إلى الشرفاء : هنا الوثائق التي تثبت الحقائق عن الجالية السودانية بالمنطقة الغربية -جدة

Quote: عرض / الاخ الاستاذ عبد الرحمن عبد اللطيف عبد القادر/ جدة يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل ( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال ، فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا) صدق الله العظيم0 وقد ذهب المفسرون إلى أن المقصود بالأمانة هو قبول التكليف بالقيام بالأعمال في الدنيا، فان عمل خيرا نال الثواب وان عمل شرا استحق العذاب، وهذا العرض الذي أشفقت منه السموات والأرض والجبال خوفا من العذاب، قبله الإنسان طمعا في الثواب وقد نسي العذاب، وبهذا السلوك يكون ظالما لنفسه وجاهلا بعظمة هذه الأمانة الكبيرة0 واستشعارا لأهمية الأمانة التي طوق بها الإنسان عنقه، انطلق المؤتمر الوطني بالخليج ليؤدي دوره في حياة المغتربين بصدق وأمانة ليعطي كل ذي حق حقه، ولما كان المستشار القريشابي، نائب القنصل العام قد أدى دوره المناط به في خدمة المغتربين على أتم وجه كان لزاما علينا جميعا تكريمه بما يستحقه من تقدير وتبجيل، ليس لأنه أدى دوره الرسمي بالكفاءة اللازمة، فالكثيرون يفعلون ذلك، لكن القليلين هم الذين تلمس في تعاملهم الجانب الإنساني والخلق السوداني القويم بالشكل الذي يشكل إضافة حقيقية ومدار تميز في العمل الرسمي، وكان القريشابي من هؤلاء ذا أخلاق عالية وروح سمحة لم يفرق بين الكبير والصغير أو بين موال ومعارض وقد عرفه الجميع بالتواضع الجم والأخلاق الفاضلة0 لقد عودنا المؤتمر الوطني بالخليج على الاحتفاء بعظماء الرجال، يعرف قدرهم ، وبثمن مواقفهم، كما عودنا على التعريف بالأعمال الكبيرة التي تحدث في الوطن الحبيب في مبادرات جعلت من المغتربين أول من ينفعل بالأحداث الوطنية الكبيرة مثل أعياد الاستقلال ، والتوقيع على اتفاقية السلام ، والمشاركة في التظاهرات الثقافية المهمة، فقد كان أول من شارك في فعاليات الخرطوم عاصمة للثقافة العربية للعام 2005م بأمسية رائعة بثتها الفضائية السودانية، والاحتفاء بشخصيات قدموا خدمات للوطن وللمغتربين، وانتهاز فرصة زيارات المسئولين، خاصة وان مدينة جدة هي المعبر إلى الحرمين الشريفين، ويكثر قدوم المسئولين إليها بين آونة وأخرى، ولم تكن مقابلاتهم بقصد المجاملة، بل لعرض قضايا وهموم المغتربين، وهي مواقف أثمرت في أن تصل أصوات المغتربين بقوة إلى مسامع أصحاب القرار وقد أتت وستؤتي ثمارها كاملة وليس المجال هنا مجال تعداد ما أنجزه المؤتمر في هذا الخصوص ولعله تتاح لنا الفرصة في مقال لاحق0 أقام المؤتمر احتفالا كبيرا وأمسية خطابية رائعة في قاعة فندق البحر الأحمر الذي يطل على أجمل موقع في مدينة جدة مساء الجمعة الثالث من شهر يونيو 2005م لتكريم القريشابي واستقبال خلفه المستشار صلاح محمد مصطفى، وبحق كانت ليلة ليلاء ركز فيها الخطباء على شيم ومحاسن هذا الرجل وعبروا بكلمات صادقة عن دوره الكبير في لم جمع المغتربين وتقديم أفضل الخدمات لهم وقد أشادوا بأخلاقه وتعامله الكريم ومكانته في قلوب أفراد الجالية السودانية وما يلاقونه منه من حب وتقدير0 تحدث في بداية الاحتفال الأستاذ حمدنا ختم بدوي أمين عام المؤتمر ، فأسهب في الحديث وهو الذي عودنا أن تكون كلماته مقتضبة وذات مضمون كبير تحمل في طياتها كل القيم والمبادئ، لكنه في هذه المرة كان التأثر واضحا على قسماته ونبرات صوته وقد تفاعل معه المستمعون وبادلوه نفس الإحساس فارتسمت لوحة حزينة على الوجوه0 السماني محمد عماره، رئيس المؤتمر الوطني بالخليج، كان له أسلوب آخر في التعبير عن احتفائه بالقريشابي، فقد كان الجميع في انتظار كلمته، لما له من مصداقية في الحديث ومباشرة شجاعة في الطرح، ولما له من حب وتقدير في قلوب الجميع، لصدقه الذي تتفتح له القلوب قبل العقول، وشجاعة رأيه التي تتجاوب معها الأحاسيس والمشاعر0 عرفت هذا الرجل يوم تم ترشيحه رئيسا للمؤتمر الوطني بالخليج، وعندها أقسم بأن يكون إنقاذيا بمعنى الكلمة، وقد كان عند ما قال وعاهد0 وفي رئاسته للمؤتمر تجاوب معه الجميع ونال احترام الجميع وسمع من المعارض قبل الموالي، عالج الأخطاء التنظيمية التي حدثت في الاجتماع الأول بكل رجاحة عقل، لم ينفعل عندما هاجمه البعض، ولم يتهور عندما عارضه البعض الأخر، بل فتح عقله وقلبه لكل متسائل وأبان وأوضح لكل مستفسر، وتسامح مع هفوات الغير وتعالى عن صغائر الأمور، وسخر كافة إمكانياته المادية والعقلية والجسدية لخدمة المؤتمر، ومن ثم كان عامل جذب، حبب الناس إلى هذا الحزب الوطني، وأثبت للجميع بأن المؤتمر هو حزب الجماهير وليس حزب الصفوة والنخبة كما كان يعتقد البعض، وعندما صعد إلى المنصة تنازل بكل تواضع عن كلمته ليلقيها نيابة عنه ممثل حزب الأمة الأستاذ الهادي بشار ، ضاربا بذلك أروع الأمثال للإيثار وإشراك الغير حتى وان كانوا مخالفين في الرأي، فالمسألة في النهاية تتعلق بهذا الوطن الذي هو ملك للجميع ، لكن السماني أراد أن يكرس مفهوما جديدا في العمل الحزبي وأن يبرهن بالفعل السياسة التي يرمي إليها المؤتمر في أن يكون وعاء وطنيا جامعا لكل السودانيين، بهذه الأريحية أعطى السماني الفرصة للأحزاب الأخرى فرصة التعبير عن نفسها في هذا الحدث الكبير، وقد رد الأستاذ الهادي بشار التحية بأجمل منها وقد فاح من كلماته المرتجلة الرصينة عبق الوفاق والمشاركة الفاعلة والجماعية وروح التفاهم العميق، كما تحدث ممثل الاتحادي الديمقراطي الأستاذ بشير نصر الدين معددا المواقف النبيلة للأستاذ القريشابي منها إنشاءه لمجلس تنسيق الأحزاب ليكون جسما يسهم في توحيد الصف ولم الشمل0 بعد ذلك تحدث رئيس الجالية شيخنا عوض قرشوم مفصحا عن علاقته الوطيدة بالمحتفي به وذكر أول مرة قابله فيها وكيف أن معالي وزير الدفاع بكرى حسن صالح قد طلب منه أن يستوصى به خيرا، وذكر بأن القريشابي هو من استوصى بهم خيرا، وقد عقبه في الحديث نائبه السيد حاتم سر الختم وعدد المزايا العديدة للقريشابي، أما الأستاذ أحمد العتباني فقد شبه العطاء الكبير للقريشابي بالشمس التي ما أن تغيب في مكان إلا وتستطع في مكان آخر حين تكون الحاجة إليها هنالك ماسة، وهكذا فان غاب القريشابي عن جدة فان العزاء في أن شمسه ستسطع في السودان، وستسطع شمس أخري بذات القوة والتوهج في خلفه الأستاذ صلاح محمد مصطفي0 في هذا الحفل البهيج كنا وكأننا نشاهد مباراة في كرة القدم تجلى فيها مقدما الحفل الأستاذ إبراهيم محمد أحمد المك وسيف الدين عيسى مختار، يتناولان التعليقات الجميلة البليغة وبطريقة بارعة أعجبت الكل ونالت استحسان الجميع، وقد أضافا للحفل بما اختاراه من كلمات رصينة وأبيات مرتجلة بهجة ومسرة كنا في أمس الحاجة اليها0 ثم تحدث المحتفي به حديثا حزينا، وكانت نبراته الحزينة هي الجرح الذي ظل ينزف طوال ساعات التكريم، المحتفى به الأخر الأستاذ صلاح محمد مصطفي ذكر بأنه سعيد بأن يكون وسط هذا الجمع من السودانيين، وانه منذ قدومه وهو محاط بهم وأنه سعيد بأن يعمل في بيئة تضم مثل هذه الوجوه الوفية الكريمة0 كان مسك ختام الكلمات كلمة سعادة القنصل العام السفير أحمد لاتجاني محمد الأمين الذي طلب الجلوس لإلقائها فأقامنا نحن لنندهش من روعتها ونستطعم من رحيقها وننتشي بحلاوتها وبلاغتها وقد استحضر فيها فيما يشبه الارتداد السريع إلى تاريخ السودان المواقف النبيلة لعظماء هذا الشعب، وعدد مآثر المحتفي به وعلاقته بزملائه في العمل متمنيا له التوفيق في مهمته القادمة في السودان ولخلفه السيد صلاح كل التوفيق والسداد0 وقبل أن نختم هذه الخواطر عن حفل التكريم نذكر أن المؤتمر الوطني أهدي القريشابي سيفا له دلالات عديدة، وهو رمز العزة والشموخ والبطولة والعدل والنصر، كما وقع منتدى السوداني الثقافي في حرج حيث ذكر أمينه العام أنه خير بين أن يهدي المحتفى به بيتا من الشعر(بفتح الشين) أو بيتا من الشعر ، وأظن أن المحتفى به قد اختار بيت الشعر فارتجل سيف الدين عيسى البيت التالي هدية له: بلوناك دهرا في محنة وعذاب فوجدناك تبرا تجلوه نار الصعاب كانت تلك هي اللوحة الفنية الرائعة التي شكلها المؤتمر الوطني بالخليج مساء الجمعة الماضي حاولت جاهدا أن أحدد ملامحها للقراء الأعزاء ولكنني أعترف بأنني لم استطع وصفها كما ينبغي وحسبي أنني اجتهدت والله أكمل الكاملين0