|
|
 التلويح بفض الشراكة
|
الصادق الرزيقي
التلويح بفض الشراكة
لوحت الحركة الشعبية على لسان امينها العام باقان اموم وبعض قياداتها، بامكان فض الشراكة القائمة الآن، في حال تعسر وتعذر وتعثر الاستمرار في تنفيذ الاتفاق مع الشريك الأكبر في الحكم، وصعَّدت من لهجتها إلى درجة التهديد بالرجوع الى مربع الحرب مرة أخرى، وقد طفق باقان يردد هذا القول في مناسبات عديدة، وهو يلعب دور اللاعب الخشن في صفوف حركته في محاولة تبدو مستميتة في التمسك بأذيال الأيدولوجيا المهترئة داخل التنظيم الذي تعصف به خلافات الحكم وسلطانه والأموال وبريقها والحلم الغارق في وحل المستحيل. وكون الحركة تهدِّد وتولول وتصرخ عند كل منحى سياسي وتكثر من الشكوى، فإن هذا هو العجز بعينه، فقد عجزت عن أن تكون شريكاً إيجابياً ينظر للمستقبل ويتعامل بمسؤولية وطنية، ولم تستطع أن تقدم وبكفاءة عالية نفسها كبديل سلطوي وسياسي وتنفيذي في جنوب السودان، الذي يحصد الآن الفقر والمسغبة وسوء الإدارة وظلم أولي القربى وفساد المسؤولين. ولم يسلم شبر واحد من جسد الجنوب من أنه مظلوم وإحباطات راجٍ، وإشفاق مكلوم ومعدم، وقد تحول المواطن الجنوبي، الى صورة شائهة من الانتظارات المحال والرجاءات الطوال، وقيادات الحركة تجثم على صدره وأنفاسه تصطرع في الجيوب وتتقاتل على الأرصدة البنكية، وهو بلا صحة أو تعليم أو مياه صالحة للشرب، وغذاء يقيه شر المخمصة..! ويقين غالب الناس، أنه اذا فُضت الشراكة، فإن أسعد الناس بها، من يرون أنها شراكة لم تكن عادلة، لأنها أسلمت الجنوب وأهله للعاجزين الفاشلين، وربطت الشمال بعقال سبَّب له الضيق والنفور وفقدان الطمأنينة والأمن. ومن الخطأ البالغ، أن تهرُع الحركة إلى تغطية سوءتها بإلقاء اللوم علي الآخرين، وهو أسلوب لا يتوافق مع مقتضى الحال، فهي مثل الذي لا يوقد شمعة فيجلس القرفصاء ويلعن الظلام، فالناس قد ملت شكوى قيادات الحركة وعويلها، وهم ينتظرون أن تقدم لهم بديلاً لما يجري وإصلاحاً لما يتم، فكيف يمكن تجاوز عقبات التنفيذ؟ وماهو التعاون الإيجابي البنّاء المثمر الذي يجب ان تفعله حتى تتقدم خطوة للأمام؟ لأن الملاحَظ في كل التصريحات الغاضبة لقيادات الحركة أنهم يطلقون صيحات عالية وصرخات مدوية دون أن يقدموا للناس دليلاً واحداً على التقاعس الذي يجري من شريكهم حول بطء التنفيذ وعراقيله الرئيسة.. فنحن نحتاج الى بيان وتبيان كامل وبهدوء ومنطق فهو أجدى من ضجيج البراميل الفارغة التي تُقرع على رؤوسنا صباح مساء!
|
|
 
|
|
|
|
waleed500
EMU إيمو
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست