|
في بادية الكبابيش
|
كان ذلك زماناً بعيداً نسبياً ،، يعود إلي أواخر الستينات ،، اثنتا عشر من النوق الحسان وسيارة ، كان قد أهداها في ذلك الرشاش ، ناظر عموم الكبابيش الشيخ/ محمد المر علي التوم ،، أهداها لوالدي ، الذي تربطه بالشيخ المر صداقة ٌ وحكايات ونوادر . ولكنه والدي دائماً في مثل هذه الحالات ،، فعندما دخل إلي التبون من جهات سود ري وأم بادر ، كان قد أهدي كل النوق وتركها خلفه في تلك القرى المتناثرة علي رمال كردفان . أما السيارة من نوع ( الميركر ) فقد أهداها للعم (...) الذي ترشح في ذلك العام عضواً في برلمان حكومة السيد الإمام الصادق المهدي ألثانيه منتصف الستينات ، كثيرون أولئك الذين رشحوا والدي لذات المقعد ، ولكن فيما يبدو أن والدي الذي تربي وصنع بوادي للحرية بلإضافة لعدم إحترامه لهذه الأحزاب (حسب رواية شقيقي د . قاسم)، فإنه لم يترشح ، ولم يبقي والدي إلا علي مقعدين ، مقعدة القبلي ومقعده في ألدرجه الأولي نوم في قطار ( نيا لا ) حينما ينوي صيد الفيل في تلك الأدغال النائية ، جهات برام والردوم وأفريقيا الوسطي. أبي الذي أسماني محمد المر علي صديقه ناظر الكبابيش ، كان قد عقد قران كثير من المسيريات علي شباب من الكبابيش ، بل أهدي نساءً كثر!. جاشت هذه الخواطر بخلدي ، وأنا أتصفح صحائف مأساة ( حمرة الشيخ ) في بادية الكبابيش ، التي هجم عليها المتمردون .. في ذلك الوقت كنت قد قلت ان الهجوم علي على( حمرة الشيخ ) ، في بادية الكبابيش لن يكون آخر محاولة لعصابات المتمردين والفصائل المتقاتلة في غرب السودان ، بل ان مدناً عريقةً وإمارات ومرابط عشائر كثيرة محاددة لهذا الإقليم الملتهب ، ستكون عرضةً لهجوم فصائل المتمردين ، . ولأن مثل هذه الهجمات .. في غالبها ، سريعة ومباغته.. لأنها عمليات إرهاب ، وهمبتة وبلطجة ، لذلك مطلوب من الحكومة إطلاق يد المواطنين في تلك البقاع ، للدفاع عن أرضهم وحرثهم وعرضهم ، فذاك واجب ميليه عليهم الدين . لم أكد لأكمل مقالي حتي هجمت جبهت الخلاص علي منطقة أبي جابره غرب المجلد ! لابد من إطلاق يد القبائل لتحمي نفسها ..لابد من إعادة السلطات الثلاث التي افتقدتها الإدارة الاهليه ، ففقدت قواعدها! إن الملف الأمني والدفاعي إذا أعطي رجالات الإدارة الأهلية، لن يدخل قرادٌ واحداً بوادي الكبابيش وأراضي المعاليا ورقاب وبطاح الرزيقات ويغدر بنساء المسيريه . غير أن المؤسف حقاً هو عندما يرحل أهالي أبوجابره ويوضعون في مناطق مكشوفه بعد أن فقدوا منازلهم ، مما يجعلهم اكثر عرضةً لاي هجوم محتمل . إنه شتاءٌ قاسٍ في تاريخ أبوجابره .
|
|
|
|
|
|