|
ضيوف الفضائية الاريترية بعيون سودانية / هاشم محمد علي احمد / جدة
|
بعث الي الاخ الكاتب هاشم محمد على بهذا المقال وذلك لنشره في المنبر العام
Quote: ضيوف الفضائية الاريترية بعيون سودانية / هاشم محمد علي احمد / جدة الاختيار المناسب للوقت والبرنامج , إعلانات تجارية متواضعة تذكر نوعية إعلانات التلفزيون السوداني في بداياته , ها .. ها … ها … حلاتو صابون فونا . المكان ضيق والديكورات متواضعة , الكراسي ينقصها كتابة الريدة لتأجير لوازم الأفراح ، طاولة المذيع كالطاولة التي يقف عليها رؤساء العالم الثالث لمؤتمراتهم الصحفية , والتي تلملم علي عجل لأن المؤتمرات الصحفية تقليد لم يتعودوه ، لذلك ما الفائدة من نجارة طاولات وخسارة زائدة , بالإمكان الاستعاضة عنها بطاولة الحارس أو طاولة البوفيه . المهم طاولة وبس . لاتستطيع فرزها إلا بذلك الشعار المكتوب بخط اليد عن ضيوف الفضائية , الكاميرا مثبتة في جهة واحدة وهي تشابه كاميرا التلفزيون السوداني في نقل صلاه الجمعة . المذيع والمؤذن والأمام في الصفوف الأمامية , سادتي ننقل لكم مباشرة من مسجد ؟؟؟ شعائر صلاه الجمعة ,.... الكاميرا تتحرك في أفق ضيق والذي يريد الظهور عليه الحضور بوقت أطول . سادتي المشاهدين من عاصمة الحرية والتحرر نحييكم تحية الثورة والنضال تحية لأشقاء نحمل لهم كل الود ونبادلهم مشاعر الأخوة والنضال أخوة طالما عانوا من نظام ظالم ومستبد , نظام حتى الجيران لم يسلموا من أذيته وشعب يتمني الخلاص من ذلك النظام المستبد , ومن عاصمة النضال والتحرر تستضيف الفضائية رجال شرفاء تصدوا لهذا الظلم الواقع علي ذلك الشعب العزيز لدينا , شعب طالما احببناه وتقاسمنا معه لقمة العيش في زمن الشظف والضيق , زمن البنزين بالصفوف والسوق الأسود , زمن الرغيف إذا ضربوا رأسك به يشجه نصفين , نصفه دقيق والنصف الآخر نشارة وورق الشجر , زمن الواسطة في البداية لتتطور الي رشوة وفساد , بالمال تشتري كل شئ , الذمم للبيع الوطن للبيع الشرف للبيع , زمن النفوس ضاقت والروح وصلت الحناجر لا هي خارجة ولا هي راجعة . زمن عندما يجول بخاطري أشعر برعب حقيقي يصيبني الأحباط والدوار . الخرطوم .. قذارة وقرف ... رشاوي وفساد وضلال وحرامية , ضمير ميت .. وعقل غائب وقلة دين .. مطاعم صحونها ( مطرقعة ) وأكلها لا يختلف عن صحونها ... زبالة في كل مكان جريمة لايحميك منها إلا الله .. موقف لم أنساه ولن أنساه لقد حفر في عقلي وقلبي , ,صديق فتح الله عليه وعمل في بلاد الخليج , طلبته ولم يتردد وارسلها , مئة دولار ذلك الأخضر والذي به تشتري اميركا الضمائر والعقول والقلوب , ذلك الأخضر والذي يركع الشعوب ويدمر الاقتصادات , فيروس لا يرحم يكتسح الضمائر ويدمرها , لقد سقط في قلبي وعقلي سقوط العقل والقلب في أحضان الشيطان الأكبر . دولار ريال ... دولار ريال .. شيكات سياحية .. وبزهو وكبرياء وفي شارع الجمهورية وأنا ذلك الاقليمي البسيط , بكم صرف الدولار ؟ كأنهم وحوش كما تفعل الضباع وهي تهاجم فريستها من كل النواحي الكثرة تغلب الشجاعة , مساومات ومنازعات , قلوب متحجرة أعماها الضلال والغش , ضعف في لحظة تتواصل طوال العمر . الميكرفون ينتقل من يد المذيع إلي الصف المدرسي والكاميرا مثبتة , درس بعد النظر للأشياء القريب أكبر وتصغر الصورة كلما إبتعدت الأشياء كقضيب السكة حديد , الله يطراه بالخير أستاذي الفاضل حبيب الله في أول درس من دروس الفنون في المرحلة الثانوية ذلك الأستاذ الفاضل والذي أتمني أن يكون موفور الصحة , نظرية البعد البصري تظهر الوجه المقارب للكاميرا أشعث أغبر كما نقول في رأسه حلجة , نصف أصلع أطراف الشعر منكوشة الي الأعلي نظارة مثل كعب الكاسة ( قعر الكباية ) بثور كثيرة في الوجه دليل القوة في النضال , وإنتقل المايكرفون للشخص المجاور , أبيض البشرة ( مسرح الشعر ) ( كما يقولون ( شاقي شقة ابراهيم عوض ) وبإنفعال واضح ونفس عالي وبرطمة شديدة , تحدث عن النظام البائد بخطاب عفي عنه الزمن , تحدث عن الظلم الواضح والبين الواقع علي أبناء جلدته , حديث كأنه موجه لناس غير السودانيين , تحدث عن التهميش وهم لا يرتاحون إلا والعيش في أطراف المدن والريف , تحدث عن الظلم ولم نشهد لهم أي مشاركة وطنية ودفاع عن الوطن في أي من ظروف السودان التي مرت عليه , معروفون بالتهريب عبر الحدود وتخريب الإقتصاد , يصطادون في الماء العكر , إنتقلت الكاميرا الواحد تلو الآخر يد تزرع وأخري ترفع السلاح هكذا في تداولهم المايكرفون . الكل عرف بنفسه إلا هي , طارت فجأة وبثورة واضحة لماذا تجاهلها الكل وهي حاضرة بهذا الحضور المشرف , كلما إنتقل المايك لأحدهم كانت تنتقل معه لتجلس في جبهة المضيف مباشرة لتقول أنا هنا , وهكذا إنتقلت من المذيع الواحد تلو الآخر وتم تجاهلها إما بتحريك اليد ( ينشها ) كما يقولون أو تركها كما هي , قامت بحركة بهلوانية في الهواء والكاميرا مثبتة كما هي , العبوس واضح إلا هي أن تكون مع هذا الحشد وتم تجاهلها , النظام تمادي في ظلمه قالها المذيع , والشرق من أكثر المناطق تهميشا وظلما نريد أن نعرف رأيكم في طريقة تعاملكم مع نظام يرفض الإعتراف بالآخر والمنطقة تجمع معها قبائل متعددة كقبيلة البني عامــر , يقول صاحب البشرة البيضاء وبتجاهل واضح نعم وعرج علي جميع قبائل نهر عطبرة ونهر النيل والقاش وكل القبائل قديمها وجديدها رغم إعترافه بحداثة هجرتهم إلي المنطقة , وهي لازالت تتطاير وتتطاول لتظهر في الوجوه , حطت رحالها في وجهه ليظهر سوادها أكثر سواد . في الجانب الآخر ومنذ أن حطت طائرة الوزير في المطار والمذيع يوزع الأدوار واللقاءات , الشكر والمديح نال كل جانب حظه والكاميرا تنقل الحدث , الحكومة قامت وقعدت كما يقولون , كل القبائل إستنفرت قواها وخطبائها والمذيع ينقلنا عبر الصوت والصورة الكل نال حظه قديمه وجديده , المؤتمر الصحفي وتقسيم الهبات الكل نال حظه والكل أظهر نفسه , والمذيع اتحفنا بلقاآت متنوعة والكل نال حظه قديمه وجديده , إلا هم قبائل البني عامر لا هي في العير ولا النفير , كل قبائل شرق السودان بدون إستثناء نصفها في ارتريا ونصفها في السودان قديمها وجديدها , الشرق هم واحد والسودان هم واحد . وإحتدم النقاش والعبارات الثورية من شيوعية وديمقراطية وإنتهازية ، حقوقنا وحقوقهم الثروة والمال , السلطة والجاه وهي تتطاير بينهم وكأنها تقود المظاهرات , حار بها الدليل وهي تنتقل من وجه لوجه , ومن جبهة لجبهة , واخيرا سألها المذيع وبتحامل واضح وأنتم ذلك التيار الحر ما دوركم في مسيرة الإصلاح التي يتبناها حزبكم وأنتم تمثلون ذلك الحضور الواضح بيننا ؟ نحن نمثل شريحة كبيرة ومهمة في مجتمع لا يعرف إلا حمل السلاح لنيل حقوقه , تيار حر ومتحرر , نقاتل من أجل حصولنا علي حقوقنا من براثن تلك الفئة الباغية والتي تسلطت علي شعبنا الحر الأبي , لا نرضي إلا بالتقسيم العادل للسلطة والثروة , يمثل حضورنا اليوم دليل وعينا بكل مخططات النظام البائد ونحن حزب الذباب أمثل أخواني الذباب في هذا الحضور الواضح معكم في ألاستديو . بإسم كل الذباب وأنا الذبابة الوحيدة في هذا الجمع آثرت أن أكون في صدارة هذا الاجتماع بحضوري بينكم وجلوسي المستمر علي جبهة كل من المشاركين , دليل وعينا لمخططات النظام الظالم والجاثم فوق صدورنا , فقدنا قبل ظهور هذا النظام الزبالة المتراكمة وبيع الادوية المهمة وبالذات أدوية الملاريا في سوق النسوان بكسلا , فقدنا المتاجرة بآلام الناس وحاجتهم , فقدنا الفساد في كل شئ حتي التعليم طاله الفساد , الشرطة والجيش وكل شئ حتي فقدنا الثقة بكل شئ , حتي الدين أصبح مقشوشا . الفتنة إنتشرت وعمت كل ديار المسلمين بأسم الديمقراطية وأصبح المسلمون مطية يدخل المستعمر بها لديارنا وخريطة الأمة الأسلامية تصيبنا بأحباط كبير , الثروة والسلطة حتي لو حصلناها في هذا الضعف الأممي وسيوف الغرب مسلطة علي رقابنا تصبغ نقمة , الشواهد كثيرة فلسطين ... العراق ... لبنان ... الخليج العربي ... المغرب العربي ... وماذا بعد ؟ لم يتبق جزء من هذا الوطن إلا وهو محتل إحتلال مباشر أو غير مباشر , ماذا يفيد الثروة والسلطة والقتال ونحن لا نملك قرارنا , نظهر عبر الفضائيات الصليبية ونقول كلاما كثيرا ونوايا لا نستخلص منها إلا الهزيمة وقلة الأدراك بما نقوم به من لعبة خطرة تقود الوطن الي الهاوية , كما يحصل في العراق الآن الموت واحد لا فرق بين حليف وعدو الموت واحد يطال الكل , علينا ألاستفادة من تجارب غيرنا , الدين لله والوطن للجميع اللعبة خطرة لا أعرف هل يدري بها من هم في السلطة والمعارضة الأكثرية الساحقة من هذه الأمة لا ترضي ما يحصل في كل شئ , لعبة خطرة والمتطلعون إلي السلطة ما أكثرهم , السلطة أمانة قبل أن تكون وجاهة , ودم المسلم الذي يراق في كل شبر من هذا الوطن بأسم الديقراطية والحرية والتحالف مع الصليبية مسئولية كبيرة أمام الله يوم لا ينفع جاه ولا سلطة , أتقوا الله فينا .
|
|
|
|
|
|
|