|
النهج الوحيد للأحزاب السودانية
|
النهج الوحيد للأحزاب السودانية ياسر زمراوى محمد عثمان يمكن القول و ليس جزافا انه هنالك بنية ذهنية واحدة تعمل على دفع الحركة السياسية و مسيرة العمل السياسي فى السودان و بذلك نخرج من الفكرة الكلاسيكية فى الفكر الماركسي المسماه بالوعى الطبقى التى تفترض أن هنالك وعى محدد لكل الأفراد فى الطبقة المعينة تشكل رؤاهم و تحدد مصائر تفكيرهم بحكم طبقتهم ليس إلا و للم تستطع الماركسية أن تجاوب جيدا على مسألة خروج أفراد من طبقة و سلوكهم الوعى المخالف و فسرت الماركسية ذلك بان هنالك أفراد من الطبقة تشكلت رؤاهم على حسب رؤية البوليتاريا من واقع معايشتهم و اقترابهم من وعى البوليتاريا الشئ الذى لا يفسر كثيرا من الأمر إلا أن هنالك بنية ذهنية تشكل وعى ثقافي عام يسود المنطقة أو الوحدة السياسية المعينة و بذلك تشكل ثقافة عامة تؤسس دخول الفرد و سلوكه إحدى طرق الوعى لدى الطبقة المعينة . نقصد بالبنية الذهنية بنية التراكيب الفكرية المؤسسة للوعى و بنية النقل و الاستيعاب و المحو و الحذف و الإملاء و التشكل حسب أنساق فكرية تدلف بالفرد داخل سلوك مهنى و فكرى و اجتماعي يكون مقيدا لحد ما داخل الإطار التاريخي للحظة الراهنة من الحراك الاجتماعي و المؤسس تاريخيا لشكل الوعى لدى الطبقة و الذي لا نروم الوقوع فى فكرة تكامله و اكتماله عند الفرد على حسب طبقته و تكون بذلك فكرة الوعي الطبقة فكرة إيمانية تأخذ نصها من خلاص و خلو الدين من الشوائب و فكرة سمو الفرد داخل الدين المعين و كل ماعداها من الأديان الأخرى ناقص . تفترض تلك النظرة وصول الوعى الطبقى الى سدة حكمه ونقصان ذلك عند الوعى الطبقى للطبقة المناقضة و هى طبقة البرجوازية وتكون الفكرة بذلك مثالية افلاطونية على حسب افلاطون الذى يفترض وجود مثال أعلى و فكر سامي يسعى البشر من خلاله الى الكمال و الانطلاق نحو الكمال الذهني و الفكري و الروحي المؤسس لمعنى وجوده و افتراض وجود وعى طبقى متكامل فى كثير من التحامل على الحراك التاريخى الذى يفترض إنشاء الوعى الطبقى المكمل نفسه من خلال الحركة الفكرية و الاجتماعيــــــة و بذلك يتعرض الوعى الطبقى للحذف و الإملاء و التشيأ ( و الاغتراب ) يمكن بدراسة السلوك السياسي للأحزاب السودانية افتراض اثر البنية الذهنية عليهم اذ ان كل هذة الأحزاب عادت الى الخندق الوحيد و هو خندق الدوغمائية و الفكر المتسلط الشئ الذى ادى الى الانشقاقات المتعددة لهذة الأحزاب فى فترة التسعينات و ساعد على و جود هذا الكسر ( الطق ) وجود نسق فى بنية الأحزاب السودانية و الذى يفترض كمال الحزب و اكتمال منهج تفكيره دونا على فتح هذا المنهج على أبواب الوعى التاريخى المؤسس لنقد البنيات الفكرية و السياسية لتلك الأحزاب إلا ان الخروج من كنف هذه الأحزاب لم يكون نافعا لوجود أسس البنية الذهنية لإفراد هذه الأحزاب المنشقة و التى عادت بالضرر عليها و ادى الى انقسامها هى نفسها . و مثلا عملت هذه الأحزاب على تبعية المثقف لها و بنت على ذلك أسس دفاعها عن نفسها و أصبح المثقف بوقا للحزب يأتمر بأمره و كل ذلك مرده للبنيه الذهنية فى سلوك الحزب السياسي الغير مفتوح على بصيرة واسعة تفترض التغير و حدوثه على مسار الحركة التاريخية و الاجتماعية فى الســــــــــــــودان . تبدو دكتاتورية هذه الأحزاب الداخلية و عدم قدرتها على إحداث التغيير مؤولة الى وقوعها فى البنية الذهنية للعقلية السودانية التى أدت الى ان تكون هذه الأحزاب جميعها فى مأزق تاريخي لم تفقه إليه و ادى الى حدوث الشرخ فى بنيتها و قواعدها الشئ الذى جعل الانشقاق و سيلة للمعالجة لكنه لم يرفد بفكرة أوسع لأسباب الانشقاقات نفسها و يكون التعويل على ان إحداث نظام الإنقاذ لهذه الشروخ كسبب و حيد فقط تعويلا خاطئا اذ ان هذه الأحزاب كانت تحمل بذرة انشقاقها فى داخلها بما فى ذلك الأحزاب العقائدية التى يفترض فيها و ضع مكانة واسعة لحركة الفكر المتجدد كل حين. ونواصل
|
|
|
|
|
|
|
|
|