|
قنصل السودانيين أحمد يوسف وكلمة حق لابد أن تقال
|
قنصل السودانيين أحمد يوسف وكلمة حق لابد أن تقال قبل أن التقيه إلتقيت سيرته العطرة ومواقفه التي حدثني بها من تفياؤا ظلالها ولكن بما أنني من بلد يكثر فيه من إذا رضي تغاضي عن كبائر الزلل وإذا خاصم فجر في الخصومة فقد رددت الأمر إلي طيبة قلوبهم ونقاء سريرتهم أي أن الأمر لايعدو كونه (كن جميلا ترى الوجود جميلا) ..كثيرون منا وللأسف أصبح منظارهم الذي ينظرون به وميزانهم الذي يزنون به أن (سؤ الظن من حسن الفطن) ..وقد يكون لنا بعض العذر في ذلك (إن لم نعمم) فعبر سنوات غربتنا الطويلة لم نعتد على رؤية الوجوه الباشة للكل والصدور الرحبة رحابة المليون ميل مربع..لم نعتد أن نقابل من نجهل عليهم فيتقبلوننا بوجه سمح باش ..إعتدنا أن نري من يجهلون علينا فيبتلعها البعض مرغما ويحتج عليها ويرفضها من لا يعبأ بتعسر وتأخر معاملته القنصلية. ظللت لآ أقول على سؤ ظن بالرجل فأنا لا أعرف عنه شئيا إلا ما سمعته وهو (سمع خير) إلا أنني (ماني حاري خير في أي شئ يجي من تالا السفاره)..ظللت كذلك حتي كنت طرفا في مواقف لا أظن إلا أن أحمد يوسف (الذي أتيحت لي فرصه الإقتراب منه كمواطن) يكره الحديث عنها مبتغيا الأجر من عند الله..ولكن أكتفي بأن أشهد الله أن الرجل يبذل من وقته ماله شيئا ليس بالقليل في مساعدة محتاج يطرق بابه..تقابله وفي ذهنك تلك الصورة القاتمه عن قناصلنا المتعاقبين فتكاد نزوي خجلا أمام أدبه الجم وتواضعه ..تختلط عليك الأمور وتتساءل (أأنا أمام القنصل أم أنه مجرد موظف من صغار موظفي السفارة؟) ..كان أول عهدي به أن حضرت إلى مقر البعثة بالدمام ومعي زميل غربي الجنسية عربي الأصل لإنجاز معاملة مشتركة وفي الطريق بدأت أحدثه عن معاناتنا في إنجاز معاملاتنا القنصلية والوجه المتجهم لأصحاب السعادة القناصل فعلت ذلك حتي لا يتفاجأ الرجل عندما يرى ذلك.. عقب خروجنا من مقر البعثة إبتدرني الزميل قائلا ( إتق الله في ما تقول فالرجل الذي صورته لي عابسا لم أر تواضعة وسماحته في قناصل الدولة التي أحمل جنسيتها ولا دولتي الأم) وأردف ( يبدو أن إرضاءكم معشر السودانيون غاية لا تدرك) ..هذا بعض من كثير أسوقه إحقاقا للحق..فقد شهدت له أكثر من لقاء ووجه خلاله بهجوم هو إلى الصفاقة أقرب فلم يزده ذلك إلا حلما وهدؤا وسعة صدر..تحدثه فيستمع إليك بصبر وأناة مهما طال حديثك..ويحدثك فتحس أنه يحدثك حديث الأخ لأخيه ..تحس بأنك لست أمام موظف رسمي بل أمام مستشارك الخاص وناصحك الأمين..تحس أنك أمام إبن بلد (جبل صبر وشيال تقيله).. دعواتي أن لا يكون أحمد يوسف آخر الرجال المحترمين ..وحواء السودان ولادة للخيرين..دعواتي أن يلهمنا الله فلا يجعلنا سخطنا على الأداء الحكومي قامطين لحقوق الخيرين من أبناء الوطن..دعواتي أن يفتح الله بصائرنا فلا ننظر فقط إلى النصف الفارغ من الكوب..ودعواتي للأخ أحمد يوسف بالتوفيق.. والسداد والله من وراء القصد.
الزاكي عبد الله الزاكي
|
|
|
|
|
|