الأحزاب السياسية في العالم الثالث

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-30-2024, 02:29 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة مجدي عبدالرحيم فضل(مجدي عبدالرحيم فضل)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-11-2010, 01:46 PM

مجدي عبدالرحيم فضل
<aمجدي عبدالرحيم فضل
تاريخ التسجيل: 03-11-2007
مجموع المشاركات: 8882

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث (Re: مجدي عبدالرحيم فضل)

    حول الإطارات النظرية لدراسة الظاهرة السياسية
    ويشير إلى مايكتنف وصول عناصر من تلك الطبقة إلى السلطة في سن
    مبكرة (في الثلاثينات والأربعينات) من »تأثيرات ضارة على الأجيال التالية
    لهم ; وخصوصا من زاوية حرمان تلك الأجيال من فرصتها في ‡ارسة
    السلطة وا 4كانة ; ‡ا يجعلهم أكثر قابلية لتفريخ عناصر التطرف
    والراديكالية ٥٣) « ).
    وأخيرا ; فإن تكوين تلك الطبقة من عناصر جديدة ; لاستند إلى مكانة
    موروثة أو إلى فرص متاحة ; وإ …ا إلى تجمع لأفراد منفصل ;R يجعل
    الخيارات مفتوحة أمام تلك الطبقة ; سواء إزاء الد „قراطية ; أو السلطوية
    أو الشمولية.
    ولاشك في أن »عاموس بر 4وتر « قدم أقسى نقد 4فهوم »الطبقة ا 4توسطة
    الجديدة « عموما ; ولصياغة »هالبرن « لذلك ا 4فهوم-على وجه الخصوص
    وفي ح R أنه-أي بر 4وتر-لم ينكر حقيقة أن ما يسمى ب »الطبقة ا 4توسطة
    الجديدة « قد أصبحت المحور الرئيس للقوة السياسية والاقتصادية وللهيبة
    الاجتماعية في الشرق الأوسط ; إلا أنه رفض اعتبارها »طبقة جديدة « أو
    ا 4بالغة في فعاليتها ; كما رفض-على وجه الخصوص-الدور الايجابي الذي
    ينسب للجيش ; سواء إزاء الطبقة بالذات ; أو إزاء اﻟﻤﺠتمع ككل( ٥٤ ).
    مفهوم »رأسمالية الدولة « في العالم الثالث:
    استنادا إلى طبيعة التكوين الطبقي لبلدان العالم الثالث ; والدور ا 4تميز
    الذي تضطلع به الطبقات الوسطى (خصوصا البيروقراطية ; والعسكرية)
    من ناحية ; وإلى الدور ا 4تنامي »للدولة « في التطور الاجتماعي والاقتصادي
    والسياسي للعديد من تلك البلدان-من ناحية أخرى بدأت أعداد متزايدة
    من الباحث R في استعمال مفهوم »رأسمالية الدولة « لدراسة التنظيم السياسي
    والاقتصادي في تلك البلدان ; وسوف نحاول هنا أن نقدم بإيجاز ا 4لامح
    العامة له ; وكما طرحها-على وجه التحديد- »جيمس بتراس ٥٥)« ).
    لقد صاغ »بتراس « أفكارا حول »رأسمالية الدولة « استنادا إلى ملاحظة
    وتحليل عدد من ا 4مارسات ا 4عاصرة في عديد من بلدان العالم الثالث ; مثل
    ليبيا والجزائر وأثيوبيا وبيرو وفنزويلا ; وإلى مقارنة تلك الحالات مع النظم
    »الأقدم ;« لرأسمالية الدولة ; مثل تلك التي ظهرت في تركيا وا 4كسيك في
    52
    الأحزاب السياسية في العالم الثالث
    الثلاثينات والأربعينات ; وبوليفيا في الخمسينات. ونقطة الانطلاق في تلك
    الأفكار ; كما ذكرنا ; تدور حول الدور الذي تلعبه كل من »الدولة « و »الطبقات
    ا 4توسطة « في التجارب محل الدراسة ; في ظروف تاريخية محددة.
    فقد كان منطقيا في النصف الثاني من القرن العشرين ; وفي مواجهة
    القوة الهائلة للشركات متعددة الجنسية ; ذات الشهية ا 4تفتحة للمواد الخام
    والأسواق المحلية ; أن كانت »الدولة القوميةد في العديد من بلدان آسيا
    وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ; هي الخط الأخير لحمايتها من الخضوع والتمزق
    الشامل R. حقا ; لقد شهد العديد من بلدان العالم الثالث تجارب في التصنيع ;
    »موجهة من الخارج « ومرتبطة بتلك القوى الدولية ; ولكن تلك التجارب
    عانت من أوجه خطيرة من القصور (يخرج ذكرها عن نطاق بحثنا هنا)
    جعلتها على نحو متزايد ; مرفوضة في العالم الثالث. وعوضا عن ذلك ;
    ظهر-أو عاد إلى الظهور- …وذج »رأسمالية الدولة ;« كنموذج اجتماعي-
    اقتصادي-سياسي متكامل ; للتصنيع والتنمية ; »داخل ;« إطار الدولة القومية ;
    في العالم الثالث.
    من الناحية الثانية ; فإن القوة الرائدة التي تبادر بالتوجه نحو »رأسمالية
    الدولة «-سواء عن طريق التطور أو الانقلاب أو الانتفاضة الشعبية ; أو بخليط
    من تلك الرسائل-إ …ا تتمثل أساسا في فئة مستخدمي الدولة سواء من
    ا 4دني R أو العسكري R. وفي توصيف بتراس لتلك الفئة يقول: »إن تلك
    الفئة لا تتطابق مع أي من الطبقات التي وصفها ماركس في …و الرأسمالية
    في أوروبا. إنها ليست برجوازية ; أو برجوازية صغيرة ; لأنها لا mتلك. وهي
    ليست من العمال ; لأنها لا ترتبط مباشرة بالعملية الإنتاجية ; بالرغم من
    أنها قد تبيع قوة عملها لقاء الحصول على أجر. وحتى إذا سلمنا بوجود
    تداخل مع R مع العمال ; أو مع البرجوازية الصغيرة ; فإن علينا أن نأخذ في
    اعتبارنا حقيقة أن قوة اجتماعية جديدة هامة-سوف تسمى فئة وسطية
    lntermediary-Stratum -قد حددت مشروعا رأسماليا جديدا للتنمية يربط
    علاقات السوق الرأسمالية باتساع الدولة. »وليست ا 4شكلة هي أن نجتهد
    لإعادة تعريف هذه الفئة ; بحيث „كن أن توضع في سياق التقسيم الطبقي
    الكلاسيكي ; وإ …ا هي أن نفهم سماتها الاجتماعية الخاصة ٥٦) « ). وا 4فهوم
    الشائع عن البرجوازية الصغيرة »ا 4تذبذبة « ب R البرجوازية الكبيرة ;
    53
    حول الإطارات النظرية لدراسة الظاهرة السياسية
    والبروليتاريا لا يصلح لتفسير سلوك تلك الفئة البيروقراطية (ا 4دنية ;
    والعسكرية) والتجارية وا 4صرفية التي تقبض على السلطة وتترك بصماتها
    على اﻟﻤﺠتمع. كما أن هذا ا 4فهوم ; لا يفسر الاستمرارية النسبية لهذه النظم ;
    أو تكرار ظهورها. إن إشكالية mزق أو زوال البرجوازية الصغيرة ; تظهر
    فقط إذا كانت هناك طبقات بروليتارية وفلاحية معبأة وهامة ; وذات قيادة
    واعية طبقيا ; تواجه برجوازية منظمة ومتماسكة. ولكن مع افتقاد هذه
    الشروط ; من ا 4مكن تصور فئة واعية طبقيا ; مترابطة رأسيا وأفقيا ; وتعمل
    كطبقة مستقلة (عن العمال ; وعن البرجوازية) ولها مشروعها السياسي-
    الاقتصادي الخاص( ٥٧ ). والأزمة التاريخية التي تدفع هذه الطبقة إلى تنفيذ
    مشروعها ; ا 4تمحور حول الدولة ; تتمثل في فشل التوسع الرأسمالي الخاص
    الوطني ; من جانب ; وفشل إمكانات الاعتماد على الاستثمار الخارجي-من
    جانب آخر-.
    في تلك الظروف ; يكون السلاح الرئيس ندى الفئات الوسطية
    البيروقراطية ا 4سيطرة ; هو »القدرة السياسية ;PoIitical CapacitY أي قدرتها
    على أن تقبض على آلة الدولة ; وأن تغير من توزيع القوة الاجتماعية ; وتعيد
    تنظيم الاقتصاد. ويكون نزع ملكية ا 4شروعات الأجنبية ضرورة اقتصادية
    لتحقيق التراكم الرأسمالي ا 4وجه من الدولة ; وكذلك مصدرا للشرعية
    السياسية ; فعن طريق إدماج ا 4وارد ورؤوس الأموال ا 4ستولى عليها من
    ا 4شروعات الأجنبية ; في جهد »قومي « للتنمية من خلال عملية التأميم ;
    تكون قد mت مواجهة أحد العناصر الأساسية في الثورة »البرجوازية
    القومية ;« أي: تكوين الاقتصاد القومي.
    ويأخذ هجوم رأسمالية الدولة على ا 4شروعات الإمبريالية عدة أبعاد
    اقتصادية وسياسية. فا 4شروعات الإمبريالية هي ا 4صدر الرئيس للفائض
    الاقتصادي ; وبالتالي فهي تشكل قوة دفع للتنمية ; ولكن مصادرة ملكيتها لا
    تغير من طبيعة علاقات ا 4لكية الرأسمالية ; وذلك هو ما يشدد عليه
    »بتراس «. فالتحول من ا 4لكية الإمبريالية إلى ملكية الدولة »يحدث بدون
    أي تغيير جذري في علاقات الإنتاج الاجتماعية ( ‰ا في ذلك التفاوتات في
    الأجور وا 4كافآت ; والامتيازات الإدارية ; وتدرج السلطة) أو في حتمية السوق ;
    أو حسابات الربح «. أي أن ملكية الدولة لاتغير-على أي نحو أساسي-ظروف
    54
    الأحزاب السياسية في العالم الثالث
    استغلال العمل ; ولكنها-بالأحرى-تعكس تغيرا في »مصدر « الاستغلال ; ور ‰ا
    تغيرا في توجيه الفائض ; حيث تتحول نسبة عالية من عوائد الاستثمار إلى
    تسهيلات إنتاجية »داخل «الدولة بدلا من الخارج. ومن زاوية ا 4زايا السياسية ;
    فإن توجيه الضربات للمشروعات الإمبريالية يساعد على تجنب صراعات
    داخلية خطيرة ; كما تحتفظ أجزاء من الطبقة الحاكمة في رأسمالية الدولة
    بروابط مباشرة ; أو غير مباشرة مع مجموعات ا 4لكية المحلية ; ‡ا يسمح
    »لرأسماليي الدولة ;« الذين يقومون بالتراكم على حساب رأس ا 4ال
    الإمبريالي ; بان يتوجهوا-في مرحلة لاحقة-إلى ا 4شروعات الخاصة( ٥٨ ).
    وبعبارة موجزة ; تتمثل ا 4لامح العامة لنظم رأسمالية الدولة في: الدور
    الرئيس للدولة (أو: الدولانية Statism ) ; والتوجه الاقتصادي القومي ; وعلاقات
    الإنتاج الرأسمالية.
    ويشدد »بتراس « على عوامل ثلاثة ; يرى أنها أسهمت في تشكيل النظم
    ا 4عاصرة لرأسمالية الدولة ; هي أولا: فقدان الإمبريالية الأمريكية 4ركزها
    الاحتكاري ا 4سيطر الذي mتعت به في فترة ما بعد الحرب العا 4ية الثانية
    مباشرة ; نتيجة ظهور القوى الدولية ا 4نافسة ; سواء داخل ا 4عسكر الرأسمالي
    (أوروبا الغربية واليابان) أو خارجه (الكتلة الاشتراكية) ‡ا يتيح لقوى
    رأسمالية الدولة حرية أكبر في اختيار الأ …اط التجارية ; وا 4صادر التمويلية
    من ب R القوى الإمبريالية ا 4تنافسة. وثانيا: عجز البرجوازية الوطنية عن
    تقد ¡ سياسات اقتصادية مستقلة ; على أساس ما يقوم بينها وب R رأس
    ا 4ال الأجنبي من علاقات وثيقة من ناحية ; ومن توجه قطاعات هامة منها
    إلى الزراعة والتجارة ; من ناحية أخرى. وثالثا: الضعف النسبي للحركات
    العمالية والفلاحية والذي ينعكس في ضعف كوادرها ; وضعف تنظيماتها
    النقابية أو الحزبية.
    في ظل تلك الظروف كلها ; يظهر العسكريون باعتبارهم أفضل قوة
    سياسية منظمة للاستفادة من التفكك السياسي. ومن خلال أيديولوجية
    شعبية-قومية ; يحاولون اكتساب ولاء الجماهير. والأهم من ذلك ; ولدى
    السعي إلى السلطة السياسية ; فإن نظام رأسمالية الدولة ; القومي ; العسكري ;
    يحاول أن يحل نفسه محل الطبقة الرأسمالية ا 4تماسكة ; النائبة ; ويحاول-
    من خلال الدولة- ‡ارسة أهداف الثورة »البرجوازية «. والشرط ا 4سبق
    55
    حول الإطارات النظرية لدراسة الظاهرة السياسية
    لخلق الاقتصاد الرأسمالي القومي هو تأميم ا 4شروعات الإمبريالية ; كما
    أن أساس خلق السوق الداخلية هو الإصلاح الزراعي. وعلى ذلك ; فإن
    نظام رأسمالية الدولة يتسم بجهوده ا 4تواصلة في التأميم والإصلاح الزراعي.
    والطريقة التي تتم بها هذه الإصلاحات الراديكالية وكذلك آثارها السياسية
    والاجتماعية ; إ …ا mيز-بوضوح-هذه الجهود عن الثورة الاشتراكية: فتحل
    بيروقراطية الدولة محل ا 4ستثمرين الأجانب وملاك الأرض المحلي ;R كمنظم
    للإنتاج وكذلك-بالطبع-كحائز على الفائض.
    ثانيا: التحليل الطبقي كمدخل لتحليل الظاهرة الحزبية
    سبق أن رأينا كيف ينظر الفكر ا 4اركسي للحزب-بالأساس-كحقيقة
    طبقية ; وكيف „كن-بالتالي-ظهور أحزاب رجعية mثل الطبقات الرجعية ;
    وتعبر عن مصالحها ; وأحزاب »ثورية « mثل الطبقات الثورية ; وتعبر-أيضا-
    عن مصالحها. هذه الرؤية للحزب السياسي ; كانت-بالطبع-محل انتقاد
    دارسي الأحزاب من خارج الفكر ا 4اركسي ; بدرجة أو بأخرى ; والذين رأوا
    أن العديد من الأحزاب لا تقوم على الطبقات »إلا با 4عنى العام الذي يتمثل
    في قيام غالبية طبقة اجتماعية معينة بالتصويت لحزب مع ;R مفضلة إياه
    على غيره ٥٩) « ) كما استند هؤلاء إلى ما يحفل به الواقع السياسي في
    البلدان ا 4تخلفة في العالم الثالث من أحزاب تقوم على أسس دينية ; أو
    قبلية ; أو لغوية ; أو إقليمية.
    والواقع أن تلك الانتقادات لا تنال من حقيقة الطابع الطبقي للأحزاب ;
    بقدر ما تنال من ا 4يل لتبسيط هذا الطابع ; أو اعتبار العنصر الطبقي هو
    العامل الوحيد في تشكيل الحزب. فلاشك في أن العلاقة ب R الطبقات
    والأحزاب تغدو شديدة التعقيد في البلدان ا 4تخلفة ; حيث تتعدد التشكيلات
    الطبقية ; وتتداخل فيما بينها ; فضلا عن مرور تلك الطبقات ; لحظة تكوين
    التنظيمات الحزبية أو شبه الحزبية ; ‰راحل انتقالية أو فترات لإعادة
    التشكيل والصياغة ; تنعكس حتما على البناء الحزبي. وإذا اقتصرنا هنا
    على النقاط موضع الإشارة في هذا الفصل ; فقد لعبت الطبقات ; أو »الفئات «
    الوسطى دورا حيويا في تشكيل الأحزاب التي اضطلعت بعبء التحديث أو
    التنمية في العالم الثالث ; وطبعت تلك الأحزاب بطابعها ; سلبا أو إيجابا ;
    56
    الأحزاب السياسية في العالم الثالث
    كما سوف يأتي فيما بعد. كذلك فقد كانت لنظم »رأسمالية الدولة «
    تشكيلاتها الحزبية ا 4تميزة ; والتي اتسمت بالسيطرة البيروقراطية
    والعسكرية للدولة ; وانعدام الفعالية ; والعلاقات الرأسمالية ; في إطار توجه
    قومي عام قصير النفس.
    وإذا كانت بعض النظم السياسية في البلدان ا 4تخلفة قد حاولت بناء
    تنظيمات حزبية »ثورية ;« تنجز التغيير الجذري في اﻟﻤﺠتمع ; فلاشك في أن
    جانبا أساسيا من أسباب إخفاقها يكمن في انتماءاتها الطبقية التي عرقلت-
    في النهاية-تحقيق تلك الأهداف.
    لم يكن غريبا ; إذن ; أن بدأ التحليل الطبقي يأخذ مكانا متزايد الأهمية
    في دراسة الظاهرة السياسية في البلدان ا 4تخلفة ; ‰ا في ذلك الأوضاع
    الحزبية فيها ; كشرط لا غنى عنه لفهم محددات الظاهرة الحزبية
    وخصائصها ووظائفها:
    - فالتحليل الطبقي للظاهرة الحزبية ; والتعرف عل تشكيلها الاقتصادي
    الاجتماعي ; يعني التعرف على الطبقات والقوى الاجتماعية وا 4صالح
    الاقتصادية التي تسهم في تكوين التنظيم الحزبي موضع الدراسة ; ومدى
    عمق هذا الإسهام ; وصدقه. وفي ح R أن هذا النوع من التحليل ; يبدو
    ميسرا إلى درجة كبيرة في اﻟﻤﺠتمعات الصناعية ا 4تقدمة ; آلتي تبلورت
    فيها القوى الاجتماعية والطبقية ; وآلتي شهدت أيضا تشكيل أبنية ومؤسسات
    أخرى ; تعكس مصالح تلك القوى ; فان الأمر يغدو أكثر تعقيدا بكثير في
    اﻟﻤﺠتمعات ا 4تخلفة آلتي تتسم أتسم كما ذكرنا توا ليس فقط بعدم اكتمال
    تشكيلاتها الاجتماعية والطبقية ; وإ …ا أيضا بتعددها وتعايشها. وليس
    غريبا إذن أن شهدت تلك اﻟﻤﺠتمعات العديد من التنظيمات »الحزبية « التي
    لا يعدو mثيلها نطاق شريحة ضيقة للغاية من الأفراد الذين تربطهم روابط
    محددة ومؤقتة ; بالرغم ‡ا تدعيه تلك التنظيمات أحيانا من mثيل لقوى
    اجتماعية متكاملة بعينها ; أو حتى للشعب بأسره.
    - والتحليل الطبقي للظاهرة الحزبية ; يعني-ثانيا-دراسة ما يترتب على
    التشكيلات الاجتماعية اﻟﻤﺨتلفة للأحزاب ; من انعكاس عل بنائها التنظيمي ;
    وأيديولوجيتها ; وإمكاناتها ا 4ادية ; و ‡ارساتها وأساليبها الحزبية. وبداهة ;
    فإن أحزاب النخب الأرستقراطية تختلف في تلك النواحي عن الأحزاب
    57
    حول الإطارات النظرية لدراسة الظاهرة السياسية
    التي mثل بالأساس الطبقات ا 4توسطة ; كما أن كلا النوع R يختلف عن
    تلك الأحزاب التي تعلن بالأساس mثيلها للعمال أو الفلاح ;R أو للفئات
    الدنيا من اﻟﻤﺠتمع في بشكل عام. ومرة أخرى ; فإن الأمر يبدو أكثر تعقيدا
    بكثير في البلاد اﻟﻤﺨتلفة ; حيث تتداخل تلك القوى كلها ; وحيث تسود التفاتات
    الاجتماعية الحادة ; وتتداخل مع الانقسامات الدينية والطائفية والإقليمية ;
    على نحو يؤثر مباشرة على خصائص ومقومات الظاهرة الحزبية. وتصبح
    قدرة التنظيمات الحزبية اﻟﻤﺨتلفة على التحرر من تلك ا 4ؤثرات ; أو الخضوع
    لها ; معيارا أساسيا للحكم على فعالية النظام الحزبي وجدواه.
    - والتحليل الطبقي للظاهرة الحزبية يسهم-أيضا-في تفهم الأهداف
    والغايات التي تعلنها التنظيمات الحزبية ; والوظائف الفعلية التي تؤديها ;
    بصرف النظر عن الشعارات ا 4علنة ; وفي ح R أن التحليل الكلاسيكي
    للأحزاب ; قد استقر على وظائف معينة للأحزاب السياسية ; في اﻟﻤﺠتمعات
    ا 4تقدمة ; سواء في البلدان الرأسمالية أو الاشتراكية ; فإن التعقيدات
    الاجتماعية والطبقية ; وظروف التطور التاريخي في اﻟﻤﺠتمعات ا 4تخلفة ;
    حملت معها أهدافا ووظائف مستحدثة للظاهرة الحزبية في تلك اﻟﻤﺠتمعات.
    وتباينت تلك الأهداف والوظائف التقليدية بشدة ; من محاولة الحفاظ على
    النظام القائم ; إلى محاولة تحقيق تحول ثوري أو راديكالي يطيح بالأسس
    الاجتماعية والاقتصادية للنظام السياسي برمته ; ليحل سلطة طبقات وقوى
    اجتماعية معينة محل سلطة طبقات وقوى اجتماعية أخرى.
    المبحث الثالث
    المؤثرات الخارجية ومدرسة التبعية
    يستند أدراج أفكار مدرسة »التبعية « ضمن ا 4داخل التي يعتمدها هذا
    البحث في دراسة الظاهرة السياسية في اﻟﻤﺠتمعات ا 4تخلفة ; إلى اعتقاد
    راسخ بأهمية العنصر الخارجي في تشكيل مجمل الأوضاع الاجتماعية
    والاقتصادية والسياسية والثقافية في تلك اﻟﻤﺠتمعات. وكما يقول الدكتور
    جلال أحمد أم R بحق ; فإن »بعض مناهج البحث التي يجوز اتباعها في
    دراسة التطور الاقتصادي أو السياسي أو الثقافي في دولة مستقلة ; لا
    تخضع لأي نوع من الضغط السياسي أو الاقتصادي من قوة خارجية ; لا
    58
    الأحزاب السياسية في العالم الثالث
    يجوز أن تطبق في دراسة تطور دولة لا تتمتع بهذا ا لاستقلال ٦٠) « ).
    وعدم الاستقلال هذا ; أو ماد رج على تسميته ب »التبعية « يشكل خصيصة
    موضوعية تشترك فيها كافة بلدان العالم الثالث ا 4تخلفة ; وإن تعددت درجاتها
    وأشكالها. وإذا كانت نسبة من الكتابات حول التبعية قد أدرجت ضمن
    أدبيات »ا 4اركسية المحدثة « فإن هذا لا يعني أن مجموعة الأفكار عن مسألة
    التبعية كانت مقصورة على ا 4اركسية ; ولكنه يعني فقط أن إسهامات
    ا 4اركسي R المحدث R في مدرسة التبعية هي من أهم الإسهامات ا 4عاصرة
    في التبعية ; وفي ا 4اركسية ا 4عاصرة معا. وبعبارة أخرى ; فقد جاءت هذه
    ا 4درسة كرد فعل لازمة ا 4عالجة ا 4اركسية لأوضاع العالم الثالث ; مثلما
    جاءت لتسد أحد أوجه القصور الرئيسة في نظرية التحديث ; وأفكار التنمية
    السياسية ; وامتداداتها كما سبقت الإشارة. على أن التنوع الذي تتسم به
    الإسهامات في مدرسة التبعية ; وكذلك توفر الأغلب الأعم منها على معالجة
    الجوانب »الاقتصادية « في العلاقة ب R العالم ا 4تقدم ; والعالم ا 4تخلف ;
    تفرض علينا هنا-في هذا الحيز الضيق-أولا: الإيجاز الشديد في عرض
    أبرز العناوين في أفكار التبعية ; ثم تفرض ثانيا ; ور ‰ا كان ذلك هو الأهم ;
    الاقتراب-في الأساس-من النواحي السياسية لأفكار التبعية ; وعلى وجه
    الخصوص ; فيما يتعلق بتأثير التبعية على الظاهرة السياسية في اﻟﻤﺠتمع
    التابع.
    أولا: التبعية كصياغة للتأثير الخارجي
    إن منهاجية »الاقتصاد السياسي « التي تربط ب R كل من »الاقتصاد «
    و »السياسة « من ناحية ; وب R كل من العوامل الداخلية والعوامل الخارجية
    من ناحية أخرى ; سبق أن وجد بعض التعبير عنها في إطار الاقتصاد
    السياسي الليبرالي ; كما أن ا 4دخل ببنائي Structural Approach في معالجة
    الاقتصاد السياسي اهتم بتحليل أبنية التبعية والسيطرة على الاقتصاد
    العا 4ي. وكان »راؤول بريبش ٦١) « ) ; أحد ‡ثلي البنائية ; هوأول من استخدم
    تعبيري »ا 4ركز « أو القلب ;centre والمحيط أو التخوم Periphery في الأدب
    الاقتصادي ا 4عاصر في تحليل نشره عام ١٩٤٩ وذلك لوصف العلاقة ب R
    الولايات ا 4تحدة الأمريكية ودول أمريكا اللاتينية. فقد اعتبر أن هذا الجزء
    59
    حول الإطارات النظرية لدراسة الظاهرة السياسية
    من العالم يتكون من مركز للنشاط الاقتصادي ; هو الولايات ا 4تحدة
    الأمريكية ; يوجه ويسيطر ; ومن أطراف أو تخوم ; هي بالذات دول أمريكا
    اللاتينية ; تتحرك في فلك ذلك ا 4ركز: محكومة بحركته ; ومتأثرة بها ; ومتجهة
    دائما لخدمه مصالحه mاما ; على أن مدرسة التبعية ; باعتبارها تعبيرا عن
    مدخل متميز في الاقتصاد السياسي لم تقف عند الحدود التي وضعها
    الاقتصاد السياسي الليبرالي في تحليل العلاقة ب R السياسة والاقتصاد أو
    ب R العوامل الداخلية والخارجية في السياسات القومية ; ولم تقتصر في
    استخدامها اﻟﻤﺨطط البنائي ; لتقسيم العالم إلى مركز ومحيط ; على التحليل
    الشكلي أو الساكن للعلاقة ب R الجانب ;R ولكنها-على العكس-انطوت على
    عمق نظري »من خلال علم اجتماع شامل يؤكد على الطبيعة الاجتماعية-
    السياسية للعلاقات الاقتصادية للإنتاج ; ويحيي-من تلك الزاوية-تقاليد
    الاقتصاد السياسي للقرن R التاسع عشر والعشرين ٦٢) « ). وقد وجدت مدرسة
    التبعية أهم جذورها في تطور الأفكار ا 4اركسية حول …و الرأسمالية في
    اﻟﻤﺠتمعات ا 4تخلفة ; كما أنها-وقد دارت الغالبية الكاسحة من إسهاماتها
    حول أمريكا اللاتينية-امتدت لتشمل باقي أجزاء العالم الثالث ; وعلى أيدي
    مفكرين ينتمون إليه ; في كثير من الحالات.
    والفكرة المحورية لدى منظري التبعية هي أنه من غير اﻟﻤﺠدي دراسة
    التنمية في مجتمعات العالم الثالث ; ‰عزل عن تطور اﻟﻤﺠتمعات ا 4تقدمة ;
    ويترتب على ذلك ضرورة معالجة العالم كنظام واحد. وانطلاقا من فكرة
    النظام العا 4ي »تلك تكون ا 4شكلة هي كشف الطريقة التي يتم بها إدخال
    البلاد ا 4تخلفة في داخل هذا النظام العا 4ي ; والتي تؤدي إلى اختلاف
    …وها عن النمط التاريخي للنمو في الأ ™ ا 4تقدمة. في داخل هذا الإطار ;
    فإن تحليل العلاقة ب R اﻟﻤﺠتمعات ا 4تقدمة وا 4تخلفة ; من زاوية العمليات
    التي تجري في البلاد ا 4تقدمة إ …ا يتعلق بنظرية »الإمبريالية ;« أما تحليل
    تلك العلاقة من زاوية تفسير العمليات الاقتصادية والاجتماعية التي تحدث
    في البلاد ا 4تخلفة فهو يتعلق بنظريات التبعية( ٦٣ ). وبعبارة أخرى ; يصبح
    مفهوما »الإمبريالية « و »التبعية « وجه R متقابل ;R في إطار النظام العا 4ي.
    وإذا كان هذا التوصيف لا ينفي حقيقة أنه لا يوجد تعريف دقيق 4فهوم
    التبعية ; فإنه „كن هنا الاكتفاء بالتمييز ب R التبعية »كعلاقة « والتبعية
    60
    الأحزاب السياسية في العالم الثالث
    »كمجموع من الأبنية «. هذا التمييز يقره عدد من منظري التبعية ; ‰ن فيهم
    »دوسانتوس « الذي يعرف التبعية بأنها: ا 4وقف الذي تكون فيه اقتصاديات
    مجموعة معينة من الدول ; مشروطة بنمو وتوسع اقتصاد آخر ; تخضع له
    »كما يرى دوسانتوس أن التبعية تتعلق »بتكيف البناء الداخلي ﻟﻤﺠتمع مع ;R
    بحيث يعاد تشكيله وفقا للإمكانيات البنيوية لاقتصاديات قومية محددة
    أخرى ٦٤) « )
    فإذا كانت تفصيلات البعد الاقتصادي لعلاقات التبعية ; وهو البعد
    الكاسح في تحليلات التبعية ; ‡ا يخرج عن نطاق اهتمامنا ا 4باشر هنا ;
    فإن ما يهمنا-بدرجة أكبر-هو أثر علاقات التبعية تلك على التشكيل
    الاجتماعي والطبقي في اﻟﻤﺠتمعات التابعة ; وانعكاس هذا-بالتحديد-على
    الظاهرة السياسية فيها.
    التبعية والتشكيل الاجتماعي والطبقي للمجتمع التابع
    يتعلق الحديث عن أثر التبعية على التشكيل الاجتماعي والطبقي للمجتمع
    التابع بالشق الثاني من تعريف التبعية-كما سبق ذكره حالا-باعتبارها »مجموع
    من الأبنية «. وسوف نكتفي هنا-فقط-بإبراز التأكيد الذي تضعه مدرسة
    التبعية على مفهوم »النظام العا 4ي « كمحدد لسمات اﻟﻤﺠتمع التابع ; ثم انعكاس
    هذا على النمط الإنتاجي ; والتركيب الطبقي ; للمجتمع التابع ; كما يورده
    بعض ‡ثلي مدرسة التبعية.
    من الناحية الأولى ; يوصف البناء الاجتماعي في مجتمعات العالم الثالث
    التابعة أبانه بناء متخلف ; يتحدد بتقسيم مع R للعمل ; داخل إطار النظام
    العا 4ي ; فتاريخ العالم-كما عبر عن ذلك انذريه جوندر فرانك-ما هو إلا
    تاريخ واحد ; ومن ثم ; فإن تقدم جزء من العالم ; وتخلف جزء آخر هما
    وجهان لعملة واحدة ; من حيث أنهما تعبير عن التوسع الرأسمالي الذي
    وصل إلى أقصى البقاع عزلة في اﻟﻤﺠتمعات ا 4تخلفة. وبعبارة أخرى ; »فإن
    ما نراه من نظم اجتماعية وسياسية وثقافية ; في هذه اﻟﻤﺠتمعات-بدءا من
    أصغر وحداتها في الريف ; وحتى أعقد هذه الوحدات في مدن ا 4تروبول-ما
    هي إلا نتاج للتطور التاريخي للنظام الرأسمالي ٦٥) « ). فالنظام الرأسمالي
    عمل طوال تاريخه على استخلاص فائض القيمة من اﻟﻤﺠتمعات التي تقع
    61
                  

العنوان الكاتب Date
الأحزاب السياسية في العالم الثالث مجدي عبدالرحيم فضل04-11-10, 09:03 AM
  Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث مجدي عبدالرحيم فضل04-11-10, 09:07 AM
    Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث مجدي عبدالرحيم فضل04-11-10, 09:13 AM
      Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث مجدي عبدالرحيم فضل04-11-10, 09:18 AM
        Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث NGABY AJOOZ04-11-10, 09:26 AM
          Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث مجدي عبدالرحيم فضل04-11-10, 12:27 PM
            Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث مجدي عبدالرحيم فضل04-11-10, 12:35 PM
              Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث مجدي عبدالرحيم فضل04-11-10, 01:46 PM
                Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث مجدي عبدالرحيم فضل04-11-10, 02:09 PM
                  Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث مجدي عبدالرحيم فضل04-11-10, 02:33 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de