عيب الشوم يا عمو الشوش !!!!!!!!!!!

Quote: محمد ابراهيم الشوش حلم انسانى آخر في سلسلة الانهيارات فجعت وأنا أستمع الى مدعى المحكمة الجنائية الدولية يردد في صوت مرتعش كل الاتهامات التى لفقتها الحركات المسلحة ولقنتها لعملائها المنتشرين في عواصم الغرب، يأكلون ويشربون ويتنزهون ويتنقلون بين بارات لندن وتورنتو وبرلين، ويقتادون لكل الاجتماعات السياسية والعسكرية والثقافية والدينية والمؤتمرات الصحفية يكررون اتهامات الابادة والاغتصاب، في أضخم كورس عرفه التاريخ، نفس الاتهامات بالفاظها ومسرحياتها التى تملى على المغلوبين على أمرهم في معسكرات النازحين في تشاد وافريقيا الوسطى. تلك هي المادة الجاهزة المعلبة التى استقى منها مدعى المحكمة الجنائية حيثيات اتهامه، غير عابىء بميثاق واختصاصات محكمته، متجاوزاً سيادة بلد عضو في الأمم المتحدة كامل السيادة منتهكاً لحرية فضائه، فعل كل الذى يفعله المجندون ضد السودان ووفق المخطط المرسوم لزعزعة الاستقرار وزرع الفتنة واشاعة الفوضى، ليخرج من انقاض السودان كيان عنصرى جديد يتبدل فيه التاريخ والناس والجغرافيا. حلم أشبه بأحلام المخمورين والمجانين لا يتحقق إلا في مخيلة مريضة بائسة. ولست هنا أبرىء أحداً فكل انسان في هذا البلد مسئولاً أو غير مسئول - برىء حتى تثبت ادانته لا عن طريق الكيد والاشاعات وتلفيق التهم من بعض موتورين لا ينتمون لوطن، وانما عن تحقيق عادل نزيه وحكم قضائى سليم. ولسنا هنا أيضاً في مجال انكار تهمة أو جريمة فهناك جرائم قد ارتكبت في دارفور وفي كثير من بقاع الارض وانما نتحدث عن طبيعة الجهاز الذى يتهم ويحكم ويدين باسلوب تآمرى، يتنكب كل طرق العدالة والانصاف ويسير على نفس المعادلة التى يروج لها خصوم السودان الذين يحصرون التهمة في حكومة وجنجويد، ويخرجون كل متمرد من كل اتهام ومساءلة. تلك هي مشيئة قوة حولت كل حلم الى كابوس. ليست هناك مؤسسة واحدة بنتها الانسانية بعد الجهد والتضحيات لم تنحرف عن مسارها لتصبح أداة وسلاحاً من أسلحة القهر والهيمنة «مجلس الأمن» هيئات حقوق الانسان، جمعيات الاغاثة، مما سنفصل القول فيه فيما نستقبل من حديث ان شاء الله. ما نحن بصدده الآن هذه المحكمة الجنائية الدولية التابعة للأمم المتحدة التى أصابها المسخ والتحول الذميم قبل ذلك. كانت المحكمة الجنائية حلماً انصرفت اليه جهود المفكرين المسكونين باصلاح الحالة الانسانية وحماية الفرد من سلطة الكيان الرسمى الذى يحكمه، وقد ينحرف الى اضطهاده واذلاله. ونجحت جهود البشرية في اخراج الوليد الى حيز الوجود، وخمنوا من وقف ضد هذه الجهود؟ ومن حاول اجهاض الجنين وحرض بعض الدائرين في فلكه، ومنهم بعض دول عربية، على وأده في المهد؟ هي نفس القوة التى وجدت طريقها الآن الى استغلال المحكمة للتخويف والابتزاز وترويع الخصوم واتهام من لا ترضاه. استغلت هذه المحكمة في تحويل النزاع الداخلى في لبنان لصالحها لتثبت تهمة مقتل الحريرى على حزب الله وسوريا وايران. أما اسرائيل التى دمرت لبنان وقتلت امام الملأ الأطفال والنساء والشيوخ، اما الذين يموتون كل يوم وهم أحياء في غوانتنامو والعراق وافغانستان فالمحكمة الجنائية لا تسمع ولا ترى. لأن أعضاء المحكمة الذين لا يعرفهم أحد ولا يدرى أحد من اختارهم وعلى أي أسس قانونية تم اختيارهم بمن فيهم هذا المدعى، لا يرون جرماً أو ذنباً ترتكبه القوة الكبرى أو أنصارها، وما دامت قد اتخذت من حاملى السلاح في دارفور بطانة وعدة فقد رفع عنهم القلم. المجرمون هم فقط الذين لا ترضى عنه بطانة السوء من الصهاينة والصليبيين وعشاق النفط وناهبوه. ليست هذه هي المحكمة الدولية التى ولدت في يوم 17 يوليو 1998م وخفقت لها القلوب ودقت الطبول باعتبارها خطوة تاريخية جبارة في تاريخ الانسانية تلقى ضوءاً ناصعاً على مكامن الطغاة والمفسدين المحتمين وراء أسوار الدول