|
( أزمة مقاعد في البرلمان السوداني ) ..... دى يحلوها كيف ....؟؟؟؟
|
** كنت أحسب أن المعاناة هى ابنة عم المواطن السودانى محمد أحمد المسكين فقط ، ولم اكن أعلم بان لها صلة رحم وقربى بمؤسسات الدولة والقائمين على أمرها أيضا ، وكنت أظن بأن الشح سمة ملازمة لمجمل حياة شعبنا ، غذاء ، دواء ، مياه ، كهرباء ، تعليم ، أمن ، سلام ، و ..و.. كل ضروريات حياته ، في كل ضرورة شح ، ولكن اكتشفت بأن الشح سمة ملازمة لمؤسسات الدولة أيضا .. ولكن هل هناك فرق بين معاناة الناس ومعاناة مؤسسات الدولة ، وهل شح ضروريات المواطنين هو ذاته شح ضروريات مؤسسات دولتهم ..؟... طبعا لا .. وتابع الفرق أدناه ..!! ** بالله عليك عزيزي القارئ ، « الناس في شنو ..؟ » و البرلمان السوداني يخرج للناس والاعلام شاكيا - لا من قلة الفئران في بيته - ولكن من قلة المقاعد في برلمانه .. أليس أمراً يدعوا للنحيب و لطم الخدود و شق الجيوب ثم الدعاء بدعاوي الجاهلية أن يخرج البرلمان للناس - في زمان شح السلام والامن بالغرب و شح الغذاء والدواء بالشرق و شح الزرع والضرع بالشمال وشح كل مقومات الحياة بالجنوب - يخرج للناس شاكيا من شح المقاعد في برلمانه ، بحيث لاتسع استيعاب واجلاس ثمانية اعضاء فقط لا غير ، هم القادمون من شرقنا الحبيب عبر قطار جبهة الشرق « مؤتمر البجا سابقا » ، أليس مؤسفا أن يتوتر البرلمان ويبدي نوابه قلقا وانزعاجا و يملأون الصحف أنينا وعرضحالا فقط لأن ثمانية اعضاء بحاجة الي مقاعد في برلمانهم « المعين » ..وأخشى أن يصل بهم القلق لدرجة استدعاء « نجار » ليصنع لهم مقاعد جديدة خارج مظلة الدستور .. ؟؟ ** لو كان البرلمان يعلم باحوال مئات الاف من تلاميذنا الذين عجزت الولايات والمحليات عن اجلاسهم على مقاعد الدراسة بسبب الحروب ونزيفها ، لو كان يعلم ذلك لما تردد ثانية واحدة في افساح المقاعد لنواب جبهة الشرق بهدوء وسرعة وبلا ضوضاء أو شكاوى ، ولكن البرلمان في وادي المصالح الحزبية ونوابها وطلابنا في وادٍ غير ذى مقعد أو استاذ أو طباشور ، ولذا كل يستنجد بحاحته في واديه وكل في مقعده يبكى ليلى مصالحه .. وكذلك لو كان البرلمان مستشعرا بخسائر الوطن والمواطن في حرب الشرق ومستوعبا لأرباح الوطن والمواطن في سلام الشرق ، لوكان مستشعرا لتلك الخسائر ومستوعبا لهذه الأرباح لما صب في آذان الصحافة والرأي العام - منذ ربع عام - زيت عجزهم عن حل يفتح أبواب البرلمان لنواب جبهة الشرق بلا عويل ..!! ** وتأمل عزيزي القارئ طلب برلمان وشكواه .. « على القوى السياسية التنازل عن جزء من أنصبتها لاستيعاب الموقعين على اتفاقية السلام » .. السؤال المشروع من يتنازل لمن ..؟ .. فالتنازل حتى بفهم العامة هو منح حقك المشروع لاخر تكرما منك وتفضلا .. بهذا الفهم نسأل أي نائب في برلماننا يجلس على مقعد حق مشروع استمد شرعيته من ناخبه بلا تعيين .. الاجابة ..« لا أحد » .. من الجالسين على المنصة الرئيسية وحتى القابعين على المقاعد الخلفية ، دخلوا البرلمان في ظرف طارئ فرضه على الناس قانون الطوارئ .. وعلى البرلمان عدم استخدام مفردة « التنازل » ، فطريق البندقية الذي سلكه النواب القدامى هو ذات الطريق الذي يسلكه النواب الجدد .. وثمة استفهام مفاجئ .. أين الإيثار يا نواب الكتلة الاغلبية ، بل أين معانى ذاك الشعار .. « هي لله .. » .. ان كانت النوايا بصدق تلك المعانى فان التشبث بحفنة مقاعد في برلمان « لا يجدع ولا يجيب الحجار » لايعنى سوى انه تشبث للسلطة وللجاه .. فان الله سبحانه وتعالى يعبد حتى بسقى كبدة رطبة في جوف ليل بقرية نائية أو باماطة آذى عن طريق وعر ، وان كنت أرى أفضل العبادة في اماطة اللثام عن وجه طريق « خلوها مستورة » المتفرع من الانقاذ الغربي ..!!
|
|
|
|
|
|