|
جنوب الرائحة
|
______________________
اتكئ على حاسته السادسة وأغمض عينيه محتفظاً بصورتها القديمة لأغراض المطابقة اللحظة الآن "برودة المكان" صخب النفس الساخن، هدوء المدى البصري موازٍٍ تماماً لزاويةٍ ما في إحداثية اللحظة شغف الخطوط المستقيمة والمتعرجة ( لا ) عمق القمّة المتهاوية بين تاريخين متناقضين وحتّى لا يشعر بالدوار أدخل يده في جيبه! وفي ذات اللحظة - التي بدأت فيها مفاصله تُلهيه بالتعب، وتبتزّ انتظاره، تحُول بينه وبين أن يدرس اللحظة القادمة - أطلت عليه لتغمره - فجأة - وكأنه لم يكن في انتظارها أروعَ من فرحة الأطفال، وأصدقَ من دعاء الأمهات، أرقَ من قبّلةٍ فًجائية! جاءت مُخترقةً خطوط الإحداثيات الوهمية، مليئةً - حدّ الانبهار - بالهدايا النسائية!
أجفل لحظةً، ثم أمعن في الإجفال عندما اكتشف أنها - تماماً - مثلما كان يحلم دائماً. وحين صدّق أطرافه المرتعشة، كانت اللحظةُ تمام العناق. ارتمى على الجانب القصي من أمنياته الراكدة وبمسحةٍ صوفيةٍ قبّل ما بين عينيها وغادرا معاً.
على الطرف الآخر من صندوق الذكريات، حيث وجدنا مناديلها ومحفظة نقوده الجلدية سحنةٌ الإهمال المُتعمد أدفأت المكان والرائحة! عندها مسح بكُمّ قميصه ما تبقى من هدايا الشمس المُبتلة. وعلى جبينه شريطٌ إعلانيٌ متحرك: "الجلد مرآة الروح، عندما الروح مُنتهى الشفافية."
وقف قاب قبلتين أو أدنى واشتم عطرها الشمالي الساحر، ولكنه فضّل الجانب الآخر؛ فاتجه إلى الجنوب. تماماً مثل سرب البجع البري حين يعشق العودة.
هي لم تكن صدفة، أو ربما لم تكن صدفة سيئة عندما وجدها بحجم انعكاس الظل، وحجم اتساع المكان المتوفر! لم تكن صدفةً بالمعنى الحرفي للكلمة، ولكنها كانت حتمية اللحظة، والقراءة الصحيحة لمنحنى العلاقة.
جنوب الرائحة، حيث العطر هو الوضع الافتراضي للبعد المكاني - أثيرياً- كانت اللحظة الكامنة في خلايا انتظارنا تحترق شوقاً لساعة الصفر تحت الصفر، وفي الجانب الآخر من الباب الخلفي، كانت العيون تُخالس النظر، حيث نحن انعكاسٌ لما نشعر في ذات اللحظة!
|
|
|
|
|
|
|
|
|