|
الشخصية الجنوبية والذات المفقودة (قير تور)
|
Quote: عربي جوبا لا نستطيع نسبها الى اي من القبائل الجنوبية ,لأننا نستطيع التخمين انها لغة واقعة الان تؤكد رسوخ اللغة العربية منذ زمن بعيد في مناطق الاستوائية وتحديداً جوبا عاصمة الاقليم الجنوبي سابقاً ومقر رئاسة حكومة الجنوب حالياً. وفي الوقت نفسه لا نستطيع التأكيد على انها لغة عربية صافية بنفس القدر التي تركها بها ناس ابوالاسود الدؤلي وقبله علي بن ابي طالب ومن بعدهم الفرزدق...المهم هناك انحراف في الطريق لكن في نهاية المطاف الناتج الجديد لها اصول من العربية وقد تكون ابنة خال السواحيلي...هذه الاخيرة التي دخلت جنوب السودان شرعياً بالتوازي مع استحداث التكلم باللغة العربية...هنا اقصد الشرعية في دخول اللغة, ان القادمين من شرق افريقيا تعلم معظمهم اللغتين الانجليزية على نمط شرق افريقيا واللغة السواحيلية اما القادمين الى الجنوب من شمال السودان فقد تعلموه كما يتحدثه اهل الشمال وفي المدارس بطريقة افضل مما كان في الاربعة عقود الماضية...اذن فاللغة الرئيسية لعاصمة او اكبر مدينة تعتبرها القبائل الجنوبية المركز الرئيسي لها ليست من بينها لغة محلية. ورغم ذلك تظل بعض الرؤوس تصر على افضلية اللغة الانجليزية والبعض الاخر يطالب بالعربية لاعتقادات عقائدية وعرقية....وفوق هذا وذاك تجد انه من سخريات القدر يوجد داخل كل مدينة كبيرة في الجنوب حي يسمي بـ(الملكية) لها دلالات تدل على وجود تمازج عرقي بعد الزمن. ففي رمبيك مثلاً تجد اسراً وصلوا مرحلة ختن اناثهن وكذلك في ملكال وجوبا و واو. اما الأسماء فالجنوبي يكون مثقفاً واسمه روبرت او صمويل او سايمون بعد المعمودية وبالتالي فهو شخص جديد حتي اسمه....او يتحول الى عبدالله وابراهيم واحمد لانه اسلم ويجب تغيير الاسماء. لا توجد شخصية جنوبية ثابتة في الاذهان غير تلك الصور المهزوزة. من الصعب تغيير اللغة حالياً فقد تغير الجنوبيون انفسهم الى اللغات التي يتحدثون بها وصاروا مثل الزنوج في الولايات المتحدة الاميركية.وبمقارنة بسيطة فالزنوج افضل منهم قليلاً لانهم يقولون اتنماءهم لافريقيا وهم لا يعلمون بالضبط من اين في افريقيا لذا فهم يذكرون فقط. اما الجنوبيون فهم يصرحون اماكن قدومهم فقط بالفم ولا يحملون اي شئ يدل على اصالة محفوظة الاّ عند قليلين جدّاً. لا اعني بحديثي هذا الاخذ من غيرنا لكن لا توجد خيارات وتفضيلات لقيم وثقافات اخرى يجب علينا الاهتداء بها واخرى نتجنبها.....نحن نأخذ دون اعتبار وتمييز بين الصالح والضار....نحن فقط نتبع سلوك الاقوام الاخرين الذين نراهم افضل منا. وثابت لدى بعضنا باننا ادنى مكانة من غيرنا...فتلك مسألة متعددة المسالك, واحدة منها ان هؤلاء الذين نظنهم افضل منا استخدموا تلك الدعاية بافضليتهم المطلقة فصدقها بعضنا هذا يظهر في الاجابات التلقائية عندما يقول احدهم (شوف دا قايل نفسو خواجة واللا عرب)..اما المسلك الاخرفهناك قناعة تامة بعدم التطور على الاطلاق ونحن مخلوقون لنخدم غيرنا, لذا فمثل هؤلاء لا يفكرون ابداً في اية موهبة او قدرة كامنة في نفسه حتي لو وجد فرصة للانطلاق. الحديث المردد على الدوام بان الشمال ظلم الجنوب غير دقيق البتة...فليس كل الظلم الواقع على الانسان الجنوبي صادر من الشماليين بمعزل عن الجنوبيين, اما اكبر انواع الظلم فهو ما نلحقه بانفسنا وايدينا. |
المادة المثبتة اعلاه هي نص ما كتبه الصحفي الاستاذ قير تور في عموده اليومي بصحيفة السوداني الصادرة اليوم السبت 24 فبراير 2007م ... المادة المشبعة بالصدق والوقفة المتجردة مع الذات قد يفسدها التعليق لكنها قد تكون اضافة او مدخلا لحوار عميق لا بديل له .... معزتي الرابط : http://www.alsudani.info/index.php?type=6&issue_id=1229&col_id=73&bk=1
|
|
|
|
|
|