فهلا لزم حده وعرف قدره وتأبط جهله واستبرأ لأمره وانزوى على وهمه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-26-2024, 07:07 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-20-2007, 05:41 PM

Frankly
<aFrankly
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 35211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فهلا لزم حده وعرف قدره وتأبط جهله واستبرأ لأمره وانزوى على وهمه

    باسمه تعالى
    ربي أنعمت فزد، و زدت فبارك، و باركت فاحفظ، و توفنى مسلما و احشرني مع الصالحين، و الصلاة على خاتم النبين محمد الأمين و على آله المنتجبين، و الصلاة موصولة على جميع النبين و المرسلين إذ أمرنا ألا نفرق بينهم حتى في الصلاة عليهم. اللهم اجعلني حربا لمن حاربك و سلما لمن هاودك، و كلل مسعاي فيك بالنصر، و احفظ لي فيك الأجر، و تب على توبة نصوحا تجملني بها جسدا و قلبا و روحا، و أعذني إلهي أن أُذَكِّرَ بك و أنساك، و اكلئني بذوق هداك، أما بعد:

    لقد راعني في هذا الزمن البئيس، كما راع كل مسلم قد مست قلبه بشاشة الإيمان، اجتراء جنود إبليس على شريعة الباري الديان سبحانه. و لقد ابتلينا في مصرنا الحبيبة بطائفة من العلمانيين دهرييي المِزاج و الجوهر، و مادييي التوجه و النشأة، و هم على بلاهتم و شذوذهم، و ضعف منطقهم و حججهم، لهم من التأثير ما لهم، حيث أنهم يعتلون كراسٍ، و يملكون مناصب، و ما نارهم إلا كنار الحُبَاحِب، و ما لون كيدهم إلا شاحب. و إني لأعجب كل العجب من صفاقة أهل الباطل و التخنث و جرأتهم في الدفاع عن باطلهم، و استخفاء أهل الحق و التَحَنُّس عن مناوئتهم و مجابهتهم إلا من رحم ربي منهم و هم قليل، فيالله و يا لِلْمسلمين.

    و مما يزري بنا و يهري قلوبنا أن جُلَّ من يتصدَوْن لدَحْضِ تُرَّهَات المُبطلين و أَرَاجِيْفِهم هم قليلو الشأو و الباع في علم الكلام و الجدل، ضعيفو البأو و الافتخار بدينهم و مورثهم، يختلهم الدَأْو و المراوغة، يعمدون إلى مُدَارَاة أهل الباطل و مُصَادَاتهم، و الأولى بالأمر أن ينعكس، فليس في الحق مُسَانَاةٌ و لا ملاينة إذ لا مجال بحال أن نشرع طريقا وسطا بين الحق و الباطل، فأنَّى للنقيضين أن يتلاقيا، و كيف للضد أن يجاور ضده. و أما العلماء الأثبات ذوو العقول و الأفكار، فرسان المباحث و التحقيقات، شجعان ميادين البحث و السابقون في حلائب التناظر، تجدهم مغيبين و مهمشين، كالشمس إذا قُدَّ لها حجاب من أقمشة السحاب. و الجمع الأكبر و الجمهور الأعظم من الأمة هم غثاء لا طائل من وراءه و لا محصول معه، مذبذبين بين هذا و ذلك، و هؤلاء و أولئك، تتقاذفهم الأمواج، و يغرقهم اللُّجَاج، و قتامة ليلهم لا تؤذن بانبلاج، و لا طَوْل و لا حول إلا بالله، و نسأله تعالى العفو و المعافاة. و لا يهدئ من روعي إلا قوله تعالى " و لا يحيق المكر السيء إلا بأهله"، فاللهم أرنا عن قريب حُيُوق مكرهم بهم.

    و خير دليل على قولي ما صرح به وزير الثقافة المصري، و هو لعمري عارٍ من الثقافة كما هي عارية رؤوس المتبرجات السافرات، من أن الحجاب علامة ردة، و أمارة انتكاسة، و دليل تقهقر، و منافاة للحداثة. فاستعر أوار الغضب في قلبي، أسأل الله أن يجعل غضبي فيه و يؤجرني عليه، فعمدت إلى تلك الرسالة رائما تصنيفها علها تبصر غير المبصر بموارد الحجج، و جهات الدلائل، و أصول البراهين التي تبرز دحوض دعاوي مدعى الفكر و الثقيف، و إن أحدهم و الله لا يحسن كيف يتحدث و لا يعرف أصول الاستنباط و الاستدلال، ثم يأتي كمسخ يرتدي جلود الأسود على جسوم الضباع ليُنَظِّرَ لنا و و يعرفنا من ديننا ما لا يعرفه إلا هو و أمثاله من الشذاذ و المشعبذين، و لعله لا يحسن كيف يغتسل من جنابته هذا إن كان يغتسل منها ابتداءا. فالحذر الحذر من هؤلاء و من فساد مذهبهم القائم على هرطقات و شعبذات يرومون بها هدم الدين و يؤتون علية كاتيان الجراد على الزرع فتبقي الأرض قفرا بلاقعَ سَبْسَبا لا خير فيها، و لكنهم لا يعلمون أن معاول أوهامهم منكسرة لا محالة على صخرة الدين التي لا تنثلم و ما مثلهم إلا:
    كناطح صخرة يوما ليوهنها * فما ضرها و أوهن قرنه الوعل

    و لو أنصف هذا الرجل لتواضع بفك ربقة الكبر، و لما تَحَلَّبَ فوه المفضوض بالزراية على أوامر الله و نواهيه، فللتحقيق أهله و فرسانه، و للتصنيف ذووه و ركبانه، و للتأليف أصحابه و رهبانه. فأنى لحاطب ليل أن يباري الأنوف المعلاة بسَعُوط الرَّاسَن ، و كيف لقاطف نهار أن يجاري الحروف المحلاة بحَنُوط المحاسن، و المعاني الموشاة بسُمُوط المفاتن، و كيف به إذا حل بساحة عالم جزل إلا أن يقول لا مساس فمثله كمثل السامري بل هو أدنى و ليته قد جاء بآية و لو مبهوته كما فعل السامري، و لكنه يشعبذ دون دليل. و مثله كذلك كطفيلي أَنْوَك على سِمَاط التنظير و التثقيف، يَحُطُّ على النتف كأنه ذباب، ينتقل بسماجة بين الحَب و الفتات، و يجول حائرا فلا يناله إلا الذَبُّ و اللعنات. فهلا لزم حده و عرف قدره و تأبط جهله و استبرأ لأمره و انزوى على وهمه، و ارعوى لسوء فهمه؛ فلا يخوض بحرا و ليس بعوَّام، و لا يلج مولجا يرديه الحُمَام، و الحكيم الذي لا يبتغي مُحَال المَرَام، و أنصحه فأقول: لا تكلف نفسك فوق وسعها، و لا تلبسها خلالا ليست لها، و عالجها لا أُمَّ لك من كبرها، و اخزم أنوف وهمها، و احزم ما تفرق من جمعها، فيا عجبا من غراب أسود يظن نفسه حمامة بيضاء، و من ليل حالك يدعي أنه صبح وضاء، و من غليظ صوت يروم الطرب و الغناء، فمن أين له هذه الوقاحة و اللجاجة و الإجتراء!

    و العجب أن يدعي الثقافة من ليس من أهلها و يماحل العلماء و هو أكثر الناس معرفة بتقاصره دونهم، و بانخذاله أمامهم، و لو دُعي للمناظرة لبانت قرون عواره، و علت أنفاس انبهاره و يصدق فيه قول الشاعر:
    وفي الأحباب مختص بوجد * وآخر يدعي معه اشتراكا
    إذا اشتبكت دموع في خدود * تبين من بكى ممن تباكى

    و كذلك حين التناظر يتبين العالم الثبت من الأفاك المدعي. و قلت في ذلك شعرا من بحر البسيط، و ليس الأمر و الله ببسيط:
    يا شعبَ مصرَ هل أتاك قولُ الذي * يَدْعُونَه باطلا وزيراً للثقافــهْ
    قد قال أن الحجابَ عادةٌ ممجوجةٌ * م و منكــرةٌ و تقليـدٌ و آفـةْ
    قد قالها ماجنا و لم يبالي بقرآنٍ * م و فـي ظنه أن الحديثَ خرافهْ
    فقلت قولةَ عارفٍ بفصل الكلام * م كـم تَعُوزُك أيها المِصْرُ نظافهْ

    لقد خلق الله الإنسان و كرمه فقال جل شأنه " و لقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيل "، و من مظاهر ذلك التفضيل الكثير من النعم و الفضائل التي ميز الله بها الإنسان، و من ذلك اللباس الذي فضل الله به الإنسان عن الحيوان، و قال جل شأنه " يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون ". فدعاة التحرر و الحداثة و التعري و النجاسة يريدوننا أن نتعرى شيئا فشيئا كي تشيع الفاحشة في المؤمنين، و يكيدون لنا بالليل و النهار و يضربون لنا الأمثال و مكرهم عند الله و إن كان مكرهم لتزول منه الجبال و لكن الله متم نوره و لو كره الكافرون و رغم أنوفهم.

    و و الله إني لا أدري ما سبب كل هذا الضغن الذي انطوت عليه سرائرهم نحو الحجاب و ماذا يضرهم لو ارتدته النساء كما أمر الله، فحاولت أن أجد سببا يفسر ذلك فلم يتهيأ لي إلا أنهم قوم مصدورون يتحرقون غيظا و كمدا من استقامة عباد الله على شرعته و منهاجه، فإن ذلك يخالف ما انطبعت عليه أهوائهم المريضة، و ما جُبِلَت عليه نفوسهم الخبيثة، و ما حوته ضمائرهم العفنة من اعوجاج و دناءة. و لهم حجج واهيات في التزيين لمذهبهم الخبيث، و داهية الدواهي أنه إحداهن لا تستنكف أن تأتي و تحاور فتاة ترتدي الحجاب تراودها عن نزعه و تحتج عليها بأنه من الأعراف القديمة و العادات الباليات الرثة التي ورثناها من قديم و يجب علينا في عصر الحرية و ما بعد الحداثة و التنوير أن نطرح تلك العادات و نستن بغيرها، و الناس مساكين لا يعرفون كيف يدافعون عن دينهم و كيف يواجهون خصمائهم فيه. فقلت: و ما العيب في أن تكون هذه العادة قديمة، فليس كل قديم سيء و مذموم، كما أنه ليس كل جديد طيب و محبب، فالأمر ليس بالقدم و الحداثة بل الأمر بالصلاح و الاعتدال. هذا ما قلته للفتاة فلم تسطع جوابا، و أخذت أحاورها مجبورا مضطرا لنصرة دين الله، و كنا في جمع من العلمانيين اللادينين، و تحول الحوار إلى مناظرة علنية فاستعنت بحول الله و قلت لها: أما تعلمين أيتها المسكينة أنك مخلوقة لله و عبدة له؟
    فقالت: لست بعبدة ؟
    فقلت لها ألست تؤمنين بالله؟
    قالت: نعم
    فقلت: فأنت إذن كافرة
    فقالت: قلت لك نعم مؤمنة بالله
    فقلت لها: قد كان عليك أن تقولي في الجواب بلى، فالجواب بالإثبات على السؤال المنفي يلزمه لفظة بلى و ليس نعم. فسكتت واجمة.
    فقلت: كيف لفتاة مثلك تجهل ما هو معلوم من اللغة و الدين بالضروة و لا تأنف أن تتجرأ على الخوض في ذلك بالمناظرة، فللتناظر أهله. فضحك بعض الحاضرين بالقاعة ساخرين منها.
    و لكن قام أحد مناصريها فقال و اللفظ لي لأنه كان يتحدث بالعامية: أنه في مثل هذا المقام لا يهتم المرء بتحسين اللفظ و اتباع النحو بل يهتم بتوصيل أفكاره للآخرين.
    فقلت له: فها أنا أهتم باللفظ و باتباع النحو و لا أراني عاجزا عن إيصال فكرتي للآخرين. فسكت و جلس.
    فقالت الفتاة: أخبرني إذن ما هي فائدة ارتداء الحجاب؟
    قلت ذاك أمر جوابه من وجوه، فإن كنت مؤمنة بالله كما تدعين فالوجه الأول هو وجه شرعي، و ذلك أن الباري جل شأنه تعبد نساء المسلمين كما نساء النصارى و اليهود بارتداء الخمار فقال سبحانه " و ليضربن بخمرهن على جيوبهن " و الخمار عند العرب كما قال الفيروزأبادي هو غطاء الرأس، و هو ما يسمى الآن بالحجاب، فمن يؤمن بالله و كتابه عليه أن يقول سمعت و أطعت لا سمعت و عصيت، و المؤمنون بالكتاب لا يحتاجون إلى استدلال في الأمور التعبدية. أما إذا كنت لا تؤمني بالله و لا بكتابه فالحوار معك عقلى و ليس شرعي، فدعيني أستدل لك ببراهين عقلية من خارج الشريعة على أفضلية ارتداء الحجاب، فهل تسمحين؟ قالت: نعم
    فقلت: لعل هذا إقرار ضمني منك بأنك لا تؤمنين بكتاب الله؟
    فقالت: أكمل و لا شأن لك بذلك.
    فقلت: على كل حال في خفي الإشارة ما يغني اللبيب عن صريح العبارة.
    ثم قلت: أنا لن أرد عليك السؤال فأقول فما هي الفائدة من نزع الحجاب؟ و لكن سأجيبك و أقول: أن المرأة إذا نزعت حجابها و أظهرت زينتها و مفاتنها فإن ذلك يثير مكامن الشهوة عند الرجال، و لقد جبلنا الباري جل شانه على الشهوة و ركبها فينا لحكمة عظيمة و هي استمرار الذرء و النسل، و جعل شهوة الجماع عند الإنسان أهم الملاذ على الإطلاق، و لولا ذلك لعاف الرجل المرأة - كما يعاف مستقيمو النفوس من الرجال أمثالهم من الرجال - و لانقرض الجنس البشري.

    و في أساس الخلقة و الفطرة المستقيمة تجدين أن كل رجل يغار على ابنته و أمه و زوجه و خطيبته و لا يحب أن يخدشها أحد بنظرة خبيثة بله ما فوقها، فالمرأة المحجبة بالحجاب الشرعي لا تتعرض لذلك إلا فيما ندر، و الندرة تأخذ حكم العدم و نحن نحكم على الأغلب. و ظهور مفاتن المرأة كما علمت يثير الرجل، و كل رجل يدعي أنه لا يثار فهو إما مريض جنسيا و إما مخنث، و إما كاذب. و تبدأ إثارة الرجل بمراحل فبعد النظرة يحدث الإدراك ثم الاستثارة ثم الوجدان ثم الإرادة ثم الهم و ليس بعده إلا الزنا أو الإغتصاب أو إنفاذ الشهوة بوسائل مكروهة و العياذ بالله. و الحكيم هو الذي يسد الباب على مقدمات الزنا، و ذلك مذكور في قوله تعالى " و لا تقربوا الزنا " فنحن منهيون عن مجرد القرب، فمن حام حول الحمي وقع فيه، كالفراش يحوم حول النار لا يلبث إلا أن يقع فيه، و إيمان الفرد يمنعه من الزنا، كما تمنعه بعض القيود الاجتماعية منها التجمل و الخوف من السمعة السيئة أو التهمة في أخلاقة و غير ذلك، و هناك صنف لا يردعهم وازع من إيمان و لا رادع من قوانين أو تجمل، فيلجأون إلى الاغتصاب و مساورة النساء و التحرش بهن و ذلك لا يخفى على أي أحد و الأخبار بذلك تملأ الآفاق، و أقسام الشرطة ملئى بتلك الجرائم. و لقد جاءت الشريعة لتحمى المجتمع من تلك الأضطرابات الأخلاقية. و المرأة التي تظهر مفاتنها و زينتها لا تخرج عن كونها إما أنها بغي تريد الزنا و تلهث خلفه، فهذا صنف، أو أنها تحب أن تتلقى نظرات الإعجاب و كلمات الاستحسان فهي تشعر بنقص في داخلها تريد ان تسده باطراء الآخرين لها، و ذلك من أمراض النفوس، و بذلك تكون محتاجة إلى علاج نفسي، و هي و إن لم تكن تريد الزنا فهي تُجَرِّئ بعض ضعاف النفوس عليه أو على الاغتصاب إن أمكن. أما هذا المسكين الذي لا يريد الزنا و لم يخطر بباله الاغتصاب يتعرض للكبت الجنسي و المعاناة النفسية، فكل هذه أمراض تتفشى في المجتمع و علاجها الصيانة بالحجاب و غض البصر.
    فقالت الفتاة: فالمرأة كذلك تستثار من الرجل فلماذا لا يرتدي الرجل الحجاب؟ فضحك بعض من ذويها العلمانيين.
    قلت رادا عليها بحول الله: يمكن للرجل أن يرتدي الحجاب حينما تطلق المرأة لحيتها. فكبتوا و احمرت أنوفهم. فسخرنا منهم كما سخروا منا، و كبتناهم بفضل الله.
    ثم قلت: إن الرجل في العموم لا يحاول أن يظهر مفاتنه، و شعره في الشريعة ليس بعورة و لا يثير فتنة، و لا يظهر منه إلا وجهه و رأسه، و لو حاول الرجل ابداء عوراته و مفاتنه لوجد الشرع يحول دون ذلك، فالرجل بحق لا يبدي مفاتنه و لا يظهر منها شيء، أما المخنثون فلهم حكم آخر و لا يدرجوا في عداد الرجال. ثم قلت لها و اعلمي أن غطاء الرأس في الحضارة الغربية، هذا إن كنت تقرئين في التاريخ، و أنا أعلم انك لا تقرئي في شيء بل تتبعي ما تسمعيه من بعض الملوثين فكريا ثم تقومي بترديده كالببغاوات، كان هذا الغطاء علامة النبل، فالنبيلات في أوروبا القديمة كن يرتدين غطاء الرأس علامة على نبلهن و علو رتبتهن و مقامهن عن غيرهن، و كانت العاهرات لا ترتدين هذا الغطاء، فلماذا تتبعين الغرب في هذا و تتبعينه في ذاك، فإن كشف رأس المرأة كان من سمات العاهرات و الجواري في التاريخ. و اعلمي أن كثرة رؤية الرجل لهذه المفاتن و انهماكه فيها يصيبه بالبرود الجنسي و كثير من الغربيين يعانون من البرود الجنسي و الإحصاءات خير دليل على ذلك. كما أنه نفسيا كثرة الرؤية و الجوار و المداومة تؤدي إلى التعود، و التعود أول طرائق الملل و الفتور، و هذا واضح، فبالتعود يفقد الشيء الجميل جماله في الأعين تدريجيا حتى يصبح موجودا حولك و لكنك لا تراه. و كذلك المتبصر صاحب العقل يعلم ان المرأة الجميلة التي تظهر مفاتنها قد تكون سببا في كراهية الرجل لامرأته التي تزوجها فيحدث الشقاق نتيجة للمقارنة التي يقيمها الرجل في ذهنه فهي إما له و إما عليه، فإن كانت علية يصاب الحسرة، فعلى الأقل يظل هذا الرجل متحسرا في ذاته لأنه لم يرزق بزوج مثلها، و قد يحدث أن يعشق الرجل امراة أخرى غير امراته و أن يقيم معها علاقة محرمة و هذا نراه كثيرا، و سبب ذلك أن النساء لسن كلهن على ذات الرتبة من الفتنة، و الرجال ليسوا كلهم على ذات الرتبة من الإيمان و القدرة على التحكم في شهواتهم، فمع كثرة النساء اللائي تبالغن في إظهار جمالهن و مفاتنهن التي نهى الشرع عنها و كثرة مخالطة الرجال لهن يحصل فتور تدريجي عند الرجل و مع الاستدامة و المطاولة تصبح العلاقة بينه و بين زوجه خالية من اللذة، و هذا يؤثر على كليهما تأثيرا بالغا. و لو أخذت أعدد لك المثالب لاحتجت إلى وقت كثير و لا يسعني الإطالة و الإسهاب، و فيما قلت كفاية لمن أردا أن يكتفي، أما المكابر فلن يكتفي و لو سقيته ماء البحر، و الحمد لله ناصر المِلَّة، و شافي الغُلَّة، و آسي العِلَّة، وأدعو الله لك و لأمثالك بالهداية.

    و انتهت المناظرة بتصفيق مدوي لكثير مما كان حاضر و تسرب العلمانيون من بينا واحدا تلو الآخر، و الحمد لله رب العالمين.

    (كاتبها: جهاد الدين الأمين).

                  

العنوان الكاتب Date
فهلا لزم حده وعرف قدره وتأبط جهله واستبرأ لأمره وانزوى على وهمه Frankly01-20-07, 05:41 PM
  Re: فهلا لزم حده وعرف قدره وتأبط جهله واستبرأ لأمره وانزوى على وهمه Frankly01-21-07, 12:48 PM
  Re: فهلا لزم حده وعرف قدره وتأبط جهله واستبرأ لأمره وانزوى على وهمه مجاهد عبدالله01-21-07, 02:02 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de