|
خِنجرُ الأسفلتِ "العولمي" بينَ دينكا أبيلانق ، ونزّي !
|
شُجيراتٌ محايدةٌ الوريقاتِ " الطّرق " ، متجذِّرٌ فيها نبضُ البوح !! أو خنجر الأسفلتِ " عولمي المنبت " على صدر الرواكيب " الغلط " !!!
" لا .. لا تنامي ، الريحُ أطفأتِ السّراجً ، وقهقهت خلف الخيامِ .. و فراخكِ الزغبِ الصّغار تراقصت مثل الحمامِ .. تكوّمت فوق الحصيرِ ، تكوّمت مثل الحطامِ ... " . ( الشاعر : محي الدين فارس )
واحدٌ وعشرون عاماً تمر على عيني هذا الفتى الممدّد " تطفيشاً و اندياحاً " بين دهاليزِ أمدرامين ، ومجرّات بحري ، و " نفاياتِ الخراطيم " ، ثمَّ أرخبيل الملايو ، و مستنقعات السيام ، و صحارى الخليج كامل الدسم المعولم . أنا العائدُ بلا عتادٍ " متعافيّ " ، أو أصلٍ يتسكّع بين أشباهِ الجزائرِ و أنصافِ البشر في تغبيشهم الاستلابي ! و في القلب ظلت الأشياء تدخل الحميم من البواطن ، والروح يسكنها الإنسان في نقائه المشيمي البهي . إحدى وعشرون سنةً تتراقص فيها أحلام المآل عاجةً بزخمِ الوصول إلى روحٍ حميمٍ يتسلل عبر فراغات المكان في سرحانه الزماني نواحي الماضي/ الحاضر / المستقبل . إنها سلطة العودةِ ، وسطوة الحلم ، ومقدمات التماهي . بعبارةٍ أخرى ، هو الرحيل طويل الخطى نحو ما كان ، أو التراجع قصير المدى المعرفي في فضاء الإنسان . كان السؤال العنيد في قوة حضوره يأخذ شكل المرقاب بين ركيزتين " شِعبتين " من خشب الرؤى البعيدة ، والوليدة !!! ملقياً بملافح الأشواق على كتفِ الزمان الذى ولّى يطارد ما اصطفاه تلازم الأيام . حيث أضحت الذاكرة – آنئذ – نقطة التصويب و التركيز من لدن نشنكة الزمن الصبي !! أوان كانت مدينة / قرية الجبلين يكسوها دثار ثمرات بركة شيخنا الحميم ( دفع الله ) ، و يطرز تفاصيل يومها نور حبيبنا الشيخ موسى الخنفري . الجبلين ، تحتشد في ذاكرتنا بكل ما هو حميم ، و أكثر منطقيةً ! حيث الجبل يشمخ شرق النيل الأبيض ، و ترقد المدينة / القرية بينه والنهر ذي المنابع الفكتورية . أما البشر ، فخليط من رفاعة ، ونزّي ، والشلك ، و بعض قبائل دارفور " الكُبرى " و كردفان " الغرّة " التي هاجرت أوان المهدية و ما بعدها ( بني هلبة ، البرقو ، الرزيقات ، الزغاوة ، التعايشه ، ... ) . ليزداد هذا النشيد " السودانوي " أنغاماً جنوب الجبلين ، وذلك بمهره بدينكا أبيلانق جنوب الرنك على شريطٍ من القطاطي التي بناها الجد الأكبر جدّ الناظر يوسف نغور ، والعمدة فال فديت نواحي ( فيورار شمال ، وفيوار جنوب ، كور العجايز ، بانديت ، اللادبيور ، الفرّان ، الدّبه ، مجاك / شبور ، الزهراء ، مسمار العوض ، عبد الله الزبير ، منصور ، مُلبوك ، كوبرى ، جلهاك ، فلوج " عروس النفط " و حتى ملوط ) . لتبقى القرى / الرواكيب و التكلة – آنياً – لحماً طريّاً يشقّ صدره الزلطُ العولمي الذي يشبه جمال لمعانه فقط ، و لا ينتمي لمن / ما حوله ! أما البطن البيسودانوي الواقع بين مدينتي الرنك و ربك ( أبو خضرة ، حلة بني جرّار ، مقره ، القيقر ، بركة العجب ، الرميله ، هلكه ، التعايشه ، وانطو " حدود الشمال والجنوب" ، جوده ، سيد مهدي / القناعة ، ود الحويج / العلقاية ، دبّة بُوسِم ، الورّاد " ورّاد الفيل " ، المجابي ، العداره ، أبو رماد ، مِديسيس ، المخاليف ، مِهيد الشريف ، الجبلين ، الهبانية ، مراريد ، ود البلاّع ، الأندرابه ، طابت الشيخ الماحي ، تكسبون ، حلة بابنوسه ، قبّة الشيخ موسى الخنفري ، شرّت ، حلة سبيخ ، الحديب ، مخاضة أبوزيد ، المنصوري ، خور أجول ، بيّارة كنانه ، العباسية ) فقد صارت شُجيراتٍ محايدة الأغصان و الأوراق " الطرق " متجذّراً فيها نبض بوح الرواكيب الغلط و هي تئنّ من ثقلِ عولمة الدروب / الزلط كثيرة الزيت / النفط و هو " يساسق" بين الحلم و الحسرة ! ممنّياً إيّانا بالوعد الخراب ، مدخلاً إيّاها قائمة و عوالم الأواتي : " سفينةٌ طوّافةٌ فاخرة بحجم مدينة صغيرة تمخر باتجاه ميناءٍ مداري ، حيث يعيش الناس في أكواخٍ ذات أرضية ترابية ، وغير مجهّزة إلا بحفر تستعمل كمراحيض ... سدودٌ هيدروليكية ضخمة تغرق حقولاً واسعة ، لكي تزوّد مصانع التصدير و المدينة الحديثة بالطاقة الممتدة خطوطها مباشرةً فوق رؤؤسِ الريفيين الفقراء الذين يعيشون في قرى غارقة في الظلام ... " ( تيمونز ، و أيمي : من الحداثة إلى العولمة ، ص 7 . عالم المعرفة 2004 )
|
|
|
|
|
|