وقد لازمتني رغبة دائمة فى التنقيب فى تراث الفولانى والهوسا و ان أتبحر فى دراسة تاريخهم وفنونهم وتراثهم الثقافي وكان امنيتى قد صادفت ملكا بالسماء موكل بالتنفيذ فقد تم قبولى بعد تخرجي مباشرة بقسم الدراسات الأفريقية وتخصصي فى إقليم غرب أفريقيا (حسب التقسيم الإستعمارى الجغرافي للقارة)....وكنت احزم امتعتى واشد الرحال لأذهب من حاضرة النيلين الى "كانو" و" زاريا" وفى الخاطر استاذتى الأجلاء بجامعة احمدو بيلو ..وتشاء الصدف الى يعرج بى مساري الى قسم الدراسات لأفريقية بجامعة لندن...حيث يزخر الفضاء بكوكبة من العلماء الأجلاء الذين تخصصوا فى تاريخ وتراث قبائل الفولانى والهوسا واذكر فى هذا الشأن استاذى بروفسور جرهام فيرنيس الذي يجيد لغة الهوسا كأحد ابناء السلاطين ويعرف تشعيبات الأسر والقبائل والمشايخ والسلاطين بإقليم السودان من الصومال الى نيجريا.
ولا أخفى عليكم شعوري بالحزن والتقصير الممزوج بالحسرة من امتلاك الأوربيين لناصية العلم فى هذا الارث السودانوي الأصيل فالحرى بنا نحن اهل السودان ان نكون أهل الريادة فى الانحياز لبنى جلدتنا وأهلنا الفولانى.. ونشر فضائلهم وتراثهم وتخصيص الأموال للحفاظ على مورثهم ولغتهم.....ولكنه حالنا المايل..
وبالرغم من ملاحظة التقصير الرسمى من اجهزة اعلام السودانية فى التوثيق والنشر لتراث الفولانى لا يفوتنى هنا ان أشيد بالمجهودات المقدرة و التى بذلها الرواد فى هذا الشأن ومنهم اذكر مجهودات قسم اللغات السودانية بمعهد الدراسات الآفرواسيوية...حيث مثل رواده أمثال المرحوم جيمس دهب والأستاذ الأمين ابومنقة والأستاذة الكريمة الدكتورة محاسن جهدا مقدرا للنهوض بالدراسات المتعلقة بلغة وتراث الفولانى والهوسا. كذلك مجهودات الأستاذ فرح والأخ على الضو بأرشيف الموسيقى التقليدية السودانية والتى أثمرت فى حفظ وتسجيل اغانى قبائل الفولاني بالنيل الأزرق فى أرشيف (تراما) بقسم الفلكلور بمعهد الدراسات الآفرواسيوية.
مدد ياهلنا المتصوفة الفولانى وعذرا للتقصير فى اعطاء تراثكم حقه ...هذا المقال وما سيتبعه وفاء وعرفا للدور الرائد لكم فى السودان...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة