|
دكتور خالد المبارك يكتب : السيد الصادق أكثر تطرفاً من نقد!
|
السيد الصادق أكثر تطرفاً من نقد! /د. خالد المبارك Jan 10, 2007, 07:07
سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com
د. خالد المبارك
السيد الصادق أكثر تطرفاً من نقد!
السيد الإمام الصادق المهدي قارئ نهم وكاتب بارع وخطيب بليغ. وقد أنصفته أكثر من مرة عندما ذكرت أنه غير توجه حزب الأمة من الحزب «المصانع» للاستعمار الى حزب وطني يسترفد التراث الثوري للإمام المهدي والخليفة عبد الله التعايشي. ومن الآثار الجانبية لذلك أن السودان الشمالي لم تعد به قوة حزبية كبرى تابعة للعواصم الغربية الكبرى مما أجبر قوى كثيرة على اللجوء الى الأبواب الخلفية أو النوافذ الجانبية.
إلا أن السيد الإمام يثير الدهشة من حين لآخر بمواقف وآراء غير عملية ويستبعد تطبيقها. أشير هنا الى الأفكار التي عبر عنها في الليلة السياسية التي أُقيمت يوم 27/12 بأمدرمان،. دعا السيد الصادق الى حل الحكومة الحالية وتكوين حكومة أخرى قومية ومراجعة اتفاق السلام الشامل. وشن هجوماً على برنامج «الجبهة الإسلامية القومية». باختصار -كان سيادته أكثرتطرفاً من الأستاذ محمد ابراهيم نقد الذي دعا الى برنامج مشترك يتفق عليه الجميع وبلورة خطة عمل لتصبح بمثابة أجندة سياسية لحل مشكلة دارفور. كما نادى بالاستفادة من فكرة المؤتمر الدارفوري- الدارفوري ونفض التراب عن «مؤتمر ابراهيم سليمان» ولم يطالب (حسب التلخيص المنشور في السوداني 29/12) بحل الحكومة ولا مراجعة اتفاق السلام الشامل. بل طالب بالتفاوض مع الجميع بمن في ذلك الجنجويد.
عاد بنا السيد الصادق الى انقلاب 30/6/1989 وندد به. وجهة النظر الأخرى التي نتمنى أن يتسع صدره لها هي أنه كان رئيساً للوزارة عندما حدث الانقلاب وأن التهاون وقلة الحيلة التي سمحت بنجاح الانقلاب لا تدفعنا -والبلاد تواجه مخاطر كبرى- كي نطمئن لحسن حراسته لأمنها أو استقرارها أو ديمقراطيتها المرتقبة (التي سبق أن شرخها بطرد نواب الحزب الشيوعي من البرلمان وبينهم الأستاذ نقد!).
أما اتفاق السلام الشامل فهو معادلة صعبة تم التوصل إليها برعاية إقليمية ودولية وتتم مراقبة كل ما يجري فيها بعيون دولية فاحصة. وليس عملياً أن تقوم الحكومة بمراجعتها وليس عملياً أيضاً أن تحل الحكومة الحالية ليفتح الباب أمام المناورات وربما الفوضى. وإذا كان السيد الإمام واثقاً من جماهيره فهل يضيره أن ينتظر الانتخابات ليكتسحها؟ لا يريد أن يفعل ذلك لأنه يقول مقدماً إن الحكومة ستزورها!!
للسيد الإمام سجايا كثيرة حسنة لكنه يعبر أحياناً عن أفكار تبرهن أنه كاتب كيبر وخطيب بليغ. أما تقديراته في السياسة العملية فقد شوهت الديمقراطية في الستينات وعجزت عن حمايتها في الثمانينات وهي تثير الآن الدهشة -والاستغراب. ولا أثر لخبرته الطويلة في بعض خطبه التعبوية.
أحاديث الشيخ فرح ود تكتوك:
لقد انتقدت وثائق الاتفاق مع الحكومة في مذكرة ضافية قدمتها لرئاسة التجمع. قال لي د. جون قرنق: أنا أوافقك لكن الاتفاق أتى بهذه الصورة لأننا لم نهزم الحكومة في ساحات القتال.
فاروق أبوعيسى المحامي وعضو المجلس الوطني
في برنامج بالتلفزيون السوداني
|
|
|
|
|
|