هذا الموضوع أرسله لى أحدالزملاء وبعد إذن منه سأنشره لكم هنا. سافرنا الى الهند لفترة مدتها 45 يوماً قبل حوالى السنتين وكان بودي أن أكتب هذه السطور منذ ذلك الحين ولكن لم أوفق إلا الآن فالمعذرة على التأخير وأسأل الله أن يوفقنى لأضع بين يديكم هذه السطور مما شاهدته هناك من غرائب وطرائف وتناقضات فلا عجب فهذه هى شبه القارة الهندية! سيكون حديثى فى شكل محاور تشمل: السفر، البيئة، صلاة الجمعة، حركة المرور، دلهى ونيودلهى، تاج محل، الشاى والأكل، وسأحاول الإختصار فى كل محور بقدر الإمكان إن شاء الله. السفر: وصلنا مطار أنديرا غاندى الدولي حوالي الرابعة ص بتوقيت الهند على متن الخطوط الجوية الإماراتية من الخرطوم عبر دبي، ولسوء الفهم ربما، لم نجد مضيِّفنا عبر أفواج المنتظرين وعلمنا بعد ذلك أنه حضر إلى المطار الساعة 10م حيث تحط الرحلة الأولي للخطوط الإماراتية ولكننا كنا فى الرحلة الثانية التى تصل دلهى الرابعة ص، ولحسن الحظ وغرابة الصدفة وجدت فى الطائره عندما ركبنا من دبي صديق وزميل دراسة فى الجامعة وربما لم نتقابل منذ التخرج فجمعتنا الصدفة فى هذه الرحلة المثيرة. عندما يئسنا من وجود مضيِّفنا إضطررنا للذهاب مع ذلك الصديق حيث كانت سيارة صغيرة تنتظره فى الخارج لتقله للفندق فركبنا معه لنقضى ماتبقى من الفجر فى ذلك الفندق وفى الصباح نتصل بمضيِّفنا ، كان الفندق على بُعد ساعة من المطار وما إن طلعت الشمس حتى بدت لنا دلهى كما وصفها الأديب الطيب صالح فى مختاراته (للمدن تفرد وحديث:الشرق): "تزخر أمواج من البشر هم أهل الهند كما كانوا منذ قرون. تتدافع نحو مركز المدينة لتغرق الحلم الإمبيريالي الى الأبد. وهاهى ذى الطلائع ، أبقار مهملة ترعى فى الأحياء الراقية. من نافذة غرفتك ترى الحواة ينفخون فى مزاميرهم للأفاعى، وتري مشعوذين يوهمونك بأنهم يجعلون الناس يسبحون فى الهواء. تسمع صراخ الباعة وزحمة البشر، وخليطاً من الأنغام الهندية وموسيقي القِرَب الأسكتلنديه ومارشات عسكرية من أبواق نحاسية. والخلق حول المسجد الكبير، كأنهم فى يوم الحشر." بعد أن تناولنا الشاي، وللشاي حكاية ربما نأتى عليها فيما بعد، إتصلنا بمضيِّفنا الذى سرعان ماجاءنا فى الفندق واعتذر عن سوء الفهم الذى حدث وكان هو مسافراً من دلهى إلى مومباى فركنبا معه وفى الطريق أوضح لنا كل تفاصيل إقامتنا وبرنامجنا وبعد أن أوصلناه المطار أمر السائق أن يأخذنا الى حيث سنقيم، ولكن أين هو؟ هو على بُعد 90 كلم شمال دلهى فى مدينة صغيرة بولاية هاريانا تسمى بانى بات Panipat، الرحلة إليها أخذت قرابة الساعتين لأن الطريق السريع ضيّق الى حد ما، لكنه مفصول بأشجار مخضرّة (عادةً) ولا تكاد ترى من يسير فى الإتجاه المعاكس والخضرة ممتدة أيضاً على جانبى الطريق يقطعها أحياناً بعض المدن الحديثة (مجمعات سكنية ضخمة) وأحياناً مدارس أو مصانع أو معابد. أيضاً على طول الطريق توجد كافتيريات وكثير منها عبارة عن مظلة (راكوبة كبيرة) بها مقاعد بلاستيكيه والزبائن حولها، تشبه تلك التى تمتد عبر طريق الخرطوم - مدني، توقفنا فى إحداها لتناول وجبة خفيفة بعد عناء الطريق، ثم واصلنا المسير الى أن دخلنا باني بات وهى مدينة صغيرة ومزدحمة جداً بسبب بناء كبرى طائر بطول 8 كلم ليتخطى إزدحام المرور والتقاطعات مع الشارع السريع الذى سلكناه من دلهى ويسمى NH1 وتعنى National Highway No.1 أي الطريق القومي السريع رقم 1 والذى يربط دلهي بالولايات الشمالية حتى جامو وكشمير المتنازع عليها مع باكستان. NH1 أيضاً يعرف بG.T Road (الهنود مغرمون بالإختصارات حتى فى صحفهم اليومية تجد بين كل كلمتين إختصار) وهى Grand Truck Road أى طريق الشاحنات العتيق، وبالفعل شاحنات من كل الأحجام تمر عبر هذا الطريق حاملة مختلف البضائع مسببة ضجة وزحام لا يطاق. أخيراً وصلنا الفندق الذى حُجِزَ لنا فيه وهو الوحيد ذو الأربعة طوابق فى المدينة ولكنه نظيف وجيّد وملحق معه مطعم وجبات سريعة لكن على الطريقة الهندية. من أول يوم إكتشفنا أن للفندق مشكلتان: الأولى أن الكهرباء تقطع بصورة متكرره وإن كانت لدقيقة أو إثنتين إلا أنها مزعجة وفى بعض الأحيان ربما تكون داخل المصعد فتعلق هناك حتى يعود التيار من جديد. المشكلة الثانية هى أن الفندق يطل على الG.T.Road حيث الإزعاج وأصوات أبواق السيارات التى لاتكاد تنقطع حتى ساعاترمتأخرة من الليل.على العموم تأقلمنا مع الوضع واستسلمنا للنوم بعد يوم أول متعب فى شبه القارة الهندية. يًتبع...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة