|
|
 قضية السكن العشوائى
|
عوامل كثيرة جعلت المواطن السودانى يشد الرحال نحو العاصمةو تعتبر الحروب التى إندلعت فى معظم اطراف الوطن من العوامل الاساسية التى ادت الى هروب المواطنين من مدنهم وقراهم بحثا عن (ملاذات امنة) تقيهم من جحيم الحرب و التها التى تقضى على الاخضر و اليابس .عوامل أخرى غير الحرب إضطرت مواطنى بعض المناطق الى النزوح نحو العاصمة و تتمثل فى إنعدام الخدمات الاساسية من تليم وصحة و فى المقام الاول إنعدام سبل كسب العيش حيث تخلو معظم المناطق من وسائل و فرص العمل التى تمكن المواطن من عيش حياة كريمة يحفظ بها إنسانيته . كل هذه العوامل إضطرت المواطنين إضطرارا إلى هجر مناطقهم التى ارتبطوا بها نفسيا و إجتماعيا و تاريخيا ليجدوا انفسهم فى اطراف العاصمة فى احياء تنعدم فيها الحقوق الاساسية للإنسان .
حتى نجعل الصورة اكثر وضوحا دعونا نستعرض ما حدث فى منطقة السلمة كنموذج لتلك(الحالة) فقد قامت السلطات فى العام2004 بهدم و إزالة المساكن بمنطقة السلمة بدعوى إعادة تخطيطها و من ثم تمليكها للمواطن و قد قامت السلطة بالفعل بتمليك قطع سكنية لمجموعة من المواطنين الذين بحوزتهم شهادات حيازة و ديباجات و لكن القضية ان ما يقارب (ستة الاف أسرة) ظلت خارج هذه التسوية و لم يتم تمليكها اراض سكنية رغم انهم (مواطنون سودانيون) و كانوا يسكنون فى المنطقة التى تمت إزالتها و رغم ان السلطة التزمت بتوفير منطقة سكنية تسمى(مدينة الرشيد) شرق جبل اولياء و بدعوى ان المدينة يجرى تجهيزها و توفير الخدمات اللازمة فيها قامت بترحيل (الف اسرة)الى المنطقة الواقعة غرب (مخطط ساريا السكنى)التى تبعد حوالى واحد كيلو متر من السلمة و لم تقم السلطات بتوفير اى نوع من الخدمات فى هذه المنطقة غير حفر (6 مراحيض) ليستخدمها كل سكان المنطقة! و تعيش هذه (الألف أسرة)فى منطقة تنعدم فيها(سبل الحياة) الى درجة ان الموطنين اطلقوا عليها إسم (أبو غريب) تشبيها بالسجن العراقى سىء السمعة الذى ارتكب فيه الجنود الامريكان إنتهاكات اصابت (ذوى الضمير الحى) بالغثيان! و إذا كان هذا هو هو حال من احتوتهم السلطة و قامت بترحيلهم الى (ابو غريب) فهنالك ما يربو على (ثلاثة الاف اسرة) إتخذت من الميادين و الساحات الموجودة بالمنطقة مساكنا لها بعد ان غضت السلطات الطرف عن حقوقهم المشروعة كموطنين فى مساكن صحية و معقولة حسب المعايير الإنسانية و القانونية .
لم نقم بإيراد (حالة مواطنى منطقة السلمة لكونها الوحيدة فى هذا الوطن و لكننا فقط اردنا ان نسلط عليها الضوء بإتبارها نموذجا حيا لحالة او فلنقل (ظاهرة) يعانى منها ملايين المواطنين السودانيين الذين يعيشون فى ظروف ابسط ما يمكن ان نصفها بها انها (غير إنسانية) فى الوقت الذى تقوم فيه السلطة بإنشاء (المجمعات الصناعية) فى قلب الاحياء السكنية ضاربة عرض الحائط بصحة المواطن و صحة البيئة التى أصبحت هاجسا يؤرق كل المجتمعات (الإنسانية) فى العالم، و غير عابئة بمستحقات المواطن الذى تكفل له (مواثيق حقوق الإنسان) حقه الاصيل و المشروع فى الحصول على مسكن مناسب.
|
|
 
|
|
|
|
رأفت حسن عباس
فدوى الشريف
خضر حسين خليل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست