|
|
 لقاء سودانيز أون لاين (بورداب الشرقية) مع سعادة القنصل العام أحمد يوسف - جريدة الخرطوم
|
(كلام عابر)
حسن التعامل
جمعتني قبل أسابيع في مدينة الدمام دعوة عشاء مع السيد أحمد يوسف القنصل في السفارة السودانية في الرياض وتناول الحاضرون وهم اللجنة الإنتقالية للجالية السودانية بالمنطقة الشرقية وأعضاء منتدى سودانيز أون لاين في المنطقة الشرقية الذين يطلق عليهم إسم "البورداب"، بعض هموم المغتربين السودانيين ومن ضمن ما بحثوه عمر جواز السفر السوداني والرسوم القنصلية مقارنة بالسفارات الأخرى الموجودة في الرياض واتضح أن الجواز السوداني هو أقصر الجوازات عمرا والرسوم القنصلية هي الأعلى من بين رسوم المعلاملات القنصلية في كل مدينة الرياض. استمع الأستاذ أحمد لوجهات النظر بطولة بال وسماحة رغم أن السفارة ليست مسئولة عن قصر عمر الجواز ولا عن فداحة رسوم المعاملات القنصلية فالسفارة مجرد وسيط متحصل نيابة عن جهات رسمية أخرى في الخرطوم، وهذا موضوع آخر، لكن الملفت للنظر الروح السمحة الجديدة التي أصبحت السفارة تتسم بها منذ مجيء السفير السابق عثمان الدرديري وخلفه محمد الكارب وامتدادهما من حيث حسن الخلق والتعامل الاستاذ أحمد يوسف، فقد أصبح المواطن السوداني المغترب يجد في السفارة السودانية في الرياض ،بصفة عامة ما عدا حالات شاذة لا تذكر، الإحترام الذي افتقده كثيرا في غياب الدبلوماسيين المحترفين (أولاد الناس) وأن يجد هذا الإحترام كحق مستحق وليس كمنة من أحد، وهذا هو النهج المتقدم والمفهوم الحضاري الجديد الذي نأمل أن يعم كل السفارات خصوصا في مناطق تجمعات المغتربين السودانيين الضخمة. شهدنا من قبل في أوج التيه وسطوة المشروع الحضاري نماذج قبيحة من الدبلوماسيين المسيسين، أي الذين ما كانوا ليجيئوا لمناصبهم لولا الانتماء السياسي وقد أثبت هؤلاء فقر قدراتهم المهنية وتواضع أدائهم فهناك القنصل الذي يقود سيارته الدبلوماسية لمنطقة البطحاء في قلب الرياض ليشتبك مع السودانيين العاملين في تحويل العملة ويتوعدهم بالويل والثبور ، دونما اعتبار لوضعه الدبلوماسي وجواز سفره الدبلوماسي وحصانته الدبلوماسية والبلد التي ابتليت به ممثلا لها ،وقنصل آخر تفرغ لطبخ انتخابات الجاليات والكيانات السودانية ، وضابط جوازات لم يجد حرجا في التلفظ في وجهي بكلمات لا يقولها الرجال المحترمون ولا تقال في الأماكن المحترمة لمجرد أني كتبت مقالا في صحيفة الخرطوم لم يرق له، وعندما شكوت ذلك المسلك للقنصل الذي كان شاهد عيان ، رد علي في جبن مقزز (ياخي مشي حالك.. دا المسئول عن الجوازات)، فتحسرت يومها على الدرك السحيق الذي دفع المشروع الحضاري بالخدمة المدنية والدبلوماسية إليه .. وشاهدت في باكستان قنصلا يطوف على الجامعات من كراتشي إلى إسلام أباد للتأثير على انتخابات إتحادات الطلاب السودانيين وتهديد غير المؤيدين وبذل أموال السفارة ودافع الضرائب (الكثيرة جدا) السوداني لشراء النفوس الضعيفة. والمجال لا يتسع لاستعراض كل تلك المشاهد الدخيلة على الدبلوماسية السودانية والتي جاءت في أعطاف المشروع الحضاري الذي اصبح في ذاكرة التاريخ.
حسن التعامل مع المواطن لا يحتاج لإمكانات مادية بقدر ما يحتاج لخلفية وافرة من المهنية وحسن التأهيل الذي يبدأ بالضرورة من البيت ، وهذا ما أجزم بأنه متوفر الآن في السفارة السودانية في الرياض ، ولا أقصد هنا الإشادة بأشخاص بعينهم بل يهمني الإشادة بالنهج نفسه الذي يجعل من السفارة خادمة لمواطنها بعد أن سعت في فترة من الفترات لأن تصبح، من غير وجه حق، سيدة له.
تنويه واعتذار
وردت الآية الكريمة 112 من سورة النحل خطا في هذا العمود يوم الخميس 11 يناير والصحيح هو (وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون)، والشكر للأخ الكسلاوي محمد علي إبن حزم المقيم في الرياض الذي لفت نظري لهذا الخطأ،وأستميح القاريء الكريم عفوا وأستغفر الله لي ولكم.
قبل الختام:
كلمات كتبها أخونا الأستاذ أحمد حماد إدريس في وداع والده الراحل ، عليه رحمة الله ورضوانه:
لم يكن متفقها في الدين ولا راعيا لطائفة دينية ولا إماما لفيالق جهادية ولا شيخا لجبهة إسلامية ولا سكرتيرا لحزب طليعي ولا أمينا لحزب وطني ولكنه فهم الدين على أنه حب الرعية والعباد والبلاد والتفاني في خدمة الغير والإيثار وحسن معاملتهم وتربية أبنائه بالحلال ما استطاع إليه سبيلا.
(عبدالله علقم)
Khamma46@
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
Badri
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست