجزولى: روزنامة الأسبوع تعود قوية من جديد، و رد قوى على د. خالد المبارك
احتفى الوسط الصحفي و الثقافي بالعودة القوية ليوميات الاستاذ كمال الجزولى التى عاد لنشرها على صفحات جريدة الراى العام، كل ثلاثاء، ابتداءا من الأسبوع الماضي. المعروف ان الروزنامة ابتدأت في أواخر التسعينات في جريدة الصحافي (و كان أيضا يرأس تحريرها كمال حسن بخيت), و كان وقتها الجزولى يشرف على إصدار عدد الثلاثاء المتميز (و كانت الصحافة في هذا اليوم تنفذ منذ الصباح الباكر في أكشاك التوزيع). اليوميات أدب صحفي عرفته الصحافة العربية أول ما عرفته على ايدى ابرز الأدباء و الكتاب أمثال العقاد و طه حسين و المازني و غيرهم منذ الثلاثينات، ثم فيما بعد حافظت الصحف الكبرى على هذا التقليد كما نرى في الوقت الراهن في مفكرة الأهرام و يوميات الأخبار و غيرها. و برع فيما بعد كتاب كبار في كتابتها أمثال كامل الشناوي و موسى صبري و أنيس منصور. تقوم فكرة اليوميات على الرؤية الشخصية للأحداث و الناس، و تناول الأحداث من زوايا معينة (و ربما هامشية) لا تتناولها الصحف في أثناء التغطية الساخنة، علاوة على تجارب الكاتب الشخصية. الصحف السودانية عادة لا تحتفي باليوميات و تتخير لها بضعة سطور في الصفحة الأخيرة و معظم ما يكتب لا ينتمي لهذا الجنس الصحفي. هناك بالطبع استثناءات أهمها(إضافة إلى الروزنامة) ما كان يكتبه المرحوم على المك في صفحة "أركان الدنيا" و "يوميات العاصمة" في جريدة الأيام التي كان يكتبها محجوب محمد صالح. تناول الجزولى في الروزنامة الأولى، فيما تناول، ردا مسهبا على د. خالد المبارك الذي دأب منذ عودة اتحاد الكتاب على تناوله بالهمز و اللمز و قارص القول و الإيحاء دائما بأنه صنيعة شيوعية (كان الشيوعية مسبة). و قد لا يعلم الكثيرون بان أول رئيس للاتحاد كان المرحوم جمال محمد احمد (و لا يخفى على اى ممن عاصره حقيقة موقفه من الماركسية، بل كان ممن شاركوا في الحملة على الشيوعيين عقب أحداث 19 يوليو 1971). و قد أعاد الجزولى للأذهان الهجوم المكثف الذي شنه الدكتور منصور خالد على المبارك في كتاب" جنوب السودان في المخيلة العربية" و تناول وقائع معينة عاصرها (تتعلق بفصل مجموعة من أساتذة معهد الموسيقى عندما كان مديرا له و كان منصور خالد وزيرا للتعليم العالي) و لم يرد عليها حتى الآن رغم مرور بضعة أعوام على صدور الكتاب، علما بان منصور خالد ليس كاتبا نكرة، كما ان ما كتبه بالتفاصيل و الأسماء لم يكن في صحيفة مغمورة تجد طريقها آخر اليوم إلى مخازن الرواجع، بل مشهور في كتاب رائج نشر بالعربية و الإنجليزية بل وأعيد طبعه. كما أورد الجزولى تلميحا بان المبارك، في ملابسات ما، إما انه تقدم لعضوية الاتحاد أو انه فصل لسبب ما، و تحداه بالرد! كما كتب الجزولى أيضا ر ثاءا جميلا مفعما بالذكريات عن المرحوم الطيب محمد الطيب، مما أضاف الكثير إلى معرفة القراء به. الطيب محمد الطيب، باحث فلكلور و جامع و محقق تراث لا يشق له غبار، ليس في ذلك أدنى شك. لقد غطت أعمال الطيب نقصا كبيرا في مدرسة التاريخ السودانية التي اقتصرت، تقريبا على تغطية الجوانب السياسية من تاريخنا، مغفلة الجوانب الاجتماعية ذات الصلة بحياة الناس العاديين. فمضى الطيب يوثق لمؤسسات ذات خطر كبير في حياتنا مثل المسيد و الانداية و القطار و الساقية و غيرها. بيد ان عبقرية الطيب تتمظهر أيضا في جوانب أخرى من حياته نجملها في ما يلي: 1. الفتى الريفي، صغير السن، محدود التعليم النظامي، قليل التجربة، القادم إلى الخرطوم من أعماق منطقة وادي نهر عطبرة، و بدلا من الركون إلى "الحلول السهلة" مثل التجارة الهامشية، عمد إلى تطوير نفسه واكتشاف و صقل مقدراته و مواهبه، شاقا طريقه إلى وحدة أبحاث السودان بجامعة الخرطوم (نواة معهد الدراسات الأفريقية و الآسيوية) في وحدة جمع التراث. فعمل مع فطاحل الأكاديميين السودانيين أمثال يوسف فضل و احمد عبد الرحيم نصر و سيد حريز و محمد المهدي بشرى كتفا لكتف بغير قليل من الندية. و لو اكتفى بهذا لأوفى و زاد، لكنه مد حدود نشاطه إلى أجهزة الإعلام المسموع و المريء. و لعل في هذا أمثولة لشباب هذا الزمان الأغبر، إذ تكتظ البيوت بحاملي شهادات البكالوريوس و أحيانا الماستر تمر بهم السنوات حتى الأربعينات من أعمارهم في انتظار (الوظيفة) دون أدنى محاولة لشق طريق آخر أو اكتشاف طاقات أخرى كامنة عندهم بعيدا عن مجال دراساتهم. 2. لم يركن الطيب إلى شماعة كاذبة اسمها "الإمكانيات" التي يغطى بها أهل هذا الزمان على عجزهم و قلة حيلتهم. لقد جاب الرجل السودان من أقصاه إلى أقصاه جامعا تراثنا لا يحمل سوى جهاز الناقرا ذي الإمكانيات البائسة و أحيانا مسجل البيوت العادي. ترى كيف كان يكون الحال لو كان تحت تصرفه التقنيات الهائلة التي وفرتها برامج الكومبيوتر الحديثة. و لا أظن انه كان تحت تصرفه كثير مال أو قليله، لكتها الهمة البعيدة، تيسر الصعب و تقرب ما بعد من الطموحات.
3. استطاع و هكذا كانت حياة الطيب كلها عطاء و خير و إبداع. تقدم لنا حياته بيانا بالعمل ل"روشتة" النجاح: اكتشاف و تطوير ما وهبنا من إمكانيات، العمل بأقل قدر ممكن و متوفر من "المعينات"، و الإيقان ان ليس هناك حد عمري للإبداع و العمل. الطيب تغيير مفهوم "النجومية الإعلامية" و نمطها. فبالعمامة و "جلابية السكروتة" و "شهادة الخلوة" نمكن من صنع نجوميته الخاصة جنبا إلى جنب مع أساطين الإعلام في عصره أمثال حمدي بولاد و حمدي بدر الدين و متوكل كمال و عمر الجزلى وليلى المغربي و غيرهم. و خلق لنفسه جمهورا من مختلف الأعمار و الجهات في الإذاعة و التلفزيون. كما صار ضيفا مرغوبا في المنتديات المختلفة. 4. الفقيد، و قد توفى عن أكثر من 75 عاما، ظل يعمل و يعطى في مجاله حتى آخر أيام حياته (لولا ان تمكن منه المرض خلال الأسابيع الأخيرة). و لعل في هذا أمثولة لكبارنا، الذين ما ان يتخطى الواحد منهم (مهما كان تأهيله) عتبة الستين و إلا و يستسلم للفراغ و شكوى الزمان و مناكفة العيال، أو ياوئ إلى اقرب "تبروقة" في انتظار من لا يخلف وعده!
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
كمال الجزولى: روزنامة الأسبوع تعود قوية من جديد، و رد قوى على د. خالد المبارك | عوض محمد احمد | 02-17-07, 02:37 PM |
Re: كمال الجزولى: روزنامة الأسبوع تعود قوية من جديد، و رد قوى على د. خالد المبارك | Hussein Mallasi | 02-17-07, 02:47 PM |
Re: كمال الجزولى: روزنامة الأسبوع تعود قوية من جديد، و رد قوى على د. خالد المبارك | عوض محمد احمد | 02-18-07, 11:09 AM |
Re: كمال الجزولى: روزنامة الأسبوع تعود قوية من جديد، و رد قوى على د. خالد المبارك | عوض محمد احمد | 02-18-07, 11:09 AM |
Re: كمال الجزولى: روزنامة الأسبوع تعود قوية من جديد، و رد قوى على د. خالد المبارك | عوض محمد احمد | 02-18-07, 11:29 AM |
Re: كمال الجزولى: روزنامة الأسبوع تعود قوية من جديد، و رد قوى على د. خالد المبارك | munswor almophtah | 02-18-07, 05:35 PM |
Re: كمال الجزولى: روزنامة الأسبوع تعود قوية من جديد، و رد قوى على د. خالد المبارك | علاء الدين حيموره | 02-19-07, 01:51 PM |
Re: كمال الجزولى: روزنامة الأسبوع تعود قوية من جديد، و رد قوى على د. خالد المبارك | عوض محمد احمد | 02-20-07, 02:49 PM |
Re: كمال الجزولى: روزنامة الأسبوع تعود قوية من جديد، و رد قوى على د. خالد المبارك | علاء الدين حيموره | 02-20-07, 03:47 PM |
Re: كمال الجزولى: روزنامة الأسبوع تعود قوية من جديد، و رد قوى على د. خالد المبارك | عوض محمد احمد | 02-26-07, 01:53 PM |
Re: كمال الجزولى: روزنامة الأسبوع تعود قوية من جديد، و رد قوى على د. خالد المبارك | بكري الصايغ | 02-26-07, 02:24 PM |
Re: كمال الجزولى: روزنامة الأسبوع تعود قوية من جديد، و رد قوى على د. خالد المبارك | Bushra Elfadil | 02-26-07, 03:11 PM |
Re: كمال الجزولى: روزنامة الأسبوع تعود قوية من جديد، و رد قوى على د. خالد المبارك | عوض محمد احمد | 02-27-07, 01:23 PM |
Re: كمال الجزولى: روزنامة الأسبوع تعود قوية من جديد، و رد قوى على د. خالد المبارك | بكري الصايغ | 03-07-07, 00:27 AM |
|
|
|