بيان سودان المهجر بحزب الأمة القومي في الذكرى37 لمجازر أبا وودنوباوي مارس1970م

[qb]
بسم الله الرحمن الرحيم
حزب الأمة القومي
دائرة الإتصال
أمانة سودان المهجر
بيان سودان المهجر بحزب الأمة القومي في الذكرى ال37 لمجازر أبا وودنوباوي مارس 1970م

في السابع و العشرين و التاسع والعشرين من مارس 1970م إرتكب نظام الطاغية جعفر نميري مجازره في أبا وودنوباوي؛ إرتكب أهوالاً يندى لها الجبين، ومنذئذ وهذا اليوم يكرر نفسه وهو مثقل بالأسئلة ومهاجماً باستعادة الوقائع وتحريك المآسي وتقليب المواجع التي كانت مسرحها جزيرة أبا ومسجد الإمام عبد الرحمن بأم درمان، ورغم أن تاريخ أبا وأم درمان لا ينضب بأمثلة حوادث مارس ومجازر أبا إلا أن هذا اليوم ظل شديد الحضور في كل وجدان بسبب فظائعه وبسبب أن الطاغية وزبانيته طلقاء ويجدون الدعم من نظام الإنقاذ.

وحين نستعيد الوقائع بعد سبعة وثلاثين عاماً من حدوثها نجد أن تلك الحرب كانت مدبرة ومخططة وأنها كانت محاولة للقضاء على كيان الأنصار واسئصاله وقد خطط لها بعناية؛ ورغم المأساة قد نفذت وأن عدد الضحايا كان هائلا إلا أن الذي دُك لم تكن أبا ولا كيان الأنصار أو مسجد الإمام بل سقط النظام المايوي وأزلامه؛ فقد دق النظام المايوي أول مسمار في نعشه انتهى به لانزلاق سياسي خنق فيه نفسه بسلسلة جرائم إنسانية كانت مجزرة أبا حلقة فيها ثم انتفاضة 2يوليو 1976م ثم إعدامات سبتمبر 1977م.

إن جريمة قصف المدنيين بجزيرة أبا ومهاجمة مسيرة سلمية انطلقت من مسجد الإمام عبد الرحمن استنكاراً للعدوان الغاشم على المساجد ودور العبادة لم تكن جرائم عادية وإنما جرائم تم التخطيط لها بواسطة نظام جعل من مهاجمة الجزيرة أبا هدفاً من أهدافه وكانا جنداً أول من أجندة استئصال الأنصار كجماعة دينية والقضاء عليها وتنظيف السودان منها يؤكد ذلك عنف النظام المنفلت وقسوته ووحشيته وقصفه للمدنيين بالطائرات والراجمات بل ويؤكدها قراره الهمجي في تحريك سلاح المدرعات للرد على مظاهرة سلمية في أم درمان، إن هدف الإستئصال إذن لم يعد منكورا فقد أكدته الوقائع على الأرض ووثقته الخطب وسجلته الكتب المنشورة، ولذلك ترقى جرائم الجزيرة أبا إلى أنها (إبادة جماعية) التي يعرفها القانون الدولي بأنها محاولة للقضاء على (جماعة واحدة تعتقد عقيدة واحدة وتقيم في منطقة بعينها) مما يستوجب المحاكمة.

إن لأبا وأم درمان رصيداً تاريخياً لا ينضب ولهما سجل مشرف مع الغزاة والطغاة لكن ظلت دائماً قضية شهداء المدينتين بلا بواكي؛ ولكي يكون للمدينتين حضورهما ولشهدائهما مكانهم في كل وجدان سليم لابد من دعم ما يقوم به الأنصار من أبا وودنوباوي في مذكرتهم التي تقدموا بها للأمم المتحدة بالخرطوم الأحد 25 مارس 2007م ومن خلفهم هيئة شئون الأنصار للقصاص من المتورطين في مجازر 1970م ولتنوير الرأي العام العالمي بتلك الجرائم التي لا تسقط بالتقادم، وهي مناسبة نناشد فيها القانونين من حزبنا في الخارج خصوصاً أن يقوموا بدورهم في إعداد المذكرات القانونية والنصح والاتصال بمنظمات حقوق الإنسان ومراكز التوثيق لتوفير أي مستندات قد تحتاجها المحاكمة.

وإذ نقول بذلك ننتهز الذكرى السابعة و الثلاثين للأحداث الدامية التي نحييها اليوم لنحي شهداء أبا وودنوباوي البواسل ونحيي إمامهم الشهيد الهادي المهدي وصحبه ونترحم عليهم أجمعين سائلين الله أن يجعلهم في عليين ونعاهدهم على الوفاء لدمائهم وأرواحهم، وإن الأمانة من بعدهم في الأعناق وفي الأفئدة ودونها المهج والأرواح.
والله أكبر ولله الحمد؛

أمانة الإعلام والإتصال والثقافة بسودان المهجر
حزب الأمة القومي
الثلاثاء 27مارس 2007م

[/qb]