|
Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث (Re: مجدي عبدالرحيم فضل)
|
حول الإطارات النظرية لدراسة الظاهرة السياسية ويشير إلى مايكتنف وصول عناصر من تلك الطبقة إلى السلطة في سن مبكرة (في الثلاثينات والأربعينات) من »تأثيرات ضارة على الأجيال التالية لهم ; وخصوصا من زاوية حرمان تلك الأجيال من فرصتها في ارسة السلطة وا 4كانة ; ا يجعلهم أكثر قابلية لتفريخ عناصر التطرف والراديكالية ٥٣) « ). وأخيرا ; فإن تكوين تلك الطبقة من عناصر جديدة ; لاستند إلى مكانة موروثة أو إلى فرص متاحة ; وإ
ا إلى تجمع لأفراد منفصل ;R يجعل الخيارات مفتوحة أمام تلك الطبقة ; سواء إزاء الد قراطية ; أو السلطوية أو الشمولية. ولاشك في أن »عاموس بر 4وتر « قدم أقسى نقد 4فهوم »الطبقة ا 4توسطة الجديدة « عموما ; ولصياغة »هالبرن « لذلك ا 4فهوم-على وجه الخصوص وفي ح R أنه-أي بر 4وتر-لم ينكر حقيقة أن ما يسمى ب »الطبقة ا 4توسطة الجديدة « قد أصبحت المحور الرئيس للقوة السياسية والاقتصادية وللهيبة الاجتماعية في الشرق الأوسط ; إلا أنه رفض اعتبارها »طبقة جديدة « أو ا 4بالغة في فعاليتها ; كما رفض-على وجه الخصوص-الدور الايجابي الذي ينسب للجيش ; سواء إزاء الطبقة بالذات ; أو إزاء اﻟﻤﺠتمع ككل( ٥٤ ). مفهوم »رأسمالية الدولة « في العالم الثالث: استنادا إلى طبيعة التكوين الطبقي لبلدان العالم الثالث ; والدور ا 4تميز الذي تضطلع به الطبقات الوسطى (خصوصا البيروقراطية ; والعسكرية) من ناحية ; وإلى الدور ا 4تنامي »للدولة « في التطور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للعديد من تلك البلدان-من ناحية أخرى بدأت أعداد متزايدة من الباحث R في استعمال مفهوم »رأسمالية الدولة « لدراسة التنظيم السياسي والاقتصادي في تلك البلدان ; وسوف نحاول هنا أن نقدم بإيجاز ا 4لامح العامة له ; وكما طرحها-على وجه التحديد- »جيمس بتراس ٥٥)« ). لقد صاغ »بتراس « أفكارا حول »رأسمالية الدولة « استنادا إلى ملاحظة وتحليل عدد من ا 4مارسات ا 4عاصرة في عديد من بلدان العالم الثالث ; مثل ليبيا والجزائر وأثيوبيا وبيرو وفنزويلا ; وإلى مقارنة تلك الحالات مع النظم »الأقدم ;« لرأسمالية الدولة ; مثل تلك التي ظهرت في تركيا وا 4كسيك في 52 الأحزاب السياسية في العالم الثالث الثلاثينات والأربعينات ; وبوليفيا في الخمسينات. ونقطة الانطلاق في تلك الأفكار ; كما ذكرنا ; تدور حول الدور الذي تلعبه كل من »الدولة « و »الطبقات ا 4توسطة « في التجارب محل الدراسة ; في ظروف تاريخية محددة. فقد كان منطقيا في النصف الثاني من القرن العشرين ; وفي مواجهة القوة الهائلة للشركات متعددة الجنسية ; ذات الشهية ا 4تفتحة للمواد الخام والأسواق المحلية ; أن كانت »الدولة القوميةد في العديد من بلدان آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ; هي الخط الأخير لحمايتها من الخضوع والتمزق الشامل R. حقا ; لقد شهد العديد من بلدان العالم الثالث تجارب في التصنيع ; »موجهة من الخارج « ومرتبطة بتلك القوى الدولية ; ولكن تلك التجارب عانت من أوجه خطيرة من القصور (يخرج ذكرها عن نطاق بحثنا هنا) جعلتها على نحو متزايد ; مرفوضة في العالم الثالث. وعوضا عن ذلك ; ظهر-أو عاد إلى الظهور-
وذج »رأسمالية الدولة ;« كنموذج اجتماعي- اقتصادي-سياسي متكامل ; للتصنيع والتنمية ; »داخل ;« إطار الدولة القومية ; في العالم الثالث. من الناحية الثانية ; فإن القوة الرائدة التي تبادر بالتوجه نحو »رأسمالية الدولة «-سواء عن طريق التطور أو الانقلاب أو الانتفاضة الشعبية ; أو بخليط من تلك الرسائل-إ
ا تتمثل أساسا في فئة مستخدمي الدولة سواء من ا 4دني R أو العسكري R. وفي توصيف بتراس لتلك الفئة يقول: »إن تلك الفئة لا تتطابق مع أي من الطبقات التي وصفها ماركس في
و الرأسمالية في أوروبا. إنها ليست برجوازية ; أو برجوازية صغيرة ; لأنها لا mتلك. وهي ليست من العمال ; لأنها لا ترتبط مباشرة بالعملية الإنتاجية ; بالرغم من أنها قد تبيع قوة عملها لقاء الحصول على أجر. وحتى إذا سلمنا بوجود تداخل مع R مع العمال ; أو مع البرجوازية الصغيرة ; فإن علينا أن نأخذ في اعتبارنا حقيقة أن قوة اجتماعية جديدة هامة-سوف تسمى فئة وسطية lntermediary-Stratum -قد حددت مشروعا رأسماليا جديدا للتنمية يربط علاقات السوق الرأسمالية باتساع الدولة. »وليست ا 4شكلة هي أن نجتهد لإعادة تعريف هذه الفئة ; بحيث كن أن توضع في سياق التقسيم الطبقي الكلاسيكي ; وإ
ا هي أن نفهم سماتها الاجتماعية الخاصة ٥٦) « ). وا 4فهوم الشائع عن البرجوازية الصغيرة »ا 4تذبذبة « ب R البرجوازية الكبيرة ; 53 حول الإطارات النظرية لدراسة الظاهرة السياسية والبروليتاريا لا يصلح لتفسير سلوك تلك الفئة البيروقراطية (ا 4دنية ; والعسكرية) والتجارية وا 4صرفية التي تقبض على السلطة وتترك بصماتها على اﻟﻤﺠتمع. كما أن هذا ا 4فهوم ; لا يفسر الاستمرارية النسبية لهذه النظم ; أو تكرار ظهورها. إن إشكالية mزق أو زوال البرجوازية الصغيرة ; تظهر فقط إذا كانت هناك طبقات بروليتارية وفلاحية معبأة وهامة ; وذات قيادة واعية طبقيا ; تواجه برجوازية منظمة ومتماسكة. ولكن مع افتقاد هذه الشروط ; من ا 4مكن تصور فئة واعية طبقيا ; مترابطة رأسيا وأفقيا ; وتعمل كطبقة مستقلة (عن العمال ; وعن البرجوازية) ولها مشروعها السياسي- الاقتصادي الخاص( ٥٧ ). والأزمة التاريخية التي تدفع هذه الطبقة إلى تنفيذ مشروعها ; ا 4تمحور حول الدولة ; تتمثل في فشل التوسع الرأسمالي الخاص الوطني ; من جانب ; وفشل إمكانات الاعتماد على الاستثمار الخارجي-من جانب آخر-. في تلك الظروف ; يكون السلاح الرئيس ندى الفئات الوسطية البيروقراطية ا 4سيطرة ; هو »القدرة السياسية ;PoIitical CapacitY أي قدرتها على أن تقبض على آلة الدولة ; وأن تغير من توزيع القوة الاجتماعية ; وتعيد تنظيم الاقتصاد. ويكون نزع ملكية ا 4شروعات الأجنبية ضرورة اقتصادية لتحقيق التراكم الرأسمالي ا 4وجه من الدولة ; وكذلك مصدرا للشرعية السياسية ; فعن طريق إدماج ا 4وارد ورؤوس الأموال ا 4ستولى عليها من ا 4شروعات الأجنبية ; في جهد »قومي « للتنمية من خلال عملية التأميم ; تكون قد mت مواجهة أحد العناصر الأساسية في الثورة »البرجوازية القومية ;« أي: تكوين الاقتصاد القومي. ويأخذ هجوم رأسمالية الدولة على ا 4شروعات الإمبريالية عدة أبعاد اقتصادية وسياسية. فا 4شروعات الإمبريالية هي ا 4صدر الرئيس للفائض الاقتصادي ; وبالتالي فهي تشكل قوة دفع للتنمية ; ولكن مصادرة ملكيتها لا تغير من طبيعة علاقات ا 4لكية الرأسمالية ; وذلك هو ما يشدد عليه »بتراس «. فالتحول من ا 4لكية الإمبريالية إلى ملكية الدولة »يحدث بدون أي تغيير جذري في علاقات الإنتاج الاجتماعية ( ا في ذلك التفاوتات في الأجور وا 4كافآت ; والامتيازات الإدارية ; وتدرج السلطة) أو في حتمية السوق ; أو حسابات الربح «. أي أن ملكية الدولة لاتغير-على أي نحو أساسي-ظروف 54 الأحزاب السياسية في العالم الثالث استغلال العمل ; ولكنها-بالأحرى-تعكس تغيرا في »مصدر « الاستغلال ; ور ا تغيرا في توجيه الفائض ; حيث تتحول نسبة عالية من عوائد الاستثمار إلى تسهيلات إنتاجية »داخل «الدولة بدلا من الخارج. ومن زاوية ا 4زايا السياسية ; فإن توجيه الضربات للمشروعات الإمبريالية يساعد على تجنب صراعات داخلية خطيرة ; كما تحتفظ أجزاء من الطبقة الحاكمة في رأسمالية الدولة بروابط مباشرة ; أو غير مباشرة مع مجموعات ا 4لكية المحلية ; ا يسمح »لرأسماليي الدولة ;« الذين يقومون بالتراكم على حساب رأس ا 4ال الإمبريالي ; بان يتوجهوا-في مرحلة لاحقة-إلى ا 4شروعات الخاصة( ٥٨ ). وبعبارة موجزة ; تتمثل ا 4لامح العامة لنظم رأسمالية الدولة في: الدور الرئيس للدولة (أو: الدولانية Statism ) ; والتوجه الاقتصادي القومي ; وعلاقات الإنتاج الرأسمالية. ويشدد »بتراس « على عوامل ثلاثة ; يرى أنها أسهمت في تشكيل النظم ا 4عاصرة لرأسمالية الدولة ; هي أولا: فقدان الإمبريالية الأمريكية 4ركزها الاحتكاري ا 4سيطر الذي mتعت به في فترة ما بعد الحرب العا 4ية الثانية مباشرة ; نتيجة ظهور القوى الدولية ا 4نافسة ; سواء داخل ا 4عسكر الرأسمالي (أوروبا الغربية واليابان) أو خارجه (الكتلة الاشتراكية) ا يتيح لقوى رأسمالية الدولة حرية أكبر في اختيار الأ
اط التجارية ; وا 4صادر التمويلية من ب R القوى الإمبريالية ا 4تنافسة. وثانيا: عجز البرجوازية الوطنية عن تقد ¡ سياسات اقتصادية مستقلة ; على أساس ما يقوم بينها وب R رأس ا 4ال الأجنبي من علاقات وثيقة من ناحية ; ومن توجه قطاعات هامة منها إلى الزراعة والتجارة ; من ناحية أخرى. وثالثا: الضعف النسبي للحركات العمالية والفلاحية والذي ينعكس في ضعف كوادرها ; وضعف تنظيماتها النقابية أو الحزبية. في ظل تلك الظروف كلها ; يظهر العسكريون باعتبارهم أفضل قوة سياسية منظمة للاستفادة من التفكك السياسي. ومن خلال أيديولوجية شعبية-قومية ; يحاولون اكتساب ولاء الجماهير. والأهم من ذلك ; ولدى السعي إلى السلطة السياسية ; فإن نظام رأسمالية الدولة ; القومي ; العسكري ; يحاول أن يحل نفسه محل الطبقة الرأسمالية ا 4تماسكة ; النائبة ; ويحاول- من خلال الدولة- ارسة أهداف الثورة »البرجوازية «. والشرط ا 4سبق 55 حول الإطارات النظرية لدراسة الظاهرة السياسية لخلق الاقتصاد الرأسمالي القومي هو تأميم ا 4شروعات الإمبريالية ; كما أن أساس خلق السوق الداخلية هو الإصلاح الزراعي. وعلى ذلك ; فإن نظام رأسمالية الدولة يتسم بجهوده ا 4تواصلة في التأميم والإصلاح الزراعي. والطريقة التي تتم بها هذه الإصلاحات الراديكالية وكذلك آثارها السياسية والاجتماعية ; إ
ا mيز-بوضوح-هذه الجهود عن الثورة الاشتراكية: فتحل بيروقراطية الدولة محل ا 4ستثمرين الأجانب وملاك الأرض المحلي ;R كمنظم للإنتاج وكذلك-بالطبع-كحائز على الفائض. ثانيا: التحليل الطبقي كمدخل لتحليل الظاهرة الحزبية سبق أن رأينا كيف ينظر الفكر ا 4اركسي للحزب-بالأساس-كحقيقة طبقية ; وكيف كن-بالتالي-ظهور أحزاب رجعية mثل الطبقات الرجعية ; وتعبر عن مصالحها ; وأحزاب »ثورية « mثل الطبقات الثورية ; وتعبر-أيضا- عن مصالحها. هذه الرؤية للحزب السياسي ; كانت-بالطبع-محل انتقاد دارسي الأحزاب من خارج الفكر ا 4اركسي ; بدرجة أو بأخرى ; والذين رأوا أن العديد من الأحزاب لا تقوم على الطبقات »إلا با 4عنى العام الذي يتمثل في قيام غالبية طبقة اجتماعية معينة بالتصويت لحزب مع ;R مفضلة إياه على غيره ٥٩) « ) كما استند هؤلاء إلى ما يحفل به الواقع السياسي في البلدان ا 4تخلفة في العالم الثالث من أحزاب تقوم على أسس دينية ; أو قبلية ; أو لغوية ; أو إقليمية. والواقع أن تلك الانتقادات لا تنال من حقيقة الطابع الطبقي للأحزاب ; بقدر ما تنال من ا 4يل لتبسيط هذا الطابع ; أو اعتبار العنصر الطبقي هو العامل الوحيد في تشكيل الحزب. فلاشك في أن العلاقة ب R الطبقات والأحزاب تغدو شديدة التعقيد في البلدان ا 4تخلفة ; حيث تتعدد التشكيلات الطبقية ; وتتداخل فيما بينها ; فضلا عن مرور تلك الطبقات ; لحظة تكوين التنظيمات الحزبية أو شبه الحزبية ; راحل انتقالية أو فترات لإعادة التشكيل والصياغة ; تنعكس حتما على البناء الحزبي. وإذا اقتصرنا هنا على النقاط موضع الإشارة في هذا الفصل ; فقد لعبت الطبقات ; أو »الفئات « الوسطى دورا حيويا في تشكيل الأحزاب التي اضطلعت بعبء التحديث أو التنمية في العالم الثالث ; وطبعت تلك الأحزاب بطابعها ; سلبا أو إيجابا ; 56 الأحزاب السياسية في العالم الثالث كما سوف يأتي فيما بعد. كذلك فقد كانت لنظم »رأسمالية الدولة « تشكيلاتها الحزبية ا 4تميزة ; والتي اتسمت بالسيطرة البيروقراطية والعسكرية للدولة ; وانعدام الفعالية ; والعلاقات الرأسمالية ; في إطار توجه قومي عام قصير النفس. وإذا كانت بعض النظم السياسية في البلدان ا 4تخلفة قد حاولت بناء تنظيمات حزبية »ثورية ;« تنجز التغيير الجذري في اﻟﻤﺠتمع ; فلاشك في أن جانبا أساسيا من أسباب إخفاقها يكمن في انتماءاتها الطبقية التي عرقلت- في النهاية-تحقيق تلك الأهداف. لم يكن غريبا ; إذن ; أن بدأ التحليل الطبقي يأخذ مكانا متزايد الأهمية في دراسة الظاهرة السياسية في البلدان ا 4تخلفة ; ا في ذلك الأوضاع الحزبية فيها ; كشرط لا غنى عنه لفهم محددات الظاهرة الحزبية وخصائصها ووظائفها: - فالتحليل الطبقي للظاهرة الحزبية ; والتعرف عل تشكيلها الاقتصادي الاجتماعي ; يعني التعرف على الطبقات والقوى الاجتماعية وا 4صالح الاقتصادية التي تسهم في تكوين التنظيم الحزبي موضع الدراسة ; ومدى عمق هذا الإسهام ; وصدقه. وفي ح R أن هذا النوع من التحليل ; يبدو ميسرا إلى درجة كبيرة في اﻟﻤﺠتمعات الصناعية ا 4تقدمة ; آلتي تبلورت فيها القوى الاجتماعية والطبقية ; وآلتي شهدت أيضا تشكيل أبنية ومؤسسات أخرى ; تعكس مصالح تلك القوى ; فان الأمر يغدو أكثر تعقيدا بكثير في اﻟﻤﺠتمعات ا 4تخلفة آلتي تتسم أتسم كما ذكرنا توا ليس فقط بعدم اكتمال تشكيلاتها الاجتماعية والطبقية ; وإ
ا أيضا بتعددها وتعايشها. وليس غريبا إذن أن شهدت تلك اﻟﻤﺠتمعات العديد من التنظيمات »الحزبية « التي لا يعدو mثيلها نطاق شريحة ضيقة للغاية من الأفراد الذين تربطهم روابط محددة ومؤقتة ; بالرغم ا تدعيه تلك التنظيمات أحيانا من mثيل لقوى اجتماعية متكاملة بعينها ; أو حتى للشعب بأسره. - والتحليل الطبقي للظاهرة الحزبية ; يعني-ثانيا-دراسة ما يترتب على التشكيلات الاجتماعية اﻟﻤﺨتلفة للأحزاب ; من انعكاس عل بنائها التنظيمي ; وأيديولوجيتها ; وإمكاناتها ا 4ادية ; و ارساتها وأساليبها الحزبية. وبداهة ; فإن أحزاب النخب الأرستقراطية تختلف في تلك النواحي عن الأحزاب 57 حول الإطارات النظرية لدراسة الظاهرة السياسية التي mثل بالأساس الطبقات ا 4توسطة ; كما أن كلا النوع R يختلف عن تلك الأحزاب التي تعلن بالأساس mثيلها للعمال أو الفلاح ;R أو للفئات الدنيا من اﻟﻤﺠتمع في بشكل عام. ومرة أخرى ; فإن الأمر يبدو أكثر تعقيدا بكثير في البلاد اﻟﻤﺨتلفة ; حيث تتداخل تلك القوى كلها ; وحيث تسود التفاتات الاجتماعية الحادة ; وتتداخل مع الانقسامات الدينية والطائفية والإقليمية ; على نحو يؤثر مباشرة على خصائص ومقومات الظاهرة الحزبية. وتصبح قدرة التنظيمات الحزبية اﻟﻤﺨتلفة على التحرر من تلك ا 4ؤثرات ; أو الخضوع لها ; معيارا أساسيا للحكم على فعالية النظام الحزبي وجدواه. - والتحليل الطبقي للظاهرة الحزبية يسهم-أيضا-في تفهم الأهداف والغايات التي تعلنها التنظيمات الحزبية ; والوظائف الفعلية التي تؤديها ; بصرف النظر عن الشعارات ا 4علنة ; وفي ح R أن التحليل الكلاسيكي للأحزاب ; قد استقر على وظائف معينة للأحزاب السياسية ; في اﻟﻤﺠتمعات ا 4تقدمة ; سواء في البلدان الرأسمالية أو الاشتراكية ; فإن التعقيدات الاجتماعية والطبقية ; وظروف التطور التاريخي في اﻟﻤﺠتمعات ا 4تخلفة ; حملت معها أهدافا ووظائف مستحدثة للظاهرة الحزبية في تلك اﻟﻤﺠتمعات. وتباينت تلك الأهداف والوظائف التقليدية بشدة ; من محاولة الحفاظ على النظام القائم ; إلى محاولة تحقيق تحول ثوري أو راديكالي يطيح بالأسس الاجتماعية والاقتصادية للنظام السياسي برمته ; ليحل سلطة طبقات وقوى اجتماعية معينة محل سلطة طبقات وقوى اجتماعية أخرى. المبحث الثالث المؤثرات الخارجية ومدرسة التبعية يستند أدراج أفكار مدرسة »التبعية « ضمن ا 4داخل التي يعتمدها هذا البحث في دراسة الظاهرة السياسية في اﻟﻤﺠتمعات ا 4تخلفة ; إلى اعتقاد راسخ بأهمية العنصر الخارجي في تشكيل مجمل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية في تلك اﻟﻤﺠتمعات. وكما يقول الدكتور جلال أحمد أم R بحق ; فإن »بعض مناهج البحث التي يجوز اتباعها في دراسة التطور الاقتصادي أو السياسي أو الثقافي في دولة مستقلة ; لا تخضع لأي نوع من الضغط السياسي أو الاقتصادي من قوة خارجية ; لا 58 الأحزاب السياسية في العالم الثالث يجوز أن تطبق في دراسة تطور دولة لا تتمتع بهذا ا لاستقلال ٦٠) « ). وعدم الاستقلال هذا ; أو ماد رج على تسميته ب »التبعية « يشكل خصيصة موضوعية تشترك فيها كافة بلدان العالم الثالث ا 4تخلفة ; وإن تعددت درجاتها وأشكالها. وإذا كانت نسبة من الكتابات حول التبعية قد أدرجت ضمن أدبيات »ا 4اركسية المحدثة « فإن هذا لا يعني أن مجموعة الأفكار عن مسألة التبعية كانت مقصورة على ا 4اركسية ; ولكنه يعني فقط أن إسهامات ا 4اركسي R المحدث R في مدرسة التبعية هي من أهم الإسهامات ا 4عاصرة في التبعية ; وفي ا 4اركسية ا 4عاصرة معا. وبعبارة أخرى ; فقد جاءت هذه ا 4درسة كرد فعل لازمة ا 4عالجة ا 4اركسية لأوضاع العالم الثالث ; مثلما جاءت لتسد أحد أوجه القصور الرئيسة في نظرية التحديث ; وأفكار التنمية السياسية ; وامتداداتها كما سبقت الإشارة. على أن التنوع الذي تتسم به الإسهامات في مدرسة التبعية ; وكذلك توفر الأغلب الأعم منها على معالجة الجوانب »الاقتصادية « في العلاقة ب R العالم ا 4تقدم ; والعالم ا 4تخلف ; تفرض علينا هنا-في هذا الحيز الضيق-أولا: الإيجاز الشديد في عرض أبرز العناوين في أفكار التبعية ; ثم تفرض ثانيا ; ور ا كان ذلك هو الأهم ; الاقتراب-في الأساس-من النواحي السياسية لأفكار التبعية ; وعلى وجه الخصوص ; فيما يتعلق بتأثير التبعية على الظاهرة السياسية في اﻟﻤﺠتمع التابع. أولا: التبعية كصياغة للتأثير الخارجي إن منهاجية »الاقتصاد السياسي « التي تربط ب R كل من »الاقتصاد « و »السياسة « من ناحية ; وب R كل من العوامل الداخلية والعوامل الخارجية من ناحية أخرى ; سبق أن وجد بعض التعبير عنها في إطار الاقتصاد السياسي الليبرالي ; كما أن ا 4دخل ببنائي Structural Approach في معالجة الاقتصاد السياسي اهتم بتحليل أبنية التبعية والسيطرة على الاقتصاد العا 4ي. وكان »راؤول بريبش ٦١) « ) ; أحد ثلي البنائية ; هوأول من استخدم تعبيري »ا 4ركز « أو القلب ;centre والمحيط أو التخوم Periphery في الأدب الاقتصادي ا 4عاصر في تحليل نشره عام ١٩٤٩ وذلك لوصف العلاقة ب R الولايات ا 4تحدة الأمريكية ودول أمريكا اللاتينية. فقد اعتبر أن هذا الجزء 59 حول الإطارات النظرية لدراسة الظاهرة السياسية من العالم يتكون من مركز للنشاط الاقتصادي ; هو الولايات ا 4تحدة الأمريكية ; يوجه ويسيطر ; ومن أطراف أو تخوم ; هي بالذات دول أمريكا اللاتينية ; تتحرك في فلك ذلك ا 4ركز: محكومة بحركته ; ومتأثرة بها ; ومتجهة دائما لخدمه مصالحه mاما ; على أن مدرسة التبعية ; باعتبارها تعبيرا عن مدخل متميز في الاقتصاد السياسي لم تقف عند الحدود التي وضعها الاقتصاد السياسي الليبرالي في تحليل العلاقة ب R السياسة والاقتصاد أو ب R العوامل الداخلية والخارجية في السياسات القومية ; ولم تقتصر في استخدامها اﻟﻤﺨطط البنائي ; لتقسيم العالم إلى مركز ومحيط ; على التحليل الشكلي أو الساكن للعلاقة ب R الجانب ;R ولكنها-على العكس-انطوت على عمق نظري »من خلال علم اجتماع شامل يؤكد على الطبيعة الاجتماعية- السياسية للعلاقات الاقتصادية للإنتاج ; ويحيي-من تلك الزاوية-تقاليد الاقتصاد السياسي للقرن R التاسع عشر والعشرين ٦٢) « ). وقد وجدت مدرسة التبعية أهم جذورها في تطور الأفكار ا 4اركسية حول
و الرأسمالية في اﻟﻤﺠتمعات ا 4تخلفة ; كما أنها-وقد دارت الغالبية الكاسحة من إسهاماتها حول أمريكا اللاتينية-امتدت لتشمل باقي أجزاء العالم الثالث ; وعلى أيدي مفكرين ينتمون إليه ; في كثير من الحالات. والفكرة المحورية لدى منظري التبعية هي أنه من غير اﻟﻤﺠدي دراسة التنمية في مجتمعات العالم الثالث ; عزل عن تطور اﻟﻤﺠتمعات ا 4تقدمة ; ويترتب على ذلك ضرورة معالجة العالم كنظام واحد. وانطلاقا من فكرة النظام العا 4ي »تلك تكون ا 4شكلة هي كشف الطريقة التي يتم بها إدخال البلاد ا 4تخلفة في داخل هذا النظام العا 4ي ; والتي تؤدي إلى اختلاف
وها عن النمط التاريخي للنمو في الأ ا 4تقدمة. في داخل هذا الإطار ; فإن تحليل العلاقة ب R اﻟﻤﺠتمعات ا 4تقدمة وا 4تخلفة ; من زاوية العمليات التي تجري في البلاد ا 4تقدمة إ
ا يتعلق بنظرية »الإمبريالية ;« أما تحليل تلك العلاقة من زاوية تفسير العمليات الاقتصادية والاجتماعية التي تحدث في البلاد ا 4تخلفة فهو يتعلق بنظريات التبعية( ٦٣ ). وبعبارة أخرى ; يصبح مفهوما »الإمبريالية « و »التبعية « وجه R متقابل ;R في إطار النظام العا 4ي. وإذا كان هذا التوصيف لا ينفي حقيقة أنه لا يوجد تعريف دقيق 4فهوم التبعية ; فإنه كن هنا الاكتفاء بالتمييز ب R التبعية »كعلاقة « والتبعية 60 الأحزاب السياسية في العالم الثالث »كمجموع من الأبنية «. هذا التمييز يقره عدد من منظري التبعية ; ن فيهم »دوسانتوس « الذي يعرف التبعية بأنها: ا 4وقف الذي تكون فيه اقتصاديات مجموعة معينة من الدول ; مشروطة بنمو وتوسع اقتصاد آخر ; تخضع له »كما يرى دوسانتوس أن التبعية تتعلق »بتكيف البناء الداخلي ﻟﻤﺠتمع مع ;R بحيث يعاد تشكيله وفقا للإمكانيات البنيوية لاقتصاديات قومية محددة أخرى ٦٤) « ) فإذا كانت تفصيلات البعد الاقتصادي لعلاقات التبعية ; وهو البعد الكاسح في تحليلات التبعية ; ا يخرج عن نطاق اهتمامنا ا 4باشر هنا ; فإن ما يهمنا-بدرجة أكبر-هو أثر علاقات التبعية تلك على التشكيل الاجتماعي والطبقي في اﻟﻤﺠتمعات التابعة ; وانعكاس هذا-بالتحديد-على الظاهرة السياسية فيها. التبعية والتشكيل الاجتماعي والطبقي للمجتمع التابع يتعلق الحديث عن أثر التبعية على التشكيل الاجتماعي والطبقي للمجتمع التابع بالشق الثاني من تعريف التبعية-كما سبق ذكره حالا-باعتبارها »مجموع من الأبنية «. وسوف نكتفي هنا-فقط-بإبراز التأكيد الذي تضعه مدرسة التبعية على مفهوم »النظام العا 4ي « كمحدد لسمات اﻟﻤﺠتمع التابع ; ثم انعكاس هذا على النمط الإنتاجي ; والتركيب الطبقي ; للمجتمع التابع ; كما يورده بعض ثلي مدرسة التبعية. من الناحية الأولى ; يوصف البناء الاجتماعي في مجتمعات العالم الثالث التابعة أبانه بناء متخلف ; يتحدد بتقسيم مع R للعمل ; داخل إطار النظام العا 4ي ; فتاريخ العالم-كما عبر عن ذلك انذريه جوندر فرانك-ما هو إلا تاريخ واحد ; ومن ثم ; فإن تقدم جزء من العالم ; وتخلف جزء آخر هما وجهان لعملة واحدة ; من حيث أنهما تعبير عن التوسع الرأسمالي الذي وصل إلى أقصى البقاع عزلة في اﻟﻤﺠتمعات ا 4تخلفة. وبعبارة أخرى ; »فإن ما نراه من نظم اجتماعية وسياسية وثقافية ; في هذه اﻟﻤﺠتمعات-بدءا من أصغر وحداتها في الريف ; وحتى أعقد هذه الوحدات في مدن ا 4تروبول-ما هي إلا نتاج للتطور التاريخي للنظام الرأسمالي ٦٥) « ). فالنظام الرأسمالي عمل طوال تاريخه على استخلاص فائض القيمة من اﻟﻤﺠتمعات التي تقع 61
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الأحزاب السياسية في العالم الثالث | مجدي عبدالرحيم فضل | 04-11-10, 09:03 AM |
Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث | مجدي عبدالرحيم فضل | 04-11-10, 09:07 AM |
Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث | مجدي عبدالرحيم فضل | 04-11-10, 09:13 AM |
Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث | مجدي عبدالرحيم فضل | 04-11-10, 09:18 AM |
Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث | NGABY AJOOZ | 04-11-10, 09:26 AM |
Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث | مجدي عبدالرحيم فضل | 04-11-10, 12:27 PM |
Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث | مجدي عبدالرحيم فضل | 04-11-10, 12:35 PM |
Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث | مجدي عبدالرحيم فضل | 04-11-10, 01:46 PM |
Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث | مجدي عبدالرحيم فضل | 04-11-10, 02:09 PM |
Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث | مجدي عبدالرحيم فضل | 04-11-10, 02:33 PM |
|
|
|