هل أنت جمهوري ـ إذن وقع هنا ـ الأصدقاء يمتنعون

Quote: عزيزي معتز، تحيتي وتقديري، إنك تسئ لنفسك بما تفعل هنا بأكثر مما يسئ إليك الآخرون، والآخرون ليسوا براء من كونهم آذووك! ما فهمته من أخي الحبيب الدكتور ياسر الشريف هو أنه استخدم صورك لتبيين التناقض بين حياتك، كما يتجلى طرف منها في تلك الصور، ومتطلبات الغلو في إدعاء الالتزام بالشريعة الإسلامية التي تنادي بتطبيقها. (من هذا الغلو مثلاً النص الذي نقلته بعاليه عن المصافحة، والذي يدينك أن ولا يدين الأستاذ لأنه داعً لتطوير الشريعة استهداءً بالقران نفسه، في حبن أنك لا تعش الشريعة ولا ترضى بتطوير التشريع.) ولا يجب أن نغفل عن أن طبيعة عملك نفسها تتطلب الكثير من المصافحة للنساء. والصور تبين مايذهب لأكثر من المصافحة، كالمكاتفة مثلاً. لا أقول ذلك قصداً للأذى، والله أعلم بأنني أتألم لألمك، بل أقوله لكي تتوقف مع نفسك قليلاً، وتتسآل: لماذا أطلق الأحكام على الأستاذ محمود وتلامذته وفكرته على الرغم من أنني لم أقرأ كتبه ولا سيرته بالقدر الذي يمكني من المحاورة العلمية الرزينة التي تليق بالعلماء والمبدعين؟ بالقليل من التروي ستجد بأنك، وغيرك من السلفيين في هذا المنبر تظلموننا، وتظلمون أنفسكم قبل أن تظلمونا بتسرعكم بالحكم علينا بدون الاستبانة عن فكرتنا وعن سيرتنا. ولتجر، يا معتز، مقارنات بين فكرتنا وسيرة الأستاذ محمود وسيرنا، وقارن ذلك بأفكار وسيرة غرمائنا، غرماء أنفسهم، بمن فيهم من تركنا. وستجد أنك تظلمنا، ظلم الحسن والحسين، لأننا، بحق الله، تلاميذ من أستشهد في سبيل الله كما استشهد الحسين، الذبيح على يد يزيد بن آكلة كبد حمزة، عليه رضوان الله. واجه الحسين الظلم بالعدل والشر بالخير! الأستاذ محمود محمد طه هو حسين القرن العشرين، يا عزيزي! أرجو أن تتوقف قليلاً مع نفسك، لتنصفه وتنصفنا وإن اختلفت معه ومعنا في الطرح. وستجدنا بإذن الله، في سعة من الأمر سنجادلك بالحسني. وفي هذا المقام فإني أطلب من الكل أن يكفوا عن التعريض الشخصي بك، لأن التعريض لن يفيد أحداً. وتضغيرك أو تحقيرك سيرتد على صاحبه لأنك إنسان جدير بالاحترام فيما يترآءى لي من محبة من أثق في حكمهم على الناس تجاهك. قبل أن أبرح مقامي هذا، فإني أرى بأنه من واجب الدكتور ياسر أن يؤكد لك مرة أخرى بأنه لم يرد أن يؤذيك، وأن يعتذر لك عن أذىً قد سببه لك بغير قصد. وحري به أن يفعل، وقد رباه الأستاذ محمود محمد طه على أن يكف أذاه عن الناس، وأن يتحمل أذاهم، وأن يقدم لهم الخير، ذلك حين كتب تعريفه للإنسان الحر في كتابه "الرسالة الثانية من الإسلام"! نعم، من الإسلام، يا معتز، وليست بعد الإسلام! ويعني الأستاذ محمود محمد طه بأن الحرية الفردية المطلقة للفرد لا تكون إلا بأجتماع هذه الشروط الثلاثة: كف الأذى، وتحمل الأذى، وتوصيل الخير، هي شروط حرية الحر. ولا أرى في الدكتور ياسر إلا حراً، إبن حر.