|
العملة أولاً أم »الاستفتاء«؟!
|
العملة أولاً أم »الاستفتاء«؟! ألا يمكن أن تستمر العملتان »الدينار« الذي يرمز للعهدين المسيحي والاسلامي و»الجنيه« الذي يرمز لعهد الإحتلال البريطاني للسودان بقيادة المجرم كتشنر، ألا يمكن أن تستمرا حتى لحظة الإعلان عن نتيجة الإستفتاء عن تقرير مصير الشعب الجنوبي في عام ١١٠٢م؟!. إن بنك السودن ضمن إعلاناته عن المقارنة بين فئات العملة الجديدة القديمة التي ترمز لعهد الإحتلال البريطاني والعملة الملغية التي ترمز للعهدين الاسلامي والمسيحي قد بين أن العملتين مبرئتان للذمة وصالحتان للتداول حتى إشعار آخر. وبات معلوماً أن هذا الإشعار سيكون هو تحديد يوم ٠٣ يونيو من العام الجاري كآخر يوم لتداول العملة المسيحية والافريقية والاسلامية والعربية »الدينار« والتي تعبر بحق عن الوحدة الثقافية والدينية والحضارية بين كافة أبناء الشعب السوداني إن كانت هناك وحدة مصدوق فيها من قبل كل الأطراف السودانية وليس بعضها حسب ما يبين الواقع المعيش. ولكن ألم يكن من المنطق أن لا يتم الاستغناء عن »الدينار« إلا إذا كانت نتيجة الاستفتاء حول تقرير المصير هي استمرار الوحدة المفخخة بين الشمال والجنوب؟!. أم أن نتيجة الاستفتاء تعتبر عند أهل القرار محسومة قبل اجراء الاستفتاء كما حدث في مؤتمر جوبا عام ٧٤٩١م وفي المائدة المستديرة عام ٥٦٩١م؟!. نعم ما دام أن هناك موعداً لاجراء استفتاء حول تقرير مصير الشعب الجنوبي فلا ينبغي أن تلغى عملة الدينار قبله، وذلك لأن نفس الأسباب التي دفعت حكومة الإنقاذ نحو استبدال عملة الإحتلال البريطاني البغيض بعملة حضارة »عيسى ومحمد« عليهما الصلاة والسلام تصلح أن تدفعها لأن تجعلها مستمرة في جمهورية السودان الشمالي إذا تم في العام ١١٠٢م استكمال الإنفصال الذي لم يبق له إلا الإعلان. إن إلغاء عملة »الدينار« قبل نتيجة الاستفتاء حول تقرير المصير لم يكن وحده هو الغريب في اتفاقية نيفاشا التي جاءت بقوات الإغتصاب الدولية ونقلت الحرب الى الشمال وإنما غرائبها كثيرة ومنها إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية قبل نتيجة الاستفتاء.. انه بالحق امر معكوس.. اذ أن الصحيح الذي ينتمى للمنطق هو أن تجرى عملية الاستفتاء قبل تغيير عملتنا والعودة إلى عملة عهد الاحتلال البريطاني وقبل إجراء انتخابات رئاسية. فالبلاد في هذه المرحلة لا حاجة لها بانتخابات تزيد طينة الوضع الأمني بلة. نعم تبقى رسالتنا للحكومة هي أن تستمر العملتان »الجنيه« الأوروبي الأصل و»الدينار« الآسيوي والافريقي الأصل حتى الإعلان عن نتيجة الاستفتاء، فإن كانت »وحدة« فوداعاً لعملة الحضارة المسيحية والاسلامية أو الآسيوية والافريقية. وان كانت »إنفصال« فتستمر عملتنا العريقة والتي لا تضاهيها في عراقتها كل عملات الإحتلال الأوروبي والتي ما زالت مستمرة حتى الآن في معظم دول آسيا وافريقيا. ولكن إن كان لا بد من سحبها نهائياً بإشعار آخر. فلتحفظ في مخازن بنك السودان حتى عام ١١٠٢م أى بعد الإعلان عن نتيجة الإستفتاء حول تقرير المصير أحادي الجانب. فكلنا يحدونا الأمل في أن تعود عملة »المسيح والخاتم« عليهما الصلاة والسلام.. كما تعود الآن عملة »كتشنر وغردون« عليهما لعنة الله
خالد حسن كسلا
|
|
|
|
|
|