|
Re: قابل للكسر ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
شئ ما بداخلها لم يعد كما كان , كأن بأحشاءها جرح لم يلتئم , .. غشاوة على أعينها جعلت الدنيا ليست كما كانت تراها , حنت إلى طفولتها , إلى عهد كانت به طفلة حالمة لم تكن تضطر إلى فعل شئ سوى الأحلام , حلمت بدنيا ليست كالتي وجدت نفسها بلجتها الآن .. دنيا كل شئ بها وردي مثالي شفاف ..
فجأة عرفت أن الألوان التي تلون دنياها تتوزع بين داكن وأسود .. رمت بنفسها على مقعد بأول بص يتجه نحو قلب الخرطوم , حمدت الله أنها تملك أجرة الرحلة , تدثرت بخمارها وغطت في نوم عميق , أيقظتها يد مجهولة لتعلن لها أن البص قد بلغ وجهته الأخيرة ..
رفعت رأسها ونظرت من خلف نافذة البص , لترى أمواج من البشر , باعة متجولون , شحاذون , طلاب وعمال وموظفون رجال ونساء وأطفال ..
صياح يختلط ببعضه , زحام وإصتدام وتدافع , أخذت نفساً عميقاً وتهيأت للنزول إلى بحر البشر المتلاطم الأمواج .. وبدأت رحلتها بقلب الخرطوم ..
|
|
|
|
|
|