|
صالح فرح يكتب عن مهدي إبراهيم احد الثعالب الناعمة في الانقاذ
|
نواطير الإنقاذ .. وقد بشمن
(مع السيد مهدي إبراهيم في أبوظبي) صالح فرح/أبوظبي [email protected] بسم الله الرحمن الرحيم
حدثني من لا أشك في روايته أن حوارا قد تم في المجمع الثقافي في أبوظبي ، وأنه كان بين السيدين : مهدي إبراهيم وحاتم السر ، وأن مداخلات قد جرت من الحضور بعد إنتهاء المتحاورين من تحاورهما .
السيد مهدي إبراهيم من قدامى المناضلين من أجل ـ " الإسلام هو الحل " ، يحمل مؤهلات جامعية ، كان ممن قاتلوا جيش النميري في أبا ، فلما كتبت له النجاة إلتحق بالخارج وكان في زمرة الإخوان المسلمين ممن في الجبهة الوطنية . فلما سطا الإخوان على السلطة حدث الناس أن إدارة الإنقلاب كانت بقيادة الجيش بالخرطوم ، وأن السيد مهدي كان من بين القلة الداخلة والخارجة من القيادة ـ الأمر الذي وجد فيه الناس علامة مبكرة على هوية الإنقلاب . بعد السطو " أبوجلاجل " عمل السيد مهدي سفيرا للإنقاذ في واشنطن ثم وزيرا للإعلام ، ويوم إنقسم أهل الإنقاذ على أنفسهم كان في فريق المؤتمر الوطني . . أي مع السلطة .
السيد مهدي رجل مثقف وجسور و صاحب بيان ، في المداخلات التي أعقبت الحوار أثير أمر الفساد الذي يغرق السودان في سيله العرم ، ولم يتعثر لسان السيد مهدي أو يـُتأتئ وهو يدفع بأن الفساد ظاهرة لا ينفرد بها السودان دون غيره . مـوافـقـون . لكن السودان " بفضل " الإنقاذ " فات المعاهو وقبلو " . وعاد السيد مهدي في مكابرة يعلن متحـديا أن أبواب مكتبه مشرعة أمام من يحمل له دليلا ضد مفسد ، لكأنما " النهار العين تدورلو دليل " ، ثم حاول إنجاء السلطة من إثـمه ، وبمفهوم مغاير حصره في من هم دونها ، وتلك محاولة ضد طبائع الأشياء . فلئن كانت شيمة أهل البيت كلهم الرقص فليس ذلك إلا لأن رب البيت بالدف ضارب ـ كما جاء في ذلك البيت المشهور من الشعر العربي ، ثم . . الناس على دين ملوكهم .
السيد مهدي المثقف لاشك يعلم أن من يقبض الرشوة لا يقدم وصلا بالإستلام ، وأن من يتصرف بالمال العام أو بسلطة المنصب تصرفا غير مشروع لنفسه أو لمن يؤثر ـ لأي سبب ، إما أن يكون ممن يأوون إلى ركن شديد أو ممن يعرفون كيف يعفون الأثر ـ فالتـكرار يـعلم الحمار كما يقولون ، وأن مـقولة " البينة على من أدعى " لا تعــمل في واقع " أفـاد واستفاد " ، ومحاولة حصر الفساد بالأزلام لن ينجي السلطة ، لا لأنها الراعي المسؤول عن رعيته فحسب ولكن لأن الأزلام هم أزلام السلطة إن لم يكونوا هم السلطة نفسها . في قصة عن سيدنا عمر (رضه ) حكوا أنه كان في بعض عسسه في المدينة فجاء على بيت منيف يجري تشييده ، فسأل لمن هو ، فقيل له لفلان ، فعاد يســأل : ومن يكون فلان هذا ؟ فأجيب بأنه عامله على الجهة الفلانية ، فقال : أبت الدراهم إلا أن تطل برأسها ، واستدعى عامله للمحاسبة . إطلال الدراهم وحده كان دليلا استوجب المحاسبة .
فإن كان في قناعـات السيد مهدي شيئ ضد الفســـاد والمفسدين ، وكان " الإنقاذ " ضمن مجاهداته فليعلم يقينا أن الكرة في ملعبه هو وليست في ملعب مداخليه . فهل لا كفى الناس المكابرة و المزايدة وسعى بما له :
من قدرة على الإبانة ،
وفي السلطة من مكانة ،
ومع أهل الحل والعقد من مكنة غير سجمانة ،
لأن يسائلوا في كل مجتمع السودان ـ حاكم ومحكوم ـ ممن عنده قد أطلت الدراهم برأسها ـ ( وسيجدونهم قلة يمكن حصرها وعدها)
من أين له هذا ؟ حتى ينجو سعد بعد أن هلك سعيد ـ كما تـقول القصة العربية . فنواطير الإنقاذ ، وقد بشمن ، " حالفة توصلا العضم " ، إن لم يتدارك الله خلقه برحمته.
|
|
|
|
|
|