الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
|
Re: نيابة الصحافة تواصل احتجاز رئيس تحرير السوداني ومحرره حافظ الخير (Re: Sidgi Kaballo)
|
قولوا حسنا الحل في الحياد والعمل الجاد
محجوب عروة كُتب في: 2007-01-31 e:mail:[email protected]
دعونا نتحدث بكثير من الشفافية والصراحة عن هذا السودان الذي ظل يقول إنه بلد عربي إسلامي أفريقي، وشارك والتزم بحركة عدم الانحياز بحماس، وعلى الرغم من ذلك لم ولن يضعوه في قيادتهم وعلى أحسن الفروض تقبل بعض مبادراته كما في مؤتمر الخرطوم عام 1967م عندما لم يجد العرب إلا زعامة ومبادرة السودان.. وانتهينا الآن إلى زحزحة السودان مرتين من رئاسة الاتحاد الأفريقي، وللأسف طُعن من أقرب دولتين عربيتين يظن السودان أنهما الأقرب! السودان ظل دائماً يقدِّم مصالح أشقائه وجيرانه على مصالحه ورغم ذلك يلقى جزاء سنمار ومحسوداً على ثرواته وأنظمته الديمقراطية، وظل يعطي بلا منٍّ ولا أذى ولا يأخذ شيئاً، بل رفض أن ينال دعماً مالياً عندما أسهم في مؤتمر الخرطوم 1967م في صمود الآخرين وكان أحوج ما يكون له. صحيح أن كثيراً من مشاكل ومصائب السودان كانت لسوء تصرف أبنائه (الحاكمين والمعارضين والمتمردين) منذ تمرد عام 1955م، وكان المفروض أن يحل مشاكله ويساعد نفسه بنفسه دون حاجة لغيره، وصحيح أننا أخطأنا بأن دفعنا بأحزابنا وزعاماتنا إلى الخارج تلتمس العون جراء ما أصابها من ظلم وقد أربك ذلك ممارساتنا السياسية بسبب (دفع الفواتير السياسية) لمن قدَّم الدعم، وكان الأوفق ألا نسمح بذلك بتاتاً، فأنظمتنا السياسية السلطوية في اسوأ أوقاتها هي الأفضل من تلك الأنظمة الداعمة للمعارضة. آن الأوان لإعادة تخطيط سياستنا الخارجية بما يخدم مصالحنا العليا في المقام الأول لأنها انعكاس للأوضاع الداخلية ولا بد أن نحسِّن أوضاعنا ونعكف على جمع صفوفنا كسودانيين ونحقق التراضي الوطني حتى نسمو، ومن هنا تأتي دعوتنا لأن ننتهج (الحياد) في سياستنا الخارجية داخل المربع الخماسي: (العربي، الأفريقي، الإسلامي، العالمي ثالثي والدولي)، ولا يعني هذا بالطبع سياسة العزلة التامة فهذا غير ممكن في ظل سيادة العولمة ولا مطلوب، ولكن دعونا نقرر أولاً إننا نريد خمسين عاماً أخرى نعكف خلالها على بناء بلدنا أولاً وننميها وهذا لن يتم إلا من خلال استراتيجية واضحة وشاملة ترتكز أساساً على حدٍّ أدنى من التراضي الوطني وتحديد القواسم المشتركة والمصالح العليا للوطن ومواجهة قضايانا بقدر وافر من الجدية والعلمية والاجتهاد ونودِّع سلبياتنا وأخطاءنا المتمثلة في المكايدات الحزبية والمصالح الضيقة والأوهام السياسية، فإذا اتفقنا على ذلك دعونا نبدأ بمؤتمر تصالح جامع.. مؤتمر يجمع شملنا ويحقق إرادتنا ويحدد أولوياتنا الوطنية واتجاه بوصلتنا ومنهج أعمالنا وسلوكنا، ويكرس قواسمنا المشتركة ويقرر أننا عزمنا على بناء بلادنا أولاً وحياد سياستنا مع العالم (عربياً وأفريقياً وإسلامياً ودولياً)، ويقرر عزمنا على حل مشاكلنا الشائكة بمسؤولية وبروح وطنية عالية وأننا سنحترم بعضنا بعضاً ونساعد بعضنا بعضاً من أجل وطننا وحاضرنا ومستقبلنا الزاهر، ومن ثم نتفق على كيفية إدارة وطننا بمسؤولية عالية ومنهجية صادقة، ونقرر ألا نكرر أخطاء الماضي.. وحينها سيحترمنا العالم لأننا قررنا أن نحترم أنفسنا ونساعدها ونرفض أن نكون اليد السفلى ونعلِّق أخطاءنا على شماعة غيرنا والإدعاء الأجوف بأنهم لا يساعدوننا.. ولماذا يساعدوننا إن كنا لا نساعد أنفسنا ولدينا الموارد والثروات الهائلة والخبرات العالية..؟؟ هذا والله هو العيب نفسه والعجز كله..
| |
 
|
|
|
|
|
|
|